اليوم صار عمري سنتين مع سعودي جيمر. قبل سنتين بالتمام والكمال، كنت أحضّر نفسي لأول مشاركة لي في البودكاست. وياهو تحضير كان صعب بالنسبة لي، نظراً لحرصي المتناهي في اني أطلع بأفضل صورة ممكنة لي.
ما كنت أدري اني في يوم من الأيام راح أكون عضو في فريق العمل، كل اللي كان في بالي اني أحضر حلقة وحدة كـ “ضيف” على الموقع لا أكثر ولا أقل، وأرجع بعدها أكمل حياتي الروتينية من دوام وجيمز وقراءة كتب.. وتحليل مقاهي الرياض.
في يوم من الأيام، وفي ٢٠٠٩ -تعجز ذاكرتي عن تحديد الشهر- كنت في بريك الدوام كالعادة فاتح كل مواقع الجيمز أتابع كل الأخبار صغيرها وكبيرها. ما كنت أدخل مواقع عربية وقتها لأني كنت أعتقد انها ما وصلت الى مستوى النضوج اللي كنت أبغاه. يمكن كان فيه مواقع جديدة بدأت بالظهور وما كنت أدري عنها، لكن الأكيد ان المواقع العربية اللي كنت أزورها كانت لا تخلو من “الله لا يحرمنا من مواضيعك أخوي” و “مشكور ع المرور حياتووو” وغيرها من المجاملات العتيقة.
دخلت المنتدى المعروف، البوابة الرقمية ودخلت قسم البلاي ستيشن ولاحظت ان فيه تحسن كبير في المواضيع. استبدل الكتاب طريقة الكتابة القديمة بطريقة جديدة أفضل، صار فيه روابط للمحتوى المذكور، الأعضاء صاروا يناقشون ويتجاوبون مع المواضيع.
موضوع واحد جذب انتباهي، كان موضوع بعنوان “مقابلة القناة الأولى مع سعودي جيمر“. هنا رفعت اصبعي عن تنزيل الصفحة للأسفل. جذبني اسم “سعودي جيمر” بالاضافة الى انها كانت مقابلة في قناة.
تفرجت على المقابلة ولا أخفي عليكم شي، المقابلة ما كانت الشي اللي كنت أتأمّله منها ولكن على الأقل زادت اهتمامي بهذا الموقع وقررت أدخل وأشوف. بودكاست! ايه بودكاست عربي! على طول تميّز هذا الموقع بسبب احضاره لشي ما كان يعرفه الا جيمرز نادرين جداً. سمعت الحلقة اللي بعد المقابلة وأعجبني أسلوب البودكاست وقررت اني أحرص على استماعي لحلقاتهم، ولو ماهو بشكل أسبوعي.
في أكتوبر ٢٠٠٩، قرر موقع سعودي جيمر ادخال أعضاء جدد في البودكاست كنوع من التجديد والتغيير، وكنت ناوي أقدم فعلاً، فهذي فرصتي اني أتكلم مع الناس عن هوايتي وعن هوسي. ولكن للأسف، ما توفرت فيني الشروط الكافية وقررت اني ما أقدم على الطلب خير شر. كان نصيب الاختيار على طارق الدخيّل وأحمد الأحمري.
مرت الأيام وشفت التغيير المطلوب في البودكاست. طارق الدخيّل (قبل ما يبدأ زيباد) وأحمد الأحمري كانوا فعلاً اضافة هائلة للبودكاست وحققت، بناءاً على رأيي كمتابع، الأهداف اللي كان يبغاها الموقع بشكل كامل.
مايو ٢٠١٠، أعلن موقع سعودي جيمر عن لقاء يكون بينه وبين المتابعين. كانت فرصة لي اني أقابل الشباب اللي أسمع لهم بشكل شبه أسبوعي وبرضو أحضر جمعة جيمرز للمرة الاولى في حياتي. أخيراً تحقق لي الأمل اني أجلس جلسة جميع الحاضرين فيها يفهمون في هوايتي ويقدرونها ولا يستخفون فيها. لا زلت أذكر أحمد الأحمري وطارق الدخيّل كانوا من ضمن اللي عرفوني كمتابع لهم، ما توقعت انهم بيعرفوني وكنت مستعد لتقديم نفسي مثل ما سويت مع باقي الحاضرين.
لا زلت أذكر أغلب المواضيع اللي تكلمنا عنها في الاجتماع، تكلمت عن MAG ومدحتها ووافقني طارق وفيصل. يوسف العيد -صديق شخصي طريقة قصة تعرّفي عليه من غرائب ذيك السنة- يتكلم عن هيلو، أحمد الأحمري يمدح الموقع الزميل FTWeekly ويتفاجىء بوجود محمد النشار بيننا.
انتهى الاجتماع الرائع وكان من حسن حظي اني أخذت البي إس إن آي دي حق فيصل عشان نلعب ماق مع بعض. أضفت أحمد الأحمري على فيسبوك وصرت أشوف نشاطاته هناك ويشوف نشاطاتي او بالأصح انجازاتي في الجيمز، وكانت واحد من أسباب اقتراح احمد لاستضافتي معهم.
في حلقة من الحلقات، تغيّب الشباب عن حلقة الأسبوع وما حضر الا جميل وفيصل. تذمر واشتكى الكثير من المتابعين. كنت أعرف ان الفريق لو الأمر بيده كان حضر الحلقة ولكن الظروف لها أحكام. فكرت وفكرت، واتخذت قراري وكتبت ردي اللي طلبت فيه أشارك معهم اذا تغيب احد من الفريق. ولكن ماحد رد علي وفسّرت سكوتهم على انه “ما نحتاجك”.
ومرت الأيام والشهور، وشلت من راسي سالفة اني أشارك مع سعودي جيمر واكتفيت باستماعي لحلقاتهم متى ما قدرت. كنت اشوف فيصل وأحمد أونلاين عندي على البلاي ستيشن نتوورك، ولكن معظم الألعاب اللي يلعبونها اما انها ما تدعم اونلاين، او باختصار ما كان يستهويني الأونلاين فيها.
أطلقت سوني البيتا المغلق لكيلزون ٣، شغلتها ولعبت فيها، تفاجأت بعدها بوصول رسالة من أحمد تطلب مني الانضمام للعبتهم. انضميت على اني بألعب معهم شوي وأطلع، وفعلاً كان هذا الهدف منها بالاضافة الى شي ثاني: نبغى نستضيفك معنا في أحد حلقات البودكاست بما انك جيمر من “الطراز الفاخر”.
وبدأت الاستعداد لليوم اللي انتظرته، وفعلاً بدأت رؤية صديقي العزيز يوسف العيد تتحقق يوم قالي “أنت يامحمد أحسّك بتنضم لسعودي جيمر في يوم من الايام. لا تسألني ليه. طريقة كلامك عن الألعاب وتحليلك، أسلوبك في الكلام، احسّك تصلح تكون واحد من سعودي جيمر”.
حضرت الحلقة ولا أنكر الضغط النفسي اللي واجهته لأني أعتبر الجيمز جزء أساسي من حياتي ولا يفهم هذا الشي الا اخواني الجيمرز. ولا أنسى مشهور قبل الحلقة يقولي “محمد ترانا نعتبرك واحد مننا، لذلك بناخذ راحتنا معك” وأنا كل شوي اعيد وأزيد عليهم “ياشباب صوتي واضح؟ لا يكون يقطع ولا ماهو صافي؟”
كان أدائي في الحلقة الأولى لي مقبول شخصياً، ولا زلت أذكر ضحكات فيصل ومشهور والشباب على كلمة “متعلّق في الشجرة” يوم كنت أوصف واحد من الجليتشات اللي واجهتها في لعبة Fallout: New Vegas. ردة فعل الجمهور كانت ايجابية بشكل عام، وهذا اللي كنت اطمح له. ذكرت في نهاية الحلقة اني ما عندي مانع اني أشارك مرة ثانية متى ما سنحت الفرصة.
مرت أسابيع قليلة واتصل فيني مشهور وعرض علي اني أشارك معهم للمرة الثانية. وافقت على الطلب طبعاً، وقمت أستعد للظهور الثاني ولكن واجهت ظروف قبل التسجيل بساعات، أهمها اني اضطريت أنقل مكان اللابتوب وصار الاتصال ضعيف جداً والمايك كان غير احترافي اطلاقاً. باختصار، الظهور الثاني اعتبرته وصمة عار في تاريخي مع الجيمز.
الظهور الثالث لي كان بمثابة تعويض عن الظهور الثاني. أدائي كان جيد نسبياً ولو ان فيه بعض الملاحظات. عموماً، ردة فعل الجمهور كانت جيدة.لاحظت البعض صار يطالب بوجودي في كل الحلقات واني أنضم وأصير عضو رسمي في الموقع.
الموقع الزميل، ترو جيمينج، أقاموا حدثهم الخاص فيهم في فبراير ٢٠١١ وحضرت هناك لأول مرة من ضمن سعودي جيمر، لكني ما كنت أدري هل أنا عضو فعلاً في سعودي جيمر ولا مجرد ضيف يظهر في البودكاست بين فترة وفترة؟ الأكيد اني تفاجأت بالناس اللي عرفتني على طول وجات تسلم علي وتشكرني على أدائي وتعطيني بعض النصايح، والمفاجأة الأكبر هي أن عدد لا بأس فيه من المواقع الثانية عرفتني وسلمت علي ومدحتني.
ومرت الأيام، وتعوّدت على الظهور في البودكاست. صرت آخذ وأعطي مع المتابعين وأهتم فيهم وأرد عليهم. وصرت أحاول أثبت نفسي في الموقع بين فريق العمل، ولا أنسى مشهور ومحاولاته في توجيه حماسي الزايد في الاتجاه الصحيح. صرت أحضر المعارض والأحداث باسم عضو من فريق عمل سعودي جيمر. وياكثر اللحظات المحرجة اللي صارت تتكرر كثير وهي ان يجيني واحد يسلم علي ويسولف ويضحك معي لأنه يعرفني من الموقع، ولكني للأسف ما أعرف عنه أي شي، أو اللي يجي ويسلم علي ويطلب مني صورة وانا من انعدام خبرتي في الموضوع ما أعرف وش أرد الا اني أقول: تفضل، ما طلبت شي.
الواقع الغريب، انه قبل استضافتي بعدة أشهر، كنت أفكر باتخاذ قرار لو نفذته ما كان عرفني أحمد ولا فيصل، ولا كنت بأصير عضو في سعودي جيمر، وأخليه فعلياً أكثر شي اهتم فيه في آخر سنتين. القرار هذا هو التقليل من اللعب قد ما أقدر، وهذا كان بسبب اصابتي بانحراف خطير في النظر، الشي اللي خلاني أعيد النظر في كل شي ولا زلت أعاني منه الى يومنا هذا.
الأكيد ان هوايتي للجيمز تعيش أفضل أيامها، والأكيد اني لا أنا، ولا مشهور، ولا فيصل، ولا جميل، ولا أحمد راح نوقف عملنا المستمر في تطوير وتحسين الموقع اللي بناه فريق العمل وساهم في بناءه كل واحد دعمنا باستماعه للحلقات، أو قراءة مواضيعنا، أو حتى عمل لايك في صفحتنا على الفيسبوك وسوا لنا فولو على تويتر.
ولا عندي شك ان “دورة الحياة” بتحول علينا في يوم من الأيام، ويمشي الطابور ويجي دورنا في التنحّي اما لسبب أو لآخر. وبيجي بعدها ان شاء الله ناس يقومون بمكاننا، وياخذون عملنا ويبني عليه من أفكاره.. ومن يدري؟ يمكن قارىء هذي السطور يكون واحد منهم.