ألعاب فيديو أفضل من مجموع أجزائها - الجزء الثاني

7. Deadly Premonition

هناك لحظات في ألعاب الفيديو تبقى محفورة في الذاكرة. بالنسبة لكاتب هذا المقال، واحدة من تلك اللحظات كانت عند تشغيل لعبة Deadly Premonition على جهاز Xbox 360 لأول مرة، حيث بدأ المشهد الافتتاحي وفكر: “يا للهول، هل بدأت هذه اللعبة كعنوان إطلاق لجهاز Dreamcast؟”

الأشجار منخفضة التفاصيل، السيارات الصندوقية، ونموذج شخصية البطل Francis York بوجهه الممدود، أعطت انطباعًا بأنها لعبة بدأت تطويرها في أواخر التسعينيات وعلقت في جحيم التطوير لعشر سنوات. هذا الشعور يستمر في الفصل الافتتاحي للعبة – زحف مليء بالقتال في ممرات ضيقة، يبدو وكأن أحد المبرمجين طُلب منه تقليد Resident Evil 4 بعد مشاهدة مقطع يوتيوب بجودة سيئة لمدة 20 ثانية من تحفة Capcom.

ومع ذلك، بمجرد أن تفتح اللعبة عالمها وتسمح لك باستكشافه، تُغفر كل العيوب. تدور أحداث اللعبة في بلدة Greenvale المستوحاة من أعمال David Lynch (واحدة من المهام الجانبية هي حرفيًا حبكة فرعية من Twin Peaks). ما يميز اللعبة هو طاقم شخصياتها الغريب. من المحقق الخجول Thomas إلى المليونير Harry Stewart الذي يرتدي قناع الغاز، تنجح اللعبة بشكل مذهل في جعلك تهتم بشخصياتها الأساسية، بحيث عندما تحدث التقلبات المأساوية، تشعر بالألم الذي تتركه أفضل القصص.

تمامًا مثل أعمال David Lynch التي استوحت منها اللعبة، تطلب منك Deadly Premonition أن تنظر إلى ما وراء السطح وتقدر الجمال، والهشاشة، والمأساة الكامنة في جوهر قصتها وشخصياتها. النجاح في استحضار روح المخرج الأسطوري بهذه الطريقة هو شهادة على العمل الرائع الذي قام به المخرج SWERY وفريقه.

(RIP David Lynch، شكرًا لإلهام هذه اللعبة والعديد من الأعمال الأخرى. لقد جعلت العالم مكانًا أكثر إثارة بوجودك فيه).

6. Shenmue

عندما صدرت لعبة Shenmue في عام 1999، أذهلت العالم بمستوى الواقعية الرسومية غير المسبوق. ومع ذلك، فإن أولئك الذين جلسوا لتجربة هذه اللعبة الرائدة في عالم الألعاب المفتوحة احتاجوا إلى بعض الوقت للتأقلم مع أسلوبها الفريد والغريب.

على الرغم من تقديم نفسها كملحمة فنون قتالية، إلا أن وتيرة Shenmue الهادئة تعكس الأجواء الريفية الهادئة لمدينة Yokosuka التي تدور فيها الأحداث. وكشخصية البطل Ryo Hazuki، ستقضي معظم وقتك في اللعب بآلات الكبسولة، مداعبة القطط، قضاء الوقت في صالات الألعاب، واستجواب السكان المحليين (ذوي الأداء الصوتي المروع، على الأقل في النسخة الإنجليزية). أما جانب الفنون القتالية، الذي يُفترض أنه جزء محوري، فلا يكاد يُذكر، حيث يخوض Ryo حفنة فقط من المعارك طوال القصة.

ومع ذلك، فإن وتيرة اللعبة البطيئة وحبكتها الضئيلة لها جاذبية فريدة. تركيز Shenmue الدقيق على التفاصيل الصغيرة، واهتمامها بمراقبة الوقت (حيث يتبع كل ساكن جدولاً زمنيًا يجب تتبعه) يجعلها تبدو وكأنها نموذج أولي لمحاكيات الحياة الحديثة. جمع التذكارات، التفاعل مع السكان الغريبين، وتتبع الوقت الأمر أشبه بـAnimal Crossing، ولكن في واقع مستوحى من اليابان في الثمانينيات. (وهو موضوع أعادت SEGA استكشافه في Like A Dragon’s Dondonko Island).

إذا تعاملت مع Shenmue على أنها ليست مجرد لعبة، بل فرصة لمحاكاة الحياة في اليابان في الثمانينيات، فستخرج بتجربة لا تُنسى تُعتبر واحدة من أكثر التجارب تفردًا في عالم الألعاب.

5. Earth Defense Force 2017

قد لا تكون لعبة Earth Defense Force 2017 قد توقعت المستقبل بدقة، حيث مر عام 2017 دون أي إشارة إلى غزو فضائي، لكن ما تفتقر إليه اللعبة في التنبؤ عوضته بفيض من الجنون والإثارة المطلقة.

تُعد EDF 2017 مطاردة ممتعة للحشرات لا تزال تشعر بالانتعاش حتى اليوم. عند إصدارها، كانت سلسلة Earth Defense Force شبه مجهولة في الغرب، لكن هذا الجزء الثالث من السلسلة نجح في تحويل جيل كامل من اللاعبين إلى عشاق لجاذبيتها الطريفة.

بالطبع، لم يكن ذلك إلا بعد أن تمكن اللاعبون من تجاوز العرض غير المصقول للعبة. حتى بمعايير عام 2006، تبدو EDF 2017 قديمة، مع مدن تشبه الهياكل الورقية، وجحافل من الحشرات سيئة الرسوم تتحرك بطريقة تشبه وحوش أفلام Ray Harryhausen. ناهيك عن أسلوب اللعب الذي يبدو محدودًا للغاية – تجري، تطلق النار، وهذا هو كل شيء على مدار 53 مهمة في الحملة.

ومع ذلك، نجحت EDF 2017 في تحويل قيودها إلى ميزة. تلك المدن الورقية ليست مجرد مظهر، فهي تنهار تحت النيران لتخلق ساحات معركة ملموسة تعزز إحساسك بحجم المعارك التي تخوضها. قد تبدو جحافل الأعداء بدائية، لكن هذا سمح للمطورين بحشر عشرات الأعداء على الشاشة في أي لحظة، مما يضيف إحساسًا بالإثارة المستمرة.

ورغم أن الحملة قد تبدو مجرد سلسلة من عمليات التصويب والقتل، فإن اللعبة تقوم بعمل رائع في تقديم أنواع مختلفة من الأسلحة والأعداء على مدار الحملة، مما يخلق تصاعدًا مستمرًا من العنف الكارتوني المبالغ فيه الذي يجعلك تبتسم طوال الوقت.