ألعاب الفيديو التي حققت نجاحات أو إخفاقات كبيرة تظل محفورة في ذاكرة التاريخ ليستعيدها الجميع، ولكن ماذا عن الألعاب التي كادت أن لا ترى النور؟
تطوير ألعاب الفيديو ليس بالأمر السهل، فقد تُستثمر شهور أو ربما سنوات من العمل في مشروع لا يُكمل طريقه إلى الجمهور (أو يظهر لفترة قصيرة فقط) لأسباب متعددة. بغض النظر عن جودة اللعبة، يرغب مؤرخو الألعاب في معرفة كل شيء عنها، لأنها تمثل جزءًا من الرحلة التي أوصلتنا من أجهزة مثل Amiga إلى PlayStation 5.
تسلط هذه القائمة الضوء على ألعاب اختفت لسنوات قبل أن تعود إلى السطح مرة أخرى. بفضل قوة الإنترنت، ومجتمع ألعاب الفيديو، وخبراء المحاكاة، أصبحت هذه الألعاب متاحة للعب –حتى لو لم يتم الانتهاء منها– بشكل أو بآخر.
لا يكفي الاحتفاء بالعناوين التي أكملت مسيرتها بنجاح، ففي بعض الأحيان يكون التركيز على تلك الألعاب التي كاد التاريخ ينساها أكثر إثارة للاهتمام.
Resident Evil – GameBoy Color
منذ عام 1996، كان نادرًا ما تجد جهاز ألعاب لا يحتوي على إصدار ما من لعبة Resident Evil. على الرغم من أن اللعبة الأصلية لم تعد تُطرح كثيرًا، إلا أنها شهدت ثلاث نسخ على PlayStation، وانتقلت إلى Sega Saturn وPC، وفي النهاية ظهرت على جهاز Nintendo DS في عام 2006.
الإصدار الأخير مهم للغاية، حيث يمثل نهاية سعيدة لقصة مليئة بالتحديات في محاولة جعل Resident Evil تجربة يمكن لعبها أثناء التنقل.
كان المنتج في شركة Capcom: Yoshiki Okamoto، مهتمًا بألعاب الأجهزة المحمولة، التي حققت نجاحًا كبيرًا لشركة Nintendo خلال التسعينيات وازدادت شعبيتها مع قرب الألفية بفضل ألعاب مثل Pokémon وGameBoy Color. استعانت Capcom بفريق بريطاني يدعى HotGen بقيادة Fergus McGovern، وهو فريق لديه خبرة سابقة في تحويل الألعاب من أجهزة الآركيد إلى أجهزة الألعاب المنزلية.
في واحدة من أكثر محاولات النقل جرأةً الإطلاق، كانت محاولة نقل Resident Evil من PlayStation إلى GameBoy Color تحديًا هائلًا. بدت اللقطات الأولية واعدة في مدى التزامها بالنسخة الأصلية، ولكن المشروع واجه تأخيرات متكررة حتى تم إلغاؤه تمامًا.
في عام 2012، ظهرت نسخ أولية من اللعبة على الإنترنت، كشفت عن مدى طموح المشروع وكذلك مدى استحالة تحقيقه. من الواضح أن نقل Resident Evil إلى GameBoy Color كان مشروعًا محكومًا عليه بالفشل، ولكنه يظل محاولة جريئة ومذهلة بمجرد التفكير فيها.
Akka Arrh
هناك العديد من ألعاب الأركيد الكلاسيكية التي ضاعت مع مرور الوقت، بالإضافة إلى الكثير من الأساطير التي تدور حولها. واحدة من هذه الألعاب هي Akka Arrh، التي ظلت لفترة طويلة غير متاحة للجمهور وحتى للشركة التي قامت بتمويل تطويرها.
في أوائل عام 1982، انتهى تطوير لعبة الفضاء Akka Arrh من إنتاج شركة Atari، وتم إرسال أحد أجهزتها إلى صالة ألعاب (أركيد) في فلوريدا لاختبار تفاعل الجمهور. لسوء الحظ، تم إرسال اللعبة في نفس الوقت مع لعبة Robotron: 2084، التي اكتسحت المنافسة وجعلت Akka Arrh تحقق إيرادات ضئيلة للغاية. نتيجة لذلك، تم إلغاء اللعبة ولم يتم إنتاجها على نطاق واسع. لم يُصَنَّع سوى ثلاثة أجهزة فقط، ولم يقم مالكو هذه الأجهزة النادرة برفع النسخة الرقمية (ROM) للإنترنت، مما حرم الجمهور من تجربتها.
في عام 2019، تم تسريب ROM اللعبة بشكل مجهول عبر أحد منتديات الأركيد. يقال إن النسخة قد سُرقت من قِبَل تقني زار منزل أحد المالكين الخاصين. إذا كانت هذه القصة صحيحة، فهي مثيرة للجدل. لكن بعد تسريب النسخة، تمكن الأشخاص الذين انتظروا عقودًا لرؤية اللعبة من تجربتها بأنفسهم. كما حصلت شركة Atari، التي لم تكن تحتفظ بنسخة احتياطية من اللعبة، على وصول أخيرًا لها.
وبفضل ذلك، ظهرت اللعبة كجزء من مجموعة الاحتفالات Atari 50، لتأخذ مكانها المستحق بين أقرانها.
Daredevil: The Man Without Fear
قبل أن تُحدث Arkham Asylum ثورة في ألعاب الفيديو المبنية على الأبطال الخارقين، كانت ألعاب Spider-Man من تطوير Treyarch على جهاز PS2 تُعتبر من أفضل الألعاب المستوحاة من القصص المصورة، لكن سبايدي لم يكن يُقْصَد أن يُحلّق بمفرده في عالم الألعاب.
في أوائل العقد الأول من الألفية الجديدة، وافقت Marvel على عرض من فريق التطوير 5,000 Ft لإنتاج لعبة مبنية على شخصية Daredevil. كانت الخطة أن تكون مغامرة في عالم مفتوح، حيث يمكن للبطل الخارق إتمام مهام جانبية أثناء تقدمه في القصة الأساسية، مع استخدام آلية تُسمى “عالم الظلال shadow world” للاستفادة من حواس Daredevil الفائقة لتحديد الأعداء ومصادر الحرارة.
لكن تطوير اللعبة واجه الكثير من العقبات. مع الإعلان عن إنتاج فيلم Ben Affleck المستند إلى نفس الشخصية، دخلت جهات متعددة مثل Encore وMarvel وSony Pictures في الصورة، مما جعل الموافقات على كل تفصيل في اللعبة أمرًا معقدًا. كما أن اللعبة خضعت لتحولات جذرية، حيث تم استبدال فكرة العالم المفتوح بتصميم خطي أكثر، ما أدى إلى ارتفاع التكاليف. وزادت الأمور سوءًا بظهور مزاعم حول مشاكل تعاطي المخدرات داخل فريق التطوير.
في عام 2020، نشر أحد المهتمين بحفظ الألعاب: PtoPOnline، فيديو لنسخة تجريبية من اللعبة تعود إلى عام 2003، مما أعاد إحياء الاهتمام بالمشروع. وبعد ثلاث سنوات، تم اكتشاف نسخة أخرى من عام 2004. تعاون المعجبون لجعل هذه النسخة، التي وُصفت بأنها “شبه مكتملة”، قابلة للعب، ليكشفوا عن جوهرة ضائعة منذ ما يقارب عشرين عامًا كان معظم الناس قد نسوها تمامًا.