فيصل المعمري
كعاشق لألعاب الفيديو صار من الممكن إنك توصل لألعابك بأكثر من طريقة. عندك أجهزة الكونسول (Play Station وXbox وWii) وعندك أجهزة الكمبيوتر (PC) ومتجر ستيم (Steam). في الفترة الأخيرة ظهرت نقاشات (خلنا نسميها نزاعات) كثيرة حول المنصة الأنسب للألعاب ففريق يميل للجهاز المنزلي وفريق يميل للكمبيوتر. المشكلة الأساسية هنا إن الأغلبية تقارن بينهم عن طريق المواصفات التقنية فقط فهنا البعض يتناسى إن لكل جهاز إيجابياته الخاصة فيه. في هذا المقال بنحاول نتناول هذا الموضوع بشكل متوسع أكثر وكالعادة بطريقة حيادية قدر الإمكان. قبل ما نبدأ حبيت أنوه إن دخولي في عالم البي سي كان عام 2009 وتعمقت فيه بشكل أوسع في عام 2011 فأتوقع إن تجربتي كافية للكتابة عن هذا الموضوع.
الظهور الحقيقي للكمبيوتر
في منتصف جيل البلاي ستيشن 2 (PlayStation 2) و الاكس بوكس (Xbox) كان تقريباً الكمبيتوتر مختفي. كان من النادر تشوف لعبة تنزل على أجهزة الكونسول والكمبيوتر في نفس الوقت فالجهاز المنزلي كان محتكر عالم الألعاب بشكل كبير جداً ومعظم الألعاب تنزل لأجهزة الكونسول فقط.
في عام 2004 جابت شركة فالف (Valve) فكرة جديدة عن طريق برنامجها أو سوقها Steam. فكرة ستيم كانت إنها تجمع أهم ناشري الألعاب في سوق واحد. فعلاً نجحت الفكرة وفي عام 2007 كان تقريباً كل الناشرين الكبار تحت مظلة ستيم. أفضل ما في برنامج ستيم إنه يجمع كل الألعاب في متجر واحد فصارت مسألة شراء الألعاب للكمبيوتر أكثر من سهلة بعكس لما كانت الألعاب تنزل في أقراص. هنا زادت شعبية الكمبيوتر وبدأت فجوة القدرات تزيد بينه وبين الأجهزة المنزلية والفضل للتقنية ولشركات مثل Invidia وAMD.
الكمبيوتر والعتاد التقني
طبعاً مستحيل نقدر نقارن أجهزة الجيل الحالي من الأجهزة المنزلية مع الكمبيوتر من ناحية القدرات فالكمبيوتر يغرد خارج السرب. أجهزة الكونسول صار لها أكثر من ست سنين بنفس العتاد بعكس الكمبيوتر إللي تقدر تزيد من قدرتة في أي وقت. النتيجة إن أجهزة الكمبيوتر متفوقة وببساطة من ناحية الرسوميات (Graphics) فاللعبة تحسها شي مختلف تماماً على الكمبيوتر وعندنا أمثلة كثيرة مثل الجزء الثالث من فار كراي (Far Cry).
هذا التفوق من ناحية الرسومات صار سبب واضح إن الكثير من اللاعبين ينتقلوا من الأجهزة المنزلية للكمبيوتر عشان ببساطة اللاعب يعيش كامل التجربة. وما ننسى أيضاً ألعاب الأونلاين مثل باتلفيلد أكثر متكاملة على الكمبيوتر. نقدر نقول إن العتاد التقني للكمبيوتر في الفترة الحالية صار أقوى بعشر أضعاف من الكونسول.
أجمل شيء عجبني في الكمبيوتر وما موجود في الأجهزة المنزلية هو التعديل على الألعاب أو المودات (Game Mods). المودات تقدر تغيرلك لعبة بالكامل وتعيد الحياة لألعاب الكمبيوتر بشكل واضح. ألعاب مثل Left 4 Dead 2 إشتهرت بهذي المودات اللي ما زالت تنزل إلى يومنا هذا بالرغم من قدمها. بعض المودات كانت تقريبا لعبة جديدة بالكامل مثل مود داي زي (DayZ) في لعبة آرما 2 (2 Arma). شخصياً هذي المودات تجذبني كثير في ألعاب الكمبيوتر.
الجهاز المنزلي والبساطة
صديق لي (موظف) باع كمبيوتره الخاص بالألعاب وقرر يستمر مع الأجهزة المنزلية. سألته عن السبب وكانت الإجابة: “لما أرجع من الدوام أحب أتغدى وبعدها أشغل البلاي ستيشن وأنسدح وألعب”. الأجهزة المنزلية بسيطة (حط اللعبة وإلعب) هذي البساطة مهمة للبعض مثل ما ذكرنا في مثالنا السابق. نقطة أخرى من صالح الكونسول بالتحديد البلاي ستيشن هي الألعاب الحصرية. هذي الألعاب صعب لأي عاشق لألعاب الفيديو إنه يتجاهلها والأمثلة الرائعة لحصريات الأجهزة المنزلية كثيرة.
شي ثالث ممكن يميل لصالح الأجهزة المنزلية وهو قائمة الأصدقاء. إذا كنت من النوع اللي جمع صداقات كثيرة في الكونسول فغالباً بيكون صعب عليك تترك الكونسول بشكل كامل وتتجه للكمبيوتر. لهذا السبب الكثير يتمسك بالأجهزة المنزلية وما فكر يتجه للكمبيوتر بالرغم من تقدمه الواضح.
الكمبيوتر وسلبياته
ملاحظة: خلنا نتفق إن الكمبيوتر الخارق هو اللي يقدر يشغل باتلفيلد 4 على أعلى اعدادات (Ultra) وبخمسين إطار في الثانية (50 FPS) على الأقل.
إذا كنت من النوع إللي يحب يمتلك أقوى مواصفات في الكمبيوتر ويلعب بأعلى إعدادات الألعاب فغالباً راح تدفع مبالغ كبيرة. قطع الكمبيوتر غالية، على سبيل المثال كرت 780 GTX سعره يوصل لأكثر من 500 دولار يعني أغلى من أجهزة الجيل القادم. نقدر نتوقع إنك بتدفع مبلغ ما يقل عن 7000 ريال تقريباً إذا تريد تلعب باتلفيلد بالشروط الموجودة في الملاحظة. أتوقع إن نسبة لاعبي الكمبيوتر إللي عندهم أجهزة كمبيوتر خارقة ما تتعدى 20% ومعظمهم موظفين مقتدرين مادياً.
شي آخر نقدر نعتبرة سلبية(عند البعض) وهو الجلسة الغير مريحة لما تلعب في الكمبيوتر. تثبيت جسمك بوضعية وحدة (يد للماوس ويد للكيبورد) شي متعب جداً للبعض ويسبب إرهاق بعكس أيادي الكونسول إللي تسمحلك تلعب بالطريقة أوالوضعية إللي ترتاحلها أكثر. نعم تقدر تشبك أيادي الأجهزة المنزلية بالكمبيوتر لكن هذا الحل ما يناسب كل الألعاب فمثلاً مستحيل تقدر تجاري باقي اللاعبين في طور الأونلاين في ألعاب التصويب.
في الأخير
في النهاية أحب أنوًّه على شي، ما في حاجة إسمها الكمبيوتر أحسن من الكونسول أو الكونسول أحسن من الكمبيوتر. الوحيد إللي يحدد من الأحسن هو إنت عزيزي القارئ حسب ميولك الشخصية فالبنسبة للبعض الكونسول أفضل بسبب حصرياته ولكن في الطرف الآخر البعض يميل للكمبيوتر لتفوقه الواضح من ناحية الرسوم. مع صدور أجهزة الجيل القادم من الكونسول أقدر أقول إن التجربة بتكون مشابه لأجهزة الكمبيوتر والفجوة راح تقل بينهم وتستمر بهذا الحال لسنتين أو ثلاث في المستقبل (مجرد توقع).
نقطة أخيرة، خلونا نترك التحزب والتعصب في عالم الألعاب فكلنا (لاعبي الأجهزة المنزلية والكمبيوتر) في النهاية نتشارك في عشق هذي الألعاب مهما إختلفت الأجهزة اللي نلعب عليها. ولا تبخل علينا برأيك في الردود!
أيمن اليغشي
احمد خالد
