سلسلة أساسينز كريد (Assassin’s Creed) مرت على عدة مراحل، كان فيه عمل مميز ببعض الأجزاء و كان فيه انتقاد على بعض الأشياء مثل إنها صارت لعبة سنوية وما فيه تجديد باللعبة بالشكل المطلوب. أنا كنت من اللاعبين اللي يميلون للرأي اللي يقول إن اللعبة ما صرنا نشوف فيها تجديد ، هذا الكلام كان قبل الجزء الثالث من السلسلة و بعد ثلاثية إتزيو “Ezio”. ثلاثية إتزيو كنت أتناقش فيها كثير مع الناس إنه ثلاث أجزاء سنوية متواصلة كان مبالغ فيها جدا، مهما كان تعمق القصة و تشعبها، كان من المفترض جزء واحد يتعلق بشخصية إتزيو يكون جزء دسم بالمعلومات و أحداث شيقة، أو على الأقل يكون جزئين كحد أقصى و يكون كافي جدا، لأن كثير لاحظ في فيه فراغ بالقصة لما تتجاوز أول ربع من اللعبة، و يرجعون للقصة بالربع الأخير.
الجزء الثالث من السلسة كان عليه كلام كبير قبل الإطلاق، الاستوديو قال إن فيه فريق كامل منفصل كان يشتغل على اللعبة من قبل ثلاث سنوات، يعني بعد الجزء الأول للعبة، هالكلام أو التصريح هذا رفع سقف التوقعات عند الكثير و انا من ضمنهم خصوصا إني كنت انتقد الجزء الأخير من ثلاثية إتزيو اللي هو ريفيليشنز “Revelations”. بداية الجزء الثالث كانت شيقة و حماسية ذكرتني ببداية الجزء الثاني اللي كانت مبهرة و محد توقعها، لكن للأسف استمرت بعض السلبيات اللي كنت اشوفها من الأجزاء السابقة، كانت فيه اضافات جديدة حلوة من ضمنها السفن و البيئة الثلجية بتفاصيلها و الحقبة الزمنية كانت جميلة و برضو اسلوب التلسق بين الأشجار و أخيرا صيد الحيوانات، كانت تغييرات جميلة باللعبة خصوصا السفن كانت إضافة مميزة، بالأخير كنت أقول إنها ما زالت بمستوى الأجزاء السابقة “إجمالا” .
بعد الإعلان عن الجزء الرابع -أول جزء يكون برقم و عنوان فرعي- كنت أبدا مو مفكر فيها، كنت أقول لو أبلعبها بيكون بسبب أجهزة الجيل الجديد و ممكن يكون مظهرها أفضل و تقنيا أقوى. بعد صدور اللعبة بديت أسمع آراء من ناس كانوا يشاركوني الراي عن الأجزاء السابقة، وإن الجزء الرابع ممتع جدا و فيه تغييرات ممتازة، ققررت بالنهاية إني ألعبها على الإكس بوكس ون لكن بعد التحديث اللي نزل لنسخة البلاي ستيشن 4 و دعمها للـ1080p قررت آخذها على البلاي ستيشن 4 .
بداية اللعبة كانت تختلف عن الأجزاء اللي قبل ، لأن فيه أشياء كثيرة تغيرت بهالجزء من ضمنها أسلوب سرد القصة، بنتكلم عنها لاحقا بالمقالة لكن بشكل عام البداية اختلفت بإسلوبها المعتاد. حاولت أخلص المهام الأولية حتى تنفتح لي أشياء أكثر باللعبة و أبدأ أتجول بالعالم المفتوح. أول شي لاحظته هو متعة السفن بقيادتها و محاربة السفن الثانية، كانت ممتعة جدا و فيها تحدي كبير ، استمريت بالمهام الرئيسية حتى وصلت لنهاية الربع الاول منها، من بعدها انا وقعت بحب اللعبة بشكل كبير جدا جدا.
تركت المهام الأساسية و بديت بالمهام الجانبية، كلها بهدف رئيسي واحد و هو تطوير السفينة، لكن السؤال هو ليش هالمتعة؟ وش المتعة بتطوير السفينة؟ وش بتفيدني فيه السفينة و تطويرها؟ و ليش أصلا تطوير السفينه نفسه هو متعة؟ بكل بساطة فيه عنصر واحد بشكل عام هو اللي أضاف هالمتعة سواء باللعبة إجمالا ولا تطوير السفن بالأخص، عنصر واحد غيّر كثير من أسلوب اللعبة و طريقتها، عنصر واحد غيّر من أسلوب القصة و سردها، عنصر واحد كان سبب رئيسي بتغيير طريقة لعب المهام الجانبية، عنصر واحد كان سبب رئيسي باختلاف اسلوب و كاريزما الشخصية ، العنصر هو “القراصنة” .
القراصنة كانت إضافة رائعة جدا جدا باللعبة، لما قلت إن عنصر القراصنة غير بأسلوب القصة و سردها فهالشئ واضح جدا لكل اللي لعبوا الأجزاء السابقة و لعبوا هالجزء، الأجزاء السابقة كانت دائما تتكلم عن التيمبلرز “Templars” و مخططاتهم ، بهالجزء ما انصب كل التركيز عليهم، بالعكس كان يتكلم عن أجواء القراصنة و مشاكلهم و محاربة الدولة لهم. ولما كنت أقول إن عنصر القراصنة غيّرر من أسلوب اللعب فما يختلف إثنين على إن الجزء هذا فيه اختلافات واضحة بأسلوب اللعب، القراصنة دائما مربوطين بالسفن و الإبحار فيها، و لما تكون بالسفينة و تحارب السفن الثانية فأنت تحتاج إنك تطور السفينة، و لما تطور السفينة فأنت تحتاج للفلوس و أدوات ( حديد و خشب ) لتطوير السفينة ، هالمزيج هذا هو المتعة اللي كانت موجودة بعنصر القراصنة، طرق كسب المال و الحديد و الخشب ممتعة جدا جدا.
طرق كسب المال تكون نسبية باختلاف المهام الجانبية اللي تسويها، مثلا فيه مهام جانبية تتعلق باغتيال شخصيات معينة، لما تغتالهم راح يعطيك فلوس عليها، بسيطة جدا و تخلصها بدقائق، و لما تغتال الشخصية بتخفي كامل يعطيك فلوس أكثر، نقطة التخفي راح اتطرق لها لاحقا بهالمقالة لانها تطورت بشكل كبير. برضو الاستحواذ على قلعات العدو و الاستيلاء عليها يعطيك مكاسب مالية أكبر من اللي قبل، تجميع الفلوس بهالشكل بحد ذاته ممتع، هذا غير السكر اللي تحصل عليه بالإستيلاء على السفن الثانية و المستودعات و يفيدك بإنك تبيعه و تكسب فلوس. اما عن كسب المواد اللي تساعدك بتطوير السفينه (الخشب و الحديد) فهذي تكون عن طريق محاربة السفن الثانية و الإستيلاء عليها، تنوع كبير بأحجام السفن المنافسة لك و غنائمها و قوتها، هالشي يخليك تفكر كثيييير قبل ما تقرر إنك تحارب هالسفينة المعينة. الطريقة الآخرى للحصول على هالمواد هي الاستيلاء على مستودعات الأعداء، بكل مدينة فيه مستودع للعدو ،يجمعون فيه موادهم سواء الخشب أو الحديد أو السكر، طريقة الإستيلاء عليه ممتعة جدا و تتطلب إنك تكون متخفي، أولا لازم تحدد مين اللي معه المفتاح و بعد ما تغتاله تروح للمستودع و تستولي عليه، هالمستودعات تقدر ترجع تستولي عليها بعد ما يرجعون يعبونها حديد و خشب و سكر.
اللي ذكرته بالنقطة الاخيرة فوق كانت عنصر أساسي بالمتعة بالنسبة لي، بعد ما خلصت اول ربع من اللعبة و المهام الأساسية تركت القصة و لعبت ما يقارب الـ 14 ساعة أو أكثر على تطوير السفن، لأن تطوير السفن يقودني لأشياء ثانية تتعلق بالمهام الجانبية واللي من خلالها توسّع تجربتي باللعبة. لهالسبب كان عنصر وجود القراصنة إضافة كبير جدا باللعبة و بسببها قدرت استمتع بهالجزء بطريقة لا تقارن بأي جزء آخر من اللعبة، هذا من تجربتي الشخصية اللي ممكن يختلف معي فيها أي واحد لكن اللي نتفق عليه إن الجزء الرابع كان فيه عمل واضح من الاستوديو و إضافات كثيرة نشكرهم عليها.
عنصر التخفي تطوّر بشكل ملحوظ جدا باللعبة مقارنة بالأجزاء السابقة موب مقارنة بأسلوب التخفي بشكل عام بالالعاب الثانية، الحين صرت فعلا احرص إني انهي المهمة بتخفي كامل، طريقة الإستيلاء على المستودعات تتطلب إنك تكون متخفي ، و هنا تكمن كل متعتي بالتخفي بهذي المهام، لأن المستودع يكون داخل مزرعة كبيرة، و التخفي يكون بين الاعشاب و فوق الأشجار ، التنقل بينهم جدا جدا ممتع. برضو من الأشياء اللي حسّنت عنصر التخفي هو إن مثلا بمنطقة معينة لما يشوفك عدو موب شرط كل اللي بالمنطقة كلهم يهاجمونك! بالعكس صرت الحين فقط تحاول تقتل اللي شافك أو تختفي عنه بحيث يرجع الوضع طبيعي، هالذي ساعد كثير بزيادة متعة التخفي و ظهوره بهالشكل الرائع.
العنصر الأخير اللي أبتكلم فيه بما يخص أسلوب اللعب هو صيد الحيوانات و تطوير الشخصية، طريقة جدا مشابه للعبة فار كراي “Far Cry 3″، صيد الحيوانات و الاستفادة من جلودها تسمحلك بخلطها أو دمجها “Crafting” تسمحلك بتطوير الشخصية سواء بما يتعلق بقوة درعك أو أسلحتك . اللي لعب فار كراي 3 ما راح يشوف شي جديد فيها، هالعنصر كان موجود بالجزء السابق لكن الآن طلع بصيغة أفضل إجمالا.
ننتقل الآن لنقاط أخرى بعيدًا عن أسلوب اللعب، بيئة الغابات و البحار كانت جميلة جدا جدا، استكشاف الجزر ممتع و جميل بتفاصل الجزر، أعتقد كان هالشئ عنصر أضاف جمالية آخرى للعبة خصوصا لو ربطناها مع أسلوب اللعب بالإبحار بالسفن و التنقل بين الجزر. إختلاف تصميم المدن الكبيرة باللعبة كان واضح، تختلف المدن بتصميم المناطق و توسعها و تفاصيل البيوت و البيئة إجمالا.
عنصر آخر اللي هو الشخصية، إرتباط نجاح شخصية إيدوورد كينوي “Edward Kenway” كان مبروط مع عنصر القراصنة، كاريزما الشخصية كانت جدا مميزة و مربوطة بأسلوب القراصنة الهجومي، يختلف عن الشخصيات الثانية بالسلسلة بإن هدفه الأساسي يختلف عن الباقين، ما أقدر اشرح هالنقطة حتى ما يكون فيه حرق لأي شي يخص القصة، لكن كان هالتغيير بالشخصية ضروري للسلسلة كنوع من التجديد، و للأسف كل ما أتقدم باللعبة و أتذكر شخصية كونور “Connor” كل ما تزيد قناعتي بسوء هالشخصية، لا يزعلون علي اللي يحبون Connor لكن فعلا هالشخصية ما ظهرت بشكل يوازي ظهور الشخصيات الآخرى بالسلسلة.
بالنهاية، هذا الجزء يختلف كثير عن الاجزاء السابقة بعدة نواحي، اللي كان منزعج من بعض الأشياء الموجودة بالأجزاء السابقة ممكن يشوفها هنا، لكن فيه تطوير ملحوظ و إضافات كثيرة من نواحي أخرى، اعتقد اللعبة تستحق إنها تنعطى الفرصة للي مو مقتنع، أما الأشخاص اللي ما لعبوا الأجزاء السابقة فهذي فرصة إنهم يلعبونها و أنصحهم فيها، لأن القصة مو مرتبطة بالاجزاء السابقة بشكل كبير، فقط تحتاج تعرف أشياء أساسية بالسلسلة حتى تربط اشياء بسيطة موجودة باللعبة. تجربة إجمالا كانت ممتعة ، حطيت فيها لا يقل عن 30 ساعة و مستمتع بكل ساعة منها و ناوي أكمل على تطويرات السفينة. الأجزاء السابقة كنت أنهيها ولا أحس بتجربة مميزة ولا كنت اضمّها من الألعاب السنة المميزة، أما هالجزء فهو من أفضل ألعاب سنة 2013 بالنسبة لي.