تمكنت لعبة The Last of Us في فترة قصيرة من أن تصبح واحدة من أشهر حصريات PS3 إذا لم تكن أفضل حصرية على الإطلاق في تاريخ الجهاز، وخلال الفترة من يونيو 2013 حتى ديسمبر من نفس العام اتسعت شهرة اللعبة بشكل غير متوقع بفضل أحداثه المثيرة والشخصيات التي تبدو أقرب للواقع من كونها شخصيات افتراضية، ولذلك لم يكن من المفاجئ إحتكار العنوان لجوائز ألعاب العام بعد الحصول على لقب “لعبة العام” في أكثر من 200 إستفتاء مختلف.
نجاح اللعبة بهذا الشكل المبهر يعد دليل واضح وصريح على إهتمام استديو Naughty Dog بكافة العناصر على حد سواء، ولكن رغم ذلك افتقد العنوان لبعض المميزات التي نتمنى توافرها في الجزء الثاني المعلن عنه خلال فاعليات حدث PSX 2016 والتي سنتعرف عليها سويا في السطور التالية.
1) مراحل أضخم وطرق مختلفة للتعامل مع الأعداء
في الجزء الأول من The Last of Us قدم فريق التطوير بيئة مفصلة بدقة تحاكي نهاية العالم وتوفر للاعب شعور دائم بالعزلة والوحدة، ولكن رغم ذلك قدمت اللعبة مراحل بتصميمات محدودة نوعا ما تجبر اللاعب على التحرك في مناطق بعينها من أجل تنفيذ ما يطلب منه، انا شخصيا لدي تفهم لتوجه فريق التطوير وتفضيله لتوفير مراحل ومهام متتالية بدلا من تقديم عالم مفتوح، وبما أن الاستديو مصر على هذا الأمر، فمن الأفضل العمل على مراحل بتصميمات أضخم وطرق منوعة وأهداف يمكن التعامل معها بأكثر من طريقة وبنتائج مختلفة كما يحدث في ألعاب Dishonored التي توفر حرية كاملة في التنقل في مجموعة من المراحل الضخمة، واستخدام الأسلوب الذي يفضله كل لاعب في التخلص من خصومه.
2) نظام تطوير محسن
في الجزء الأول تمكن اللاعبين من جمع بعض العناصر طوال فترة اللعب بهدف إستخدامها في إعادة صياغة مجموعة من الأدوات والمعدات الأساسية التي تساعدهم في البقاء على قيد الحياة لأطول فترة، طريقة عمل هذا النظام كانت مثالية ولكن يعيبها المحدودية وإنحصاره على استعادة الحالة الصحية أو صياغة القنابل وبعض الأسلحة اليدوية، ولذلك أتمنى أن يتم التركيز بصورة أكبر على تلك الجزئية في الجزء الثاني لتنعكس بشكل إيجابي على أسلوب اللعب، كالقدرة على تطوير ملحقات مختلفة للأسلحة تزيد من قوتها ومن دقة التصويب، أو صياغة الملابس التي تلائم مناطق بعينها دون الأخرى، أو إمكانية التقاط كل شيء حولك في البيئة وإستخدامه كسلاح ضد اعدائك مثلما يحدث في ألعاب Hitman على سبيل المثال.
3) القدرة على التبديل بين الشخصيات الرئيسية
لا نعرف الكثير من التفاصيل عن قصة الجزء الثاني ولكن هناك نظريات لا حصر لها على شبكة الإنترنت حاليا بعضها مقبول والبعض الآخر لا يعتبر منطقيا إطلاقا، هناك من يتوقع غياب “جول” وظهور محدود وهناك من يرى أنه سيكون المحرك الأساسي للأحداث تماما كالجزء الأول في حين أن اخرون لا يعارضون إطلاقا تولي “إيلي” دور البطولة.
وبعيدا عن تلك النظريات الغير مؤكدة، يمكن لفريق Naughty Dog تجنب هذه المشكلة بطريقة بسيطة يطالب بها جميع اللاعبين بلا استثناء وهي القدرة على التبديل بين “جول” و”إيلي” في أي وقت ودون قيود، مع امتلاك كل منهم مهاراته وأدواته الخاصة التي تميزه عن الأخر في القضاء على الأعداء.
4) وجود نمط لعب تعاوني – Co-op
من الغريب حقا أن يتجاهل استديو Naughty Dog طور اللعب التعاوني في لعبه تعتمد كليا على النجاة والبقاء على قيد الحياة، ولكن الأمر كان متوقعا في ظل رغبة الاستديو بتوفير منافسات جماعية في كل مشروع يقدم لمتابعيه، وبناءا على ذلك سيكون من الأفضل إذا وفرت اللعبة في جزئها الثاني طور لعب تعاوني بسيط بين اثنين من الشخصيات على أقل تقدير يسمح للاعب بالتعاون مع أحد أصدقائه في خوض أحداث القصة كاملة من البداية للنهاية سويا.
قد يرى البعض أن الطور التعاوني سيؤثر سلبا على شعور اللاعب بالوحدة وطريقة تفاعله مع ما يحدث حوله، ولذلك سيكون الخيار الأمثل هو توفير تلك الميزة كطور لعب منفصل يمكن للاعب التطرق له في أي وقت والتعاون مع اصدقاءه في مواجهة موجات لا تنتهي من الأعداء، وهنا سيكون من الأفضل زيادة أعداد اللاعبين إلى 4 أشخاص بدلا من 2 مع زيادة مستوى الصعوبة كلما نجح الفريق في عبور مرحلة ما.
5) خيارات ذات تأثير مباشر في الأحداث
تلك الميزة أصعب بلا شك في عملية التطوير مقارنة بتقديم قصة بأحداث خطية لا تتغير إطلاقا، ولكن وجود سيناريو قابل للتغيير بناء على تصرفات اللاعب وخياراته سيزيد من عمر اللعبة بدرجة كبيرة وسيرغم اللاعبين على خوض أحداثها أكثر من مرة لرؤية كافة السيناريوهات والنهايات المتاحة تماماً مثل لعبة Heavy Rain.
ما أقصده هنا هو القدرة على إنهاء كل مهمة بأكثر من طريقة، سواء إغتيال خصمك مباشرة، او التخلص منه بأسلوب آخر أكثر مكرا، كذلك إعطاء اللاعبين القدرة على تغيير الأحداث من خلال مجموعة من الخيارات كتلك التي ظهرت في لعبة Uncharted 4 ولكن الفارق هنا هو قدرة تلك القرارات على تغيير طريقة سير الأحداث واختلافها من شخص لآخر بحسب الإختيارات التي استقر عليها، وحتى وأن كانت تلك التغييرات محدودة، يظل هذا الأمر أكثر واقعية ومتعة مقارنة بطريقة السرد المعتادة والسير في نفس الطريق الذي سلكه جميع اللاعبون الأخرون.
6) ألغاز أكثر واشتباكات أقل
تضمن الجزء الأول مجموعة من المواقف التي تتطلب التفكير بتمعن لعبورها بنجاح، ولكنها رغم ذلك لم ترقى لمستوى الألغاز التي توفرها ألعاب أخرى وترغم اللاعب على التوقف لبعض الوقت لمحاولة حل اللغز مثلما حدث بشكل محدود نوعا ما في Uncharted 4 ومثلما وفرت ألعاب أخرى بشكل ممتاز كألعاب Tomb Raider و Batman، الألغاز هنا ستجعل اللعبة أكثر متعة في المجمل مع تقليل عدد المعارك والاشتباكات المباشرة قدر المستطاع والتركيز بصورة أكبر على اسلوب التسلل والتخفي واستخدام حركات قتل مبتكرة ومتعددة تسمح للاعب بالتخلص من خصومه خلسة بشكل مبتكر وسريع دون أن يتم كشف أمره.
سيكون من الممتاز أيضا تطوير نظام الإشتباكات ليصبح أكثر وحشية وعنفا ليعبر عن الفترة التي تتناولها الأحداث وكون الصراع صراع بقاء من اجل الحياة وليس مجرد اشتباك جسدي لإستعراض القوة.
7) فصائل مختلفة من الأعداء
رغبتي في وجود المزيد من فصائل الأعداء في الجزء الثاني لا تعني أن الجزء الأول كان سيئا في تلك الجزئية، بل على النقيض، وفرت اللعبة مجموعة رائعة من الأعداء بتصميمات وتصرفات واقعية بدرجة كبيرة مبنية على نظريات ذات خلفية علمية وليس بالاعتماد على خيال المصمم، ولكن ما أقصده أن هناك وباء منتشر وسبب دمار شامل في العالم لذلك ينبغي أن يكون أعداد المصابين به أكثر بكثير من البشر الأصحاء، ولكن رغم ذلك يواجه اللاعب الكثير من البشر وقطاع الطرق طوال الأحداث، حتى أولئك الذين أصابتهم العدوى، مقسمين لأربع انواع فقط من الأعداء رغم أن الباب مفتوح على مصراعيه لتصميم المزيد من الشخصيات بقدرات مختلفة بناءا على أعراض المرض، وهو ما سيفرض على اللاعبين استخدام استراتيجيات وأسلحة مختلفة في كل موقف، بحسب الأعداء الذين يتربصون بهم وطريقة التخلص منهم.
8) طقس ديناميكي
أصبح من المعتاد رؤية تلك الميزة في معظم ألعاب الفيديو مؤخرا نظرا للواقعية والتنوع الذي توفره، ولذلك ستكون إضافة ذات مغزى في الجزء الثاني من اللعبة حيث يمكن للاعب أن يواجه عواصف رعدية مفاجئة أو ضباب منتشر على طول الطريق يجعل الرؤية شبه منعدمة في الغابات والمناطق الخضراء مع وجود أعداء يتحركون في الجوار بحثا عن أي فرصة للانقضاض على اللاعب، أو التعرض لأمطار وعواصف قوية توفر للاعب الأفضلية في التحرك دون أن تتم ملاحظته والتخلص من خصومه خلسة وبهدوء تام.
في النهاية لا يسعنا القول سوى أن استديو Naughty Dog يتمتع بثقة كبيرة لدى اللاعبين ولديه القدرة على تقديم تجارب وقصص غاية في الإثارة والتشويق، ولكن هذا لا يمنع أن محبي الفريق لديهم أفكار مختلفة يرغبون برؤيتها في الجزء الثاني ويسعدنا التعرف على تلك الأفكار بدون شك من خلال التعليقات.