ألعاب كثيرة هذا الجيل، لسبب أو لأكثر من سبب، طلعت بجزء أول ممتاز. ولكن في الأجزاء اللي نزلت بعدها تغيّر مستواها، بعضها اتجه للأفضل وبعضها صار أسوأ.
كثير من المطورين في الجيل الأخير صار يسمع لكلام اللاعبين والجماهير، منهم اللي يفهم ايش يبغوون من اللعبة في الجزء القادم ويطبقه بشكل صحيح، ومنهم اللي يسمع الكلام ويطبقه بشكل خاطئ وتنتهي اللعبة بشكل ما يرضي الجمهور.
نقاشنا اليوم بيكون عن المطورين اللي فشلوا في ارضاء جمهورهم. وبناخذ ثلاث أمثلة لألعاب معروفة في هذا المقال ونتكلم عنها.
Final Fantasy XIII-2
اسأل أي عاشق لسلسلة فاينال فانتسي عن رأيه في لعبة Final Fantasy XIII، غالب الظن انه بيقول انها ما أعجبته. فيه قليلين من عشاق السلسلة اللي أعجبتهم، وأنا أولهم. ولكن الحق ان الغالبية من عشاق السلسلة اعتبروها سقوط هائل للسلسلة لدرجة ان الكثير منهم ما خلّص اللعبة حتى.
من أكبر الشكاوي على الجزء الأول من فاينل فانتسي 13 كانت خطيّة اللعبة “linear” وانها ما فيها الحريّة المعروفة في ألعاب فاينال فانتسي، الا بعد ما تقضي حوالي 15 ساعة في اللعبة.
أعلنت سكوير اينكس، وبشكل غريب، عن الجزء الثاني لفاينال فانتسي 13. من أهم ما قالته الشركة ان الجزء هذا راح يخلّون عالم اللعبة مفتوح مثل الأجزاء اللي قبل، بالاضافة الى بعض البهارات مثل تحسين نظام القتال “اللي كان الحسنة الوحيدة بالنسبة للبعض في الجزء الأول” وغيره من الوعود اللي نسمعها من الشركات.
نزلت اللعبة وكانت بدايتها ممتازة جداً. عالم مفتوح وحي وجميل وساحر مثل ما وعدتنا سكوير اينكس، ولكن من تخلص المراحل الأولى في اللعبة وتبدأ تتعمق فيها، تبدأ تلاحظ ان اللعبة ماهي الا عبارة عن كارثة في عالم الألعاب. صحيح انها عالم مفتوح ولكن ماهو بالشكل الحديث اللي شفناه في ألعاب مثل Red Dead Redemption و Skyrim وغيرها من الألعاب اللي طوّرت ألعاب العالم المفتوح ونقلتها للخطوة التالية. العالم المفتوح في فاينل فانتسي 13-2 كان عبارة عن مرحلة متوسطة الحجم ما فيها الا أعداء تقاتلهم بالاضافة الى شويّة ناس تتفاعل معهم، ونادراً ما يفيدونك بشي أو يعطونك مهمات جانبية بالشكل “الحديث”.
حاولت سكوير اينكس انها تصلّح وترضي الجمهور ولكنها زادت الطين بلّة، على الأقل الجزء الأول من فاينل فانتسي 13 كان فيه شخصيات ممتازة، قصة ممتازة، وموسيقى تصويرية ممتازة. أما في فاينل فانتسي 13-2 فكل هذي الميزات هبط مستواها بشكل فظيع، هذا كلّه من غير ذكر ان ثلاث أرباع اللعبة ” من موسيقى تصويرية ومراحل وأسلحة وغيرها” مأخوذ من الجزء اللي قبله. يمكن البعض يجادل ويقول ان صعب انك تروي قصة ممتازة في لعبة عالم مفتوح وهذا كلام صحيح، ولكن حنا قلنا “صعب” والصعب ماهو مستحيل، ولنا في Red Dead Redemption مثال رائع.
موقع Joystiq في مراجته للعبة قال ان اللعبة عبارة عن “اعتذار عن الجزء اللي سبق” وان المطورين جابوا العناصر اللي طالبوا فيها اللاعبين مثل: عالم مفتوح – مهمات جانبية – مدن فيها شخصيات تاخذ وتعطي معها، وقال ان “هذي العناصر كلها رائعة، ولكنها كانت عناصر رائعة قبل عشرين سنة”. اختصر الكلام كله في الأخير وقال ان “فاينال فانتسي تستحق أكثر من كذا”.
اختلفوا النقّاد في تقييم اللعبة، بعضهم انتقدها وقال انها خطوء ثانية للوراء، وبعضهم قال انها محاولة فاشلة لخطوة للأمام، وبعضهم قال انها جيّدة ومقبولة. الأكيد، ان الجميع يتفق انها ماهي فاينال فانتسي اللي كنا ننتظرها.
Resident Evil 6
أعلنت كابكوم، ولكن هالمرة بشكل متوقع، عن الجزء السادس للسلسلة الشهيرة والمعروفة. أعلنت كابكوم عن الميزات الرهيبة والممتازة في اللعبة وأطلقت معها عروض أقل ما يقال عنها رائعة. الكثير كانوا متحمسين لها وأنا كنت أولهم، وكنت أجادل الناس وأقول ان كابكوم تعلمت من دروس Lost Planet 2 و Resident Evil 5 وغيرها من الألعاب اللي شفنا منها أخطاء كثيرة. الكلام كان كثير حول اللعبة بين متشائم ومتحمس ونزلت اللعبة وكانت كارثة على اللاعبين. كتبت مقال بالتفصيل عن المشاكل اللي واجهتها في رزدنت ايفل.
كابكوم كانت تحاول انها تكسب كل شي، طور رعب وأجواء مخيفة تذكرك بالأجزاء القديمة للسلسلة؟ هذا طور Leon، طور كأنه لعبة تصويب حربية فيه أسلحة وصواريخ وآكشن؟ طور Chris، طور سريع ومطاردات آكشنية؟ طور Jake. وفي الأخير، فشلت في كل شي سوّته، يمكن ما عدا طور ليون هو اللي يعتبر مقبول.
ولا تعلمت كابكوم من هذا الدرس، ولكن نزلت تحديث بعدها للعبة يفتح لك خيار اللعب بشخصية Ada Wong من البداية! الشخصية اللي طول السلسلة كان دورها معروف انه “وراء الكواليس” وانه يعطيك “جانب آخر من القصة”، أعطوا اللاعب الخيار انه يلعبها من البداية. ولا اكتفوا بهذا، ولكنهم برضو أضافوا شخصية ثانية غريبة عجيبة وهي عبارة عن جندي مجهول، بس عشان يطيعون الجمهور لانهم “طالبوا بأن يكون فيه شخصية ثانية في طور إيدا وونق عشان نلعب co op”.
في الحلقة الخاصة اللي سووها موقع GameSpot عن رزدنت ايفل 6، قالوا ان كابكوم حاولت انها تكون Jack of all trades “تاجر بتاع كلّو” ولكن هذا الكلام قديم طبعاً، الآن الألعاب تتخصص في توجّه واحد وتحط كامل تركيزها عليه وتنجح بهذي الطريقة.
Mass Effect 3
الجزء الثاني من ماس ايفيكت بالنسبة للكثير من اللاعبين، من أفضل ألعاب 2010 “أو 2011 بالنسبة للاعبي الـPS3” وبعضهم اختارها من أفضل ألعاب الجيل.
متابعي السلسلة يعرفون انها ثلاثية، وكان الاعلان عنها مجرد مسألة وقت. أعلنت EA عن الجزء الثالث ووعدت بوعود كثيرة جداً، وسوّت حملة تسويقية هائلة نادراً ما تشوف مثلها. كثير من المواقع اختاروها “أكثر لعبة ننتظرها في 2012” من ضمنهم حفل VGA المعروف.
هل كانت ماس ايفيكت 3 قد الانتظار؟ هذا سؤال نقاش يبغاله مقالة كاملة لحاله. تقريباً جميع النقاد أجمعوا انها لعبة ممتازة وانها أنهت السلسلة بشكل رائع. ولكن صارت ضجة كبيرة حول نهاية السلسلة، وهذا ماهو موضوعنا. لكن من الأشياء اللي أقدر أأكدها في ماس ايفيكت 3 ان bioware للأسف رضخوا لمطالبات اللاعبين في “تسريع” اللعب في ماس ايفيكت 3، بالاضافة الى زيادة جرعة الآكشن في اللعب لان الكثير كان يشتكي من “بطء اللعب” وان طريقة اللعب “تطفّش”.
صارت طريقة اللعب في ماس ايفيكت 3 أشبه باللعبة المعروفة Gears of War. أضافوا الكثير من الأسلحة والتطويرات والآكشن وغيره من الاضافات اللي طالبوا فيها اللاعبين، ولكن في الأخير طريقة اللعب لا زالت بالنسبة للكثير “بطيئة وتطفّش”.
شخصياً، أشوف ان ماس ايفيكت 3 كانت فعلاً النهاية الرائعة اللي انتظرتها من ناحية القصة، ولكن من ناحية طريقة اللعب كان فيه تغييرات سلبية، وكل هذا بسبب مطالبات اللاعبين بتسريع اللعب وزيادة الآكشن فيه.
كلمة أخيرة
كل جزء جديد لأي لعبة في العالم لازم يكون تحت ضغط، ويزيد الضغط بشكل هائل اذا كان الجزء اللي قبل ممتاز. أضف الى ذلك ان اللاعبين صار عندهم “معايير” يقيسون فيها مستوى الجزء الجديد بالقديم. لازم تلقى مجموعة من اللاعبين تقول “ياخي في الجزء اللي راح كان فيه كذا وكذا، بينما الجزء هذا شالوها، ليش؟”.
وفي كل جزء جديد، يحاول المطوّر انه يعرف وين العناصر الجيّدة في الجزء اللي راح ويحافظ عليها أو يطورها، ويحاول برضو انه يعرف نقاط الضعف ويعدّلها. غالباً الأشياء هذي يحددها الجمهور، وهنا يتّضح الفرق بين المطوّر اللي يسمع للجمهور وينفذ بشكل أعمى وبين المطوّر اللي “يفهم” وش يبغى الجمهور ويطبّق أفكاره بحيث يرضيهم.
ايش اللعبة اللي تعتقد مستواها تأثر بسبب انصات المطوّر للجمهور؟ اذكرها لنا واذكر الأشياء الأخطاء اللي سواها في التعليقات!
روابط لها علاقة: