أنها تلك الفترة من كل عام التي تشهد منافسة محتدمة بين أضخم العناوين على الساحة كل في فئته، سواء Battlefield و Call of Duty، أو FIFA و eFootball (المعروفة سابقًا باسم PES)، وبما أن كلاهما صدر رسميًا قبل عدة شهور، قررنا إجراء مقارنة سريعة بين ميزات كل لعبة.
لمن الأفضلية هذا العام؟ هل استمر تفوق لعبة EA التي لا تظهر أي مؤشرات على التباطؤ أو التراجع في المبيعات؟ أم استغلت لعبة Konami فرصة إطلاقها بشكل مجاني ووصلت لطبقة جماهيرية أعرض أعادتها لطريق النجاح من جديد؟ الحكم متروكًا لكم بعد الاطلاع على مميزات وعيوب كل عنوان.
FIFA 22 بالسعر الكامل و eFootball 2022 مجانية “نوعًا ما”
وصلت سلسلة ألعاب Pro Evolution Soccer للقمة في العقد الماضي، ووفرت أسلوب لعب أكثر واقعية مقارنة بألعاب FIFA قبل أن تفرض الأخيرة هيمنتها على الساحة في مطلع العقد الماضي مع تقديم طور Ultimate لأول مرة والذي نقل السلسلة ككل لمكانة مختلفة جعلت من المحال على أي لعبة كرة قدم أخرى الاقتراب منها خاصة عندما يتعلق الأمر بالمنافسات المحتدمة على البطولات الرقمية مع لاعبين آخرين والمحتوى الضخم الذي يبقي المستخدمين مشغولين لعشرات الساعات.
بمرور الوقت تراجعت شعبية PES أو eFootball بدرجة كبيرة، الأمر الذي ترتب عليه اتباع استراتيجيات جديدة أبرزها طرح اللعبة بشكل مجاني لأول مرة في نسخة العام الماضي من خلال إصدار Lite، قبل أن يتم تعميم القرار مع الإصدار الجديد المتاح بشكل مجاني ويركز على المباريات الودية فقط في البداية، مع إتاحة تسعة أندية أولية للاختيار من بينها، وفي وقت لاحق سيتم إصدار أطوار لعب أخرى، بما في ذلك البطولات عبر الإنترنت ودورات الرياضات الإلكترونية كمحتوى اختياري مدفوع وليس مجاني.
على الجانب الآخر، وبالنظر للإيرادات المتزايدة عامًا تلو الآخر، تستمر EA في سياستها الخاصة بطرح FIFA 22 بالسعر الكامل.
مستوى الرسوم والواقعية
بعد سنوات من اعتماد ألعاب PES على محرك FOX الخاص بشركة Konami والذي طوره هيديو كوجيما قبل مغادرة الشركة، قرر الناشر تطوير أحدث لعبة كرة قدم باستخدام إصدار مخصص من Unreal 4، في نفس الوقت، يقدم المحرك نظامًا جديدًا للرسوم المتحركة يعرف باسم Motion Matching، حيث تدعي Konami أن eFootball تتباهى برسوم متحركة جديدة كليًا وأكثر بـ4 أضعاف مما ظهر في ألعاب PES السابقة.
كل تلك التصريحات التي جعلت اللاعبين يحترقون شوقًا لتجربة اللعبة ورؤية التغييرات التي قد تعيدها للمسار الصحيح ذهبت أدراج الرياح بعد تجربة اللعبة في الفترة الماضية، حيث جاءت نماذج اللاعبين مقبولة نوعًا ما، في حين أن تعابير الوجه وملامح أشهر اللاعبين مثل رونالدو وميسي وديبالا وغيرهم كانت كارثية، وأقرب إلى ألعاب جيل PS2 كما لو أن فريق التطوير لم يأخذ وقته الكافي في العمل على العنوان، خاصة عند النظر لقدرات محرك Unreal المعروفة والتي وفرت رسوم مبهرة في عشرات العناوين الأخرى، أضف إلى ذلك الرسوم المتحركة التي لا تعمل كما ينبغي في الالتحامات بين اللاعبين وبعضهم البعض، كما لو أنك تتحكم في شخصيات بلاستيكية لا تتمتع بأي مرونة.
تستمر FIFA 22 في المقابل في الاعتماد على محرك Frostbite، الذي ربما تعرض لانتقادات عديدة في السابق ولكنه يوفر أفضلية مقارنة بألعاب eFootball، كما أن التقنيات التي يتم إدخالها على المحرك في كل عام تزيد من الواقعية و المظهر الرسومي المبهر خاصة على أجهزة الجيل الجديد، والفضل في ذلك يعود لتقنية HyperMotion والتي تجمع، لأول مرة في مسار ألعاب FIFA، بين تقنيتين حديثتين في تطوير اللعبة، الأولى هي بيانات التقاط الحركة للفريق بالكامل، والثانية هي التعلم الآلي وكلاهما يوفر القدرة على زيادة المصداقية فيما يخص تحركات اللاعبين وتقديم ميزات جديدة تظهر لأول مرة، وبعد تجربة اللعبة في الفترة الماضية، يمكن القول أن FIFA 22 وصلت للقمة فيما يتعلق بالرسوم والواقعية في تحركات اللاعبين و الالتحامات والرسوم المتحركة الجديدة التي تغلبت على المواقف السخيفة التي لطالما عانت منها اللعبة في إصداراتها السابقة.
فيزيائية الحركة والتحكم بالكرة
يقدم محرك Unreal 4 نظامًا جديدًا للرسوم المتحركة يعرف باسم Motion Matching، حيث تدعي Konami أن eFootball تتباهى برسوم متحركة جديدة كليًا وأكثر بـ4 أضعاف مما ظهر في ألعاب PES السابقة، كذلك سيتمكن اللاعبين من التمتع بميزات جديدة تركز على واقعية لمس الكرة والسيطرة عليها من خلال قوة ركل الكرة وكذلك تحديد سرعة المراوغة، تمامًا كما هو الحال في كرة القدم الحقيقية، بينما يحصل ملاك PS5 على ميزات إضافية بفضل يد التحكم DualSense وتقنية ردود الفعل اللمسية (Haptic Feedback) ودعم المشغلات التكيفية (Adaptive Trigger)، بالإضافة إلى ذلك، تقدم اللعبة أيضًا طرقًا جديدة للاعبين لأداء أفضل لعناصر التحكم باللمس والتي تستهدف الهواتف الذكية في الأساس.
في المقابل، تشهد FIFA 22 إضافة أكثر من 4000 رسم متحرك جديد، تساعد هذه الرسوم على تحسين الانغماس عن طريق إضافة ميزات جديدة لآليات اللعب، بما في ذلك الركلات الثابتة، والتسديد، والمهارات، والتمريرات، وحركة اللاعب، وردود فعل اللاعب، والاحتفالات، والتحكم في الكرة، وضربات الرأس المشتركة بين اثنين من اللاعبين، و السقوط، والقفز، والمراوغة، وتحديات المكاتفة، والمزيد.
أضف إلى ذلك ميزة خوارزمية الشبكة العصبية (سلسلة من الخوارزميات التي تتعرف على مجموعة من البيانات من خلال عملية تحاكي الطريقة التي يعمل بها الدماغ البشري) في ML-Flow القادرة على إنشاء رسوم متحركة لمقاربة طريقة تحريك الكرة في الوقت الحقيقي، بما في ذلك تعديلات تحركات اللاعبين والقرارات التي يتخذونها لجعل طريقة تحرك الكرة أكثر انسيابية وواقعية.
تراخيص اللاعبين والفرق
لا تهتم Konami بتأمين الحقوق لكل لاعب وفريق متواجد في اللعبة، ولكن على الرغم من كونها متاحة للعب مجانًا، إلا أن eFootball استحوذت على بعض أندية النخبة واللاعبين الكبار، حيث سيتمكن اللاعبون من استخدام إصدارات مرخصة بالكامل من أندية برشلونة وبايرن ميونيخ ويوفنتوس ومانشستر يونايتد وأرسنال وكورنثيانز وفلامنجو وساو باولو وريفر بلايت.
جميع الأندية التسعة قابلة للعب في طور المباريات المحلية، بينما من المتوقع توفير المزيد من الأندية في المستقبل مثل روما ولاتسيو ونابولي وسلتيك ورينجرز وشالكه، ومن غير المعروف ما إذا كانت تلك الاندية مجانية أم يجب الدفع للحصول عليها.
على الجانب الآخر، لطالما افتخرت سلسلة ألعاب FIFA بالأصالة ولا يختلف الوضع كثيرًا في نسخة هذا العام، حيث تضم اللعبة أكثر من 17000 لاعب حقيقي من أكثر من 700 فريق من جميع أنحاء العالم. ليس هذا فقط، ولكن مع أكثر من 90 ملعبًا تم إعادة تصميمه بدقة وتراخيص كاملة لأكثر من 30 دوريًا، أضف إلى ذلك منافسات النخبة التي تحتكرها مثل UEFA Champions League و Europa League و Super Cup، وإمكانية الوصول إلى 100 من أفضل اللاعبين في تاريخ كرة القدم مثل بيليه ومارادونا وكانتونا وزيدان، وبالتالي فهي توفر تجربة كرة القدم الأكثر واقعية وشمولًا في السنوات الأخيرة دون أي منافسة تذكر.
أطوار اللعب
يدرك الجميع جيدًا سيطرة ألعاب FIFA على معظم التراخيص والحقوق الرسمية لأبرز بطولات كرة القدم على مدار العقد الأخير، الأمر الذي يؤثر بطريقة مباشرة على اندماج اللاعبين مع المنافسات المحلية أو القارية أو العالمية التي يتطرقون لا ويساعدهم على الانغماس مع الأحداث بصورة أفضل مثل طور Career.
قد تلعب لعبة كرة قدم أكثر واقعية على أرض الملعب وتستمتع بها ولكن إذا كانت الملاعب والمسابقات والفرق واللاعبين غير صحيحة أو بأسماء مستعارة، ستشعر بالغرابة دون شك، وهي النقطة السلبية التي لطالما عانت منها ألعاب PES ومازالت مستمرة في eFootball 2022 ويظهر تأثيرها السلبي على المنافسات التي تقدمها.
في FIFA يعتلي طور Ultimate الصدارة، ويعتبر طور اللعب الأكثر شعبية في أي لعبة رياضية متاحة بالأسواق في الوقت الراهن، وبالرغم من أن eFootball تمتلك نسختها الخاصة المسماة MyClub إلا إنها لا تضاهي حجم التنوع والبطاقات وخيارات التخصيص التي توفرها FIFA 22، ناهيك عن أطوار اللعب الأخرى التي تلائم تطلعات أي لاعب مثل Pro Clubs و Volta، والتي لن تجدها في أي لعبة منافسة.
مستوى الدعم بعد الإطلاق
تتمثل أكبر مشاكل FIFA 22 في تحقيق التوازن وإعادة ضبط أداء بعض اللاعبين مثل الحراس وهو ما حدث بالفعل بعد فترة وجيزة من إصدار العنوان، على الجانب الآخر، عانت eFootball 2022 وقت إطلاقها من مشاكل تقنية كارثية مازالت مستمرة حتى اللحظة على الرغم من التحديثات السابقة.
تعاني لعبة Konami من مشاكل في تحركات اللاعبين وفيزيائية الحركة للكرة وطريقة التسديد والالتحامات الجسدية وتعابير الوجه وغيرها من الأخطاء التي لا تخفى على أي شخص، وما زاد الأمر سوءًا هو تأجيل إطلاق التحديث الرئيسي المخصص لحل تلك المشكلات لفترة أطول، مما أثر بالسلب على شعبية اللعبة وتراجع أعداد لاعبيها بشكل واضح إذا أخذنا بعين الاعتبار المحتوى المحدود الذي تقدمه في الوقت الراهن.
مشاكل الاتصال
بالرغم من أن اللاعبين العرب في شمال أفريقيا مازالوا يعانون من مشاكل الاتصال في ألعاب FIFA بسبب عدم وجود خوادم رسمية في منطقة قريبة، إلا أن جهود EA لم تتوقف طوال السنوات الماضية لتوفير المزيد من الخوادم وتحسين مشاكل الاتصال قدر المستطاع مثل القدرة على الإبلاغ عن سوء الإتصال بضغطة زر واحدة داخل المباريات، ناهيك عن توفير خوادم رسمية لمنطقة الخليج مما ساهم في تحسين التجربة النهائية بدرجة كبيرة وساعد على وجود العديد من الأبطال العرب في المحافل الدولية مثل بطل العالم السابق “مساعد الدوسري”.
على الجانب الآخر، لا تحظى eFootball 2022 بالدعم الكافي فيما يخص الخوادم المتوفرة للاعبين في دول متفرقة حول العالم، وأيًا كان موقعك ستعاني من انقطاع الاتصال أثناء المباريات والخروج فجأة دون سابق إنذار، والبطء الشديد في بعض المباريات سواء في حركة اللاعبين أو سرعة الاستجابة.
تلك هي أبرز الفروقات بين اللعبتين، ويبقى الحكم في النهاية للاعبين أنفسهم، شاركونا أرائكم بخصوص لعبتكم المفضلة هذا العام، ولا تنسوا الاطلاع على مقالنا السابق “أكثر 10 لحظات حزنًا في ألعاب الفيديو“.