عادةً ما تكون الأخطاء والمشكلات التقنية في ألعاب الفيديو سلاحًا ذو حدين، فهي إما تكون مزعجة للغاية لدرجة تمنع اللاعب من إنهاء اللعبة بسببها، أو مضحكة للغاية بسبب كيف تعيث في الرسومات وتحوّل كل شيء إلى كابوس حقيقي من القوامات المكسورة والمناطق خارج الحدود.
ومع ذلك، هناك نوع ثالث من الأخطاء يتجاوز مجرد إفساد اللعبة، حيث يكون الخطأ في الكود عميقًا لدرجة أنه يحسن تجربتك بالفعل! من خلال إضافة بعض الآليات غير المقصودة أو تعديل الموجودة بالفعل، فإن هذه الأخطاء تضيف إلى تجربتك وتجعل كل شيء أكثر إثارة.
بعض الأخطاء من هذا النوع قد تتيح لك الاستمتاع بشكل طريف بعمل ما لم يكن مصممو اللعبة ينوون حدوثه. أما الأنواع الأخرى فستقدم لك تحديًا لاختبار مهاراتك. وفي كلتا الحالتين، هذه الأخطاء تُنشئ عن غير قصد تجربة جديدة ومثيرة تجعل اللاعبين مستمتعين بألعابهم بطرق أكثر مما كانت مخصصة لها.
دعونا نلقي نظرة على بعضها ونرى كيف أصبحت ألعابها مختلفة بسببها.
9. Missingno – Pokemon Red & Blue
“Missingno” هو بوكيمون غامض من الألعاب الأصلية Pokémon Red وBlue، وهذا أدى إلى أن يكون هذا البوكيمون موضوعًا للكثير من الأساطير على الإنترنت بسبب طبيعته الغامضة والمثيرة للخوف.
اسم “Missingno” يشير حرفيًا إلى كونه “رقم مفقود” في دليل البوكيمونات (مدرج على أنه “000”). وكان الأمر المخيف أن نوعه كان “طائر” وهو نوع غير موجود في الإصدارات الأصلية من الألعاب، ومظهره عبارة عن كتلة مشوهة من البكسلات.
يمكن العثور على Missingno على الساحل الشرقي لجزيرة Cinnabar. ومع ذلك، مجرد مواجهته يمكن أن تتسبب في ظهور مشكلات في اللعبة، مثل إفساد الرسومات مؤقتًا، وقد يؤدي حتى إلى حذف بيانات الحفظ الخاصة بك.
على الجانب الآخر، يمكن استغلال Missingno لمنح اللاعب ميزة غير عادلة، حيث يمكنه مضاعفة العناصر في حقيبة اللاعب، بما في ذلك كرة الماستر النادرة جدًّا.
بإجمالٍ، فإن Missingno يضيف عنصرًا من المرح (والخوف) إلى لعبة بوكيمون، حيث يشكل تحديًا ممتعًا ويمنح طريقة للعبث بملف الحفظ بعد إكمال اللعبة.
8. خلل التكرار – The Elder Scrolls IV: Oblivion
لعبة “The Elder Scrolls IV” من شركة Bethesda مشهورة بكثرة الأخطاء والعيوب البرمجية فيها، والتي غالبًا ما تتسبب في مواقف مضحكة قد تكون ممتعة لكنها تكسر الانغماس في القصة.
الخلل المميز في هذه اللعبة هو خلل التكرار (duplication glitch)، الذي يسمح للاعب بنسخ عدد لا نهائي من أي عنصر في اللعبة من خلال تجهيز نوع معين من اللفائف scrolls (مثل لفائف السحر أو التعويذات) ثم التخلص من أخرى. هذه الخطوة تخدع اللعبة لتظن أن لفيفتين تم إسقاطهما، ومن هناك يمكن للاعب استغلال الخيال بأقصى حدوده.
إذا كنت تفتقر إلى جرعات الصحة، فيمكنك تكرار مئات الجرعات لتصبح جاهزًا دائمًا. أو إذا أردت معرفة ما سيحدث عند شرب خمسين زجاجة من “skooma”، فيمكنك الآن التجربة مع ألف زجاجة.
وإذا لم تكن ترغب في استغلال مشاكل اللعبة لتحقيق تقدم، فيمكنك استخدام الخلل لملء شوارع مدينة الإمبراطورية بالجبن ومشاهدة الشخصيات غير القابلة للعب (NPCs) وهي تكافح للتنقل في بحر من أقراص الجبن الصفراء. الاحتمالات لا حدود لها!
7. الصراخ باسم شون بلا توقف – Heavy Rain
في لعبة Heavy Rain، القصة مليئة بالأجواء المشحونة والغموض الذي يُدخل اللاعب في تجربة غامرة بالكامل، حتى يقرر اللاعب أن يحولها إلى مزحة.
هناك خطأ شائع في اللعبة يظهر في النهاية الكبرى، عندما يحاول Ethan، أحد الشخصيات الرئيسية، العثور على ابنه Shaun وإنقاذه من فخ قاتل الأوريغامي the Origami Killer. يُسمح للاعب خلال هذا المشهد أن يجعل Ethan ينادي على ابنه، وهو خيار يمكن أن يُضيف مزيدًا من الدراما للمشهد.
لكن بسبب خلل في اللعبة، يمكن للاعب أن يستمر في الصراخ باسم Shaun بلا توقف، حتى أثناء الأحداث المبرمجة، مما يحول الدراما إلى مشهد كوميدي بامتياز.
بمجرد الضغط على زر X عدة مرات، يمكن مشاهدة لقاء Ethan العاطفي بابنه يتحول إلى سيل مزعج من صرخات “Shaun” التي تُلقى في وجه الطفل. وما يزيد الأمر طرافة أن هذا الخلل يُعيد إلى الأذهان مشهدًا من بداية اللعبة، حيث يمكن لـEthan أن ينادي على ابنه Jason بلا توقف في المركز التجاري
6. حادثة الدم الفاسد – World Of Warcraft
حادثة “الدم الفاسد Corrupted Blood” هي واحدة من أكبر المشاكل التي واجهت خوادم لعبة World of Warcraft، لدرجة أنها جذبت انتباه مراكز الأوبئة الحقيقية.
كانت هذه الحادثة عبارة عن وباء ناتج عن تأثير سلبي بنفس الاسم، مما تسبب في موت اللاعبين ببطء بسبب مرض لا يمكن الشفاء منه.
بدأ هذا التأثير السلبي من زعيم إقليمي يُدعى Zul’Gurub، حيث كان يُلقي تعويذة الدم الفاسد Corrupted Blood على الفرق التي تهاجمه بهدف إصابتهم بعدوى تقتلهم واحدًا تلو الآخر. كان من المفترض أن يدوم هذا التأثير لعشر ثوانٍ فقط أو حتى يُهزم الزعيم، لكن بعض اللاعبين اكتشفوا طريقة لتجاوز مدة العشر ثوانٍ من خلال استخدام حيواناتهم الأليفة التي تحتضر، مما سمح للمرض بالانتشار إلى ما هو أبعد بكثير من منطقة Zul’Gurub.
خلال أيام قليلة، امتلأت كل المدن في عالم Azeroth بالهياكل العظمية والجثث. وبالرغم من أن خسارة اللاعبين لمتانة عناصرهم (durability) بسبب “الفيروس” كان أمرًا مزعجًا، إلا أن هذه الحادثة كانت حدثًا فريدًا في عالم الألعاب.
كان هناك شيء أشبه بالسحر في رؤية النقابات وهي تحذر بعضها بعضًا من الأماكن التي ضربها التأثير، واللاعبين الذين يستغلون الموقف لنقل العدوى إلى آخرين، ورؤية كل مدينة رئيسية تبدو وكأنها أوروبا في العصور الوسطى خلال الطاعون الأسود.