يمكن القول بأن لعبة الأكشن والأربيجي والمغامرة في العالم المفتوح الشاسع Elden Ring تعتبر أفضل لعبة من استوديو FromSoftware الرائد في ألعاب السولز حتى الآن، حيث أخذت هذه اللعبة الغنية عن التعريف اللاعبين في مغامرةٍ شيقة ومليئة بالمخاطر والتهديدات والتحدي في الأراضي المترامية الأطراف التي تُعرف باسم “Lands Between” التي شهدوا بها أهوالًا تفوق الخيال.
وعلى الرغم من أن استوديو FromSoftware مستعدٌ لإطلاق التوسعة الطموحة والمُرتقبة بشدة للعبة Shadow of The Erd Tree، إلا أن الكثير من الأسرار في اللعبة الرئيسية التي لا يعرفها الكثير من اللاعبين المتعصبين، وفي الواقع قد لا يكفي مجرد البحث في عالم اللعبة بدقة وتمعن فقط لإيجاد هذه الأسرار، حيث يجب عليك أن تكون ضليعًا في قراءة الشيفرة البرمجية للعبة لتعرف ما تم حذفه منها وغير ذلك.
لذا سنتكلم في مقال اليوم ضمن سلسلة مقالات Top 10 أو توب 10 عن 10 أسرار مخفية ستكشف الستار عن الكثير من التفاصيل والمعلومات التي قد تكون جيدةً لك ومفيدة لفهم أعمق لعالم اللعبة ولتحضر نفسك بشكلٍ أفضل للتوسعة الإضافية القادمة التي أبهرت الكثيرين بعدد ساعات اللعب الهائل المتضمنة وبقوة تقييماتها الشبه مثالية، وكالعادة سنذكر 5 من الأسرار في الجزء الأول من المقال، ونستكمل البقية في الجزء الثاني منه.
استخدمت واستثمرت Elden Ring أفكارًا رائعة لألعاب FromSoftware السابقة التي لم يتمكنوا من تطبيقها في زمنها
يعلم الجميع بأن أول زعيم جانبي لمنطقة Raya Lucaria هو الذئب العملاق الذي يتحرك بخفة ويحمل سيفًا مشتعلاً في فمه Red Wolf of Radagon، قد يبدو هذا الزعيلم مألوفًا لأن الذئب الرمادي العظيم Sif من لعبة Dark Souls يقاتل اللاعبين أيضًا بسيف في فمه، ومع ذلك، قد لا يكون هذا هو أصل ذئب Radagon.
حيث كان من المفترض سابقًا أن يكون زعيم أخوية أو منظمة Watchdogs of Farron في Dark Souls III هو زعيمًا يمكنك مقاتلته يُعرف باسم Old Wolf of Farron، ولكن تم إلغائه أثناء تطوير اللعبة، لكن قام المعدّلون وهواة البحث عن الأسرار في الشيفرات البرمجية بالتنقيب في ملفات كلتا اللعبتين، ولاحظوا أكثر العديد من أوجه التشابه بين الزعيمين.
واستنتجوا حسب رأيهم بأن مواجهة الزعيم Old Wolf of Farron تم استخدامها للذئب الأحمر Red Wolf of Radagon في Elden Ring، في حين أنه من غير المحتمل أن يكون الزعيم الذئب في Dark Souls III قادرًا على استخدام السحر، إلا أن Elden Ring أضافت لهجماته العنصر السحري لاحقًا على ما يبدو.
العيون الذهبية وأسرار أخرى مخبأة على مرأى من الجميع
أمضى مصممو النماذج والأشكال في الاستوديو الكثير من الوقت في تحويل التصميم المادي لكل عدو وشخصية غير قابلة للعب إلى شيءٍ قادرٍ على تقديم قصة أو خلفية أو حتى سببٍ لها، تكون بعض خيارات التصميم واضحة تمامًا، مثل شكل المعدة الغارقة الذي يتسم به بعض الأعداء، بينما يمكن أن تمر بعض خيارات التصميم الأخرى دون أن يلاحظ أحد معناها أو سببها.
على سبيل المثال وحوش Cemetery Shades ليست مجرد هياكل ميتة تتحرك بالغريزة مثل ما يعتقد البعض حقًا، ولكن يتم التحكم فيها في الواقع بواسطة حشرات تشبه العثة تجلس على رؤوسها كالتيجان، بالإضافة إلى ذلك، من السهل أن نلاحظ أن بعض جراد البحر العملاق يحمل مجموعات من البيض والطفيليات العرضية، أو أن عيون عربات Flame Chariots التي تُطلق النيران تتعقب وتُلاحق حركة اللاعبين.
واحدة من أكثر أسرار تفاصيل عالم Elden Ring خداعًا هي الآثار الذهبية المُنتشرة هنا وهناك، ويبدو بأن كل شخص بشري وليس من فئة المشوهين أو ما يُعرف بالـ “Tarnished ” لديه بقعة من الذهب في نسيج عينه، وفي بعض الأحيان تكون النقطة الذهبية صغيرة جدًا بحيث لا يمكنك رؤيتها دون البحث في ملفات اللعبة، وفي أحيان أخرى تكون العيون الذهبية مخفية تحت الأقنعة، ولكن الحقيقية تبقى نفسها، إن رأيت أحد شخصيات NPC أو الأعداء البشريون والذين ليسوا من المشوهين فلديهم حتمًا أثرٌ ذهبيٍ في عيونهم سواءً أكان ظاهرًا لك أم لا.
سبب وجود الزعماء القادرة على التحول التي تُعرف باسم Polymorphic Bosses
من المعروف أن لعبة Elden Ring مليئة بالأفخاخ والمفاجئات المصممة للإيقاع بالمبتدئين، ومن المحتمل أن يكون حراس شجرة Limgrave المثال الأكثر شهرة، ولكن تختلف الأفخاخ عن بعضها بشكلٍ يدعوا للدهشة، إذ قد يصادف اللاعبون بين الحين والآخر عدوًا يبدو بسيطًا في البداية لكن سرعان ما يتحول فجأة إلى مخلوق مختلف تمامًا، وعادةً ما يكون زعيمًا صغيرًا من نوع ما ظاهريًا، والذي يكون سبب إصابة اللاعبين بنوبة قلبية عندما يفاجئهم بمدى التغير الهائل الذي يمكنه فعله بجسده، ومع ذلك، فإن البحث الدقيق لطبيعة تلك المخلوقات يكشف عن نظرية أخرى.
في حين أن الأعداء الذين يمكنهم التحول قد يبدوون عشوائيين بالنسبة لك، إلا أنهم جميعًا مرتبطون بقصةٍ أو مَصدرٍ واحد على الأرجح، وهي اليرقات البيضاء القادرة على التحول المَعروفة باسم “Mimic Tears” والمتواجدة في باطن الأرض، لكن تجدر الإشارة إلى أنها أشكال قوية جدًا من هذه اليرقات القادرة على تشكيل مثل هذا التحول الجذري الهائل، ويكفي أنها استطاعت الوصول إلى السطح بشكلٍ ما.
تم وضع الكمائن والأفخاخ في اللعبة في شيفرة المناطق البرمجية نفسها
يمكن القول إن أفضل طريقة لدحر أي عدو في ألعاب السولز هي عدم قتاله على الإطلاق، بل التسلل من حوله فقط وطعنه في الظهر، لكن يعلم الكثيرون أنه لا يمكنك تطبيق هذه الحيلة على جميع الأعداء، مما قد يثير تساؤلًا حول سبب عدم قدرة بعض الأعداء على الرؤية المحيطية، بينما يبدو أن الآخرين يستطيعون رؤيتك حتى من خلال الجدران.
اتضح أن جميع الأعداء في Elden Ring، وبالتالي جميع الأعداء في ألعاب السولز، يتم التحكم بهم من خلال جزئين، الأول هو الذكاء الاصطناعي الخاص بهم، والذي يملي عليهم الأوامر والسلوك الخاص بهم، على سبيل المثال ما إذا كانوا قادرين على استخدام السحر أم لا، ولكن الجزء الثاني وهو الأهم يتأثر بالحدث المرتبط بمناطق معينة من اللعبة، أي عندما تدخل شخصية اللاعب إلى منطقة حدث معينة، فإنها تقوم بتنشيط الأعداء المرتبطين بها، مما يؤدي إلى إيقاظهم وجعلهم يبدأون بالتحرك، وتوفر هذه الطريقة في الواقع حملًا ثقيلاً على المعالج، لكن المعدِّلين أثبتوا أن كل ما يتطلبه الأمر هو تعديلٌ واحد في كود المنطقة لفصل أحد شخصيات NPC تمامًا عن منطقة الحدث الخاصة بهم، مما يجعلهم عديمة الفائدة وغير قادرين على الحِراك.
الأعداء التي تتسم بضخامة الحجم لم يتم تصميمها بهذا الشكل لتكون أداةً للترهيب فحسب!
تعتبر ألعاب السولز أو ما يشبهها موطنًا للعديد من الأعداء كبار الحجم، حيث يتفوق حجم معظم الزعماء على حجم شخصية اللاعب، وحتى أن الأعداء القياسيون يكونون عمومًا أطول من الشخصية الرئيسية، وهذا في الواقع أكثر من مجرد خيار تصميم جمالي، وهو بعيدٌ تماماً عن العشوائية.
يقول اليوتيوبر ومنشئ المحتوى الشهير لألعاب السولز Zullie the Witch بأن خيار التصميم هذا تم تطبيقه على اللعبة لمساعدة اللاعبين على رؤية هجمات العدو الكبير بشكل أكثر وضوحًا، قد تبدو نماذج العدو الكبيرة أكثر رهبة للاعبين، ولكنها تعني أيضًا هجمات أكثر وضوحًا وقابلية للقراءة حتى لو كان اللاعب يحمل أكبر الأسلحة الضخمة التي لن تحجب رؤيته لخصمٍ بهذا الحجم.
وكلما تم تشغيل مشهد سينمائي في اللعبة، تقوم اللعبة فقط بتبديل نموذج الأعداء مع نموذج NPC أصغر حجمًا لجعل فرق الحجم أقل وضوحًا، وتعتبر فلسفة التصميم هذه ليست مجرد مبدأ أساسي في ألعاب السولز فحسب، ولكن يتم تطبيقها على نحوٍ واسع في ألعاب حديثة أخرى كذلك.
في الختام … تكلمنا في مقال اليوم عن 5 أسرارٌ مذهلة عن Elden Ring قد لا يعلم بوجودها إلا قِلة من اللاعبين، يرتبط بعضها بالشيفرة البرمجية للعبة أو المناطق أو الشخصيات، بينما يرتبط بعضها الأخر بأسباب التصميم الخاص للأعداء أو غير ذلك، وسنستكمل الحديث عن بقية الأسرار في الجزء الثاني من المقال. وحتى ذلك الحين أترككم مع قراءة مقالنا السابق بعنوان “شرح الطريق السهل والطريق الصعب للوصول لقصر Mohgwyn في Elden Ring“.
شاركونا بآرائكم وتعليقاتكم، هل لديكم المزيد من الأسرار في Elden Ring التي تودون مشاركتها مع اللاعبين الأخرين؟!