لطالما كان سوق الالعاب قاسي وصعب على من يحاول الدخول اليه، بل حتى على الشركات التي اعطت الكثير لينمو هذا السوق مثل Sega التي اُجبرت على ترك صنع الاجهزة لتصبح شركة لتطوير الالعاب لاجهزة الالعاب المختلفة بعد ان كانت احدى الركائز الاساسية في سوق اجهزة الالعاب في ذلك الوقت. فهل تستطيع شركة ابل العملاقة الصمود في هذا المجال؟
سوق الالعاب الالكترونية الذي بدأ في السبعينيات نما بسرعة كبيرة جداً، في الولايات المتحدة وهي اكبر سوق للالعاب الالكترونية كانت قيمة ايرادات سوث الالعاب في 2007 وصلت الى 9.5 مليار دولار، وازداد الرقم في 2010 بوصوله الى 25.1 مليار دولار ومن المتوقع ان تصل قيمة السوق الى 34 مليار في العام القادم. قيمة هذا السوق الكبيرة تجعله بيئة مناسبة للاستثمار لشركة كبيرة مثل ابل.
لا يمكن اخراج الشركة من الصورة الحالية للسوق، حيث ان متجر تطبيقات الشركة لنظام iOS والمعروف ب App Store ملئ بالالعاب ومِن مَن؟ من مطورين كبار مثل Square Enix و Capcom والكثير من الشركات الناشرة للالعاب، حتى ننتندو تفكر بدخول سوق العاب الهواتف الذكية عبر شراكة مع شركات اخرى، ولكن ليس هذا ما اريد الحديث عنه اليوم.
هل تدخل ابل الى سوق اجهزة الالعاب المنزلية؟ ربما، ولكن هل تنجح؟ اعتقد انها تحتاج الكثير من الوقت لتثبت نفسها. اثبت اللاعبين الحقيقيين المعروفين ب Hardcore Gamers عبر السنين انهم فئة صعبة الارضاء، ولا يرحموا عندما يكون هناك تغيير في السوق. اغلب الالعاب التي يقدمها متجر ابل حالياً لا تعد من الالعاب التي يمكن ان تعجب هذه الفئة من اللاعبين، وفي حال ركزت ابل على نفس ذلك النوع من الالعاب فهي بالتالي متوجهة لفئة اللاعبين الهواة Casual Gamers.
الكثير من التحليلات والاشاعات تشير الى ان ابل ستدخل سوق اجهزة الالعاب المنزلية عبر الجيل القادم من عائلة اجهزة Apple TV وهي اجهزة يمكن ربطها بالتلفاز واستعمالها في اغراض متعددة، ومن المتوقع ان تقوم ابل باعادة تصميم جهاز التحكم الخاص بها في الجيل الجديد القادم من هذه الاجهزة.
يذكر ان ابل قدمت في الجيل الاخير من عائلة iPad معالج باداء تقني يقارب اجهزة الالعاب من الجيل الماضي PS3 و Xbox 360 وربما تقوم باستعمال نسخة جديدة من المعالج في الجيل القادم من اجهزة Apple TV الذي من المتوقع الاعلان عنه في الحدث الخاص للشركة المقام في 9 سبتمبر.
ملاحظة: A8X هو اسم المعالج الذي استخدمته ابل في الجيل الاخير من اجهزة iPad.
سوق الالعاب كان قاسياً على شركات مثل Atari و Sega حيث اجبرهم على ترك تصنيع اجهزة الالعاب والتحول الى شركات ناشرة ومطورة للالعاب على اجهزة الشركات المسيطرة على السوق في الوقت الحالي وهم سوني وننتندو ومايكروسوفت بالاضافة الى اجهزة البي سي. حتى شركة نوكيا واجهت خسارة مرة عندما حاولت اصدار جهاز الالعاب N-Gage قبل عشر اعوام تقريباً.
ابل لم تدخل سوق الالعاب بشكل مباشر من قبل ولكنها سمحت لشركة لشركاته اخرى بصنع اجهزة العاب مبنية على التقنيات التي تطورها الشركة. في منتصف تسعينيات القرن الماضي بدأت شركة Bandai بصنع جهاز Apple Pippin والمبني على تقنيات ابل التي كانت تستعملها في حواسب Macintosh الموجودة في ذلك الوقت.
رغم ان الجهاز كان سابق لعصره حيث كان يستخدم تقنيات الاقراص الضوئية CD-Rom والتي لم تكن منتشرة في السوق في ذلك الوقت، وكان الجهاز يقدم امكانية الاتصال بالانترنت وتم التسويق للجهاز بانه متعدد الاستعمالات من ناحية دعم كل اشكال الوسائط المتعددة Multimedia وهو نفس ما تسوق به مايكروسوفت لجهازها الحالي Xbox One ولكن سرعان ما تم ايقاف انتاج الجهاز واصبح ذكرى سيئة بالنسبة لشركة ابل.
قائمة صغيرة لبعض المحاولات الفاشلة لدخول سوق اجهزة الالعاب:
- 3DO Interactive Multiplayer
- Apple+Bandai Pippin
- Atari Jaguar
- Nintendo 64DD
- N-Gage
- Philips CD-i
- Virtual Boy
الحكم لنجاح جهاز او فشله هو دعم المطورين للجهاز، ربما نرى في Ouya مثال لجهاز فشل بسبب ضعف اقبال مطوري الالعاب عليه، وهو يقدم تجربة مشابهة لما اتوقع ان تقدمه ابل في جهازها القادم. لا اتوقع ان ارى مطوري الالعاب الكبار يصرفون الكثير على تحويل مشاريعهم لجهاز ابل الا لو قامت ابل بدفع المطورين لفعل ذلك، لذا ان كانت ابل تنوي بحق الاستثمار في الالعاب، يجب عليها ان تحتمل البداية الصعبة.