نسنكمل مقالتنا:
Call Of Duty: Infinite Warfare
أما Call of Duty: Infinite Warfare، فمثّلت قفزة كبيرة باتجاه الخيال العلمي، وكانت بمثابة مغامرة جريئة من السلسلة. رغم الكره الذي تلقّته عند إطلاقها بسبب بيئتها الفضائية البعيدة عن طابع Call of Duty الكلاسيكي، فإن حملتها القصصية جاءت على عكس هذا التوجه العام، حيث قدّمت قصة عميقة ومؤثرة تتابع Nick Reyes القائد الجديد لسفينة Retribution في مواجهة جماعة انفصالية تسعى للسيطرة على النظام الشمسي.
تميّز طور القصة بشخصيات محبوبة وذات أبعاد واضحة، أبرزهم الآلي ETH.3n الذي قدّم جانبًا إنسانيًّا وسط أجواء الحرب الفضائية. دمجت اللعبة بين معارك أرضية تقليدية وأخرى في الفضاء، وشهدت تنقلًا سلسًا بين نمط إطلاق النار المعتاد ومهمات الطيران والمعارك في الجاذبية الصفرية، ما منحها توازنًا فريدًا. رغم أن اللعبة لم تحظَ بتقدير عند صدورها، فإن كثيرين يعتبرون اليوم أن قصتها كانت من الأفضل في تاريخ السلسلة وتستحق إعادة النظر والتجربة الكاملة.
Call Of Duty: WW2
جاء إصدار Call of Duty: WW2 في توقيت مثالي أعاد فيه السلسلة إلى جذورها بعد موجة من الإصدارات المستقبلية التي أرهقت اللاعبين، فكانت العودة إلى أجواء الحرب العالمية الثانية بمثابة استعادة للهوية الكلاسيكية للسلسلة. اعتمدت القصة على سرد مركّز حول مجموعة واحدة من الجنود ضمن فرقة المشاة الأولى، لتدور الأحداث في عدة مواقع أوروبية، مما منح طور القصة طابعًا إنسانيًّا وواقعيًّا مميزًا ساعد في بناء علاقة حقيقية بين اللاعب والشخصيات، على عكس العديد من الألعاب الأخرى في نفس الفترة الزمنية.
لم يقدم أسلوب اللعب في WW2 تغييرات كبيرة على مستوى الآليات، لكنه تميز بانسيابية المعارك وجودة التنفيذ. أضفى نظام الفريق عنصرًا تكتيكيًّا جديدًا يسمح بطلب المساعدة مثل عبوات الصحة أو الذخيرة من زملاء الفريق. كذلك تميّزت بعض المهام بتنوعها ما بين القتال واسع النطاق والمناوشات الهادئة أو المهام التخفيّة التي أُضيفت بحذر. وبرغم قصر مدة طور القصة، إلا أنها تترك أثرًا جيدًا وتوفّر تجربة ممتعة لمحبي ألعاب الحرب العالمية الثانية بقصة متماسكة وتنفيذ بصري جيد.
Call Of Duty: Modern Warfare 2 (2022)
أما Call of Duty: Modern Warfare 2 إصدار 2022، فاستكمل بناء العالم الجديد الذي بدأ في إصدار 2019، مع الحفاظ على الطابع الواقعي والقتامة في السرد. ركّزت القصة على عودة فريق Task Force 141 بجانب وحدة Los Vaqueros المكسيكية لملاحقة زعيم إرهابي يُدعى Hassan Zyani الذي يسعى لاستخدام صواريخ أمريكية للانتقام، وجاء السرد محكمًا ومشبعًا بالتوتر السياسي والأبعاد الأخلاقية، مع شخصيات محبوبة وعلاقات معقدة أعطت القصة وزنًا عاطفيًّا.
من حيث أسلوب اللعب، دمج طور القصة بين الأكشن الصاخب وبين اللحظات التكتيكية التي تتطلب صبرًا وتخطيطًا، كما أعادت تقديم مهام التخفي بتوسع أكبر. احتوت اللعبة على مهام متنوعة من حيث الشكل والإيقاع، أبرزها مهمة Alone التي تدفع اللاعب إلى الارتجال والاعتماد على الأدوات المتاحة. ورغم أن بعض المهام مثل Prison Break لم تكن على نفس مستوى الجودة وبدت مفككة أو خرجت عن الإطار المعتاد، فإن غالبية المهام الأخرى عوضت ذلك بتصميم قوي وسيناريوهات مشوقة، ما جعل Modern Warfare 2 تجربة ممتازة لمحبي القصة وتطورها داخل هذا العالم الجديد.
Call Of Duty: World At War
تُعَدُّ World At War أكثر أطوار القصة سوداوية في تاريخ سلسلة Call of Duty، إذ أعادت اللاعبين إلى أجواء الحرب العالمية الثانية بعد إصدار Modern Warfare بعام واحد فقط. تنقّل اللاعبون خلال طور القصة بين جبهتين رئيسيتين: الأمريكية والسوفيتية، مشاركين في معارك تاريخية واقعية جرت في نهاية الحرب. امتاز طور القصة بطابعه الوحشي القاسي الذي لا يُجامل في تصوير رعب الحروب، من خلال لقطات سينمائية مدمجة بمقاطع أرشيفية حقيقية، ومشاهد دموية فوق أراضٍ موحلة يغمرها الدخان والنيران.
ما جعل تجربة World At War لا تُنسى هو تنوّع ساحات المعارك التي زارها اللاعب، وتقديمها أحداثًا مذهلة بأسلوب سينمائي محكم. امتزج القتال واسع النطاق بكثافة نارية مذهلة، مستعرضًا ترسانة أسلحة مميزة ومشاهد مركبات قتالية عنيفة، مع مقاطع أُعدّت بعناية تُبرز فظاعة الصراعات العسكرية. ويُنظر إلى هذه الحملة القصصية على أنها آخر تجسيد حقيقي للهوية الكلاسيكية للسلسلة قبل انتقالها إلى الاتجاهات الحديثة، لتبقى واحدة من أكثر التجارب قوة وتأثيرًا في تاريخ Call of Duty.