لقد كانت المرافعة الخاصة بوقائع المحاكمة بين Epic و Apple يوم 3 مايو الجاري بمثابة قنبلة موقوتة فجرت الكثير من الخبايا والأسرار في كواليس صناعة الألعاب لم نكن على علمٍ بها من قبل. حتى أن شظايا تلك القنبلة طالت شركات ليست معنية مباشرةً بالمحاكمة على رأسها Sony و Microsoft.
طبعاً العديد من أسرار صناعة الألعاب بدأت تظهر إلى السطح مع المعركة القضائية الطاحنة بين كل من Epic و Apple تجاه سياسات الاحتكار، وبعضها أوضح لنا حيثيات بعض القرارات الكبرى التي تم اتخاذها من قبل الشركات دون أن نعلم الخلفيات وما سبقها من إغراءات وأسباب قادتنا إليها. في هذا المقال من Top 10 سنسلط الضوء على أبرز تلك الفضائح والتسريبات.
سوني أجبرت المطورين على الدفع لقاء دعم ميزة اللعب المشترك بألعابهم
لعل هذا هو أخطر الملفات التي سربت ضمن مستندات المحكمة، حيث علمنا بأن Sony كانت لديها مخاوف من اللعب المشترك و Epic Games دفعت أموالًا لإغرائها، ولكن كيف حدث ذلك وما الذي جعل سوني تغير رأيها وتقبل بدعم اللعب المشترك عام 2018 عقب رفضه.
القصة بدأت مع إرسال رئيس إيبك رسالة لسوني لإقناعها بدعم اللعب المشترك بين المنصات في Fortnite، معتبراً بأنهم لا يستطيعون التفكير في سيناريو لن تحصل فيه Epic على ما تريده، خصوصاً بعد أن صارت Fortnite اللعبة الأكثر شعبية على منصة بلايستيشن.
وأغرت سوني بعدة عروض بينها أن تجعلها ترتدي ثوب الأبطال بكونها هي من أرادت تلبية طلبات اللاعبين، ووعدتها إيبك بتدشين مكتبة برمجيات الرياضة الإلكترونية الخاصة بسوني ضمن مُحرك Unreal. ووعدتها بتمديد رخصة ذلك المحرك لسوني على مستوى الشركة، وتقديم شخصيات نادرة حصرية لمشتركي PS Plus. وبالتالي ضخ المزيد من المشتركين تجاه الخدمة.
تلك اللهجة المستخدمة في رسالة إيبك لم تكن لائقة بشكلٍ كبير فهي بدت وكأنها تستخدم سياسة العصا والجزرة، رغم ذلك رفضت سوني الأمر بالقول بأن اللعب المشترك لن يدر عليها أي أرباح ولن يفيد نموذج بلايستيشن المالي.
أما عن كيفية حصول الموافقة بعد ذلك، فالتقارير تقول بأن سوني فرضت على المطور أن يدفع المال لها إذا ما أراد دعم اللعب المشترك، وبالفعل تيم سويني أكد ذلك بالمحكمة وقال خلال المرافعة بأنه بأن سوني هي الشركة الوحيدة التي طلبت منه دفع مبلغ مالي لدعم الميزة، ففي حال كان أحد اللاعبين يلعب فورتنايت بشكل أساسي على بلايستيشن، ولكنه ينفق أمواله عليها مستخدماً iPhone فإن إيبك عليها أن تعوض سوني وتدفع لها.
ولتوضيح ذلك بمثال: إذا كان إجمالي إيرادات لعبة ما خلال أحد الأشهر مليون دولار، وكانت حصة سوني 90% من إجمالي الأرباح على المنافس و 95% من حصة اللعب فلن يتم تحصيل رسوم من المطورين كون حاصل القسمة هو أكبر من 85%.
أما إذا كانت في شهرٍ آخر الإيرادات نفسها مليون دولار لكن سوني حققت 60 % فقط من الإيرادات المشتركة و 95% من حصة اللعب، (بالتالي حاصل القسمة أقل من 85%) فهي هنا تقوم بطرح حصة إيراداتها من إجمالي حصة اللعب، وتضرب هذا المبلغ بمقدار 15% لينجم مبلغ 52،500 دولار هو الذي سيتعين على الاستوديو المطور دفعه لشركة سوني من جيبه.
متجر إيبك الرقمي خاسر بالملايين
لقد كشفت وثائق مسربة كم دفعت Epic من أموال لقاء الألعاب المجانية، وتبين بأنها أموالٌ طائلة بحق. حيث دفعت إيبك للمطورين بالفترة بين ديسمبر 2018 وسبتمبر 2019 ما مجموعه 11.5 مليون دولار، بينها 1.5 مليون دولاراً لسلسلة Batman Arkham، من أجل إحضارها كلعبة مجانية. وهي التي جلبت 804,052 مستخدماً جديداً للمتجر.
أبل كانت قد ذكرت بأن متجر إيبك يتكبد خسائر مالية هائلة بحربه مع Steam وخلال المرافعة تم سؤال Tim Sweeney عن مدى ربحية متجر Epic، حيث أقر بأن المتجر متأخر بملايين الدولارات وفي وضعية خسارة ولكن يتوقع أن يتحول لمصدر ربحي خلال من 3 -4 سنوات من الآن.
دور إيبك بدفع مايكروسوفت نحو تبني اللعب الجماعي المجاني
مؤخراً أعلنت مايكروسوفت عن إلغائها الحاجة لوجود اشتراك Live Gold من أجل اللعبة الجماعي للألعاب المجانية. ولكن من خلال وثائق المحكمة علمنا بأن إيبك كانت أول من دفع Xbox لإتاحة اللعب الجماعي مجانًا قبل معركتها مع Apple.
قبل أن يعلن تيم سويني حربه على أبل بشكل علني قام بإرسال رسالة لمايكروسوفت يخبره فيها بأن لدى Epic خطط محددة لشهر أغسطس ستوفر فرصة استثنائية لتسليط الضوء على القيمة المقترحة لأجهزة الترفيه المنزلية و PC، على عكس المنصات المحمولة.
سبنسر برده لم يمنح سويني الموافقة على ما طلب ولكنه ظهر بأنه متحمس معتبراً بأنهم سيصلون لهذه المرحلة في وقت ما عاجلاً أم آجلاً، ولكنهم وقتها لم يكونوا مستعدين بعد.
طبعاً سويني كانت خطته أن تقوم Xbox بفتح Fortnite لغير المشتركين في xbox live Gold في نفس الوقت الذي كانت فيه Apple تغلق اللعبة أمام مستخدمي iOS. لكن خطته لم تسير كما خطط لها حيث لم تتح هذه الميزة إلا مؤخراً.
مايكروسوفت السبب بإزالة تطبيق Shadow السحابي
في أبريل الماضي تم الإعلان عن إطلاق بيتا xCloud من Microsoft على iOS، وذلك عقب فترة من رفض أبل لتلك الخدمة. ويبدو بأنه من خلال مساعي مايكروسوفت لإقناع أبل بدعمها للـ xCloud كانت سبباً في إزالة تطبيق Shadow السحابي من متجر App Store.
حيث أرسلت مايكروسوفت رسالة لأبل بأن هناك تطبيقات طرف ثالث سمحت لها بالتواجد على iOS مثل Shadow فما كان من أبل إلا وقامت بحذفه بعد أيام قليلة، لتثبت أنها لا تريد السماح بوجود تطبيقات طرف ثالث عبر متجرها تتيح للاعب التوجه لموقعٍ آخر خارجي تتم عليه المعاملات المادية.
وبالحديث عن هذه الخدمة أظهرت الوثائق المسربة بأن رئيس Xbox لم يستسلم وما زال يحاول جلب xCloud لبقية المنصات.
مايكروسوفت تعترف سوني هي منافسنا الرئيسي
ذات يوم خرج فيل سبنسر بتصريحٍ مثير ليقول بأن أمازون وجوجل هم المنافسين الرئيسين لجهاز Xbox وليس سوني ونينتندو. ذلك التصريح أحدث ضجة كبيرة في ذلك الوقت، من ثم بدأ البعض يشكك في صحة رؤية مايكروسوفت لوضع السوق والمنافسين لاسيما بعد أن رأينا الفشل الذي يلاحق Stadia.
خلال المرافعة بمحاكمة أبل وإيبك أوضح أحد مسؤولي اكسبوكس بأن المنافس الأبرز لهم هو سوني وبدرجة أقل نينتندو، أما الأجهزة الذكية مثل أيفون فهي لا ترى بتلك الأجهزة منافساً لهم على الإطلاق.
لا يُمكن لصناعة الألعاب المنزلية تحقيق الأرباح بدون نسبة 30%
جل الصراع بين أبل وإيبك يتمحور حول اقتطاع أبل نسبة 30% من أرباح المطور لقاء نشر ألعابه على متجرها. لكن لم يحق لمايكروسوفت وسوني فرض هذه النسبة ولا يحق ذلك لأبل؟ هذا السؤال تم توجيهه إلى لوري رايت إدارية تطوير التجارة في مايكروسوفت.
أجابت رايت أن الأجهزة المنزلية بما فيها اكسبوكس سيريس تُباع للزبائن بخسارة مالية، وعندما سألت القاضية عن سبب البيع بخسارة أكدت رايت بأن وصول الجهاز إلى الزبائن هو أمر جوهري لهذه الصناعة أما الأرباح فهي تأتي من بيع السوفتوير واقتطاع 30% من العائدات من الشركات الأخرى. لذا فإن هذه النسبة محورية لاستمرار صناعة الألعاب بقطاع الأجهزة المنزلية بخلاف الهواتف الذكية التي لا تباع بخسارة.
وسبق وأن دافع رئيس Xbox عن نسبة 30% التي تأخذها مايكروسوفت وسوني من المطورين. معتبراً أن المقارنة بينهم وبين أبل أو جوجل غير عادلة. وأضاف بأن هناك البلايين من أجهزة الهواتف الذكية في العالم وهي تعتبر أجهزة عامة متعددة الاستخدامات. لكن الأجهزة المنزلية مخصصة للألعاب فقط.
Google Stadia تم تقليصها بشكلٍ كبير
جوجل لم تنفد أيضا من مجريات تلك المحاكمة النارية حيث تم سؤال Tim Sweeney رئيس شركة Epic عن منصة Google Stadia، حيث أكد أنه وفقًا لمعلوماته فإنه وبعد الإطلاق قامت جوجل بتحجيم Stadia بشكلٍ كبيرٍ جداً، وربما الدليل على ذلك هو قيام الشركة مؤخراً بإقفال قسم تطوير الألعاب للطرف الأول الخاص بمنصة ستاديا.
نينتندو والياكوزا
رغم أن الياكوزا وهي عصابة الجريمة المنظمة الأكبر في اليابان كانت أول زبائن نينتندو الرئيسيين قبل وقت طويل من صنع ألعاب الفيديو، حيث كانت تشتري منها بطاقات اللعب من أجل المقامرة غير القانونية، إلا أن نينتندو وبحسب الوثائق التي ظهرت في المحكمة فإن الشركة تفرض في كافة عقودها بنداً ثابتاً، ينص على أن أي مطور أو ناشر ياباني تعمل معه لا يمكن أن يكون له أي صلة بجماعات الجريمة المنظمة مثل Yakuza.
إيرادات Fortnite الهائلة والكثير من لاعبيها أطفال!
يُظهر المستند، الذي تم نشره كجزء من معركة Epic القضائية مع Apple، أن لعبة فورتنايت حققت أكثر من 9 مليارات دولار أمريكي في الفترة بين عامي 2018 و 2019. بفارق شاسع عن مشاريع Epic الأخرى.
حيث اكتفت Rocket League بتحقيق 108 ملايين دولار في 2018 و 2019، بينما حقق محرك Epic حوالي 221 ملايين دولار في نفس الفترة الزمنية، أما متجر Epic Games فقد وصل إلى 235 ملايين دولار بين عامي 2018 و 2019.
وكان لافتاً تسريب وثيقة بالمحكمة تضمنت شكوى من تيم سويني أرسلها إلى Phil Rosenberg من Xbox يشكو له موقف سوني الرافض للعب المشترك حيث اعتبر بأنه سيحرم الكثير من الأصدقاء من اللعب سوياً وبأن الكثير من لاعبي فورتنايت أطفال وموقف سوني ذاك سيدمر الصداقات بينهم.
أرباح Sony من الألعاب تفوق اكسبوكس بكثير
خلال إحدى جلسات المحاكمة فضحت مايكروسوفت أرباح منافسيها سوني ونينتندو، حيث نشرت وثيقة تحتوي على العائدات التقديرية التي وضعتها الشركة من خلال اعتمادها على مراكز الأبحاث وتقديراتها الداخلية.
ورغم أنها قامت بطمس أرقام إيراداتها هي لكنها كشفت بأن سوني تحقق أعلى العائدات مع رقم تقديري بنحو 11.2 مليار دولار وهي أي مايكروسوفت تقع بالمنتصف دون ان تحدد رقماً تليها نينتندو مع 1.5 مليار دولار .
كما أظهرت وثيقة أخرى بأن أرباح Sony من الألعاب والخدمات تقريباً ضعف أرباح اكسبوكس في 2019. حيث حققت سوني 4.1 مليار دولار وهذا الرقم هو تقريباً ضعف ما حققته نينتندو و مايكروسوفت في ذلك العام. فشركة نينتندو حلت بالمركز السادس بقائمة أكثر الشركات تحقيقاً للعائدات في ذلك العام مع 2.3 مليار دولار. وبالنسبة لمايكروسوفت فإن أرباحها تراوحت بين 1.6 مليارات و 2.3 مليارات دولار.
هذه كانت أبرز ما سرب من معلومات حساسة ومثيرة من محاكمة أبل و إيبك ولا ندري ما الذي تخبئه لنا الأيام القادمة من مفاجآت جديدة. عموماً بالنسبة لكم ما هي أكثر معلومة كانت صادمة بالنسبة لكم أو أثارت اهتمامكم؟ وما توقعاتكم لمسار هذه المحاكمة؟