ابهرتنا مايكروسوفت اثناء مؤتمرها في معرض Gamescom 2015 عند عرضها لعبة Crackdown 3 بعد ان استعرضت عضلاتها بقوة تقنية الحوسبة السحابية التي تقدمها اللعبة، حيث سمعنا المعلقة التي تكلمت اثناء عرض اللعبة تقول “سنجعلك تنسى طرق اللعب التقليدية بتقديمنا تجربة لعب جماعي ثورية، واستخدامنا لبيئة لعب قابلة للتدمير بالكامل. جهازك الاكسبوكس سيتصل بخوادم أقوى بعشرين مرة منه، وهي التي ستقوم بكل شئ بدلاً منه!”.
اذاً قوة الحوسبة السحابية التي تكلمت عنها الشركة عند اعلانها عن جهاز Xbox One عام 2013 لم تظهر حتى أتت Crackdown والتي بدورها ستقدم مميزات خاصة بطور اللعب الجماعي اونلاين فقط. ولكنها تبدو مذهلة! لم نرى بيئة قابلة للتدمير في الالعاب، كنا دائماً ما نرى طائرات تقصف مباني في مختلف الالعاب ولا لا شئ يحدث، الا اذا كان مجرد فيديو مسجل مسبقاً، والسبب هو الحدود التقنية للاجهزة التي تعمل الالعاب عليها.
في نفس المعرض، قام مخرج اللعبة Dave Jones والمعروف بالعمل على الجزأ الاول من Grand Theft Auto باستعراض ميزة تدمير البيئة المحيطة حيث قام بعمل فتحة في جدار باستخدام سلاح عادي. ثم بدأ بالاطلاق على اساسات مبنى مرتفع وانهار المبنى بشكل قريب جداً للواقع. ولكن يظهر ايضاً في الفيديو ان اللعبة لا تزال في فترة مبكرة من عملية تطويرها، مما يبشر بالمزيد في النسخة النهائية لها.
لكي يحقق مطور اللعبة ذلك المستوى العالي من محاكاة الفيزيائية الواقعية قاموا بعمل تصميم شبيه بالواقع لكل المباني حيث انه اذا اطلقت النار على جدار مبنى ما سترى ما بداخل الجدار من قضبان حديدية او غيرها مما يستخدم في البناء، وتدميرها يؤدي الى اضعاف المبنى وبالتالي تسهيل امكانية تدميره تدريجياً. تقوم اللعبة باحستاب نسبة الدمار بعد كل طلقة يتلقاها مبنى ما، وذلك بحساب نسبة الجزء الذي تم تدميره بالنسبة لباقي الجدار من ناحية الحجم والكتلة، وبناء على ذلك تحدد اذا ما كان يجب عليها اسقاط البناء او الابقاء عليه.
عندما قام المخرج بعرض اللعبة على المسرح امام الجماهير كان هناك برج عملاق جميل مصمم بطريقة حديثة وبدأ هو وفريقه الذين كانوا متصلين باللعبة من اجهزتهم باطلاق مجموعة من الاسلحة الثقيلة على المبنى وتدمير اساساته، يقول جونز “لكي تدمر شئ كهذا يجب ان تفكر بواقعية، يجب التركيز على الجزء الذي يركتز عليه المبنى، في حال ركزت في اطلاقك باتجاه الجزء الذي ترتكز عليه الاجزاء الاخرى الثقيلة من المبنى فانه سيبدا بالسقوط في ذلك الاتجاه”.
وفعلاً بدأ المبنى بالسقوط في نفس الاتجاه الذي تم التصويب عليه، كان مشهد مبهر بحق، يظهر بشكل قريب جداً للواقع. بينما تتقدم التقنيات المستخدمة في تشغيل الالعاب، لا يزال هذا الامر بعيداً جداً عما يستطيع اي جهاز العاب فعله، ويبدو أنه حتى أجهزة البي سي الخارقة لن تستطيع فعل ذلك لوحدها أيضاً. فريق Reagent Games تفوق على نفسه في تطبيق هذا الابداع واستخدام الحوسبة السحابية بشكل مذهل. جهاز الاكسبوكس ون لن يقوم باحتساب شئ من الفيزيائيات المعقدة التي تستعملها اللعبة لاظهار الدمار بل سيقوم بعمل عداد لنسبة الضرر في مبنى معين ثم يرسل البيانات التي لديه الى خوادم اللعبة التي ستقوم بعمل كل الحسابات اللازمة ثم ارسال الناتج الى الجهاز وفي حال وصل الضرر الى نسبة معينة تبدأ الخوادم السحابية بارسال صور دمار المباني المطلوب عرضها.
قال مخرج اللعبة “هناك الكثير من الخوادم التي تفوق في قوتها عشرين جهاز اكسبوكس ون تقوم بمساندة اللعبة عن بعد وذلك بقيامها بالعمليات المعقدة التي تحتاجها عملية اظهار الدمار على المباني وعرض مشاهد سقوطها”. عندما قام بعرض اللعبة على المسرح كانت بعض الاسلحة تعمل بضعف قوتها التي سنراها في النسخة النهائية من اللعبة وكان ذلك للاستعراض فقط. يضيف مخرج اللعبة عن تجربة اللعب الجماعي “في نمط اللعب الفردي سيكون عليك حماية المدينة من الدمار، وفكرنا بان نقدم تجربة لعب جماعي تكسر ما تعود عليه اللاعب في النمط الفردي”. لم يقم بتوضيح انماط اللعب التي سيقدمها اللعب الجماعي، ولكنه قال “لن يكون مجرد لعبة فرق تقاتل بعضها Death match”.
لا ندري كيف سيكون حال اللعبة عند الذين يمتلكون اتصال انترنت ضعيف، تقول مديرة النشر في مايكروسوفت Shannon Loftis بان الاكسبوكس ون سيتاكد بان اللعبة لن تتوقف عند ذلك ون حيث انه “الخوادم ستقوم باحستاب كل العمليات المعقدة التي تصلها من الاجهزة، ولكن ما يحصل بين الخوادم والاجهزة ليس بايدينا. اللعبة نفسها وعلى جهاز اللاعب تقوم بالتاكد من ان كل شئ على ما يرام ولن تقوم بتخريب تجربة اللاعب بالتقطيع او اي شئ من هذا القبيل”. في النهاية يبدو ان تجربة اللعبة الكاملة ستكون تحت رحمة جودة اتصال الانترنت لدى اللاعب.
ما رأيناه امر مذهل بحق ولكن هناك الكثير من الاسئلة التي تطرح نفسها، اولاً كم تكلف عملية استخدام الحوسبة السحابية شركة مايكروسوفت؟ وما هي سرعة الانترنت المطلوبة لدى اللاعب لكي يستمتع بهذه الميزة؟ جونز قال بان سرعة 4 mbps ستكون كافية، ولكن من الصعب الحكم قبل ان تصدر اللعبة ونجرب بانفسنا. هناك سؤال اخر كبير يطرح نفسه، بما انه تم التركيز على تقنية السحابة عندما تم استعراض اللعبة، كيف هي باقي عناصر اللعبة؟ هل ستقدم تجربة لعب فردي مميزة مثل اللعب الجماعي ام انها تتجاهل باقي النواحي؟
ربما تكون Crackdown 3 الخطوة الاولى في طريق ادخال تقنيات الحوسبة السحابية الى صناعة الالعاب الالكترونية، من يدري ربما يتم استخدامها في اشياء اكثر ابداعاً في المستقبل، وهي لا تزال في مراحل مبكرة من حياتها. تصدر اللعبة بشكل حصري على الاكسبوكس ون في العام القادم، عندها سنعرف كل شئ عن ما تقدمه اللعبة.