نزل في هذا الجيل الكثير من الألعاب اللي أعجبتنا، وبرضو ألعاب كثير أحبطتنا. ولكن من الأحداث المميزة في هذا الجيل -على الأقل بالنسبة لي- نزول أكثر من ثلاثية، وكل منها كان في مستوى ممتاز.
ملاحظة: عشان ما ندخل في متاهات، حسبت الأجزاء بالأرقام فقط “الجزء الأول،الثاني، والثالث” واستبعاد الأجزاء الثانية اللي ما معها رقم. وقبل لا تسألون عن أساسنز كريد، استبعدتها برضو لأن نهاية السنة هذي بينزل لها جزء رابع.
بنناقش في هذي المقالة أبرز الثلاثيات اللي نزلت في هذا الجيل، وبنختار أفضل ثلاثية من الثلاثه الموجودين في هذا الموضوع، وحتى أنت ياقارئنا العزيز بامكانك تثري النقاش باختيارك وشرح أسبابه. فيه بعض السلسلات من الألعاب اللي نزلت لها أجزاء جانبية بنتركها وناخذ الأجزاء الأساسية منها فقط. نبدأ المقالة بالجزء الأول من ثلاثية افتتحت الجيل هذا خير افتتاح:
ثلاثية Gears of War (جيرز أوف وور)
في نهاية 2006، ومثل بداية كل جيل، تنزل ألعاب كثيرة على الأجهزة الجديدة وقليل منها اللي ينجح. ولكن الجيمرز كانوا على موعد مع لعبة اعادت تعريف ألعاب منظور الشخص الثالث وفرضت على باقي المطورين انهم يمشون على خطاها. جيرز أوف وور تميّزت بكثير من الأشياء اللي ما نقدر نذكرها في المقالة، لكن نكتفي بأنها من الألعاب اللي رفعت مستوى الجرافيكس على الأجهزة المنزلية اللي الكثير من لاعبي البي سي استهانوا فيها بداية الجيل، بالاضافة الى تقديمها لطور قصة ممتاز جداً مع طور أونلاين سبب الادمان للكثير من الجيمرز. الى الآن أذكر الجيمرز وهم يتكلمون عن “حركة المنشار” وكيف انك تقدر تقطّع الأعداء باستخدامه، أو نظام الاختباء “Cover System” اللي أخذوه كثير من مطوري الألعاب وطوروه في ألعابهم.
نزل الجزء الثاني من السلسلة وقدر يتجاوز التحدي الأصعب، اللي هو تجاوز مستوى الجزء الأول. قدم لنا الجزء الثاني جرعة ثانية من المتعة في طور القصة والاونلاين مع التطويرات والاضافات. فيه بعض الملاحظات طلعت على الجزء الثاني مثل مشكلة التأخير في أطوار الأونلاين “Lag” بالاضافة الى بعض الملاحظات على الفراغات في القصة، لكن بشكل عام اللعبة كانت من الطراز الأول.
أما الجزء الثالث، فحدث ولا حرج. جميع النقاط القوية في الأجزاء اللي قبل تم التركيز على تطويرها ورفعها الى أعلى مستوى ممكن. طور قصة ممتاز في الجزئين الأول والثاني؟ طور أونلاين ادماني؟ جرافيكس خرافي وبيئات متنوعة؟ كل هذا تم رفعه الى أعلى مستوى ممكن!
عادةً، كثير من الألعاب تفقد هيبتها مع كثرة الأجزاء اللي تنزل لها، اما بسبب طمع الشركة الناشرة أو بسبب تغيير المطورين أو غيره من الأسباب، لكن مايكروسوفت عرفت كيف تعامل اللعبة معاملة احترافية نادراً ما نشوف مثلها.
شخصياً، من أفضل المميزات اللي لاحظتها في السلسلة هي:
- على ان طريقة اللعب تقريباً متشابهة في كل الأجزاء، وعلى ان كثير من الألعاب قدروا ياخذون أسلوب اللعب منها ويطورون عليه، الا ان الأفضلية لا زالت باقية في جيرز أوف وور حتى أخر جزء فيها.
- شخصيات مختلفة تماماً عن باقي الألعاب. لو تلاحظ كثير من الألعاب لازم تلقى فيها الشخصية ابو عيون زرقا الأمريكي اللي ينقذ العالم، والبنت الشقرا الجميلة اللي تبغى تضحي بنفسها عشان البطل، والشرير اللي يبغى يسيطر على العالم ويقتل الناس أجمعين. وفي النهاية، البطل يفوز عليهم كلهم ويحضن البنت الشقرا اللي صارت حبيبته وتشرق الشمس من جديد ويشتغل ساوندتراك رومنسي في الخلفية، وياسلام!
- الحوارات والتثميل الصوتي. كثير من الألعاب تقدم لك مستوى عادي جداً من الحوارات وهذا شي أشتكي من في عالم الألعاب بشكل عام. في جيرز أوف وور، الحوارات دائماً مختلفة ومتّجهه اتجاه الأفلام اللي تعتبر حواراتها أفضل بمراحل من حوارات الألعاب.
- تعلم السلسلة من أخطاءها. في الجزئين الأولين كان فيه بعض المشاكل مثل اللاق في الأونلاين وتكرر البيئات. شفنا المشكلتين هذي انحلت بشكل جذري في الجزء الثالث واختفت نهائياً.
ثلاثية Uncharted (انتشارتد)
ما يخفى على الجيمرز تخبّطات سوني وأغلاطها الكثير في بداية الجيل، من تأجيلات لألعابها سواءاً من داخل سوني أو حتى خارجها، أو حتى مشاكل شبكة البلاي ستيشن اللي في بدايتها كانت تعتبر شي مضحك للكثير اذا ما قارنّاها بالاكس بوكس لايف. ولكن لحسن حظ سوني ومحبي سوني، كانوا على موعد مع مطور من الطراز الذهبي، في كل جيل يطلع بسلسلة ترسخ في عقول الجيمرز لفترات طويلة.
طلع الجزء الأول من أنتشارتد ولا يدري عنه الا عدد بسيط من الجيمرز، ما كان على اللعبة تركيز كبير لأسباب كثير من ضمنها التسويق. الكثير من النقاد مدح اللعبة وذكر الجرافيكس والموسيقى التصويرية والشخصيات كمميزات للعبة، ولكنها واجهت بعض المشاكل الواضحة مثل تكرر البيئات بشكل مخيف، جزء كامل في غابة؟ بالاضافة الى بعض المشاكل في التحكم ونظام القتال وغيره. ولكن بشكل عام، أقدر أقول ان الجزء الأول من السلسلة كان “طموح جداً” لكن ما أعتقد انه يرقى الى “كبار الألعاب”.
نزل الجزء الثاني، وكان قنبلة في عالم الألعاب. الكل انذهل من المستوى الخارق للعبة من نواحي كثيرة جداً. شخصيات ممتازة، جرافيكس بجودة استثنائية صعب جداً تلقى مثلها الى يومنا هذا، طور قصة يحتوي على الكثير من الأحداث المثيرة “Set pieces”، حوارات فكاهية ما قد شفنا مثلها في عالم الألعاب، وغيرها من العناصر اللي خلّت الجيمرز يسولفون فيها ويمدحونها الى يومنا هذا. الكثير من الجيمرز لا يزال الى يومنا هذا يعتبر الجزء الثاني من أنتشارتد أفضل لعبة في هذا الجيل، وعلى اني يمكن أختلف معهم، الا اني أتفهم وجهة نظرهم وأحترمها تماماً.
واجهت الشركة المطوّرة Naughty Dog تحدي هائل جداً، شخصياً أعتبره أكبر تحدي هذا الجيل. وهذي مشكلة -مثل ما ذكرت- يواجهها الكثير من المطورين، وهي انك تتفوق على نفسك. أكثر المواقع أعطتها لقب “أكثر لعبة ننتظرها السنة الجاية”. نزلت اللعبة وشفناها تسوي المستحيل عشان تتفوق على نفسها، جميع نقاط القوّة في الجزء السابق تم التركيز عليها ورفعها. كثير من النقاد قالوا ان اللعب تفوقت على نفسها من نواحي ولكنها للأسف سقطت من نواحي ثانية. لكن عموماً، اللعبة مستواها بلا شك من الطراز الذهبي سواءاً تفوقت على الجزء الثاني أو لا. شخصياً، أرفع قبعة الاحترام لنوتي دوق على عملها الاستثنائي في اللعبة، ولا أنسى اني كنت أسميها “أللعبة الكاملة” لانها احتوت على طور قصة ممتاز، وطور تعاوني ممتاز، وطور أونلاين تنافسي ممتاز الين ما نزلت Halo 4 وأخذت اللقب منها.
أما بالنسبة لمميزات السلسلة فهي كالتالي:
- شخصيات طريفة تتعلق في ذاكرتك. Drake، Sully، Elena من ما يعرف هذي الشخصيات وطرافتها؟
- ابهار اللاعب من خلال الجرافيكس وتنويع البيئات. فيه أحد قد تكلم عن قوّة الجرافيكس في الألعاب ولا ذكر أنتشارتد؟ ما أعتقد.
- المزج بين عدّة عناصر مثل المناقز “platforming”، وحل الألغاز “puzzles”، ونظام قتال منظور شخص ثالث. نادر جداً تلقى ألعاب تمزج بين عناصر زي كذا وتضبطها بهذا الشكل.
ثلاثية Mass Effect (ماس إيفكت)
بعد نزول الجزء الأول من أنتشارتد بكم يوم، نزلت لعبة RPG حصرية على الاكس بوكس. لعبة عالمها خيالي واسع عجيب، أول ما تلعبها تلاحظ انك في عالم مرسوم بعناية، لكل كائنات كوكب تعيش فيه، ولكل كوكب تاريخ مسجل لك تقراه متى ما بغيت بطريقة واقعية. لعبة خيال علمي ماهي مثل كثير من الأفلام اللي تصوّر لك البشر على انهم مجرد كائنات ضعيفة مقارنة بالكائنات الثانية، ولكنها تصور لك كل كوكب بالكائنات اللي فيه بنقاط قوته ونقاط ضعفه.
نزل الجزء الأول من السلسلة وكان استقبالها جيد جداً. القصة كانت رائعة، واعطاء اللاعب الحرية في اختيار قراراته في القصة كان ممتاز، عالم اللعبة ممتاز جداً، ولكن اللعبة عانت من مشاكل مثل طريقة اللعب اللي عانيت منها معاناة كبيرة، لدرجة اني لعبتها على البي سي عشان أحاول أتجاوز مشاكل التحكم وتجاوزتها بصعوبة.
أعلنت EA عن الجزء الثاني للعبة، وقامت بحملة تسويق هائلة لها. أذكر روعة دعاية الاطلاق للعبة، أذكر الموسيقى الخرافية في الخلفية واللقطات الحماسية الموجودة في الدعاية. نزلت اللعبة وانفجرت ألسنة الجيمرز بالكلام عن اللعبة اللي تقدر تكوّن الشخصية بالشكل اللي يعجبك، سواءاً ولد أو بنت! اللعبة اللي تقدر تقرر فيها بنفسك أثناء المشاهد، تقدر تعامل فيها الشخصيات الثانية بالطريقة اللي تبغاها، سواءاً بطريقة طيبة أو شريرة، ولكل قرار نتيجة، سواءاً بعيدة أو قريبة. الكثير من الجيمرز يعتبر الجزء الثاني لعبة الجيل بالنسبة له، وأضم صوتي لهذا الرأي مؤخراً. عرفت انها لعبتي المفضلة هذا الجيل بسبب اني خلصتها خمس مرات عشان أشوف الفروق في الأحداث ولا طفشت منها. أذكر من الادمان اللي أصابني اني خلصت كل المهمات الرئيسية والجانبية وكن لا زلت أكتشف ان فيه مهمات جانبية في كواكب نائية أقدر أنفذها.
مثل Naughty Dog بالتمام، تعرضت bioware لنفس التحدي. الكثير من الجيمرز كان ينتظر اللعبة على أحر من الجمر، وأنا أولهم. كثير من المواقع أعطتها لقب “أكثر لعبة ننتظرها السنة الجاية”. نزلت اللعبة وانقسمت الآراء ولو ان الكل اتفق على انها لعبة ممتازة جداً. bioware حاولت تحل مشكلة “نظام القتال البطيء” وخلته سريع وشبيه بجيرز اوف وور، ولكن الكثير لا زال يتذمر من نظام القتال. من أهم الأحداث اللي صارت في اللعبة هو الخلاف على النهاية، تذمر الكثير من اللاعبين عن النهاية واشتكى ووصلت الى مستوى غير معهود في عالم الألعاب، الى درجة ان EA اضطرت تتجاوب مع الشكاوي وفي الأخير رضخت للأمر الواقع ونزلت تحديث مجاني للعبة يشرح فيه النهاية بشكل مطوّل.
شخصياً، أشوف ان فيه تشابه من ناحية بعيدة بين ماس ايفيكت وأنتشارتد. كل اللعبتين بدأو بداية طموحة، كل اللعبتين كان الجزء الثاني فيها هو الأفضل، كل اللعبتين حاولوا يتغلبون على نفسهم في الجزء الثالث وانقسمت الآراء فيهم.
والثلاثية المفضلة بالنسبة لنا هي…
استحقت جيرز أوف وور هذا اللقب لعدة أسباب، منها اللي ذكرناها فوق بالاضافة الى أسباب ثانية، من أهمها:
- من أول جزء لها وهي مستواها ممتاز جداً، عكس باقي الثلاثيات اللي الجزء الأول فيها كان أقل بكثير من الأجزاء اللي بعدها.
- احتواءها على الأونلاين من أول جزء لها، عكس باقي الثلاثيات اللي ما فكرت بالأونلاين الا في الجزء الثاني أو الثالث، بالاضافة الى ان الاونلاين مستواه عالي في كل الاجزاء.
- محافظة الثلاثية على مستواها الى الجزء الثالث، عكس باقي الثلاثيات اللي كان الجزء الثالث منها محل جدل كبير بين اللاعبين.
تعليق أخير:
كل الألعاب، أو بشكل عمومي أكثر، كل شي يخترعه الانسان، ما يطلع من الصفر. كل اختراع موجود لازم يكون مبني على شي قبله، وهذا الشي ينطبق على عالم الألعاب. شفنا كثير من الألعاب تستخدم ميزات الألعاب اللي نزلت قبلها، بعضها يفشل وبعضها ينجح. غالباً سبب النجاح يكون بسبب عدم الاكتفاء بنسخ الفكرة فقط، ولكن بنسخها والتطوير والبناء عليها، والعكس صحيح مع الألعاب اللي تقلّد وتفشل.
شفنا Gears of War تاخذ نظام كاميرا Resident Evil 4 وأضافت عليه اضافات كثيرة من أبرزها نظام الاحتماء. وشفنا Uncharted تاخذ من Tomb Raider نظام الألغاز والمناقز وغيرها من العناصر اللي أخذتها من ألعاب ثانية ومع ذلك جمعتها في لعبة بتتعلق في عقول اللاعبين لوقت طويل.
هذا اللي عندي، وباقي اللي عندكم. وش أفضل ثلاثية بالنسبة لك هذا الجيل؟ أذكر لنا الأسباب عشان نناقشها!