لطالما جذبتني الالعاب الالكترونية لسبب ما بل وكنت اشفق على من لا تستهويه الالعاب لتفويته فرص الانتقال ذهنياً وعاطفياً لعوالم اخرى تكسر قيود الواقعية.
الالعاب تجذبنا جميعاً فهي بالنسبة لنا اعمق بكثير من شخصية خيالية تركض وتقتل فقط بل اعتقد ايضا انها كانت السبب بأن تكون شخصية اللاعب مختلفة عن الغير من ناحية تقبله للأشياء الغريبة وتوسع مخيلته وقدرته على اختلاق الفرص كما ذكر عدد من المتخصصين في هذا المجال. اسباب كهذه يجب ان يتوفر لها دافع قوي. الدافع الذي يجعلنا لاعبين، فماهوَ هذا الدافع ومالذي يجعلنا لاعبين؟
لمعرفة الاجابة على السؤال، عملت استطلاع على مواقع التواصل الاجتماعي وسعدت بتفاعل الكثير معه وشمل الاستطلاع فئات مختلفة من الشباب والبنات واعمار مختلفة.. وعلى عكس ماتوقعت كانت الاجابات مختلفة ومتنوعة وكان لكل شخص سبب ودافع مختلف! احد الاسباب التي تكررت كانت “الفراغ” وعدم توفر اساليب الترفيه اللازمة من حولنا لذلك اتجهنا للالعاب لتفريغ الكبت على اللعبة. بينما كانت اراء البعض ببساطة ان اللعب هواية يماروسنها منذ الصغر ويُعتبر اللعب اهتمام كأي اهتمام اخر ولتنميته يجب تواجد لاعبين حولك للتأثير والتشجيع… واحيانا يكون الاهتمام هذا اشبه بالوراثة يتناقله الاباء للابناء فتجد شخص يلعب فقط لانه اعتاد على ذلك من والديه او اخوته.
اراء الاغلبية كانت لرغبتهم في الهروب من الواقع والمسؤليات وهموم الحياة الى عالم خالي ممتع يستطيع الشخص تفريغ طاقاته السلبية من خلاله، لعالم يحتوي على قوانين وحياة غريبة. كانت الاراء والاسباب عديدة ولكن اترككم مع افضل رأيين قرأتهما:
- “الألعاب تحتوي على عوالم خيالية و عوالم حقيقية، بيئات ابداعية، قصص، مغامرات، استكشافات، أكشن، رعب، حروب، تخفي، اغتيالات، كلها اشياء نعيشها ونجربها ونتعمق فيها ونستمتع في تجربتها في الألعاب وكأننا نعيشها حرفياً.
فيه أجمل من انك تعيش مغامرة ومطاردة كنز غامض مع قصه حماسية وفيها الكثير من الألغاز والاسرار او من أنك تعيش قصة مأساوية لخيانة ومؤامرة على الحكم في مدينة كئيبة غطى عليها السواد وانتشر فيها الوباء. هذي الأسباب التي تجعلني أصبح لاعب، اعيش القصه، استكشف عالم اللعبة وكأني انا بلحمي الذي استكشفه، نعيش في عصور قديمة ومدن غابرة، نسوي أشياء لا نستطيع فعلها في الواقع او نجربها، نعيش في عوالم مبهجه ابداعيه ليس لها وجود فيزيائي“. - “اللاعبة تعيش في داخل اجواء و قصص و مشاعر كثير ، انا العب لاني ابي أعيش واقع غير واقعي ، ابي امر بمواقف ماقد حصلت لي ، ابي اجرب مشاعر غريبة ، احياناً ابي اطلع عن عالمي الي كله واقعية ، ابي أعيش في خيال شخص ثاني، ابي أمتع نفسي بالفن الي اشوفة قدامي”.
وبذلك نستنتج ان الاسباب الاكثر شيوعاً لجعل الشخص لاعب كانت رغبة الشخص لتجربة اساليب تسلية مختلفة ولحاجته لأداة تسمح لخياله بالتوسع والتمدد بتوفير قصص وعوالم لا تتواجد الا باحلامنا. اما الاسباب الثانوية فكانت فراغ الشخص واعتياده على اللعب لتوفر شخص اخر في العائلة يمارس الهواية نفسها. او لان اللعب ببساطة ممتع..
ختاماً، اللعب ليس مجرد مرحلة يمر بها الفتى في صغره وليس مجرد فعل تافه بل هو هواية أدت لوجود مجتمع عظيم، مجتمع اللاعبين. وبتعدد الاسباب واختلاف الاعمار والاجناس إلا ان هذا المجتمع بتفق على شيء واحد، هواية واحدة، وشغف واحد.
والسؤال لك عزيزي القارئ: مالذي يجعلك انت لاعب؟