اللعبة تعتبر الجزء التالي لـAssassin’s Creed Origins وتبني على أنظمتها كأساس لها، لذلك ستجد أن أسلوب اللعب والأنشطة في عالم Odyssey مشابه بعض الشيء لسابقتها. هذا خبر جيد لكل من أُعجب بـOrigins بحيث إن أعجبتك Origins فستكون Odyssey اللعبة المناسبة لك. للأسف أنا كنت من الأشخاص الذين لم تعجبهم Origins لضعف المهام الجانبية وتكرار المهام الرئيسية بالإضافة لعدم جذب القصة أو شخصيتها لي، لكن بصراحة يسعدني وجود تحسينات واضحة وتغييرات في Odyssey بالذات من ناحية القصة وتفاعلك مع الشخصيات ونهاية قوية للديمو الذي لعبته، والتي كانت كفيلة بإعطائي دافعًا للعب اللعبة عند إصدارها الكامل بالرغم من عدم إعجابي بـOrigins.
نظام القتال
نظام القتال في Assassin’s Creed Odyssey مشابه لـOrigins لكن سرعان ما تقوم اللعبة بطرح ما يميزها. من أهم التغييرات هي إزالة الدرع واستبداله بنظام الصد (Parry) -رد ضربة العدو-، ليجبرك على قراءة هجوم العدو وتوقيته بشكل صحيح لتصد الهجمة، في حال نجاحك في صد الهجمة ستحصل على فرصة زمنية للهجوم.
أيضا تمت إضافة قدرات تستطيع الحصول عليها من خلال تطوير شخصيتك، كثير من القدرات التي ستحصل عليها من خلال تطوير شخصيتك هي قدرات فعلية وعملية بعكس الإضافات الشكلية أو زيادة في معدل الضرر. من القدرات الذي يسمح لك بكسر درع العدو أو الهجوم من مسافات بعيدة. رأيت أن هذا التغيير أضاف بعدًا استراتيجيًا للقتال كانت تفتقره Origins بشدة.
لكن يبقى نظام القتال فوضوي بعض الشيء ولا يزال ينقصه الدقة التي ستجدها في ألعاب أخرى.
نظام الحوارات والاختيارات
من التغيّرات التي أرى أنها تميز لعبة Assassin’s Creed Odyssey عن سابقتها بشكل كبير هي إضافة نظام الحوارات. في البداية اعتقدت بأن المحادثات ستكون سطحية بدون أي عواقب أو تغيير فعلي في القصة، لكني سُعدت عندما أثبتت اللعبة أنني على خطأ. هناك اختيارات بسيطة تغيّر تعاملك وتعامل الشخصيات معك، وأخرى قد تغيّر فيها نهاية اللعبة أو مصير عددٍ كبيرٍ من الناس.
أيضا لاحظت أن قيامك بالمهمة بطرق مختلفة سيكون له بعض العواقب مما رسم الابتسامة على وجهي. ففي أحد المهام قامت أحد الشخصيات بطلب إنجاز المهمة بالتخفي لكن حصل وأن تم اكتشافي من قبل أحد الجنود مما دفعني لمواجهته وقتاله بدلًا من التخفي. بعد الرجوع إلى صاحب المهمة وجدت أنه تم إرسال بعض الجنود إليه بغرض الانتقام. أيضا سيقوم صاحب المهمة بمعاتبتك لفشلك بأداء المهمة كما طلبه منك.
تغيرات المهام وعواقبها
رأيت بعض التحسن في المهام الجانبية و فوجئت بدمجها مع المهام الرئيسية مما قد يؤثر في القصة أو اللعب.
(إذا كنت لا تريد معرفة تفاصيل أحد مهام اللعبة فتخطى النص المكتوب بالرمادي) في أحد المهام الإضافية ستجد مجموعة من المرضى المحكوم عليهم بالإعدام لكي لا ينشروا العدوى. في حال قررت إطلاق صراحهم لن ترى أي تغيير مباشر، لكن في حال عودتك للجزيرة ستكتشف أنه لم يبقَ أحد فيها.
في مهمة أخرى ستجد مجموعة من المواطنين بعد سرقتهم لبعض الموارد وسيكون لك الاختيار بالتحقيق معهم أم التخلص منهم قبل التحدث معهم. في حال اخترت التحدث معهم فستتحول المهمة إلى مهمة رئيسية وسيكون لها تأثير في معركة الـConquest.
بالنسبة للمهام الرئيسية فوجدت نفسي مستثمرًا في القصة أكثر من Origins خاصة أن دوافع الشخصية يتم بناؤها مع الوقت، ووجدت نفسي متحمسًا مع الشخصية في رحلتها. تكاد لا تخلو هذه المهام من بعض الاختيارات، الكثير منها سطحي لكن في نهاية الديمو التجريبي وصلت لاختيار حتمي وضخم في مرحلة مبكرة في اللعبة، مع ذلك تبقَى بعض المهام ضعيفة بعض الشيء ولا تحوي ما يميزها.
تمت إضافة معارك Conquest في اللعبة وهي معارك تحدد من خلالها من يسيطر على المدن في عالم اللعبة. هذه المهام تحاكي حرب بين جيشين لكن معظم وقتك ستقوم بقتال الجنود ولا يوجد ما يميزها بشكل كبير.
العالم المفتوح واستكشافه
في بداية لعبة Assassin’s Creed Odyssey سيُقدم لك اختيار نمط الاستكشاف، هذا النمط يحد من إرشادات اللعبة لك في المهام ويطلب منك استجواب الشخصيات عن تحديد المكان ومراجعة خريطة العالم لمعرفة أسامي المدن والمواقع داخلها. في حال قربك من مكان المهمة ستتمكن من استعمال صقرك لتحديد الموقع بالتحديد. وجدت أنه من الأفضل اللعب على هذا النمط.
خلال تجولك في العالم يقوم بعض المرتزقة بملاحقتك و محاولة اغتيالك. المرتزقة (Mercenaires) في اللعبة هم أعداء بمرتبة قادة وذوو مستوى عالٍ. كل ما زادت المكافأة على رأسك سيزيد عددهم وشراستهم، حتى أنني وجدت نفسي أحارب ثلاثة منهم في منتصف أحد المهام الرئيسية. وجدت القتال معهم ممتعًا بعض الشيء خاصة بأنهم يجبرونك على استخدام أنظمة اللعبة بشكل ذكي للتخلص منهم حيث أنهم في الغالب أقوى منك بمراحل.
بالنسبة للعالم فكما تعودنا في السلسلة فإنه مفعم بالحياة و مليء المناظر الخلابة وهي نقطة قوة للسلسلة. للأسف كنت أتمنى تغيير الأنشطة في أرجاء الخريطة لكنها بقت مثل الذي في Origins، مثل البحث عن كنز، اغتيال اللصوص… إلخ. شخصيًا أفُضل عالمًا أصغر وأنشطة أقل ولكن بجودة أعلى.
الخاتمة
بصراحة أُعجبت بتجربتي وفي الغالب سأقوم بشراء اللعبة لمعرفة كيف تتطور القصة، في نفس الوقت Assassin’s Creed Odyssey تعاني من بعض مشاكل Origins في ضعف بعض المهام ونظام القتال الفوضوي بعض الشيء. لا زال الوقت مبكرًا لإبداء رأي نهائي عن اللعبة لكن انطباعي إيجابي في الوقت الحالي وأتطلع لتجربة اللعبة الكاملة.
Assassin’s Creed Odyssey قادمة يوم 5 أكتوبر 2018 على أجهزة بلايستيشن 4 واكسبوكس ون والحاسب الشخصي، وستدعم ترجمة نصوص حوارات وقوائم بالعربية.