نواصل مع الجزء الثاني من مقالنا هذا ضمن سلسلة مقالات توب 10 أو Top 10 الحديث الذي بدأناه أول مرة في الجزء الأول من مقال “ايجابيات وسلبيات الموسم الأول من مسلسل Fallout“. سنسلط الضوء على ماتبقى من الايجابيات والسلبيات حول الموسم الأول للمسلسل.
طاقم الممثلين الذين كرسوا أنفسهم لتقديم أقصى درجات إبداعهم
قدم كل فردٍ تقريبًا في طاقم الممثلين أداءً مميزاً يليق بقصة السلسلة وبأسلوبٍ مقنع بشدة، سواء كان ذلك في الأدوار الرئيسية أو الثانوية، ومن أبرز الشخصيات البارزة في هذه الناحية الممثل المساعد Kyle MacLachlan، الذي يلعب دور “Hunk”، زعيم “لوسي فولت”، وكذلك Leslie Uggams الذي يصور شخصية بيتي السرية في Vault. وعلينا أن لا ننسى Frances Turner في دور زوجة كوبر الغامضة Barb.
كما ينضم إليهم، مجموعة من نجوم الكوميديا الذين يعملون على استغلال نقاط قوتهم، بما في ذلك Fred Armisen الغريب الأطوار، و Matt Berry المغرور، والمخضرم غريب الأطوار Chris Parnell، ودعونا لا ننسى Johnny Pemberton، الذي أصبح دوره المثير للشفقة كصديقٍ لـ Maximus خاطفًا للأضواء.
الروايات الثلاثة المقنعة للشخصيات
يهيمن ثلاثة ممثلين ضمن فريق ممثلي Fallout، وهم Ella Purnell في دور Lucy MacLean، التي تقوم بمهمة لإنقاذ أحد أحبائها من العالم السطحي، و Aaron Moten في دور Maximus، أحد مرافقي الأخوية الذي وقع في دوامة من العنف والضياع، و Walton Goggins بدور الغول المدمر.
يتميز Moten بكونه العنصر الكوميدي المتفجر، ويتميز بتعبيرات وجهه الفريدة وبراءته المذهلة، وهو مصدر دائم للمرح، ومع ذلك تحت كل الفكاهة هناك شخصية حقيقية في Maximus. ومع ذلك، يجب أن تكون النجمة الحقيقية لمسلسل Fallout هي Ella Purnell من فصيل المعاطف الصفراء، حيث أنها تمثل شخصية لوسي بأسلوبٍ مبهجٍ وخفيف الظل، وهي مليئة بالحيوية والتفاؤل الاستثنائي المثير للإعجاب، وهو ما يجعل رحلتها البطولية إلى القلب المظلم للعالم الجديد مثيرة للغاية.
المواضيع المؤثرة
على الرغم من كل ما يتضمنه المسلسل من عنف دموي مذهل، ومشاهد مستمرة من الكوميديا المثيرة، ومشاهد الحركة الاستثنائية واللحظات الرومانسية التي نأمل أن يتم التوسع فيها في الموسم الثاني، فإن Fallout في النهاية وسيلةٌ لإظهار وتجسيد الجانب المظلم من الطبيعة البشرية.
مع التركيز الشديد على الانقسامات السياسية والمآزق التي تُظهر المعادن الحقيقية للبشر، حيث تجري أحداث Fallout في عالم لا يكشف فيه الأشرار عن لونهم الحقيقي أمام الجميع، لكن مع ذلك يبدو من وقت لآخر أن لديهم بعض النوايا الحسنة، وتكون دوافعهم مفهومة على الرغم من أفعالهم المعاكسة لها.
وإن الطريقة التي يستكشف بها الموسم ماضي Cooper Howard وزوجته Barb مؤثرة بشكل خاص، ومليئة بإحساس حقيقي بالحزن والخسارة، وبالمثل، فإن رحلة Lucy المتفائلة ستؤثر حتى على أكثر المشاهدين نقدًا واستهزاءً بالمسلسلات، كيف يمكن للمرء أن يستمر في تقديم الخير للناس في عالم بهذه القسوة؟ قد تجعلك لوسي تبحث عن الإجابة.
يعتبر المسلسل أحد أبرز الأعمال المقتبسة من الألعاب الذي مثلها بأسلوب قلما نراه في هذا الوسط
أبلى مسلسل Fallout بلاءً حسناً، ويمكن تشبيه نجاحه بمسلسل رعب البقاء The Last of Us في عام 2023، حيث أثبت المسلسل أنَّ الفكرة السائدة بأن المسلسلات المقتبسة من الألعاب فاشلة “خاطئةٌ تماماً”، حيث قدم في ثماني حلقات فقط ما يجعله بالتأكيد واحدًا من أفضل الأعمال في هذا المجال.
وفي الواقع ما يميز المسلسل حقًا ليس محصورًا في إخلاصه لجذور سلسلة الألعاب الأصلية فحسب، لكن تفاصيل الإنتاج الدقيقة، والدلالات المخفية التي تم وضعها بذكاءٍ هنا وهناك، والطريقة التي التقط وصور بها طابع ألعاب السلسلة المظلمة والمثيرة، كان عنصر القوة الأبرز.
تعد Fallout بمثابة قصة مقتبسة ومستقلة، كسبت رضى عشاق الألعاب القدامى، وجذبت كذلك رضى عشاق هذه النوعية من المسلسلات الذين لا يعرفون اللعبة حتى، إذ جعل من نفسه عرضًا فريدًا ليستمتع به أي شخص، وعلينا أن لا ننسى أن العالم الذي تجري به أجزاء اللعبة يعتمد على التفاعلات مع الشخصيات الغير قابلة للعب، لذا فإن أسلوب تمثيلها في المسلسل كان تحديًا كبيرًا غير عاديٍ أبداً، ولكن بفضل جزء كبير من عمل Jonathan Nolan و Lisa Joy يجسد العرض ما يميز الألعاب الشهيرة حقًا.
السلبيات:
القصة مضغوطة بشكلٍ كبير وكان يمكن تقديمها بعدد حلقاتٍ أكبر
على الرغم من أن الغالبية العظمى من الموسم الأول المكون من ثماني حلقات تم تصويره بشكلٍ مختصر واتسم بإيقاعٍ مميز تم تقديمه به استنادًا إلى خبرةٍ كبيرة في هذا المجال، إلا أنه من الواضح أن بعض الدراما في المسلسل تحتاج إلى بعض التوسع في الشرح والضبط بشكلٍ أفضل.
حيث تذهب الحلقات بالمشاهدين عبر الزمن إلى الوراء والأمام قبل أن تدمر الحرب النووية العالم الذي نعرفه وبعد قرنين من ظهور آثارها لأول مرة، وتحرص الحلقات على عدم إغراق نفسها بخطوط حبكة متقاطعة، ولكن من وقت لآخر قد يحتاج المسلسل إلى التركيز على نقاطٍ معينة في القصة، حيث يشعر الكثيرون أن الموسم الأول كان يحتاج إلى حلقتين إضافيتين لتجسيد ومنح أكبر قصصه حقها، على سبيل المثال شرح حياة Ghoul قبل بداية أحداث نهاية الحضارة البشرية والعالم الحديث، وهي حبكة فرعية هامة مثيرة للاهتمام للغاية يمكن سردها في موسمٍ مستقلٍ خاصٍ بها عوضًا عن تجاهلها في الموسم الأول.
يتطلب مسلسل Fallout المزيد من الاهتمام في هذه النواحي، سواء كان متابعوه من عشاق سلسلة الألعاب المرتبطة به أم لا، وكان من الممكن أن يستفيد من مقدمةٍ أطول لتسهيل استيعاب كمية الأفكار الرئيسية الهائلة بشكلٍ أسلس وأبسط.
مع تقدم أحداث المسلسل تصبح الحبكات غير مقنعة
في بداية المسلسل تم الاعتماد بشكل مبالغ فيه على التغيرات المفاجئة في الحبكة، وهذه التغيرات تم تكرارها كثيرًا لدرجة أنها أثرت على نهاية المسلسل، تشعر أن جميع الأحداث التي مررت بها غير مقنعة تمامًا، من تابع المسلسل من بدايته سيلاحظ في منتصفه الكثير من الحشو الروائي المفرط وكثافة في السرد بشكل غريب، الحلقة الأخيرة عانت كثيرًا، لدرجة أن الأسرار التي يتم كشفها صادمة ومتكررة ستسبب لك الصداع، والأسوأ من كل ذلك تم استخدام هذه التغيرات المفاجئة في اللحظات الأخيرة من المسلسل لربط كل شخصية من شخصيات المسلسل بطريقة مرتبة ولكن مبالغ فيها، من لعب اللعبة يعرف الأسرار العظيمة الموجودة فيها، ومن الخطأ الفادح أن يتم اهمال مثل هذه الأسرار المليئة بالعواطف الجياشة واختصارها ضمن سرد روائي قصير او مختصر. كان يمكن حل هذه المشكلة في القصة بتقديم المسلسل على 10 حلقات بدل ثماني حلقات كان ذلك من شأنه أن يصنع العجائب.
في الختام … ركزنا في حديثنا هنا على المزيد من الايجابيات الخاصة بالموسم الأول من مسلسل فول آوت بالإضافة إلى ذكر سلبية متعلقة بالمسلسل وهي أن الموسم الأول قدم قصة مضغوطة بشكلٍ كبير وكان يمكن تقديمها بعدد حلقاتٍ أكبر، يمكنكم أن تتفضلوا بقراءة مقالنا السابق بعنوان “أبرز 10 اختلافات بين مسلسل Fallout وسلسلة الألعاب“.