منذ أن أعلنت سوني عن يد تحكم DualSense كانت دائماً تؤكد على أن هدفها هو جعل اللاعب يشعر بملمس ما حوله بعالم اللعبة عن بعد رغم عدم لمسه مادياً، ومع وصول أداة التحكم هذه لأيدي الإعلاميين سمعنا منهم مديحاً كبيراً من خلال انطباعاتهم عنها. حتى أن جيسون شراير اعتبر بأن مزايا يد التحكم تعطيك إحساس الجيل الجديد أكثر من أي تحسينات رسومية يقدمها PS5
تلك الأحاسيس الجديدة تأتي بفضل اعتماد تقنية Haptic feedback التي تسمح بإضافة الكثير من الأحاسيس للاعب أثناء اللعب مثل أن تشعر بحركة عجلات السيارة البطيئة خلال تحركها في الطين. والشعور عندما تسير الشخصية على الرمال يختلف عن الشعور عندما تسير على حديد مثلاً أو عندما تتزحلق على الجليد. فكل فعل تقوم به سيكون هنالك رد فعل مختلف بالاهتزاز بحسب الظروف والبيئة. ليس هذا فحسب فمن أجل التعمق أكثر بخواص اللمس والشعور وجعلك تنغمس أكثر باللعب تم تقديم ميزة Adaptive Triggers بزري L2 و R2 التي ستجعلك تشعر بقوة أفعالك مثل ذلك الشعور الذي ينتابك عند سحب وتر السهم لرمي القوس.
الإعلاميون لم يكونوا الوحيدين الذين تغنوا بيد التحكم فالعديد من المطورين تحدثوا عنها مثل مخرج Deathloop الذي قال بأن كل المطورين بالعالم يرون بيد التحكم هذه لعبة ممتعة، ومطور Dying Light 2 تغزل باليد واعتبر بأنها ستغير قواعد اللعبة.
بعد كل هذا المديح نسمع من بعض الأشخاص كلام عن أن سوني لم تقدم مزايا ثورية بيد التحكم كما تدعي وبأن مايكروسوفت سبقتها بمزايا مثل ميزة الاهتزاز أو Adaptive Triggers منذ 2013 ولكن هذا كلام مغلوط تماماً فما قدمته سوني متطور أكثر وبأنظمة أكثر تعقيداً. أدناه سأشرح لكم الفرق الكبير:
مقارنة Adaptive Triggers و Impulse Triggers
هناك من يقارن ميزة Impulse Triggers الموجودة في يد اكسبوكس مع ميزة Adaptive Triggers في يد بلايستيشن 5 ويعتبر بأنهما متشابهتين وهذا أمر غير صحيح. فتحت أزرار LT و RT هناك موتور ERM وهو عبارة عن نسخة مصغرة من الموتور الموجود داخل القبضة الخاص بالاهتزازات. موتور الاهتزاز خلف كل زر كتف يسمح للمطور ببرمجة درجات اهتزازه بحسب كل ظرف بحيث يتم تفعيله عند نقطة معينة ودرجات شدة معينة. وتم استعمالها بألعاب مثل فورزا و tomb raider
إذا ما تقدمه Impulse Triggers هو نفس موتور الاهتزاز الذي نعرفه بالسابق ولكن بذلك الوقت كان تقديم موتور اهتزاز خلف أزرار الكتف أمر جديد كليا ورائع. أما ما هو موجود خلف أزرار كتف يد DualSense فهو نظام أكثر تعقيدا باستخدام نظام تروس ميكانيكية تتيح للمطور أن يبرمج شدة الضغط على الزر وإنشاء نقطة توقف بحيث لا يمكن عندها الضغط أكثر على الزر ومثال على ذلك لعبة Deathloop التي ستُعطِّل أزرار يد DualSense إن تضرر سلاحك. أو حتى إنشاء نقاط مقاومة متعددة خلال الضغط على زر trigger
تفسير ميكانيكية عمل خاصية Adaptive Triggers
خلف أزرار L2\R2 هناك موتور جديد يحمل باعلاه ما يشبه المسمار اللولبي موصول بترس مسنن ومتصل بدوره بزر R2/L2 وبالجهة الأخرى هناك مِقْيَاسُ فَرْقِ الجُهْدِ. هذا الموتور متصل كهربائياً بوحدة تحول التأثيرات التي تدور على الشاشة إلى نبضات كهربائية وهو بدوره يحولها الى حركة ميكانيكية تنتقل الى زري R2/L2. فعندما لا يصل تيار كهربائي لهذا الموتور ستكون ضغط زر R2/L2 ضغطة طبيعية مرنة ولكن عندما يكون هناك تيار يمر عبر الموتور سيبدأ المسمار اللولبي ذاك بالدوران لتطبيق مقاومة على الترس وستشعر بها على الزر الذي تضغط عليه كقوة تقاوم ضغطتك. وبالتالي أزرار L2\R2 يمكن أن تتغير قوتها وأنت تلعب كأن تصبح قاسية أو مرنة وسلسلة.
كيف تختلف تقنيات الاهتزاز بمقابض يد اكسبوكس وDualSense؟
يد اكسبوكس تمتلك خاصية الاهتزاز دون شك ولكن يعتمد عملها على وجود موتور بكل قبضة مرتبط بوزن معين وعندما يدور الموتور يتحرك الوزن لينتج الاهتزازات المطلوبة. ويمكن للمطور برمجة وقت وشدة هذه الاهتزازات. لكن مع يد بلايستيشن 5 الأمر مختلف.
اليوتيوبر Dave Lee نشر مقطع فيديو شرح فيه خصائص اليد الجديدة وآلية عملها. وصف ميزة Haptic Feedback بأنها فريدة ولم نشهد اهتزازات بنفس المستوى من قبل بأي يد تحكم أخرى. فبينما يتم الاعتماد على موتور موجود بالقبضة اليمنى واليسرى بالأيدي الأخرى مثل بلايستيشن 4 واكسبوكس والتي تعتمد على وجود أوزان مرتبطة بالموتور لإنتاج الاهتزازات. فإن تقنية Haptic في بلايستيشن 5 تعتمد على وجود محرك أو موتور من نوع جديد يسمى مشغل ملف-صوتي أو Voice Coil Actuator التي تنتج اهتزازات أفضل ومتنوعة أكثر عبر منح المطور إمكانية التحكم بتردد الاهتزازات وشدة قوتها ويمتاز هذا الموتور بأنه سريع جداً مما يتيح لهم إعطاء اللاعب تجربة حسية غامرة.
تفسير تقني لآلية عمل كل منهما
إذاً الموتور في مقابض دوال سينس تعتمد على voice coil كتلك المعتمدة في مضخمات الصوت فإذا قمت بوضع يدك فوق Subwoofer ستشعر بالاهتزاز في حين أن موتور يد اكسبوكس يعتمد على DC motor (أي موتور يعمل بتيار كهربائي مستمر). الـ voice coil يعتمد على تيار متردد عندما يصله التيار ينتج اهتزازات بترددات وذبذبات متغيرة بحسب الإشارة الكهربائية التي تصله بينما موتور يد اكسبوكس يعتمد على تيار ثابت. بالتالي يمتاز موتور Voice Coil Actuator بأنه يستهلك طاقة كهربائية أقل لينتج الاهتزازات واعتماده على التيار المتغير يتيح له إنتاج اهتزازات معقدة أكثر مع نقاط توقف وبدأ متنوعة عبر قيام المطور ببرمجتها باستخدام الأمواج الصوتية لتحاكي اهتزازات بشدات متغيرة القوة والمدة ودقيقة أكثر مما يمنحنا إياه موتور ERM بيد اكسبوكس. بالتالي فهذه التقنية في يد تحكم DualSense ستجعلك تشعر حتى بقطرات المطر وأحوال الطقس. فتقنية Haptic feedback التي تتكلم عنها سوني مختلفة ولا يوجد لها مثيل على يد الـ Xbox، لأنها تقدم تفاعل على محيط سطح اليد بشكل غير مسبوق والاهتزاز ستشعر به على كامل يدك بما في ذلك باطن اليد لا بل أن هذه الاهتزازات قد تبدأ بالجانب الأيسر لليد وتنساب للجهة اليمنى كما في لعبة مايلز موراليس.
مثال عملي: كيف ستختلف ميكانيكيات التسلق والتقطيع بفضل يد بلايستيشن 5؟
ميكانيكيات التسلق ستكون مختلفة عما اعتدنا عليه فمن أجل جعل الشخصية تتسلق حائط أو مبنى ما سيكون علينا استخدام زري الكتف trigger الأيمن والأيسر بحيث يمثل كل زر أحد ايدي الشخصية. عند ضغط الزر اليمين يتم تحريك اليد اليمنى وهكذا ولكن علينا الانتباه أيضا فإذا كانت شدة الضغط على الزر ضعيفة ربما تنزلق يد الشخصية وتقع وكذلك إذا ما كانت شدة الضغط على الزر قوية فهذا سيتسبب في كسر الحافة التي نمسك بها. كما سيعمل نظام الاهنزاز في كل قبضة بمنحنا شعور بقوة تمسك الشخصية لنتصرف على أساسها.
الأمر الآخر يخص ميكانيكية التقطيع فمثلا عند إمساكك بمنشار كهربائي وعندما يكون بعيد عن العنصر المراد تقطيعه سيكون الصوت الناجم عن اليد والاهتزاز يحاكي وضعية الخمول للمنشار أما عند القيام بوضعه على العنصر والضغط على زر trigger للبدء بتقطيعه سيختلف الصوت والاهتزاز الناجم عن هذا.
كما سنشعر بمقاومة في زر الكتف المخصص لتشغيل المنشار – بفعل الموتور الموجود خلف الزر – عند التقطيع وتختلف شدة المقاومة حسب طبيعة العنصر سواء كان خشب أو حجر. كما ستختلف الاهتزازات الناجمة عن تقنية Haptic Feedback حسب ميل عملية التقطيع التي يتم التحكم بها عبر Game Pad لتشعر بها بكلتا يديك وستتناغم هذه الأحاسيس مع الأصوات المختلفة المرافقة للعملية لتجعلك كلاعب منغمس مع التجربة وتشعر فعلياً بأن بيدك منشار حقيقي.
بالختام بهذه المقارنة يتضح علو كعب سوني على منافستها بموضوع يد التحكم فتقنيات haptic feedback و adaptive triggers يعتبران بمستوى آخر عما تقدمه يد اكسبوكس سيريس. لأن المقارنة بينهما هي كمن يقارن مقود قيادة خاص بألعاب الفيديو رخيص الثمن يقدم اهتزازات بدائية بمقود قيادة احترافي مزود بخاصية force feedback. لكن يبقى الأهم هو أن يقوم المطورون باستغلال هذه الميزات فمايكروسوفت عندما قدمت تقنياتها الجديدة بعام 2013 أتاحت الحرية للمطورين آنذاك بالاستفادة منها ولكن النتيجة كانت أن المطورين أهملوها كما تجاهلوا مزايا تواجدت بيد دوال شوك 4 أيضاً لكن الخبر الجيد بيد بلايستيشن 5 هو أن يد تحكم DualSense يمكنها توليد النبضات الحسية من أصوات اللعبة أوتوماتيكياً حيث يمكنها بشكل أتوماتيكي توليد نبضات حسية واهتزازات باليد دون أن يحتاج المطور لبذل الكثير من الجهد لدعم تقنيات الاهتزاز فيها. وحماس المطورين لهذه اليد كان واضح من خلال وجود 15 لعبة تستفيد من مزايا يد تحكم PS5 بطرق مبتكرة.