لماذا نلعب؟؟ نلعب من اجل المتعه، التحدي، القصة، التنافس حول العالم، أسباب كثيره وكلها تكمن في كلمة “ترفيه“.. لكن بعيدًا عن كل النقاط التي ذكرتها.. هناك عامل واحد فقط يخلد في ذاكرتي مهما مرت المدة الزمنية التي قضيت فيها مع اللعبة ساعات، أيام، أشهر، وسنين.. وهو زمن اللعبه.. سواء كانت بالمستقبل او بالماضي، زمن اللعبه يخلد في ذاكرتي ويجعلني اتعلق بزمن وعالم وشخصية اللعبه.. لأنك بكل بساطه تعيش عالم واجواء جديدة عليك سواء كانت بالمستقبل او بالماضي!
أحدث تجربه لي هي لعبة The Witcher III، اللعبة أرى بأنها لعبة السنة بالنسبة لي بدون الحاجة لتجربة ما تبقى من العاب السنة.. ليس لتعصبي للعبة بتاتا.. ولكنني من الأشخاص الأقلة الذين دعموا السلسله منذ اصدارها على منصة الحاسب الشخصي عام 2007.. بدأت العبها وكانت ضعيفة رسوميًا وتقنيًا بوقت نزولها، وكان فيها بعض من المشاكل.. ولكن لم أتوقف من الحماس أن أخوض تجربتها وكان السبب الأول هو تقديم اللعبه بالعرض الاول لها قبل قائمة الخيارات الخاصه بها.. تعلقت بالسلسلة من تلك اللحظة وانهيتها لسببين لا أكثر.. القصه + الموسيقى فقط..
التمثيل في اللعبة كان أقل من المستوى المتوقع..أسلوب اللعبه كان بدائيًا وفيه بعض من المشاكل.. ولكن عندما تنظر للعبة “كتجربة” هنا سوف تلاحظ انها من اجمل ما انتج بعالم الالعاب الفيديو.. انتظرت الجزء الثاني وكان من أجمل الالعاب التي أكملت الجزء الاول بالنسبة لي..صحيح كانت الأقصر بالسلسلة من ناحية عمر اللعبة.. ولكن المغزى من الجزء الثاني هو ربط قصة الجزء الاول مع الثالث! نزل الجزء الثالث والاخير بالسلسلة.. وأعترف اني كنت متخوف بعض الشيء..ليس من أجل عمر اللعبة او طريقة اللعب.. ولكن كنت متخوفًا ان اللعبه تترك طريقة تقديمها للاعب وهو السبب الاكبر لتعلق الاعبين فيها..
لعبت الجزء الثالث ولم يخيب ظني ابدا، عالم اللعبة كان الاكبر بالسلسلة والاكثر محتوى، المهام الأساسية والجانبية، الشخصيات القديمة والجديدة، وايضا القصة كانوا من أجمل ما يكون.. ولكن في هذا الجزء وجدت نفسي متعلق بشيء جديد تماما بهذه السلسلة..وهو عالمها الخاص فيها..
وجدت نفسي اتنقل بعالم اللعبه على متن الحصان بالرغم من تواجد الانتقال السريع (fast travel).. وجدت نفسي استمتع بحديث سكان القرى.. وجدت نفسي انتقل على متن القارب الصغير لمهمات جانبيه لا احتاج ان انهيها، ولكن لأنني أريد الانتقال بين البحار..وجدت نفسي اتوقف عن اللعب اذا أتت وحده من المعزوفات التي اعشقها باللعبة سواء كنت على متن الحصان او على متن قارب او حتى كنت اتمشى بعالم اللعبه.. نعم زمنها خلد بذاكرتي بشكل لم أكن اتصوره.. لدرجة أني لم أستمتع بتاتا بسماع الموسيقى خارج اللعبة سواء بالمنزل او بالسيارة.. وجدت نفسي أنهي اللعبه على الحاسب الشخصي عدت مرات، وجدت نفسي أنهي اللعبه على جهاز الـ Xbox One.. فقط من أجل أن أعيد تجربة وعالم اللعبه من جديد!
انني متأكد ان الكثير منكم لم يعجبه -او لم يجرب- الجزء الاول من سلسلة Assassin’s Creed وأتفهم هذا الشيء تماما..لكن هذا الجزء ورغم مرور أكثر من 8 سنين من أصداره..ما زلت اتذكر أجواء وعالم اللعبه كأنها بالأمس! لطالما أحببت التاريخ الاسلامي والجزء الاول من السلسلة كان من أجمل الأزمان بالنسبه لي..تصميم العالم الاسلامي باللعبه كان من أتقن ما رآيته بعالم الالعاب.. التمثبل الصوتي باللعبة وتصميم الصحاري والمباني والقدس كان شيء لا ينسى.. حتى فترة حكم صلاح الدين الايوبي لم تنساها قصة اللعبة.. مازال الجزء الاول من سلسلة Assassin’s Creed له مكانة خاصة لدي وما زلت انتظر اللعبة التي من الممكن انها تعطيني الاجواء التي عشتها باللعبه ولو نصفها!
نعم..ما زلت أقولها وسوف أرددها مهما حييت.. لعبة Remember Me من أجمل ما لعبت في الجيل الماضي، ليس لأنها تحتوي على أجمل أسلوب قتال أو تسلق للمباني أو لأنها تملك أجمل قصه.. بل لأن عالمها وتقديمها كان من أجمل ما رأيت..
لعبت الكثير من الالعاب التي تقع أحداث عالمها بالمستقبل، أغلبها لم يشدني.. ولكن ليس مع هذه اللعبة..بدايتها جذبتني بشكل لم أكن اتخيله.. تصميم اللعبة ودمجها مع مدينة باريس وضواحيها وتطور الشوارع الكبيرة بالمدينة كان من أروع ما شاهدت.. الموسيقى باللعبه كانت بأجمل حلتها، ولكن السبب الرئيسي بتعلقي باللعبة هو عالمها..
لعبت اللعبت منذ سنتين..لا يزال هناك مقطع بسيط عالق بذاكرتي تماما..عندما كنت أستكشف عالم اللعبه دخلت على أحد شقق باريس المستقبليه ووجدت رجل ألي يعزف بألة البيانو..لا أكذب عليكم جلست أمام هالمشهد لمده لا تقل عن 10 دقائق.!
نعم سأستمر بالسفر معهم مهما طالت المسافه..
نعم هناك اسباب كثيره تجعلنا نستمتع بالالعاب الالكترونيه..ولكن واحد من أجمل الأسباب هو الذي تتمحور حوله المقاله..لطالما سوف انتظر اللعبة الي تخلد بذاكرتي من أجل الزمان والعالم التي تحمله والذي من الصعب علي العيش فيه سواء لانه بالمستقبل او بالماضي .