أيام قليلة باتت تفصلنا عن تجربة لعبة Elden Ring التي تمثل التطور لعنوان دارك سولز وهي تحمل بجعبتها العديد من المميزات والأفكار الجديدة. وكونها أكثر لعبة منتظرة من قبل اللاعبين قررنا أن نخصص تغطية خاصة للعبة عبر مجموعة من المقالات وصولاً لموعد إطلاقها. وسنخصص مقالنا الأول لنعرفكم على اللعبة وما ستقدمه لناحية القصة وأسلوب اللعب والعالم.
عالم لعبة Elden Ring الساحر
هذه المرة قرر ميازاكي الانتقال لاعتماد نموذج ألعاب العالم المفتوح، حيث تقع أحداث إلدن رينج في “The Lands Between” هو عالم مفتوح مترامي الأطراف مقسم إلى ست مناطق رئيسية مليئة بالأبراج المحصنة والدهاليز تحت الأرض، والكثير من الزعماء والأسرار. حيث يمكنك أن تصادف فيها أعداء أقوياء، أو كنوزًا إن كنت محظوظًا.
عالم اللعبة ليس أكبر وأضخم من عوالم ألعابه السابقة فحسب بل هي كذلك أكثر ديناميكية حيث تمتلك اللعبة دورة ليل ونهار تجعل من العالم أكثر واقعية. عالم اللعبة مصمم لمنحك الحرية في عمليات الهجوم والتسلق وغيرها.
يوفر عالم “Lands Between” المصمم بدقة انغماسًا غير مسبوق في أكبر لعبة من FromSoftware حتى الآن. تختبئ الأسرار في كل ركن من أركان هذا العالم الهائل لتشجيع الاستكشاف لأولئك الذين يجرؤون على الخروج عن المسار المحدد.
العالم مليء بالأحداث العشوائية العابرة كتلك التي رأيناها في Red Dead Redemption 2 فمثلاً يمكن لتنين حائر أن ينقض فجأة وبدون أي سابق إنذار على مجموعة من الجنود ليفتك بهم في لحظة أثناء استكشافك للعالم بشكل عابر، يمكنك حينها أن تختار إما أن تبتعد أو تنخرط مع هذا التنين لينقلب الأمر في النهاية ويصبح قتال زعماء حرفياً. عالم Elden Ring المفتوح يعتمد على فضول اللاعبين للاستكشاف على طريقة Legend of Zelda Breath of The Wild فالعديد من التلاحمات مع الزعماء ستكون اختيارية بالكامل ولن تجبرك اللعبة عليها، كما أن الزعيم سيفقد تركيزه عليك إن كنت مبتعداً بمسافة لا بأس بها وبالتالي تعطي تلك الميكانيكية فرصة للاعب في التراجع مؤقتاً عن القتال وصقل موهبته أو التعامل مع أخطاءه حتى يعود للزعيم من جديد وهو مستعد أكثر.
قصة اللعبة ومفهوم الـ Elden Ring
كان ياما كان في قديم الزمان وقبل زمن طويل من بدء أحداث اللعبة كان هناك ملكة تدعى ماريكا الخالدة تحكم أراضي The Lands Between ورعيتها كانت تعيشن بنعمة وخير تحت حكمها بفضل شجرة Erdtree وإلدن رينج، هذه البركة كانت تظهر على السكان من خلال ضوء ذهبي في عيونهم. لكن مع مرور الوقت بعض الأشخاص خسروا تلك البركة أو النعمة واختفى من عيونهم البريق الذهبي وهؤلاء أطلق عليهم اسم الـ Tarnished أو المنبوذين، وبسبب فقدانهم البركة تم نفيهم خارج الأراضي الوسطى.
وبعد مرور سنوات طويلة نسل الملطخين أو المنبوذين يصلهم نداء من “أراضي ما بين” بعد حصول حدث هز المملكة التي كانت يوماً ما المملكة المثالية فمصدر القوة والبركة لسكان تلك المملكة تحطم وتم تدمير مصدر شجرة الـ Erdtree وهو ما يسمى بالـ Elden Ring من ثم تستولي ذرية ماريكا، المكونة من أنصاف الآلهة، على شظايا طوق إلدن المعروفة باسم عناصر الرون العظيمة، لتندلع حرب التحطيم أو The Shattering، بسبب الغضب الملازم لقوتهم المكتشفة حديثًا. مما أدى لدمار كبير في الأرض وانتشار الفساد وتحولوا إلى وحوش مشوهين هدفهم فقط جمع القوة.
وهنا يأتي دورك في اللعبة حيث تقول الأساطير بأن أحد أبناء سلالة المنبوذين أو الـ Tarnished هو من سينقذ العالم، حيث يتحتم عليك العودة لتلك الأراضي، كي تحصل على الـ Elden Ring وتجمع أجزاءه لتصبح الحكيم الكبير وتعيد الاستقرار.
في النهاية، سيتم تحديد رحلتك من خلال قوة طموحك الخاص. كلما كانت أهدافك أكبر، كلما كان التحدي أكبر. إذا اخترت المطالبة بالأراضي الواقعة ما بين كحق مكتسب لك التي تعد بها الأسطورة، فعندئذ نعم، يجب أن تقاتل.
أسلوب اللعب
لعبة Elden Ring هي لعبة أكشن بعناصر RPG من منظور الشخص الثالث، وقد قام ميازاكي بوضع عصارة الأفكار بكل لعبة صنعها سابقاً ومزجها معاً بخلاط واحد لينتج لنا جيمبلاي إلدن رينج. أسلوب اللعب قريب لما شهدناه في دارك سولز لكنها أيضاً تقتبس من العناصر من Sekiro مثل القفز والتسلل الذي يتيح القضاء على معسكرات الأعداء عن طريق التخفي، ولديك سهام منومة يمكنك استعمالها ضد أكبر وأضخم الخصوم.
اللعبة تمكنك من ابتكار شخصيتك واختيار الفئة التي تريد، تقدم اللعبة العديد من الأسلحة، القدرات السحرية بجانب إمكانية تطوير عتادك عبر الذهاب لأي نقطة Site of Lost Grace لتظهر لك شخصية Melina التي من خلالها يمكنك ضبط القدرات في نطاق شبيه بشجرة المهارات، تطوير عتادك وهكذا، الأمر الجميل هنا هو إمكانية وضع أي قدرة على أي سلاح دون التقيد بأحدهم مما يعني مرونة أكبر في صنع Builds مختلفة بحسب Gameinformer.
ماذا عن القتال؟
القتال سيكون بطيء الوتيرة بعكس المعتاد مع وجود قدرة أو مهارة جديدة اسمها Guard Counter عندما تصد أي ضربة من الأعداء سيكون لك فرصة للضغط على زر R2 للقيام بـ Heavy Attack سريع يُلحق ضررًا كبيرًا بالأعداء. على الرغم من قوة هذه الضربة إلا أن الأمر به خطورة ملحوظة خاصةً مع الزعماء الذين يقومون بمجموعة متتالية من الضربات القوية.
لدينا القتال على ظهور الخيل أو القتال على الأقدام أو المعارك القائمة على التخفي برغم من كونه ذات محدودية في اللعبة. اللعبة تقدم مجموعة متنوعة من الأسلحة وكل سلاح يعمل بأسلوب لعب معين يعتمد على الخفة والمرونة في الهجوم أو تحقيق أكبر ضرر. يُمكن تطوير سلاح معين عن طريق دمجه مع أسلحة أخرى.
دور جورج مارتن في لعبة Elden Ring
أوضح منتج اللعبة أن مشاركة الكاتب George R.R. Martin في عملية التطوير ركزت على الشخصيات، والمنافسات المحتدمة، والمؤامرات السياسية، بينما لا يتم تمثيل كل أعمال Martin في اللعبة النهائية، وفي بعض الحالات، لن تكون بعض الشخصيات التي عمل عليها موجودة في اللعبة ولكن سيتم تقديمها كجزء من تاريخ هذا العالم المثير، وهو ما سيمثل إضافة مميزة لمحبي ألعاب Souls الذين يبحثون ويستكشفون كل شبر للتعرف على الأسرار المختلفة.
ونستطيع تلخيص دور مارتن بإنشاء تاريخ العالم الجديد وأساطيره، العمل على حكاية أنصاف الآلهة الستة والعمل على مفهوم المنبوذين أو المشوهين مثلاً كيف فقد الـ Tarnished فضيلتهم؟ بدأت عملية تطوير اللعبة ببناء العالم أولاً وما إن أنهى مارتن ذلك العمل حتى سلمه إلى الإستوديو ليخدم كأساس ينبني عليه العالم، بعد ذلك، حور مخرج اللعبة عمل مارتن إلى رؤيته وتأويلاته الخاصة واستخدمه مصدر إلهام يشحذ مخيلته. من ثم طور ميازاكي نظام اللعب وهذا مغاير تماماً لطريقة عمل الاستوديو في تطوير ألعابه السابقة.
ذكر ميازاكي بأن السرد المباشر لأحداث اللعبة هو من تأليف From Software ولم يتدخل جورج مارتن بكتابة سيناريوهات تتعلق بالفترة التي يقضيها اللاعب بلعب الأحداث إنما كانت مهمته هي الكتابة حول عالم اللعبة وتاريخ ذلك العالم أو ما نسميه بالـ Lore تلك الفترة التي تسبق مباشرة اللاعب لأحداث اللعبة.
النقاط المشتركة مع سلسلة Dark Souls
- نظام التحكم والحركة يشبه كثيراً ذاك النظام الخاص بسلسلة دارك سولز، لدينا ضربة سريعة وأخرى قوية لكل يد، مع إمكانية استخدام درعٍ للصد أو عصًا للسحر أو مسك السيف باليدين، كذلك تستطيع الركض والتدحرج لتجنب الضربات ورد ضربات الأعداء parry وهناك عداد للياقة ينقص مع الضرب.
- لدينا قارورة لتعبئة الدم، وأخرى لتعبئة عداد يُستخدم للسحر والحركات الخاصة وتسمى Crimson و Cerulean Tears أو الدموع القرمزية والزرقاء وتستطيع توزيع الشحنات بينهما مثل Dark Souls 3
- إمكانية تصميم شخصيتك واختيار واحدٍ من ضمن عدة فئات classes
- مثل ألعاب السولز هناك مناطق تعود إليها عند الهزيمة وتسمى هنا Site of Grace وتُطور شخصيتك عن طريقها.
- كألعاب السولز ستفقد العملة التي تجمعها عند الهزيمة وفي لعبتنا هذه تسمى Runes ولديك فرصة واحدة لاسترجاعها عبر العودة للنقطة التي مُت فيها لكن موتك بطريق عودتك سيجعلك تفقدها للأبد.
- تعود إمكانية تطوير أسلحتك عند الحداد باستخدام مواد معينة تجدها وكذلك إضافة حركات لأسلحتك وتدعى Ashes of War لضربات خاصة مثل البرق أو شعاع أزرق يمتد من سيفك وهي منفصلة عن السحر.
- تستطيع طلب معونة لاعبين آخرين (بما يصل إلى ثلاثة لاعبين) وكذلك غزو اللاعبين الآخرين، كما أن بوسعهم غزوك عن طريق الرسائل مثل السابق.
- كما هو الحال في Dark Souls 3، يمكنك تعيين كلمة مرور لتسهيل استدعاء صديق للعب عبر الشبكة، بينما تضيف Elden Ring نظامًا جديدًا لكلمة مرور جماعية، الأمر الذي يبدو وكأن اللعبة ستدعم نظام العشائر ومباريات PvP الضخمة.
مزايا مستعارة من Sekiro Shadows Die Twice
- لدينا إمكانية القفز بحرية، التي ستفيدنا بالتنقل واستكشاف العالم أو خلال القتال مثل القفز على عدو وضربه من الأعلى.
- نستطيع التسلل والاختباء في العشب الطويل ومباغتة الأعداء.
- عند قتال الأعداء، تستطيع أن تُفقدهم توازنهم بالضربات المتتالية.
هذا كان استعراضاً لقصة اللعبة والعالم الذي يستضيف أحداثها، بجانب أهم النقاط التي تشترك فيها مع ألعاب ميازاكي السابقة، وبالحديث عن تلك الألعاب ندعوكم للاطلاع على مقالنا السابق “أفضل زعماء ألعاب FromSoftware وأكثرهم صعوبة“.
يُشار إلى أن لعبة Elden Ring ستصدر في 25 فبراير 2022، على PC و PS4 و PS5 و Xbox One و Xbox Series X و Xbox Series S.