من يوم ما تم الاعلان عن لعبة The Last of Us والناس تشير للشبه الكبير اللي بينها وبين انتشارتد، خاصة انها من نفس المطوّر، حتى ان فيه ناس قالوا ان بطل The Last of Us هو نسخه من “دريك” بطل انتشارتد، بس أنه كبير وعنده دقن.
ثم شفنا العرض اللي طلعوا فيه الزومبيز (أو “الانفكتد” حسب تسمية اللعبة)، وتغيّر وصف اللعبة الى “زي انتشارتد بس فيها زومبيز”. ما ألومهم صراحة، لأني شخصياً ما تحمّست للعبة وحسّيت انها مختلفة تماماً الى ما جربتها بنفسي في معرض Comic Con هالشهر في دبي. قبلها مدري ليش مخي كان يرفض يشوفها كلعبه بفكرة تختلف كلياً عن انتشارتد.
الديمو اللي جربته كنت العب بالبطل “جول” ومعه البنت الصغيرة “إيلي” ووحده اسمها “تس” (هو المفروض ينكتب “تيس” بس مابي أشتّتك). أغلب وقتي كان استكشاف مباني مهجورة، وبالطريق جاني كم زومبي تفاهمت معهم. على فكرة، الزومبي هنا اسمهم “انفكتد”، فخلنا نستخدم هالاسم من الآن في هالموضوع.
أول شي الديمو شال كل الآمال اللي كانت عندي في ان اللعبة تكون نوعاً ما عالم مفتوح. ما كنت أتوقع شي زي DayZ أو جراند ثيفت أوتو مثلاً، بس شي بالنص، زي Dishonored يمكن. اللي لقيته هو شي أقرب الى تومب رايدر، فمع ان الطريق خطّي (لازم تروح من نقطة الى نقطة)، الا ان عندك مساحة كبيرة نسبياً بطريقك تستكشفها وتدوّر اغراض تفيدك فيها. ومن هنا بدت تتّضح لي عدة عناصر تميّزها عن لعبة انتشارتد – اللعبة اللي تتشبّه فيها دائماً!
عنصر التجميع (Looting) أساسي ومهم جداً
في انتشارتد كنت فقط تجمّع اشياء جانبية ما تخدمك فعلياً في مهامك (لو استثنينا الأسلحة). بس هنا تحتاج تجمّع أدوات منوّعة (مقصات، لصقات جروح، كحول…الخ) واما تخلطهم عشان تبني شي معيّن (زي علاج أوسلاح)، أو تستفيد منهم في ترقية اسلحتك. بتصير مهوس في انك تدور في المكاتب والغرف اللي تدخلها وتدور عن أي شي ممكن يفيدك!
عنصر البقاء (Survival) يعني درعمة أقل
انسى موضوع انك تقاتل أي أحد تشوفه، الموارد اللي معك قليلة جداً. في احد مقاطع الديمو وصلت منطقة فيها 4 زومبيز وما معي الا 8 طلقات. في أوقات كثير بتلجأ لحلول ثانية غير القتال المباشر، مثل انك تتخلص من اعدائك واحد واحد عن طريق التخفّي، أو حتى تتجنّب القتال معهم تماماً.
لا تحسب النظام مثل انتشارتد، وانك كل شوي بتدخل منطقه لازم تقتل كل اللي فيها بالاسلحة اللي معك، أو مثل كول أوف دوتي لازم تقتل جيوش الزومبي باستخدام أسلحتك الفتاكة. يمكن ما يكون معك طلقات أصلاً، وتضطر تستخدم القوارير أو الطوب أو اي شي تلقاه في الأرض عشان تتخلص من اعدائك.
تنوّع الاعداء يعني استراتيجية أكثر
في الديمو اللي لعبته فيه نوعين من “الانفكتد”:
- الـ”كلكرز” (Clickers)، هذولي عميان، ورؤوسهم مفقوشه أو مشوّهه (شف الشاب الظريف اللي ورا في الصورة)، ويعتمدون على الأصوات وحاسة الشم اللي عندهم. الله لا يطيّحك بين يدين هالنوع لانه من يوم يلمسك بتودّع.
- الـ”رنرز” (Runners)، تقدر تقول انهم “نص استواء”، توّه ما بعد اكتمل نمو المرض فيهم تماماً وبالتالي ماهم عميان. سريعين وبيركضون وراك اذا شافوك، بس على الأقل تقدر تقاومهم وتبقّسهم لين يموتون (على فكرة القتال اليدوي في اللعبة مضبوط بشكل رهيب!).
هذولي طبعاً غير الاعداء الأوادم اللي فيه نوعين منهم بعد حسب علمي، بس ما واجهتهم في الديمو.
وش يعني هالشي؟ يعني انك لازم “تفكّر” اذا دخلت غرفه ولقيت فيها اعداء. في الديمو كان فيه كلكر واحد و 3 رنرز، فحاولت ارمي قاروره بعيد عشان يروح الكلكر عندها واتخلّص من الرنرز براحتي. لو تبي تطب عليهم على بالك تذبحهم كلهم فانسى الموضوع. جربت أواجههم كلهم في البدايه بما أنه كان عندي رصاص كافي، بس فشلت للأسف لأنه كان أصعب مما توقّعت.
واضح انك بتصير “خايف” كثير
المرحلة اللي في الديمو تجوّلت فيها في عدة مباني مهجورة، بعضها مظلم لازم تفتح الكشّاف عشان تشوف طريقك (تذكرني بـSilent Hill)، وحسيت ان اللعبة بتخليك خايف بشكل مستمر من ان الموارد اللي معك تخلّص (الاسلحة والمواد)، بالاضافة الى خوفك ان أحد يطلع لك فجأه يغدر فيك سواءاً آدمي أو زومبي.
الشي الوحيد اللي ما اعجبني في الديمو هو انك تحس المرحلة مقسمينها الى اجزاء واضحة، كل جزء يكون اما استكشاف أو قتال، يعني من يوم ما تشوف انهم مقدّمين لك المنطقه على انها منطقة استكشاف، تعرف انه مب طالع لك احد، فتتطمّن أكثر. اتمنى هالشي ما نشوفه في النسخة النهائية من اللعبة، وتصير الأحداث غير متوقعة أكثر.
اجمالاً، التجربة تحمّس للمنتج النهائي!
مع اني كنت متابع أخبار اللعبة أول بأول، وشفت لها الفيديو اللي نزل، الا اني ما تحمّست لها فعلياً الا بعد ما جربتها بنفس وعشت التجربة. نعم ما زال فيها شوية احساس “انتشارتد” بما انها من نفس المطوّر اللي أكيد راح يعتمد بعض الأشياء اللي نجحت في انتشارتد (ويمكن يعيد استخدام بعض البرمجيات)، لكن أجمالاً واضح اننا بنكون أمام لعبة مميّزة بشكل جديد ومختلف عن اللي شفناه سابقاً.