أخيراً تم إصدار جهاز النينتندو سويتش (Nintendo Switch) حول العالم، وهو جهاز ميزته الأساسية هو أنه يمكن أن يستخدم كمحمول مثل الفيتا والـ3DS أو كجهاز منزلي عن طريق فصل اليدين من الجهاز وتثبيت الجهاز بالقاعدة التي تأتي معه. حصلت لي فرصة تجربته لعدة أيام وهذا ملخص تجربتي.
الجهاز
مقارنة بجهاز نينتندو المحمول السابق 3DS فالسويتش مصنوع من مادة أفخم وأقرب في تصنيعه للأجهزة اللوحية، مع إطار صغير نسبياً حول الشاشة و جودة صناعة جيدة. هناك فتحة 3.5 مليمتر للسماعات، بالإضافة إلى فتحة لكروت الألعاب في الأعلى وفتحة لكروت الذاكرة من نوع microSD في الأسفل، وزر للتشغيل وآخر للتحكم في درجة الصوت. هناك أيضاً حساس للإضاءة يعمل عندما تضع الإضاءة في الطور التلقائي، و فتحة في الأسفل من نوع USB-C تستخدم لشحن الجهاز و أيضاً لتثبيته في القاعدة التي تسمح لك بتوصيله بالتلفاز. كون الفتحة في الأسفل يعني أنك لن تستطيع شحنه عندما توقفه على سطح طاولة باستخدام القطعة البلاستيكية المصممة لتثبيته.
الأيدي المسماة Joy-Con تثبت على طرفي الجهاز وتبقى ثابتة مع اللعب ولكن تستطيع فكها بسهولة عن طريق ضغط زر عليها. وزن الجهاز مع اليدين تقريباً ٤٠٠ جرام، و هو أثقل من الـ3DS والفيتا لكن يظل مريح حتى عند حمله لمدة طويلة. عند تثبيت اليدين يتحول الجهاز إلى جهاز محمول مثل الـ3DS والفيتا ولكن مع نفس عدد الأزرار المتعود عليها في الأجهزة المنزلية.
يمكنك التعرف على مواصفات الجهاز التقنية عبر موقع نينتندو سويتش الرسمي.
الشاشة
الشاشة من نوع LCD IPS وبدقة 1280×720 و حجم ٦,٢ بوصة. قد تبدو الدقة منخفضة لمن تعود على شاشات الجوالات مؤخراً، و لكنها كافية هنا حيث لو أن الدقة أعلى من 720p فقد لا تظهر الدقة الإضافية في الألعاب مع شاشة بهذا الحجم و ستؤدي فقط إلى تدني جودة الرسوم بسبب عدم قدرة الجهاز مجاراتها. مقارنة بشاشات الـ3DS وبيد الـWii U المسماة Gamepad فالألوان والإضاءة ونعومة الحركة أفضل بمراحل.
أيدي التحكم
أعقد مافي الجهاز هو يدي التحكم، حيث تستطيع أن تستخدمها في أربعة أنماط مختلفة:
- عند تثبيت اليدين والمسماة Joy-Con على طرفي الجهاز فإن العصيان والأزرار مريحة وتوفر طرق تحكم مثل الأجهزة المنزلية، فهناك ١٢ زر وعصاتين و ٤ أزرار تحل محل أسهم التحكم.
- تستطيع أيضاً فصلها و اللعب بيد واحدة في كل من يديك، مثل جهاز الـWii، وهنا وجدتها مريحة ولكن الأزرار العليا (R, L, ZR, ZL) كان الوصول إليها أصعب. تستطيع أيضاً تثبيت قطعة بلاستيكية بكل يد لتكبرها وتمكنك من تعليقها من ذراعك، ولكن تركيبها و فكها لم يكن موضوعاً سريعاً وسلساً.
- في حال لعبك مع لاعب آخر يستطيع كلاكما مسك أحد يدي Joy-Con أفقياً. في هذا الطور ينقص عدد الأزرار ويختلف مكانها ومكان العصا بين الـJoy-Con الأيمن و الأيسر، و لا ينصح باستخدامها هكذا إلا للضرورة.
- أيضاً تستطيع تثبيت اليدين في القطعة البلاستيكية (Grip) التي تأتي مع الجهاز لتصبح يد قريبة من التقليدية و لكن بشكل مربع أكثر.
مع كون الـJoy-Con حلاً مقبولاً عند اللعب على التلفاز إلا أن لمن يريد التجربة المثالية فشراء يد Pro Controller والتي تباع منفصلة أمر شبه ضروري، وستكلفك ٧٠$ إضافياً، ولكن بالإضافة إلى أسهم تحكم تقليدية و عصيان أكبر وممسك أريح فهذه اليد تحتوي على بطارية قابلة للشحن تعطيك تقريباً ٤٠ ساعة قبل أن تحتاج إعادة شحنها مقارنة بـ٢٠ ساعة ليدي Joy-Con. الجدير بالذكر أن كلا اليدين تحتويان على زر لالتقاط الصور من الألعاب خلال اللعب وقريباً أيضاً الفيديو مثل زر Share في البلايستيشن ٤ وأيضاً قارئ لألعاب الـamiibo، و لكن يد الـJoy-Con اليمنى فقط التي تحتوي على حساس للصورة يستخدم في ألعاب معينة.
يتم شحن يد Pro Controller عند طريق سلك USB بينما تشحن يدي joy-con عن طريق تثبيتها بالجهاز وتستطيع أيضاً شراء نسخة من القطعة البلاستيكية grip تحتوي على بطارية بداخلها تشحن عن طريق سلك USB أيضاً.
نظام التشغيل
نظام التشغيل أكثر سلاسة من ذلك في الـWii U و الـ3DS و أسرع استجابة، وبسبب كون الشاشة شاشة لمس (Capacitive) مثل شاشات الجوالات فالتنقل في القوائم وإدخال النصوص أسهل. تتكون الصفحة الرئيسية من النظام من صف أفقي من أيقونات تمثل الألعاب التي عندك، بينما تحتها صف آخر من الأيقونات للأخبار، المتجر الرقمي، ألبوم الصور التي أخذتها خلال لعبك، تهيئة أيدي التحكم، الإعدادات و طور السبات. حالياً يفتقد النظام إلى كثير من الخصائص مثل الرسائل والمحادثات الصوتية والتي سيتم إضافتها عن طريق تطبيق على الجوال، ويفتقد حتى إلى خاصية إظهار كم أمضيت من ساعة في كل لعبة كما في أجهزة نينتندو السابقة مثل اـWii U والـ3DS إلا إذا حملت برنامج المراقبة الأبوية، ولكن يميزه عنهم كونك تستطيع لعب أي لعبة بغض النظر عن المنطقة. يعيب على النظام كون الواجهة غير صافية عند التشغيل على التلفاز وكون اللمس غير متاح في جميع الألعاب حتى لو كنت فقط تريد الرجوع لقائمة النظام الرئيسية.
المواصفات التقنية
يحتوي الجهاز على ٣٢ قيقابايت من الذاكرة الداخلية، يتوفر للمستخدم تقريباً ٢٦ منها. تتفاوت ألعاب الجهاز في حجمها ولكنها حاليا أصغر من تلك على البلايستيشن ٤ والاكسبوكس ون. تستطيع توسعة سعة التخزين عن طريق كروت microSD وأفضلها من ناحية القيمة هي تلك ذات حجم ١٢٨ أو ٢٠٠ قيقابايت. لا يمكن استخدام هارددسك خارجي لتخزين الألعاب حتى عند شبك الجهاز بالتلفاز. صوت الجهاز هادئ و الحرارة المنبعثة منه مقبولة سواء استعملته كجهاز محمول أو شبكته بالتلفاز. عند شبكه بالتلفاز فأعلى دقة هي 1080p بينما تستطيع إرسال الصوت عن طريق HDMI إلى ٥,١ قناة.
كجهاز محمول أساساً فمواصفاته التقنية لا تصل إلى مواصفات البلايستيشن ٤ و الاكسبوكس و لكنها أفضل من الـWii U. عند استخدامه كمحمول فبالرغم من حجم البطارية الداخلية ذات الـ٤٣١٠ ملّي أمبير إلا أنه لن يعمل لأكثر من ثلاث ساعات قبل أن تفرغ بطاريته و يحتاج شحن. إذا أردت شحنه باستخدام شاحن متنقل (Powerbank) فيجب أن يكون الجهاز مغلقاً أو في وضع السبات وإلا فإن التيار الذي يسحبه الجهاز من الشواحن التي تعمل على تيار ه فولت سيكون كافي فقط لتشغيل الجهاز بدون شحنه، و ستحتاج إلى شاحن يدعم فولتات أعلى مثل ٩ أو ١٥ فولت.
بالنسبة للاتصال فهناك بلوتوث ٤,١ ولكن يستخدم لليدين فقط وأيضاً اتصال لاسلكي واي فاي للنت بتقنية 802.11ac على ترددات ٥ و ٢,٤ قيقاهرتز. وجدت جودة الاتصال متفاوتة، فأحياناً احتجت لتحريك الجهاز ليكون أقرب للمودم حتى أستطيع الاتصال بالنت وأحياناً لا.
أخيراً السماعتين في الجهاز ذات جودة وعلو صوت مقبولين، و لكن طبعاً يفضل استخدام سماعات خارجية.
الانطباع النهائي
كجهاز محمول فالسويتش ممتاز بتصميمه ومواصفاته التقنية، فالتحكم شامل ومهيء لجميع أنواع الألعاب وجودة عتاد الجهاز ووضوح الشاشة والمواصفات التقنية تجعله أحد أفضل أجهزة الألعاب المحمولة، لكن كجهاز منزلي فالمواصفات متواضعة نوعاً ما مقارنة بالبلايستيشن ٤ و الاكسبوكس ون، و التحكم باليدين حتى عند تثبيتها بالقطعة البلاستيكية غير مقنع، وستحتاج بالتأكيد إلى شراء يد Pro Controller إذا أردت لعبه على التلفاز لفترات طويلة، بينما وجدت الوضع الثالث للجهاز، وهو تثبيته على طاولة واستخدام اليدين مفصولة عن الجهاز غير عملي لصغر الشاشة بالإضافة إلى عدم ثباته على أي سطح ليس أملس و مستوي تماماً.
لكن تبقى فكرة جهاز تستطيع تحويله من جهاز منزلي تعرض ألعابه على تلفاز كبير وربما نظام صوت مسرحي إلى جهاز محمول في غضون ثواني فكرة مغرية نظرياً ومطبقة تطبيقاً جيداً عملياً، حتى لو لم تكن تخطط لأخذه خارج المنزل. ومع التحسينات في نظام التشغيل وصدور ألعاب إضافية، ونعرف جودة ألعاب نينتندو و تنوعها واستغلالها لقدرات أجهزتهم، فهو جهاز قادر على تقديم الكثير مستقبلاً وعلى إحداث نقلة في استخدامنا لأجهزة الألعاب المنزلية.