مرة أخرى نعود إليكم بمقال جديد من سلسلة مقالات لعبة الشهر التي نتحدث فيها عن أبرز وأهم الإصدارات التي تم طرحها طوال الشهر، ونسلط الضوء على أبرز ما تم مدحه فيها من قبل النقاد أو اللاعبين وعلى نقاط الضعف في تلك الألعاب. وها نحن نصل إلى المقال الخاص بشهر سبتمبر 2024.
من الألعاب المميزة في هذا الشهر كانت Astro Bot أول جزء فعلي في السلسلة وتكملة مباشرة للعبة Astro’s Playroom التي صدرت مجانًا مع جهاز بلايستيشن 5. لعبة منصات ظريفة ومليئة بالإبداع تحتفل بتاريخ بلايستيشن أيضًا. ما ميز هذه اللعبة أن الرسوم رائعة تقنيًا وفنيًا مع تنوع كبير في البيئات، حيث الرسوم زاهية والتحريك ظريف، فتستطيع تحطيم الزجاج وتتطاير الشظايا بشكل ديناميكي، وكذلك تتطاير العلب الحديدية عندما تركض بينها، والأسماك تتفاعل مع تحركك في البرك وغيرها من التفاصيل العدة الصغيرة. كذلك الموسيقى رائعة وباعثة للمرح والسعادة وهناك مقطوعات لا تنسى.
أيضاً كان هناك تنوع في أحجام وترتيب الكواكب والكثير من الابداع في بناء المراحل ودمجها مع عناصر من تاريخ بلايستيشن بأشكال مدهشة أحيانًا. بعض المراحل خطية مع أسرار جانبية بسيطة لكن بعضها أيضًا مركزي ومتشعب ويذكرني بمراحل Super Mario 64 و Banjo-Kazooie. كما أن إيقاع اللعبة جميل فهي ليست سريعة تفوت عليك التأمل في تفاصيل عالمها واكتشاف أسرارها وليست بطيئة فتشعرك بالملل.
هناك عدة مجرات وكل مجرة تحتوي على عدة كواكب، والكواكب بدورها تنقسم إلى كواكب عادية تنقذ فيها شخصيات Astro Bot والتي نصفها مصمم على هيئة شخصيات من تاريخ بلايستيشن، وكواكب صغيرة بتحدي أعلى وسمات مختلفة مثل طابع كلاسيكي أو عدم وجود نقاط تكملة أو إنهاء الأعداء بتكسير الأرض التي يقفون عليها.
بشكل عام اللعبة هي احتفال بتاريخ بلايستيشن فهناك شخصيات ومراحل وحتى ميكانيكيات مستمدة من ألعاب الطرف الأول وحتى بعض الطرف الثالث عبر السنوات وإلى حد كبير هي مثيل Super Smash لدى سوني. لديك كوكبًا يمتلئ بالشخصيات التي أنقذتها وحتى بعض عدتهم وهو معقلك الذي تعود إليه باستمرار.
لكن ما عكر صفو هذه التجربة هو أن قتال الزعماء أقل ملحمية مما كنت أتمنى والمراحل كان يمكن أن تحتوي على أسرار أكثر أو أصعب. بالمجمل أسترو بوت قدمت تجربة استثنائية وتكلل جهد أكثر من عقد من الزمن. تجربة ساحرة جميلة إبداعية مناسبة لكل الأعمار تحتفي ب30 سنة من تاريخ بلايستيشن. من الصعب أن تلعبها وتفارق الابتسامة وجهك والحزن الوحيد يأتي من أنها تجربة مثل كل شيء في الحياة لابد وأن تنتهي.
من الألعاب الأخرى المميزة هذا الشهر كانت لعبة Dead Rising Deluxe Remaster نسخة عصرية للعبة التي بدأت سلسلة Dead Rising قبل ١٨ سنة. لعبة بطولة صحفي أتى لمجمع تجاري للتحقيق ويفاجئ بامتلائه بالزومبيز و بمؤامرة ذات أطراف عدة. الناشر يسميها ريماستر لكونها لا تغير بالقصة أو اللعب كثيرًا، لكن الرسوم جديدة وكذلك الأداء الصوتي.
اللعبة الأصلية بنيت على أسس قوية، فالمجمع التجاري الذي تقع فيه أحداث اللعبة يوفر بيئة كبيرة ومتنوعة ومتشعبة مع عشرات من المحلات التي تستطيع زيارتها للمؤنة والأسلحة والملابس والاستكشاف.
الجانب الفكاهي ومزجه مع العنف عنصر أساسي باللعبة، فهناك عشرات الأسلحة للقضاء على الزومبيز الذين يشكلون خطرًا حقيقيًا عند كثرتهم، وكثير منها مضحك مثل استخدام أثاث أو أدوات زراعة أو دمى لقتل الأعداء. وكذلك الزعماء المختلين وحواراتهم المضحكة.
ما يميز اللعبة أيضًا كون الوقت عامل مهم، فتحتاج أن تكون في المكان المناسب في الوقت المناسب لتتبع القصة والا اختفت الحقيقة للأبد، مما يجعلك دائمًا توازن بين المهام الجانبية وبين تتبع القصة.
الرسوم هي الجانب الذي حصل على نصيب الأسد من التحديثات، فالشخصيات وبالذات الزومبيز تحسنت كثيرًا وكذلك العالم خاصة الإضاءة. حجم بعض المناطق والعدد الهائل من الزومبيز يجعل الرسوم مبهرة أحيانًا. الموسيقى والمؤثرات أيضًا جيدة خاصة المقطوعة الأساسية.
لكن الأمر لم يخل من السلبيات فـ قتال الزعماء لازال بسيط ولا يكافئ المهارة مثل ما يكافئ مستواك الحالي وسلاحك. كذلك لازالت اللعبة ذات استجابة متأخرة. كما أن الجانب الآخر الذي لم يتغير هو التحميل المتكرر حتى لو كان قصيرًا، سواء عند الانتقال بين مناطق المجمع أو حتى قبل وبعد المشاهد السينمائية. برأيي كان هذا أكثر جانب يمكن أن يستفيد من تقنية اليوم خاصة أنك ستعود لغرفة الأمن باستمرار.
إذاً تلك كانت الألعاب التي قمنا باختيارها كلعبة الشهر في سبتمبر 2024. ما هي لعبة هذا الشهر بالنسبة لكم؟ بانتظار تعليقاتكم.. ولا تنسوا الاطلاع على مقالنا الشهري الآخر أبرز مناسبات الذكرى السنوية بصناعة ألعاب الفيديو في سبتمبر 2024.