مرة أخرى نعود إليكم بمقال جديد من سلسلة مقالات لعبة الشهر التي نتحدث فيها عن أبرز وأهم الإصدارات التي تم طرحها طوال الشهر، ونسلط الضوء على أبرز ما تم مدحه فيها من قبل النقاد أو اللاعبين وعلى نقاط الضعف في تلك الألعاب. وها نحن نصل إلى المقال الخاص بشهر مايو 2024.
هذا الشهر قدم لنا عدة ألعاب لكن أهمها على الإطلاق كان اللعبة التي صدرت نهاية الشهر وهي Hellblade 2 وهي التكملة المرتقبة لقصة Senua حيث تسافر إلى آيسلندا بعد عودتها من Hel في الجزء الأول لتنتقم من الغزاة الذين هاجموا قريتها وقتلوا أهلها.
طبعاً اللعبة تحفة فنية بصريًا وصوتيًا وسينمائيًا، فالتفاصيل والتحريك والمؤثرات والتوجه الفني من أفضل ما قدمه هذا الجيل وتنجح في جعلك تنغمس بالعالم تمامًا. كذلك اللعبة تخلو من أي عدادات أو خرائط أو إشارات لهدفك مما يجعلك تتأمل في العالم وتفاصيله وتستمع للأصوات لتقودك.
القتال في اللعبة هو في مشاهد معينة وهو قد يبدو بسيط نسبيًا لكنه حماسي وعنيف وسينمائي دون أن يفقده ذلك التنوع، فلديك القدرة على المباغتة والتفادي وعلى صد الضربات وقلبها على العدو وهناك ضربة سريعة وأخرى عنيفة، وهناك تنوع في الأعداء فهناك السريع المباغت والقوي البطيء وذاك الذي يرميك من بعيد وتحتاج أن تواجه كل واحد بالطريقة المناسبة.
كذلك الألغاز تعتمد على قراءة البيئة وفي حالات تغييرها، وبعضها يتطلب النظر إلى أجسام من بعد وزاوية معينة لتطابق رموز على بوابة مغلقة، وبعضها يتطلب العثور على بلورات بتغيير البيئة للوصول لها، وبعضها باستخدام النور والظلام لفتح طريق جديد وجميعها ألغاز تدفعك لاستكشاف العالم.
اللعبة تكاد تخلو من أي مشي بدون أحداث أو تنقل متكرر وإعادة إلى أماكن سابقة بسبب خطيتها مما يجعلها تجربة أغنى مما قد يوحي به طولها.
قصة اللعبة تتمحور حول ذهابك إلى آيسلندا للانتقام من الفايكنج الذين غزوا قريتك في الجزء الأول وستقابل عدة شخصيات مختلفة، حلفاء وأعداء، تضيف كثيرًا للقصة، والأحداث مليئة بالمفاجآت وطبعًا تتخللها لحظات خيالية تعكس حالة الشخصية الذهنية.
الأمر لم يخل من السلبيات فالألغاز تتكرر أحيانًا والذي شخصيًا لم أراه مؤثرًا ولكن وجب التنبيه، بينما القتال خاصة بالبداية قد يبدو أبسط مما هو عليه بالفعل بسبب عدم شرح اللعبة ذلك لك لكن الاستكشاف هو من سمات اللعبة.
هذه اللعبة تجربة استثنائية وتجسيد رائع لرحلة البطلة وصراعها سواء في القتال الحماسي والعنيف أو الأحداث الذي تختبر قوتها باستمرار في عالم جميل في وحشيته، سواء كان حقيقيًا أو نامٍ من مخاوفها. تكمل اللعبة ما بناه الجزء الأول مع تحسينات في جل جوانبه.
إذاً هذه هي الألعاب التي قمنا باختيارها كلعبة الشهر في أبريل 2024. ما هي لعبة هذا الشهر بالنسبة لكم؟ بانتظار تعليقاتكم.. ولا تنسوا الاطلاع على مقالنا الشهري الآخر أبرز مناسبات الذكرى السنوية بصناعة ألعاب الفيديو في مايو 2024.