مع اقتراب عام 2024 من نهايته، من الجيد استرجاع الذكريات مع الألعاب الرائعة التي صدرت خلال الأشهر الـ12 الماضية.
ومع ذلك، لا يمكن تقدير مدى جودة هذه الألعاب إلا بمقارنتها مع أسوأ ما شهدناه. حمل هذا العام خيبات أمل عديدة، ورغم الانتقادات التي طالتها، إلا أنها ليست الأسوأ على الإطلاق.
لكن لا يمكن وصف الألعاب التالية التي سنستعرضها إلا بأنها كارثية. تسلط هذه القائمة الضوء على كيف أن استديوهات الألعاب الحديثة باتت تستهين بالجودة، وتُسرّع الإصدارات، وتبالغ في الإجبار على الدفع، ما ينتج عنه ألعاب مخيبة، أو معطوبة، أو غير مكتملة.
وعلى الجانب الآخر، هناك ألعاب استغرقت سنوات طويلة من التطوير، ورغم ذلك جاءت بمستوى يثير الاستغراب من سوء جودتها. تسببت هذه الإصدارات الكارثية في خسائر بملايين الدولارات، وتسريحات جماعية، وإفلاس، بل وفي إحدى الحالات: إلغاء وجود اللعبة بالكامل.
لا شك أن 2024 شهدت ألعابًا مذهلة، لكن هذه القائمة تثبت أنه لم يكن عامًا مثاليًّا بأي حال من الأحوال.
Kong: Survival Instinct
قامت لعبة Kong: Survival Instinct بشيء لم يكن متوقَّعًا: جَعْل اللاعبين يدافعون عن لعبة Skull Island: Rise of Kong التي اعتُبرت واحدة من أسوأ الألعاب في العام الماضي. ومع ذلك، على الأقل كانت تلك اللعبة تسمح لك باللعب بشخصية King Kong نفسه، المعروف بلقب “العجيبة الثامنة”.
أما Survival Instinct، ورغم أنها ليست بنفس السوء، إلا أنها تبدو كإعلان مضلل. على عكس ما توحي به الإعلانات، لا يظهر King Kong وبقية العمالقة إلا نادرًا، حيث تقتصر اللعبة على شخصية بشرية عادية تواجه مجموعة من المرتزقة المجهولين. ورغم وجود بعض لحظات مواجهة العمالقة، إلا أنها قليلة جدًّا ولا تبرر وضع اسم Kong على اللعبة.
أسلوب القتال ممل، ولا تحتوي اللعبة على نقاط حفظ كافية، مما يجبر اللاعبين على الإعادة مرارًا عند موتهم (وهو أمر شائع بسبب التوازن السيئ في الصعوبة).
رغم ظهور بعض الوحوش في الخلفية أحيانًا، إلا أن تصميم المراحل بسيط للغاية، إذ يتألف في الغالب من شوارع مهجورة ومنازل خاوية. وإذا شاهدت أي مقطع من اللعبة بدون معرفة اسمها، فقد لا تعرف أنها تنتمي إلى سلسلة Kong.
وبسبب الغياب الواضح لشخصية Kong، حتى أكثر محبي السلسلة لا يجب أن يضيعوا وقتهم على Survival Instinct.
Taxi Life: A City Driving Simulator
من الناحية النظرية، قد لا تبدو لعبة تعتمد على قيادة سيارات الأجرة جذابة للغاية، ومع ذلك، كانت ألعاب مثل Crazy Taxi ممتعة لأنها كانت تتمتع بشخصيتها، ومليئة بالمتعة والمرح.
للأسف، تتخلى Taxi Life عن كل ذلك، فبدلًا من القيادة المتهورة وجمع المكافآت، تركز اللعبة على الالتزام بحدود السرعة، وتعبئة الوقود، وفتح النوافذ للحفاظ على راحة الركاب. بعبارة أخرى، تبدو اللعبة وكأنها محاكاة وظيفة يومية أكثر من كونها تجربة ترفيهية.
مع ذلك، ليست الأمور كلها سيئة، فمن خلال القيادة بكفاءة والالتزام بالمواعيد، يمكن للاعبين فتح تحسينات مثل تقليل التكاليف وتوفير الوقود، وذلك ضمن نظام تطوير مهارات مُنَظَّم بشكل جيد.
لكن هذا النظام يفقد قيمته بسبب أن أسلوب اللعب نفسه غير ممتع، ويعود ذلك إلى البرمجة السيئة للذكاء الاصطناعي. لا يستطيع اللاعبون التنبؤ بالاختناقات المرورية، مما يؤدي إلى فشلهم في إيصال الركاب في الوقت المحدد دون أي خطأ منهم. يصبح الأمر محبطًا عندما تفشل المهمة رغم التزامك بالقوانين فقط لأن أحد المارة المهملين أو السائقين الطائشين تسبب بحادث.
تبدو Taxi Life جميلة من الناحية البصرية، ونظام التحكم فيها دقيق، لكن تجربة اللعبة نفسها قد تكون مزعجة وصعبة.
Teenage Mutant Ninja Turtles Arcade: Wrath Of The Mutants
لم تكن لعبة Teenage Mutant Ninja Turtle: Shredder’s Revenge مجرد لعبة beat ’em up رائعة، بل كانت تحية جميلة لمسلسل الرسوم المتحركة الكلاسيكي من عام 1987.
مع عودة قوية لشخصيات Leonardo وRaphael وDonatello وMichelangelo، تقرَّر إصدار نسخة جديدة من لعبة الأركيد لعام 2017، بعنوان TMNT Arcade: Wrath of the Mutants، مع إضافة مستويات جديدة وزعماء جدد.
لكن للأسف، اللعبة الجانبية ذات الرسوم ثلاثية الأبعاد مملة حتى لمحبي السلاحف المتحمسين. التحكمات شديدة البساطة، مما يجعل القتال رتيبًا. حتى مع تحسن التحكمات، يمكن إتمام المعارك بالضغط العشوائي على الأزرار، حيث ينتهج جميع الأعداء نفس الآليات.
رغم إضافة مستويات وزعماء جدد، لا تقدم اللعبة محتوى إضافيًّا خارج طور القصة الرئيسي، ويمكن إنهاؤها في غضون 90 دقيقة فقط. أداء الممثلين الصوتيين مميز، لكن العبارات المتكررة قد تدفع اللاعبين إلى الإحباط بعد سماعها مرارًا وتكرارًا.
ليست هذه أسوأ لعبة في السلسلة، لكن عيوب Wrath of the Mutants واضحة، خاصة أنها صدرت بعد عامين فقط من واحدة من أفضل ألعاب سلسلة السلاحف على الإطلاق.
Looney Tunes: Wacky World Of Sports
بينما كان التركيز الأكبر في عالم الألعاب على عناوين ضخمة، تسللت لعبة Looney Tunes: Wacky World of Sports بهدوء إلى الظل، وكأنها تأمل ألا يلاحظ أحد أنها أسوأ لعبة في عام 2024.
لكننا لاحظنا ذلك (^_^). تضم هذه اللعبة الرياضية بأسلوب التظليل الكرتوني شخصيات مثل Bugs Bunny وDaffy Duck وباقي العصابة، وهم يتنافسون في رياضات مثل كرة السلة، وكرة القدم، والتنس، والغولف. ورغم أن الأداء الصوتي للشخصيات يتقن تقليد أصوات Looney Tunes بشكل رائع، إلا أن اللعبة تفشل في كل شيء آخر.
ضربات اللعب غير دقيقة، والتحكمات تعاني من مشاكل كبيرة، وأوقات التحميل طويلة جدًّا لدرجة محبطة. أما زملاؤك في الفريق الذين يتحكم بهم الذكاء الاصطناعي، فهم عديمو الفائدة تمامًا، مما يجعل اللعب صعبًا بشكل غير عادل حتى في أسهل مستوى.
لكن أكثر ما يبرز في اللعبة هو البطء الشديد في الحركة. التنقل في الملعب أو الميدان يجعل اللعبة تسير وكأنها تحت تأثير تباطؤ رهيب، وهو أمر يتعارض تمامًا مع الطبيعة الحيوية والديناميكية المعتادَة من شخصيات Looney Tunes. يصبح اجتياز مباراة واحدة معاناة بسبب العيوب الواضحة في الأداء. ومن المدهش أن اللعبة تُجْهِد الأجهزة بشكل غير مبرَّر، خاصة مع رسوماتها البسيطة جدًّا.