قبل أن تتطور ألعاب الفيديو، لم تكن هناك سوى ألعاب الأركيد. إنها واحدة من تلك الأفكار التي عفا عليها الزمن من الماضي حيث يمكنك معرفة سبب اختفائها، ولكنها أمتعتنا كثيرًا لبعض الوقت. بدت ألعاب الأركيد وكأنها ذروة ما يمكن أن تبدو عليه ألعاب الفيديو، كانت أجهزة الـConsole رائعة وكل شيء، لكنك كنت تعلم أنه إذا حصلت على نسخة من لعبة أركيد كلاسيكية بنظام 8 بت أو 16 بت، فلن تحصل على الـpackage الكاملة. أحد الأنواع التي مثلت جوهر ألعاب الأركيد هي ألعاب الـbeat ‘em up. كانت فكرة أنه يمكنك أنت أو بعض الأصدقاء أو حتى بعض الغرباء الانضمام معًا في كابينة وبدء رحلة للتغلب على أكبر عدد ممكن من الأعداء حتى نفاد الوقت المُخصص لكم -بسبب شراء قطعة نقدية واحدة للعب- وعدم قدرتكم على الاستمرار، أو التمكن من هزيمة الزعيم النهائي.. فكرة ثورية في ذلك الوقت.
منذ منتصف الثمانينيات وحتى أوائل التسعينيات، ازدهرت ألعاب الـBeat ’em up بفضل جهود شركات مثل Irem وTechnos وKonami وCapcom وSega وغيرهم الكثير. لقد حصلنا على كل شيء بدءًا جعل شخصية Batman الخيالية قابلة للعب وحتى قتال عائلة the Simpsons لكرة بولينج عملاقة في كابوسهم.
إليك نظرة على الألعاب التي أثرت في تاريخ هذا النوع:
1- Kung-Fu Master (1984)
لقد كانت البداية على يد لعبة Kung-Fu Master من شركة Irem والمعروفة أيضًا باسم Spartan X في اليابان وKung-Fu فقط لنسخة NES الخاص بها. بينما تبدو اللعبة بسيطة جدًا ويمكن إسقاط معظم الأعداء بضربة واحدة، إلا أنها لا تزال محافظة على جاذبيتها ويمكنك رؤية بدايات هذا النوع من الألعاب عن طريقها. مع نجاح Kung-Fu Master، تم إلغاء التكملة الأولية، ثم تغييرها لتصبح لعبة Vigilante الصادرة عام 1988، والتي أضافت عصا الننشاكو إلى ترسانة بطل القصة وأخرجه من حيز الفنون القتالية الضيق. كما كانت هناك أيضًا تكملة للعبة على نظام Famicom تسمى Spartan X 2 صدرت عام 1991، وتتميز بنفس طريقة اللعب الأساسية ولكن مع رسومات وخلفيات 8 بت أفضل. قامت شركة Irem بإنتاج العديد من ألعاب اللكم والضرب الأخرى beat ‘em ups، ولكن لم يكن لأي منها أي تأثير.
2- Renegade (1986)
كانت لعبة Kung-Fu Master تجربة مُمتعة، ولكن التعرض للضربات المتعددة لم يكن بالشكل المخيف نفسه عندما تكون على مستوى ثنائي الأبعاد. مع صدورة لعبة لعبة Nekketsu Kouha Kunio-kun عام 1986م، تغيرت الأمور للأفضل. كانت النسخة الأولية من اللعبة تدور حول Kunio، وهو طالب ياباني في المدرسة الثانوية يشارك في معارك ضد زملائه الأشرار. نظرًا لأن الدول الأخرى لم تستطيع فهم اللعبة جيدًا، قامت شركة Technos بترجمتها إلى Renegade، التي تتمتع بأجواء جوف المدينة القذر. بدلًا من ضرب المراهقين الآخرين في محاولة للانتقام من ضرب صديقك المفضل، أصبحت اللعبة تدور حول رجل يقاتل سائقي الدراجات النارية من أجل إنقاذ فتاة.
أدرجت Renegade ميزة التحريك النِّطاقي belt-scrolling، والتي أضافت محورًا آخر للحركة، مما يسمح لك بالتحرك لأعلى ولأسفل على مستوى اللعبة بدلًا من اليسار واليمين فقط. تمتلك شخصيتك هجمات متنوعة، بما في ذلك الرمي والضربات المُتتالية على الخصم الملقى على الأرض. والأهم من ذلك أنها قدمت فكرة اللكمات المركبة. بالعودة إلى Kung-Fu Master، كان يمكن أن يتلقى الزعماء أضرارًا من ضرباتك، ولكنهم كانوا يتجاوزون ذلك بسهولة. أعطتنا Renegade أول حالات حدوث شرود الخصم، مما يسمح لك بتوجيه المزيد من الهجمات.
3- Double Dragon (1987)
نظرًا لمدى تأثير تحويل لعبة Nekketsu Kouha Kunio-kun إلى لعبة Renegade، فقد قررت شركة Technos الاستمرار في هذه الفكرة عند تصميم Double Dragon في العام التالي. هذه المرة، كانت اللعبة تحتوي على نظام تعاوني بين لاعبين، وبدلًا من أن تكون ميادين القتال ممتدة عبر عدة شاشات، كانت اللعبة بطول واحد مستمر. تعاني اللعبة من بعض التباطؤ، وسيئة التنظيم قليلًا، وهي قصيرة للغاية، لكنها تبدو وكأنها أول لعبة beat ‘em up حقيقية، خاصة مع القدرة على القتال جنبًا إلى جنب مع صديقك. أصبحت سلسلة Double Dragon متنوعة للغاية، حيث صدر لها الكثير من الإصدارات والتكملات، والتعاون مع لعبة Battletoads، وبعض عمليات إعادة التصوير reimaginings.
* reimaginings تعني إعادة تصوير لعبة أو سلسلة ألعاب موجودة بطريقة جديدة ومختلفة عن الإصدارات السابقة، سواء من حيث القصة، أسلوب اللعب، الرسومات، أو أي عنصر آخر يمكن تغييره. يتم ذلك عادةً لإضفاء نكهة جديدة وإثارة على السلسلة، أو لجذب جمهور جديد، أو لتحديث اللعبة لتناسب الأجيال الحديثة.
على سبيل المثال، يمكن أن يتم إعادة تصور لعبة كلاسيكية من الماضي باستخدام تقنيات ومحركات جديدة لتحسين الرسومات وجعل اللعبة تبدو أكثر حداثة، أو يمكن أن يتم تغيير قصة اللعبة بشكل كبير لتقديم نظرة جديدة على العالم والشخصيات. تتراوح درجة الإعادة التصور من التعديلات الطفيفة إلى الإصدارات الكاملة المعاد صياغتها بشكل جذري.
4- Golden Axe (1989)
واجهت ألعاب الـbeat ‘em ups الجماعية مشكلة تشابه الأبطال جميعًا باستثناء التباين في الألوان، ثم قامت لعبة Golden Axe من شركة Sega بتغيير الأمور من خلال السماح لك باللعب كشخص بربري barbarian، أو Valkyrie، أو قزم dwarf، ولكل منهم أسلوب اللعب الخاص به. ولا ننسى أنهم جاءوا مع هجمات خاصة قائمة على السحر يُمكنها محو الشاشة. تميزت لعبة Golden Axe ببيئة مثالية ميزتها عن ألعاب قتال الشوارع المعتادة التي غمرت السوق.
على عكس منافسيها من Nintendo، تعمقت وتوسعت Sega في هذا النوع من الألعاب عندما يتعلق الأمر بإصداراتها الأولى. أدى ذلك إلى إصدار نسخة رائعة ومحسنة من Golden Axe لجهاز Genesis. حصل Genesis على تكملتين إضافيتين للعبة، في حين حصل الأركيد على تكملة خاصة بها في Golden Axe: The Revenge of Death Adder التي أضافت بعض العناصر المرئية الرائعة، ومن المحتمل ألا تتناسب مع أجهزة الكونسول ذات 16 بت.
5- River City Ransom (1989)
عادةً ما تكون ألعاب الـbeat ‘em up على أجهزة الكونسول في تحدي غير عادل نظرًا لمدى قصر إصدارات الأركيد وكيف أن تمديدها يمكن أن يجعلها مملة. في بعض الأحيان يعوض المطورون ذلك بمستوى صعوبة متزايد مثل Renegade وDouble Dragon 3. من ناحية أخرى، كانت لعبة River City Ransom من شركة Technos هي التي احتضنت أجهزة الكونسول من خلال التفكير خارج الصندوق. من خلال عناصر الأكشن والـRPG غير الخطية، أصبحت مغامرة Kunio هذه تجربة جديدة كانت بالفعل سابقة لعصرها.
يتعين على كونيو وريكي (أليكس ورايان في الولايات المتحدة) أن يتغلبوا على خصومهم في المدرسة الثانوية عن طريق ضربهم بشدة حتى يتحولوا إلى عملات معدنيةـ ثم يستخدمون تلك العملات المعدنية للارتقاء إلى المستوى وتعلم تقنيات وقدرات جديدة لمواكبة الصعوبة المتزايدة. تتوافق طريقة اللعب التي تسبب الإدمان مع كل شيء، مما يسمح بالكثير من الخيارات المرضية لسحق أعدائك، حتى مع تصميم الشخصيات المتفاوت باللعبة.
6- Teenage Mutant Ninja Turtles (1989)
كانت Crime Fighters أول لعبة beat ‘em up لشركة كونامي، والتي قدمت فيها نظام تعاوني لأربعة لاعبين. لسوء الحظ، كانت اللعبة باهتة وقبيحة، لذلك ليس هناك الكثير لنتحدث عنه. لا يعني ذلك أن الأمر مهم حقًا، حيث طغت عليها لعبة Teenage Mutant Ninja Turtles من إنتاج شركة كونامي بعد بضعة أشهر. لم تكن هذه اللعبة أفضل في جانب اللعب التعاوني بين أربعة لاعبين فحسب، حيث كانت كل سلحفاة مختلفة عن الأخرى، بل فن البكسل pixel art الخاص بها لا يزال يبدو رائعًا. قد تكون هذه أفضل لعبة فيديو مرخصة licensed game في الثمانينيات، وربما تكملتها Turtles in Time ضمن العشرة الأوائل لأفضل لعبة مرخصة licensed game على الإطلاق.
هناك سبب وراء استمرار إصدارات السلسلة الأخرى في العودة إلى هذه اللعبة وتكملاتها، حيث يتناسب مفهوم لعبة Teenage Mutant Ninja Turtles مع بيئة beat ‘em up بشكل مثالي. لديك الأبطال الأربعة الذين يركزون على العمل الجماعي، والأشرار الأيقونيون الذين يشكلون زعماء مثاليين، والـFoot Soldiers غير المؤثرين، وجوانب غريبة كافية لإبقاء الأمور مثيرة للاهتمام. قارن هذه التحفة الفنية بمحاولة شركة Konami إدراج سلسلة The Simpsons ضمن هذا النوع من الألعاب beat ‘em up، وستعي الفرق جيدًا.