عندما يتم ذكر ألعاب التصويب الجماعية من المنظور الأول، هناك عنوانين يسيطران على تلك الفئة منذ سنوات ولا يتوقع أن تنتهي منافستهم في أي وقت قريب، نقصد بالطبع Call of Duty و Battlefield، وبالرغم من الاختلافات الواضحة بينهما في آليات اللعب وتصميمات الخرائط، إلا أن المقارنة حتمية ولطالما استهدف كل منهما جمهور الطرف الآخر بشكل غير مباشر.
سيكون عام 2021 أحد الأعوام التي تشهد إصدار جزءًا جديدًا من العنوانين على PC و Xbox و PlayStation، ولكن دعونا نتعرف أولًا على العناصر التي ضمنت نجاح كل سلسلة واستمرارها على الساحة كل تلك الفترة.
Call of Duty تتفوق في وتيرة اللعب السريعة
لا يمكن لأي لاعب أن ينكر أن أطوار اللعب الجماعي في Call of Duty مناسبة بشكل أفضل للأشخاص الذين يبحثون عن مباريات سريعة توفر شعورًا فوريًا بالرضا، فريقك خسر؟ اقفز إلى مباراة أخرى واستمر في فعل ما تفعله حتى تتمكن من الفوز، فالمدة الزمنية المطلوبة للانتهاء من أي مباراة تعتبر قصيرة مقارنة بالعنوان المنافس، كما أن وتيرة اللعب نفسها سريعة مع خرائط بأحجام صغيرة متوسطة ومعارك تعتمد على الركض بشكل مستمر ومطاردة خصومك في أي موقع.
أضف إلى ذلك الأسلحة التي لا تتسم بالواقعية المفرطة ولا تعاني من أي ارتداد والأحداث المستقبلية التي توفر خيارات تفوق قدرات الجنود العاديين مثل الركض على الجدران والقفز من ارتفاعات شاهقة، ما يجعلها خيار مثالي لكل من يبحث عن منافسات سريعة وممتعة.
Battlefield تتفوق في المعارك الواقعية
في حال كان خيارك الأمثل للعب الجماعي هو المعارك الواقعية والأسلحة المطابقة لترسانة أعتى الجيوش على وجه الأرض، تتفوق Battlefield في تلك الجزئية بسبب التزامها بمحاكاة الواقع قدر المستطاع سواء في تصميم ساحات القتال أو طريقة عمل كل سلاح وفيزيائية الحركة والرسوم المتحركة وحتى آليات اللعب التي توفر للاعبين التنوع المطلوب ولكن بشكل واقعي، كاستخدام المنطاد في القفز من أعلى ناطحات السحاب، ناهيك من المساحات الضخمة التي تتيح للاعبين محاكاة الحروب الحقيقية بطريقة سلسة وممتعة في نفس الوقت، كالقدرة على استخدام الطائرات والدبابات وأسلحة القنص المختلفة والبيئات القابلة للتدمير.
Call of Duty تتفوق في طور اللعب الفردي والقصص المثيرة
لم تعد قصص Call of Duty بنفس الإثارة والتنوع الذي اعتدنا عليه في بدايات السلسلة، بل إنها في بعض الأحيان أسوأ من الأفلام العسكرية التي تم إنتاجها فقط بغرض تشجيع الشباب على الالتحاق بالجيش، ولكن بالمقارنة مع ما تقدمه Battlefield، تعتبر Call of Duty أفضل لعبة حربية تقدم سيناريوهات وقصص مثيرة تبقيك أطراف أصابعك حتى اللحظات الأخيرة.
قدمت Call of Duty شخصيات لا تنسى على مدار السنوات الماضية، وتعد ألعاب Black Ops و Modern Warfare من أكثر العناوين جاذبية في السلسلة عندما يتعلق الأمر بالقصة، ولسوء الحظ، لم تتمكن Battlefield من تقديم قصص بنفس الإثارة أو الجودة رغم محاولاتها المستمرة.
Battlefield تتفوق في الرسوم المذهلة
ليس سرًا أن ألعاب Battlefield تعتبر أكثر عناوين التصويب إثارة للإعجاب عندما يتعلق الأمر بالمستوى الرسومي وتفاصيل العالم المذهلة وقابلية التدمير للبيئة وغيرها من الميزات التي تجعل اللعبة تبدو أقرب لساحة قتال حقيقية في المنافسات الجماعية.
الأجواء العامة لألعاب السلسلة بالإضافة إلى تصميم العالم والاهتمام بكافة التفاصيل كما حدث في Battlefield 1 يجعلها أقرب إلى رحلة زمنية لمحاكاة الحرب العالمية الأولى بشكل لن تراه حتى في أضخم الأفلام الوثائقية التي تركز على فترة الحرب العظمى.
Call of Duty تتفوق في مكافآت الطور الجماعي المجزية
يمكنك خوض أكثر من مباراة في Call of Duty والشعور بمرارة الهزيمة ولذة الانتصار بينما لا يزال صديقك يخوض أحداث نفس المباراة في لعبة Battlefield، تلك النقطة تحديدًا تصب في مصلحة لعبة Activision لما توفره من سرعة وشعور أكثر إرضاءً من الناحية العاطفية.
في نفس الوقت، يوفر نظام التقدم والترقية في ألعاب Call of Duty مكافآت أكثر وأكبر مقارنة بألعاب Battlefield، لذا، إذا كنت لا تتحلى بالصبر أو تريد الفوز بأكبر قدر ممكن من المباريات، فيمكن القول إن ألعاب Call of Duty مناسبة لك بشكل أفضل.
Battlefield تتفوق في الخرائط الضخمة
لا شيء يضاهي المشهد الذي تمنحه ساحات المعارك الضخمة في Battlefield، رؤية تحطم المنطاد في مباراة جماعية أو تحطيم الطائرات المقاتلة في السماء بينما يعاني جنود المشاة من الضغط المتواصل من الخطوط الأمامية، في الوقت الذي لا يمكن للمدفعية الثقيلة التحرك بسهولة بسبب الغطاء الجوي، وهو مشهد لن تراه وتنغمس في تفاصيله مثلما يحدث في Battlefield.
حتى مراحل اللعب الفردي المصممة بعناية فائقة في ألعاب Call of Duty والخرائط الجماعية الضخمة لا تضاهي ما يحدث في ألعاب Battlefield، أضف إلى ذلك التنوع التكتيكي في استخدام الأسلحة والمركبات، وتقسيم المعركة لمراحل بأحداث مختلفة على طول الخريطة، الأمر الذي يشجع اللعب التعاوني أكثر مما يحدث في ألعاب Call of Duty.
Call of Duty تتفوق في منافسات المعارك الملكية
من المؤسف أن Battlefield لم تتكيف بالشكل المطلوب مع التغييرات التي طرأت على ساحة ألعاب التصويب الجماعية، لا تزال منافسات المعارك الملكية (باتل رويال) من أكثر أطوار الألعاب الجماعية شيوعًا في الوقت الحالي، ونجحت Call of Duty في تلبية احتياجات محبي هذه الفئة بشكل مثالي، في حين أن Battlefield قدمت منافسات مشابهة ولكنها لم تحظى بنفس الاهتمام.
حققت Call of Duty نجاح مدوٍ في هذه الفئة من خلال Warzone في حين أن منافسات Firestorm في Battlefield كانت مختلفة عن ألعاب هذا النوع و تحتفظ بهويتها، ولكنها لم تحقق نفس المردود أو الاستقبال الذي يضمن لها الاستمرار لسنوات.
Battlefield تتفوق في تنوع أسلوب اللعب
تقدم ألعاب Battlefield تطورًا فريدًا خاصًا بها من خلال السماح للاعبين باستخدام كل أدوات الحرب المتاحة، ما يعني أن المركبات الحربية بمختلف أنواعها في متناول جميع اللاعبين، بينما في Call of Duty لا يسمح الطور الجماعي بمثل هذه الحرية، إلا إذا كنا نتحدث عن لعبة Warzone والتي ما تزال محدودة للغاية في تلك الجزئية.
سمحت Battlefield دائمًا للاعبين باستخدام الطائرات والدبابات وناقلات الجنود المدرعة والمناطيد وحتى الخيول لقلب مجريات الحرب، إذا سئم اللاعبون من المشي وتبادل إطلاق النار، فيمكنهم التطرق لسيناريو مختلفة كتفجير طائرة في مبنى يتحصن داخله الأعداء كما لو أنهم في فيلم سينمائي.
Call of Duty تتفوق في تعدد الإصدارات
أحد الانتصارات الواضحة التي حققتها Call of Duty على حساب منافسيها هي وجود الكثير من الإصدارات، وبالرغم من أن البعض ينتقد تلك الاستراتيجية، إلا أن السلسلة التي يعود إرثها إلى عام 2003 لديها حاليًا عشرات الألعاب تحت علامتها التجارية، سواء كنت تفضل الحروب العالمية أو الحرب الباردة أو الحروب المعاصرة أو حتى المستقبلية، ستجد ما يناسبك دائمًا.
ستجد العديد من عناوين Call of Duty الصادرة قبل سنوات لا تزال تحظى بأعداد جيدة من اللاعبين النشيطين في الأطوار الجماعية نظرًا لأن كل جزء لديه ما يميزه، بعكس Battlefield التي تصدر كل عامين أو ثلاثة، ما يجعل الإصدارات الأولى لا تناسب الطفرة التقنية الحالية ولا تقدم ما يشفع لاستمرار خوض أحداثها حتى اللحظة.
Battlefield تتفوق في تشجيع اللعب التعاوني مع فريقك
إذا سنحت لك فرصة خوض المنافسات الجماعية في أي لعبة من سلسلة Call of Duty ستلاحظ أن اللعبة تعاني من السمية والعدائية بين المستخدمين بشكل واضح، لذا فإن توقع بعض السلوك غير الناضج يعد أمرًا معتادًا، على الجانب الآخر، لا يسيطر هذا النوع من السمية على مجتمع Battlefield بنفس القدر.
اللاعبون أكثر نضجًا وصبرًا لأن طبيعة عناوين Battlefield تشجع العمل الجماعي والتنسيق مع باقي أعضاء فريقك، ما يجعل الانتصارات التي حققوها سويًا مرضية بصورة أكبر لأنها لم تتم عن طريق الصدفة أو العشوائية أو من خلال الاعتماد على جهودك بشكل فردي.
تلك هي أبرز النقاط التي ترجح كفة كل عنوان، ومن الطبيعي أن يميل كل شخص لسلسلة على حساب الأخرى بحسب متطلباته، شاركونا أرائكم في قسم التعليقات بخصوص الأسباب التي تدفعكم للاستمرار في تجربة الإصدارات الجديدة من السلسلة المفضلة لكم، ولا تنسوا الاطلاع على مقالنا السابق “5 أشياء تضمن نجاح Battlefield 6 و 5 أشياء نأمل التخلي عنها” قبل ساعات من الكشف الرسمي عن اللعبة المرتقبة.