تعلَمُ عن ماذا أتحدث: ذلك النوع من الألعاب التي تريد أن تلعبها مراراً وتكراراً من غير سبب مقنِع، وكأنك مجبور على لعبها.
ما الذي يجعل اللعبة مدمنة؟
المجتمعات
فيما يخص ألعاب الفيديو، المجتمعات عبر الإنترنت التي تكوّنها ألعاب تقمص الأدوار أو كما تسمى بـ(RPG) مثل لعبة World of Warcraft أو غيرها من الألعاب التي يتم فيها تصميم شخصية خاصة بك وتتحكم بها سواء من خلال سرد أفعالها أو عبر نظام اتخاذ القرارات، تلك الأنواع من الألعاب تزود اللاعبين بمجتمعات ذات قيمة شخصية، كما أنها تعطي الجميع الفرصة لتصميم هويات جديدة والخوض في نشاطات في عالم خيالي لا يحاسبك على تصرفاتك كما العالم الحقيقي.
الأنانية أو الاستعلاء
ألعاب الفيديو تغذّي الأنانية وحب الذات. عندما تلعب لعبة المونوبولي وتغزو أراضي اللاعب الآخر وتستحوذ على ممتلكاته فإن ذلك يجعلك تشعر بالرضا والحماس، وتلك الممتلكات هي جوائز ملموسة توضّح لك مدى نجاحك في اللعبة.
كما أن الألعاب الناجحة هي نظام قوي من الكدح والمكافآت وتعزيز حب الذات للاعب لدرجة أن ذلك اللاعب قد يستمر في لعب تلك الألعاب للشعور بذلك الإحساس، وهذا ملحوظ على الأطفال الذين لا يتم تقديرهم ومكافأتهم خارج عالم اللعبة فقد تراهم يعودون للعب بشكلٍ أكبر لأن عالم اللعبة هو ذلك العالم الذي يعطي الأطفال ذلك النوع من الرضا.
المهارات
الألعاب الناجحة أو التي تسبب إدمان توجد بها مميزات تدعو للفضول أيضاً، ألعاب عديدة تُنشِئ مراحل من التعقيد، فيكتسب اللاعبون مهارات غير مسبوقة والتي يجب عليهم تطبيقها في حالات أخرى في اللعبة، وعند تعلم تلك المهارات تصبح اللعبة أكثر تعقيداً مما يجعل لدى اللاعب الرغبة الملحة لإنجاز تحديات أكثر تعقيداً وصعوبة، ويكون “ملتصق” باللعبة نتيجةً لذلك.
قدّمت (ماريا كلافي) بروفيسورة في علم الحاسوب بعض الأفكار بخصوص ذلك وصرحت أن “ألعاب الفيديو على وجه الخصوص تقدّم بعض الفرص الحقيقية لحل الألغاز والاستراتيجيات والتفكير الناقد”.
ماذا يحدث في دماغك؟
معروف أن ألعاب الفيديو هي أدوات فعّالة لتدريب عقولنا، بل نشاط أشبه بالتمارين الجسدية.
يقول عالم الأعصاب من جامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو (مايكل ميرزينك): هناك دليل مباشر متنامي على أن لعب ألعاب الفيديو بشكلٍ مكثف ينتج عنه تحسّن ملحوظ في الوظائف الإدراكية.
لخصوا العلماء و جمعوا دراسات تنظر إلى كيفية تشكيل العقل و السلوك عبر ألعاب الفيديو، البحوث المستمرة حتى الآن أشارت إلى أن ألعاب الفيديو لها القدرة على تغيير مناطق في الدماغ مسؤولة عن الانتباه ومهارات الإبصار المكاني (المسؤول عن إدراك المسافة والعمق والملاحة المكانية) وجعل تلك المهارات أكثر كفاءة.
كما یؤمن باحثون عدة بأن هنالك عنصر فیسیولوجي متعلق بالألعاب التي تسبب الإدمان، ففي دراسة انتشرت في عام ٢٠٠٥ أوضحت أن مستویات الدوبامین (الهرمون المسؤول عن السعادة و الإدمان) تتضاعف عندما یلعب الناس ألعاب الفیدیو. وأرى بأن الوصفة البسيطة لجعل اللعبة مدمنة هي بأن تكون صعبة وممتعة ومكافئة، وباستطاعة أي لعبة أن تعطي شعور جيد لفترة قصيرة من الزمن ولكن الألعاب التي يطلق عليها صفة الإدمان بالخط العريض قد تكون مختلفة لدى الجميع، وهي التي تلعبها بشكل روتيني و ما زالت تعطیك ذلك الشعور الجید كلما عدت إلیها.
ختاماً فإن كلمة الإدمان لا تحمل دائماً معنىً سلبياً، ما دام أن ذلك الإدمان لا يؤثر سلباً على الجسد أو البيئة أو غيره، فهو إدمان إيجابي، مثل الإدمان على الذهاب الى النادي أو إدمان القراءة.
نذهب للنادي لنقوّي عضلاتنا، ونقرأ لنعزز الفهم والحفظ، ألعاب الفيديو قد تحمل جميع ذلك في آن واحد. عندما لعبنا التنس على جهاز Wii كنا نستيقظ في اليوم التالي ونشعر بالشد في عضلات اليدين، كذلك يحدث عندما نذهب للنادي ونمرّن عضلات يدينا لأول مرة.
عندما نلعب سلسلة Assassin’s creed وUncharted ونسرد قصص التاريخ والكنوز الضائعة لأهالينا وأصدقائنا وكأننا دود كتب، ومثقفون لدرجة أن بعض أساتذة الجامعات قد يتساءلون من أين أتينا بتلك المعلومات، بينما نحن مجرد “مدمني ألعاب الفيديو”.
هل تتفقون معي في ذلك؟ وما هو تعريفكم لمدمني ألعاب الفيديو؟
المصادر: