كلَّفَت شركة Playstation عددًا من علماء الارتجاع العصبي الرائدين لدى شركة Brainworks بمقارنة أنشطة الفيزيولوجيا الكهربائية بين مجموعة من الأشخاص في الآونة الأخيرة، وكشفت هذه التجربة حقائقًا مثيرة.
فبحسب ما أكّدته Playstation، استمرت التجربة من الثلاثين من أبريل وحتى الثالث من مايو الجاري، وأُجريَت على 25 شخصًا. وكان الهدف الأساسي من هذه الدراسة هو “اختبار ردة فعل الدماغ لأشكال متنوعة من المحاكاة الترفيهية”.
فبينما تستطيع أفضل الأفلام أو البرامج التلفزيونية أن تدفع المشاهد ليذرف دموع الحزن أو يشعر بالذعر، أظهرت تجربة عصبية مميزة أن الألعاب الإلكترونية تتفاعل مع أجزاء كبيرة من المادة الرمادية في الدماغ (أحد العناصر الرئيسية في الجهاز العصبي المركزي).
كما ألمحت أحدث نتائج هذه التجربة أنه عند لعب ألعاب تسمح للاعب باتخاذ القرارات وتحديد مسار القصّة على غرار لعبة ديترويت: نحو الإنسانية، فإن القدرات العقلية لدى اللاعب تزداد، ويزداد ذكاؤه بالتبعيَّة.
واتضح أن هذا النوع من الألعاب يساعد على تعزيز المنطق لدى اللاعب أكثر من غيره من أنواع الترفيه على الشاشة، كما تُحسِّن من قدرته على اتخاذ القرارات تحت الضغط وتزيد من مستويات إنزيمات السعادة والشعور بالرضى أو “الإندروفين” التي يفرزها الجانب العاطفي من العقل.
وعلى ضوء التجرّبة، قال المدير التقني “جيمس روي” لدى Brainworks:
ما نحاول أن نكتشفه هو ما إن كان هنالك اختلافٌ بين استجابة عقلك عند مشاهدتك لفيلمٍ كمتلقى للأحداث وبين استجابته حينما تلعب لعبة تتغير أحداثها بمجرد قيامك فيها بأي حركة.
وأثناء التجربة، قام الباحثون بعرض مشهدين متشابهين. المشهد الأول كان مشهد احتجاز رهينة من لعبة فريق ديترويت: نحو الإنسانية، حيث يُطلَب من اللاعب اتخاذ قرارات مباشرة تُغيِّر مجريات الأحداث. بينما كان المشهد الثاني من مسلسل بوليسي تلفزيوني مشهور.
وكما تجري العادة في التجارب، تمت متابعة ردود أفعال الأشخاص الحاضرين، والذين أتيح لهم لعب المشهد الأول ومن ثمَّ مشاهدة المشهد الثاني على الفور.
ولمزيدٍ من التوضيح، تحكم اللاعبون في المشهد الأول بشخصية آندرويد يدعى كونر في أحداث دارت في المستقبل القريب من مدينة ديترويت، حيث كانت المهمة هي مفاوضة المختطف وإنقاذ الطفلة الصغيرة المحتجزة من قبل أندرويد آخر على سطح مبنى.
وفي المرحلة الثانية من التجربة، قام المشاركون بمشاهدة مشهد عميل FBI يقوم بتهدئة شخص مضطرب قام باحتجاز رهينة، ويتفاوض معه في مدينة بنسلفانيا (شخصيًا أعتقد إنه مسلسل Mindhunter).
ومن الجدير بالإشارة أنه تم توصيل المشاركين بأحدث تقنيات EEG خلال التجربة لمراقبة أنشطتهم الذهنية.
والمثير، إشارة الاختبار إلى حدوث زيادة كبيرة في موجات الدماغ من نوع High Alpha و Delta عند اللعب. وإن كنت لا تعرف -تمامًا مثلي- فإن هذه الموجات ترتبط بالجانب الذي يصدر الأحكام والمرتبط بالتركيز والمنطق وفهم المشاعر.
واتضح أن اللعبة قامت بتنشيط هذا الجانب من العقل أكثر من المشهد التلفزيوني.
وبالرغم من أنه لا زلّنا بحاجة الى البحث بشكل أعمق لفحص نطاق أوسع من الأفلام والمؤثرات الأخرى، إلا أن “روي” يقول أن النتائج تشير إلى أن اللعب يزيد من مستويات الأندروفين وقوة العقل والقدرة على اتخاذ القرارات الصحيحة.
وعلَّقت الرائدة في علم السلوك النفسي جو هيمينغز على التجربة بقول:
من المدهش أن نجد أن للأفلام والبرامج التلفزيونية استجابةً مباشرة أقل في عقولنا بالرغم من كونها تحدث ردة فعل عاطفية طويلة الأثر مقارنة بمستوى الاستجابة عندما نتخذ قرارات مباشرة في الألعاب.
وتدعم هذه الاختبارات نظرية أنه يجب عليك أن تعيش واقعَ شيءٍ ما لتكون قادرًا على اتخاذ قرارات شخصية حياله، كما هو الحال في لعبة ديترويت: نحو الإنسانية، فبدون أي مشاعر محفزة لتقود سلوكك عند مشاهدة فيلم أو مسلسل تلفزيوني سينتج عن ذلك استجابة غير فعالة عوضًا عن استجابة نشطة للدماغ.
أخيرًا، يُذكر أن لعبة ديترويت: نحو الإنسانية ستتوفر للتحميل من متجر PSN حيث سيتم إطلاقها يوم 25 مايو، اللعبة حصرية فقط لأجهزة PS4.