أيمن اليغشيمرة أخرى نعود إليكم بمقال جديد من سلسلة مقالات لعبة الشهر التي نتحدث فيها عن أبرز وأهم الإصدارات التي تم طرحها طوال الشهر، ونسلط الضوء على أبرز ما تم مدحه فيها من قبل النقاد أو اللاعبين وعلى نقاط الضعف في تلك الألعاب. وها نحن نصل إلى المقال الخاص بشهر فبراير 2025.
من الألعاب المميزة في هذا الشهر كانت Kingdom Come: Deliverance II تستكمل اللعبة قصة الجزء الأول الصادر في 2018، إذ تركز على عناصر ألعاب تقمص الأدوار الواقعية مع قصة تتطرق للصراعات المشتعلة في أوروبا في فترة العصور الوسطى، وهذه المرة تركز الأحداث على الصراع الذي دار في القرن الخامس عشر بين الملك السابق وينسيسلاس وشقيقه سيجيسموند، حيث تمزقت الأرض فعليًا إلى نصفين.
ليس سرًا أن الجزء الأول أصابني بالإحباط والملل بسبب أسلوب السرد والمشاكل التقنية والواقعية المبالغ فيها والتي لم يتم تطبيقها بشكل مناسب يخدم توجه العنوان، لكن هنا تعلم المطور من تجاربه السابقة، وقدم قصة آسرة تجسد الصراع بين الجانبين، مع العديد من اللحظات الحماسية، إذ ستجد نفسك تارة تدافع عن حصن ضد قوات تحاول الاستيلاء عليه، وتارة أخرى تتسلل خلسة إلى حصن أو تتنكر كنادل للحصول على معلومات سرية من سيجيسموند نفسه، الأمر الذي ترتب عليه تنوعًا كبيرًا في أسلوب اللعب.
تفوق Warhorse على نفسه في أسلوب السرد والتنقل بين مراحل القصة المختلفة، فمن اللحظة الأولى وحتى النهاية ستكون مهتمًا بالاستماع إلى كل حوار، والتدقيق في كل اختيار تستقر عليه، ورغم المشاهد السينمائية العديدة والحوارات الطويلة جدًا، إلا أنه نادرًا ما شعرت بالملل أو بالحاجة إلى تخطي تلك المحادثات والانتقال للمهمة مباشرة، والفضل يعود إلى الكتابة المتميزة والأداء التمثيلي الرائع.
هناك توازن كبير بين المتعة والواقعية، وهي المشكلة التي وقع فيها الجزء الأول وأدت إلى ابتعاد اللاعبين ووصف العنوان بالملل أو الواقعي أكثر من اللازم، هنا تم ضبط كل شيء بتوازن تام، ولم تعد بحاجة لتناول الطعام كل دقيقة أو النوم كل فترة زمنية قصيرة، ببساطة، تم تخفيف مفهوم الواقعية لكن بطريقة لا تؤثر سلبًا على الأحداث وممتعة في الوقت ذاته.
لدينا تصميم رائع لمعظم الشخصيات سواء على مستوى المظهر أو الخلفيات الدرامية والحوارات المكتوبة بعناية مما سيزيد اهتمامك في تبادل أطراف الحديث مع أي شخص تقابله، إذ دائمًا ما يمتلك في جعبته أسرارًا أو حكاوي مثيرة لن تمل من سماعها.
لكن رغم ذلك لدينا سلبيات تتمثل في أن بعض المهام الروتينية المعتادة في ألعاب تقمص الأدوار مازالت مملة كما هي ولا تقدم أي جديد يذكر، مثل مساعدة مسنة في نقل حمولة القمح أو تبادل أطراف حديث سفسطائي مع عابر سبيل لإثبات وجهة نظرك له على الرغم من أنه لا يأبه بما تقول.
الانتقادات طالت أيضاً نظام القتال صعب وواقعي زيادة عن اللازم، ستشعر بعدم قدرتك على مواجهة خصوم معدومي القوة في البداية مثل المزارعين وقطاع الطرق، لكن بمرور الوقت ستحصل على عتاد ودروع أقوى ستجعل التجربة أيسر لكنني لم استمتع بكل معركة خضتها كحال عناوين تقمص الأدوار أخرى، بل كان الأمر أقرب إلى فعل ما هو مفروض عليك للمضي قدمًا في الأحداث.
بشكل عام تفوق استوديو Warhorse على نفسه في Deliverance II وقدم مغامرة عالجت معظم مشاكل الجزء الأول بشكل مثالي مع شخصيات مثيرة للاهتمام وحوارات لن تمل من خوضها ومهام مصممة بدقة تشهد تنوعًا ملحوظًا في أسلوب اللعب، وبغض النظر عن المشكلات التقنية البسيطة، تكمن مشكلة اللعبة الرئيسية في نظام القتال والاشتباكات المرهق بشكل واضح.
اللعبة الأخرى التي نالت إعجابنا هي لعبة Monster Hunter Wilds الجزء الرئيسي القادم من سلسلة الأكشن أر بي جي وصيد الوحوش الشهيرة Monster Hunter
يعتبر هذا أفضل نظام قتال قدمته السلسلة على الإطلاق، فالإضافات الكثيرة جعلت من طريقة اللعب سلسه وممتعة لجميع الفئات سواء كنت من اللاعبين الجدد أم القدامى, وتركز على استخدامك للبيئة المحيطة حولك أكثر من قبل، ولكن أبرز هذه الإضافات هي خاصية ال focus mode والتي تغير المنظور إلى منظور مشابه لألعاب التصويب بتوجيه ضرباتك بشكل أدق وأمتع. وإضافة على ذلك تم تمييز الأسلحة عن بعضها بوجود آليات خاصة لكل سلاح مما جعل لكل منهم قيمته أكثر من قبل.
العالم المفتوح جميل جداً ومتصل بدون شاشات تحميل ولأول مره للسلسلة فكل منطقة لها بيئتها الخاصة وتوجه اللعبة الفني الرائع جسد كل منطقة بأجمل طريقة ممكنه وخصوصا المناطق الاستوائية، فهي مليئة بالحياة والألوان المختلفة فجمالها كان باهر حقاً. والتنقل بالعالم كان ممتع فالشكر يعود لمخلوق الـ Seikret الذي ساعدني كثيراً بالتنقل بسرعة وبشكل تلقائي إلى نقطة الوصول، وأقوى نقطة بالنسبة لي هي عندك وقوفك في مكان مرتفع لترى الطبيعة والوحوش الضخمين يتجولون في المنطقة.
قصة اللعبة مشوقة وخطوة ممتازة تخطوها السلسلة إلى الاتجاه الصحيح وأضافت على التجربة كثيراً لأنها تخبرك بتفاصيل العالم والوحوش بشكل لم يسبق على السلسلة. وأعجبني كثيراً أن شخصيتك تملك أداء صوتي وهو ما عزز من الجانب القصصي وخصوصاً أن كتابة الحوارات كان جيد بشكل مفاجئ.
من سلبياتها أن مستوى اللعبة التقني كان أقل من عادي، فالرسوم لا تحمل النقلة الكبيرة عن الأجزاء السابقة رغم حصريتها على أجهزة الجيل الجديد وطور ال balance لا يتجاوز ال 50 إطار على جهاز ال Playstation 5 Pro وهو ما جعل طور الأداء هو الطور الأمثل للعب ولكنه يعاني في مشاكل مثل ضعف جودة الطبيعة وهذا أثر سلبياً على مظهر اللعبة رغم توجهها الفني الجميل.
كذلك عدد الوحوش الضخمين أقل من جزئي Rise و World وهو ما تسبب لي بالإحباط وخصوصا أنك لا تستطيع مواجهة إعادة مواجهة الزعيم الأخير في القصة.
إذاً هذه هي الألعاب التي قمنا باختيارها كلعبة الشهر في فبراير 2025. ما هي لعبة هذا الشهر بالنسبة لكم؟ بانتظار تعليقاتكم.. ولا تنسوا الاطلاع على مقالنا الشهري الآخر أبرز مناسبات الذكرى السنوية بصناعة ألعاب الفيديو في فبراير 2025.
بارعة