بعد انتظار طويل، حصل لجميع اللاعبين فرصة تجربة أحد أكثر الألعاب المنتظرة حاليًا، وهي انتشارتد 4. أعلنت سوني قبل عدة أيام عن النسخة التجريبية المفتوحة للعبة، والتي تسمح لنا بتجربة طور الاونلاين في اللعبة، وليس طور القصة.
قد يقول البعض ان طور الاونلاين غير مهم بالنسبة له، ولكنني أعتقد انه مهم طالما أنك مهتم باللعبة، لان تجربة طور الأونلاين سيعطيك فرصة تجربة طريقة اللعب وهي أحد أهم عناصر اللعبة ان لم يكن أهمها. في هذه البيتا، تمكنّا أخيرًا من تجربة اللعبة، وسأتحدث وأناقش معكم تجربتي.
ينبغي التنويه ان طور الأونلاين في انتشارتد 4 يعمل بسرعة 60 اطار في الثانية، وهذا يعطي سلاسة وسرعة أكبر لرسومات اللعبة، بينما طور القصة يعمل بسرعة 30 اطار في الثانية، وهو أيضًا يعتبر أفضل بالنسبة للمشاهد والعروض والألعاب التي تعتمد على التجارب السينمائية بشكل عام.
أيضًا، جميع هذه الآراء هي من رأي كاتب هذه الكلمات، والذي يصنّف نفسه كمحب للسلسلة، وليس عاشق لها. لعبت جميع أجزاء السلسلة، وهي السلسلة الوحيدة التي حصلت على جميع التروفيز البلاتينية بها (باستثناء Golden Abyss).
طريقة لعب سَلِسة، جميلة، رائعة
في أول تجربة لي مع البيتا، لاحظت سلاسة الرسوم وسلاسة التحكم وسرعة استجابته، وهو تقريبًا أفضل ما رأيت في السلسلة لحد الآن. كنت ألاحظ بعض التأخير في استجابة التحكم في الأجزاء الماضية، وهي لم تكن مشكلة كبيرة، ولكن حلّها في هذا الجزء يعتبر نقطة ايجابية.
تسلّق الجدران والعوائق، القفز، استخدام الحبال للانتقال من مكان لآخر، كل ذلك تم تطبيقه بشكل مناسب. المضاربات اليدويّة لم تتغير كثيرًا، فهي تلك المضاربات البسيطة والسريعة والتي تعتمد على زر واحد، ولست أرى في ذلك عيبًا.
تعلمت نوتي دوق من ألعابها السابقة، ويتضح ذلك حينما ترى الدمج الحاصل بين ألعاب انتشارتد وذا لاست اوف اس، فعدد الرصاصات محدود، ولا تحصل عليه الا عندما تقتل أحد الأعداء. أيضًا اللاعبين لا يموتون بشكل مباشر بعد إصابتهم بعدد معين من الطلقات، بل يسقطون أرضًا ويتم اعطاءهم فرصة أخرى لوقت محدد يحاولون فيها طلب النجدة من فريقهم، لا يمكنهم فعل شيء عند حدوث ذلك سوى طلب النجدة أو الحبو، في حال كان هناك أحد قريب من فريقه.
مستوى عالي من الرسوم والتفاصيل الدقيقة
هل أنا بحاجة لذكر ان نوتي دوق تقدم ألعاب برسومات وتفاصيل عالية؟ من المعروف ان نوتي دوق تقدم أعلى المستويات من الرسوم، فلا زلت أذكر (وربما سأذكر ذلك ما حييت) مدى انبهاري برسومات انتشارتد الأولى، والثانية التي وضعت جميع ألعاب بلايستيشن 3 خلفها بسنوات، والآن ربما سيتكرر نفس الشيء مع انتشارتد 4.
جدير بالذكر ان اللعبة اذا تم تشغيلها بسرعة 60 إطار في الثانية، فمن الصعب جدًا – على الأجهزة المنزلية- ان تحافظ على التفاصيل في الرسوم، لذى فيتم التضحية بها (مثل ما رأينا مع هيلو 5). هذا الشيء لم أراه في انتشارتد 4، أو ربما سألاحظه عندما ألعب طور القصة، والذي يعمل بسرعة 30 إطار، وذلك -والعكس صحيح- يسمح للمطور بإضافة التفاصيل ورفع مستوى الرسوم. لذا فإن ما نراه الآن في طور الأونلاين هو في الواقع نسخة مخفضّة من مستوى التفاصيل والرسوم التي سنراها في طور القصة!
إصلاح مشكلة التصويب بشكل كبير
من لعب سلسلة انتشارتد، ربما يعلم ان من عيوبها هو التصويب، فالتصويب واطلاق النار في السلسلة لم يكن جيدًا.
الآن التصويب أصبح أفضل من قبل، فلم تعد هناك الصعوبة المزعجة في التصويب على العدو أمامك، وهي مشكلة كانت واضحة خصوصًا في انتشارتد 3. من الملاحظات الدقيقة انك تستطيع رؤية الطلقات وهي تذهب بسرعة تجاه الأعداء، وهي لمسة دقيقة ولكنها جميلة، ولم أرى مثلها الا في ألعاب تصويب شهيرة مثل باتلفيلد وستار وورز باتلفرونت.
بعض الملاحظات البسيطة…
والله ياهو طيّره برا الخريطة pic.twitter.com/PtxsIX8hGP
— Mohammed Al-Sharif (@Meghterb) March 5, 2016
بصراحة، لم أرى هناك مشاكل كبيرة في اللعبة، وهي مشاكل لا تستحق ان اذكرها في فقرة كاملة. هناك نقطة بسيطة أثارت استغرابي، وهي تعيين زر مثلث لتعبئة ذخيرة السلاح. ان معظم الألعاب تستخدم زر دائرة او حتى مربع لعمل ذلك، ولكن في انتشارتد فزر تعبئة الذخيرة هو مثلث. أيضًا احتوت البيتا على بعض الشخصيات التي لم يتم الكشف عنها في عروض اللعبة، وذلك أزعجني قليلًا.
بعد تجربتي للبيتا، شعرت بنوع من الاطمئنان للعبة، خصوصًا وانها مرت بمراحل صعبة في بدايتها، فقد تم استبعاد فريق التطوير الأساسي، وخصوصًا إيمي هينيق مبتكرة السلسلة وكاتبها الرائعة، ولكن يبدو ان اللعبة الآن في أيدي أمينة.
أخيرًا، وهو شيء ليس له علاقة بطور الاونلاين، ولكنه غالبًا سيحدث ويبدو لي انني الوحيد في الكرة الأرضية الذي لا يريد ذلك، وهو تحويل سلسلة انتشارتد من سلسلة فكاهية مرحة إلى لعبة جادّة ذات قصة سوداوية وشخصيات عميقة. ان هذا التوجّه هو التوجّه السائد في الألعاب مؤخرًا، وأبدعت فيه نوتي دوق أيّما ابداع مع ذا لاست اوف اس. لكن هل أنا بحاجة لعيش نفس التجربة في انتشارتد، اللعبة المرحة والفكاهية؟ مجرد رؤية فيكتور سوليفان وإيلينا في عروض ومشاهد اللعبة وكميّة الحزن التي يحملونها وكأنهم يحملون هموم الدنيا على أكتافهم، توحي لي بأن اللمسة الفكاهية والمرحة في السلسلة ستذهب وسيتم استبدالها بأحداث جديّة سوداوية لست بحاجة لرؤيتها في لعبة مثل “انتشارتد”.
إلى ان يتم اطلاق اللعبة المنتظرة في الأسواق، لن نستطيع الحكم على النقطة الأخيرة، لذى سندعها جانبًا حتى يحين وقتها. أخبرني عن تجربتك مع الأونلاين، ما الذي أعجبك وما الذي لم يعجبك؟ وماذا تتمنى أن ترى في اللعبة بشكل عام عند اطلاقها؟