مهما كانت قوة سلاسل ألعاب الفيديو، فمن الطبيعي أن تحتوي على إصدار سيئ أو اثنين في بعض الأحيان. ومع ذلك، فإن وجود لعبة فاشلة بين الحين والآخر ليس نهاية العالم، طالما أن المطورين يتمكنون من العودة إلى المسار الصحيح.
لكن الأمر يختلف عندما يفشل الجزء الأول في سلسلة جديدة في تحقيق التوقعات. إذا تعرَّضت لعبة جديدة لانتقادات حادة، فإن احتمال حصولها على تكملة يكون ضئيلًا. وحتى إذا تمت الموافقة على إنتاج جزء جديد، فإن التوقعات لا تكون عالية، خاصة إذا كان المشروع من تطوير نفس الفريق الذي قدم الجزء الأول المخيب.
لحسن الحظ، تمكنت بعض سلاسل الألعاب من الانتقال إلى مستوى أفضل بكثير رغم بداياتها الفاشلة. من خلال تجنب الأخطاء السابقة أو تبني نهج جديد كليًّا، استطاعت هذه السلاسل تقديم تجارب مبهرة في إصداراتها اللاحقة.
عندما فشلت ألعاب مثل Killzone في تحقيق النجاح المطلوب، لم يكن الكثيرون يتوقعون عودتها، لذلك، من المدهش كيف تمكنت أجزاؤها المكملة من تقديم تجربة استثنائية، مما جعل اللاعبين يحصلون على ما كانوا يتطلعون إليه منذ البداية.
رغم البداية المخيبة، نجحت هذه الألعاب في إطلاق أجزاء مبهرة أظهرت إمكانياتها الحقيقية.
Yooka-Laylee & The Impossible Lair
في عام 2015، أطلقت Platonic حملة تمويل جماعي على منصة Kickstarter لتطوير لعبة Yooka-Laylee، التي كانت مستوحاة من لعبة Banjo-Kazooie الشهيرة من استوديو Rare. وبشكل مذهل، تمكن الفريق من جمع هدفه البالغ 175,000 جنيه إسترليني في غضون 40 دقيقة فقط، ومع نهاية الحملة تم جمع أكثر من مليوني جنيه، مما أثبت شغف عشاق Banjo وثقتهم الكبيرة بالمشروع.
رغم الحماس الكبير، لم ترتق لعبة Yooka-Laylee إلى التوقعات. ورغم أنها أتقنت أسلوب Banjo-Kazooie من حيث الشكل والفكاهة، إلا أن هذه النسخة المستوحاة افتقدت للإبداع والسلاسة التي ميزت سلسلة المغامرات Banjo-Kazooie.
لكن مع انخفاض التوقعات للجزء الثاني، نجحت لعبة Yooka-Laylee and The Impossible Lair في تحقيق قفزة نوعية. تميزت اللعبة بأسلوب لعب سلس، وتصميم مراحل مذهل، وألغاز مبتكرَة، مما جعلها تفخر بالإرث الذي تركته Rare.
ما يميز هذا الجزء بشكل خاص هو بنيته الفريدة. بخلاف معظم ألعاب المنصات، يمكن للشخصيتين Yooka وLaylee دخول المرحلة النهائية مباشرة. ومع ذلك، فإن صعوبتها الشديدة وطولها الكبير يجعل تجاوزها شبه مستحيل في البداية، ولهذا، يحتاج اللاعبون إلى التنقل عبر المراحل المختلفة وجمع عشرات النحل، حيث تمنح كل نحلة دفاعات إضافية للأبطال.
تشبه اللعبة إلى حد كبير Shovel Knight، إذ تقدم تجربة مليئة بالحنين إلى الماضي دون الاعتماد الكامل عليه، مع إضافة العديد من الآليات المبتكرَة لإرضاء عشاق ألعاب المنصات.
New Pokemon Snap
في عام 1999، تعاونت شركة Nintendo مع Hal Laboratory لتطوير لعبة Pokemon Snap، التي تعتمد على التصوير الفوتوغرافي. تدور اللعبة حول التنقل على مسار محدَّد مسبقًا لالتقاط صور للمخلوقات التي تظهر في الطريق. يتم فتح مكافآت ومسارات جديدة بناءً على جودة الصور المُلْتَقَطَة، مما يحفز اللاعبين على التركيز والانتباه.
رغم أن الفكرة كانت جيدة، إلا أن اللعبة الأصلية كانت محدودة للغاية. تضمنت فقط سبعة مستويات و63 بوكيمون، مما جعل إكمالها يستغرق أقل من ساعتين. بالإضافة إلى ذلك، كان نظام التصوير غير دقيق، حيث قد يحصل اللاعبون على نقاط قليلة مقابل صور رائعة أو نقاط عالية مقابل صور متواضعة.
لحسن الحظ، جاء الجزء الثاني ليقدم تجربة مُحَسَّنة جدًّا. ورغم الانتقادات التي وُجِّهَت لألعاب البوكيمون الحديثة بسبب ضعف الرسومات، فإن New Pokemon Snap بدت مذهلة بصريًّا. بفضل آليات التصوير السلسة ونظام المكافآت المتوازن، أصبحت تجربة اللعب أكثر متعة من ذي قبل.
في حين أن اللعب في النسخة الأصلية كان يُصبح مملًا بسرعة، فإن الأمر مختلف هنا، إذ إن بعض المخلوقات لا تظهر إلا في أوقات محددة أو عند تغيير المسار، مما يشجع اللاعبين على إعادة زيارة المراحل وتجربة استراتيجيات جديدة.
مع وجود أكثر من 200 بوكيمون لاكتشافهم، تُبقي New Pokemon Snap عشاق السلسلة مستمتعين لفترة طويلة.
Killzone 2
عندما يتم تسويق لعبة تصويب على أنها “قاتلة Halo”، يكون من المتوقع أن تقدم تجربة تصويب من منظور الشخص الأول تعيد تعريف هذا النوع. للأسف، لم تكن Killzone كذلك، بسبب المشكلات التقنية، وعناصر التحكم المربكة، وانخفاض معدل الإطارات، والذكاء الاصطناعي الضعيف. رغم أن لعبة Killzone Liberation على جهاز PSP قدمت بعض التحسينات، إلا أنها لم تحقق الحجم أو الجودة الموعودة.
لذلك لم يكن مجتمع اللاعبين متفائلًا عندما بدأت الإعلانات المكثفة للعبة Killzone 2، إذ اعتقد الكثيرون أن المطورين سيكررون نفس الأخطاء.
ولكن بعد دقائق قليلة من تجربة Killzone 2، يتضح أن المطورين بذلوا قصارى جهدهم. كان طور اللعب الفردي منظمًّا بشكل رائع وسريع الإيقاع، والرسومات بدت مذهلة حتى بمعايير اليوم. التركيز على الواقعية الصارمة جعل اللاعبين يشعرون بأنهم يتحكمون في جنود حقيقيين بدلًا من شخصيات مُبَرْمَجَة.
بدلًا من تقديم تكملة عادية، قدمت Guerrilla Games واحدة من أفضل ألعاب العام وربما أعظم لعبة تصويب على جهاز PS3. ورغم إصدار Halo 2 في نفس العام، إلا أن Killzone 2 حظيت باهتمام وثناء أكبر.