منذ نهاية الجيل السابق و حتى الان و نحن نشهد تدهورا ملحوظا في مستوى الالعاب المقدمة من العديد من الشركات. كثير من هذه الالعاب تحتوي على اخطاء تقنية عديدة و في بعض الاحيان تظهر بمظهر غير مكتمل و غير مستعد للاصدار.
في هذا المقال سأناقش اسباب هذا التدهور و التي في رأيي ترجع لخمسة اسباب.
1. الربح السريع
معروف ان سبب تطوير الالعاب من قبل الشركات هو الربح المادي، لكن مع تقدم التقنية اصبحت العديد من الشركات تطالب بالربح السريع و ذلك من خلال اصدار العابها بأقرب وقت ممكن ثم اصلاحها لاحقا بالتحديثات. و لم تكتف اغلب الشركات بهذا، بل اصبحوا يبحثون عن ربح اكثر عن طريق الاضافات و بما يعرف بالـ”مايكروترانزاكشن”، و هي امكانية شراء بعض الادوات من داخل اللعبة بمقابل مادي.
هذا الامر يجعل مطور الالعاب تحت ضغط كبير و لا يسعفه الوقت للعمل اكثر على رفع جودة اللعبة.
2. موعد اصدار غير منطقي
تابع للسبب الاول، بعض الشركات تعلن اصدار العابها بشكل مستعجل فيه، مما يعرضهم لتأجيل اصدارها لوقت لاحق. فمن غير الممكن ان تعلن عن موعد اصدار اللعبة قبل ان تقضي فترة معقولة في تطويرها و معرفة المصاعب و العقبات التي ستواجهك. ولا ادري ما السبب الذي يجعل الشركات تستعجل في اعلان موعد الاصدار، و اشيد بشركة كونامي عدم استعجالها اعلان موعد اصدار ميتل قير سوليد 5 حتى تمكن الفريق المطور من رفع جودة اللعبة لتخرج لنا بشكل اشبه بالخال من الاخطاء التقنية.
3. الضغط الاعلامي
بعض الالعاب تظهر من خلال العروض بشكل قوي جدا، مما يلفت انتباه العديد من المواقع الاعلامية و تصبح بذلك حديث الساعة. هذا أمر رائع جدا، لكنه سيجعل المطورين تحت ضغط كبير و الخوف من الفشل. فعلى سبيل المثال، كانت حصرية البلايستيشن ٤ ذا اوردر ١٨٨٦ (The Order 1886) احد اكثر الالعاب ترقبا بسبب ظهورها بشكل رائع من خلال المقاطع الترويجية، لكن كانت الكارثة عندما صدرت اللعبة اخيرا و اكتشف الجميع ان المقاطع شيء و اللعبة الحقيقية شيء آخر تماما، فهي لم تصل لتطلعات الجمهور ابدا و حصلت على تقاييم ضعيفة جدا.
4. التمويل المادي
قد يكون لدى المطور الامكانيات لصنع لعبة رائعة و جذابة لكن المشكلة قد تكمن في ايجاد التمويل الكافي لصنع هذه اللعبة. بعض الشركات تخاف من تمويل لعبة جديدة بالكامل و أن ذلك قد يؤدي للفشل، فتراها تضع ميزانيات محدودة قد تحد من امكانيات المطور و تجعله غير قادر على الوصول للجودة المطلوبة.
5. سهولة اصلاح الاخطاء لاحقا
بسبب وجود الانترنت و سهولة اصدار التحديثات لاحقا، اصبحت الكثير من الشركات تقوم بإصدار العابها في الموعد المحدد حتى “لا تخذل” جماهيرها ثم تقوم لاحقا بإصدار تحديثات تقوم بإصلاح هذه الأخطاء. فعلى سبيل المثال، اللعبة الحائزة على جائزة لعبة السنة في حفل The Game Awards 2015 ذا ويتشر ٣ (The Witcher 3) ما زالت تتلقى تحديثات اصلاح الاخطاء رغم انها صدرت منذ ٦ أشهر! بل إن بعض الالعاب يصدر معها تحديث منذ اليوم الاول لإصلاح أخطائها!
شخصيا أصبت بالإحباط من مستوى جودة الألعاب مؤخرا، و اصبت بالاحباط أكثر عندما أرى البعض يتقبل هذه المشاكل وكأنها لا تؤثر في مستوى المتعة. في السابق لم نكن نرى هذه المشاكل الا قليلا، فما الذي تغير الآن برأيك عزيزي القارئ؟