الألعاب كأي مجال ترفيهي آخر له أسماء تخلد في ذاكرة العاشق لهذا المجال مثل ما هناك أسماء خالدة لأفلام أو قصص أو حتى مسلسلات. على سبيل المثال فيلم تايتانيك (Titanic) أو افاتار (Avatar) ومجموعة قصص هاري بوتر (Harry Potter) تعتبر أيقونات لامعة في مجال الأفلام والقصص. شخصياً أتوقع إن هذا النجاح يحتاج له شخص عندة جرأة ويحب المغامرة بحيث يخرج عن المألوف ويجيب شي جديد للناس.
في هذا المقال بنتكلم عن هذي الجرأة (جرأة التغيير) إللي يفتقدها مطوري الألعاب في الفترة الأخيرة وعن الأسباب إللي تخليهم متمسكين بنفس الأنواع من الألعاب إللي يخلي بعض اللاعبين يمل من هذا التكرار.
التكلفة تغيرت
شينجي ميكامي لما كان يشتغل على الجزء الثاني من رزيدنت إيفل (Resident Evil) خلص تقريباً 80% من اللعبة ولكن حس إنه في شي غلط فطلب من فريقة إنهم يرجعوا يشتغلوا على اللعبة من الصفر. هل هذا الشي ممكن اليوم؟ ما أتوقع لأن الإستوديوهات إللي تشتغل على الألعاب صارت كبيرة ومكلفة وصناعة أي لعبة (AAA) بحد ذاته مغامرة عشان كذا مطوري الألعاب يختاروا يطوروا الألعاب إللي يحسوا إنها بتنجح ويبتعدوا عن أي فكرة تبعدهم عن المألوف وتخسرهم الملايين إللي دفعوها في التطوير. لهذا السبب نشوف نفس النوع من الألعاب يتكرر بإستمرار وكل سنة.
أمثلة من هذا الجيل لمحاولات التغيير
بالرغم من كل هذا شفنا كم لعبة كانت جريئة في هذا الجيل وقدرت إنها تخرج عن إللي تعودنا عليه في عالم الألعاب. أفضل مثال هي لعبة هيفي رين (Heavy Rain). هذي اللعبة تميزت عن البقية بشكل كبير فكانت قريبة للأفلام وقصتها لها هدف معيّن وفوق ذلك تلعب بأكثر من شخصية وخياراتك في اللعبة تحدد كيف بتكون نهاية اللعبة. كل هذي الأشياء إللي قدمتها هيفي رين نادراً نشوفها في عالم الألعاب وهذا إللي يخلي البعض يعتبر هذي اللعبة عملة أو أيقونة نادرة حالها من حال فيلم تايتانيك في عالم الأفلام.
هذي الجرأة للأسف ما دائماً تصيب أو خلنا نقول ما دائماً تكون في محلها فأحياناً هذي الأفكار ما تلاقي الإعجاب إللي المطور كان يتوقعة من اللاعبين. نفس الشخص (David Cage) إللي كان الرجل الأساسي للعبة هيفي رين رجع وأخرج لنا لعبة بيوند (Beyond: Two Souls) ولكن هذي المرة أفكاره ما لاقت الأستقبال إللي كان يتمناه واللعبة بشكل عام كان الإقبال عليها متوسط. هذا من الممكن إنه يبعد ديفيد كيج عن هذا الإسلوب للأبد ويتجه لتطوير ألعاب بنفس النمط إللي تعودنا عليه.
ألعاب تحتاج لهذا التغيير
بصراحة ألعاب أو سلاسل كثيرة تحتاج لتغيير جذري وأفكار جديدة. إرجع وإقرأ مقال (جيل سقوط الأساطير) وفعلاً بتحصل إن الأسماء المذكورة في المقال تحتاج لإعادة هيكلة بالكامل(reboot). ألعاب مثل رزيدنت إيفل وسايلنت هيل محتاجة لمطور عندة جرأة ونظرة ذكية عشان يغير هذي السلاسل ويعيد إستكشافها من جديد. ألعاب اخرى مثل فاينال فانتاسي (Final Fantasy) وجود أوف وار (God of War) أيضاً تحتاج لهذا التغيير. أسماء كثيرة بصراحة تفتقد لجرأة المطورين في هذي الفترة نتمنى يتغير حالها في هذا الجيل. ولكن هل فعلاً المطورين مستعدين لهذي المغامرة؟
في النهاية…
في النهاية وبشكل عام نقدر نقول إن التغيير في عالم الألعاب صار شبه معدوم وأقصد هنا في عناوين (AAA). الأسباب كثيرة ومن بينها التكلفة العالية لصناعة الألعاب وخوف المطورين من فشل لعبتهم إللي كلفتهم ملايين لتطويرها. الشي المحزن إن عناوين الجيل الجديد معظمها ألعاب مألوفة ومعروفة عند اللاعبين يعني ما شي جديد بالنسبة لهم. هل بتستمر الألعاب على هذا المنوال؟ أو إن هذا الجيل يحمل لنا مفاجئات في الطريق؟ أو إن الأفكار الجديدة بنحصلها كالعادة في ألعاب الإندي (Indie Games)؟ شاركنا برأيك في الردود يا عزيزي القارئ.