صدر مسلسل Fallout منذ بعض الوقت، وحصل على إشادة واسعة من عشاق هذه النوعية من القصص على التلفاز، كما حصل كذلك على إقبال جيدٍ جداً من عشاق سلسلة الألعاب التي تحمل نفس الاسم. ومع ذلك كان هناك العديد من النقاط السلبية والإيجابية لاسيما لدى عشاق السلسلة، لذا سنقوم اليوم في هذا المقال ضمن سلسلة مقالات توب 10 أو Top 10 بمراجعة مسلسل Fallout وذكر أهم الايجابيات والسلبيات فيه.
الموسيقى التصويرية المليئة بذكريات الحنين إلى الماضي
ستكون الموسيقى التصويرية غالبًا أول ما ستلاحظه في مسلسل Fallout التلفازي، والتي ستعطيه طابعًا يجعلك تتعلق فيه وتشعر بواقعية التجربة لاسيما إن كنت من عشاق السلسلة القُدامى، أضف إلى ذلك الصور مذهلة، والعالم المغري وتصوير المأساة التي تعرضت لها البشرية بشكلٍ استثنائي وفريد.
بالنسبة إلى متابعي المسلسل الذي لم يلعبوا ألعاب Fallout، فإن الموسيقى التصويرية مسلية بما فيه الكفاية، فهي مليئة بالأغاني المبهجة معظمها يستند إلى طابع الجاز، وسجلات وأغاني البوب من الأربعينيات والخمسينيات، والتي تُعاكس الأحداث العنيفة والمرعبة التي تظهر على الشاشة وتهدئ من روع المشاهدين، وتضيف الحيوية على كل ذلك بطريقة منعشة.
بالنسبة لعشاق ألعاب السلسلة، فإن العديد من الأغاني التصويرية ستجلب لهم ذكرياتٍ جميلة وتجعلهم يحنون إلى الماضي الجميل وبدايتهم مع Fallout، و إن أداء لويس أرمسترونج لأغنية “A Kiss A Dream Is Building On” وأغنية The Ink Spots، التي ظهرت في شارات الألعاب الختامية ومحطات الراديو، هما مجرد اثنتين من أبرز الأغاني التي ظهرت في الموسم الأول، وتم استخدامها في المكان المثالي وبشكل مذهل.
من الأصوات الجميلة لجوني كاش إلى الموسيقى التقدمية المتقلبة لرامين جوادي، تحمل الموسيقى هنا تقليدًا من Fallout من قطرات الإبرة النجمية، تتناوب طوال الوقت من المضحك إلى المتوتر والمهدئ بشكل غريب.
تسلسل حركة وإثارة من المستوى الرفيع
إلى جانب النواحي المظلمة وتعداد الجثث المرتفع والشخصيات الغامضة في المسلسل، فإن Fallout تركز على شيءٍ مرغوبٍ بشدة مباشرة منذ البداية، وهو مشاهد الإثارة والأكشن ورؤية الرصاص المنهمر هنا وهناك والأطراف والفصائل التي تدمر وتفتك ببعضها البعض.
ولنكون منصفين فإن العنف الذي نراه هذا الموسم دمويٌ و سيئٌ للبعض ربما، وغالبًا ما يكون قتلاً عن قُرب ونراه بشكلٍ متكررٍ وسريع الوتيرة، لكن المسلسل يطلق العنان له بأسلوب جذاب يجعله مستساغًا بسهولة دائماً
يشتمل الموسم على وحوش عملاقة متحولة تهدد بتمزيق البشرية إربًا طوال فترة حلقاته المكونة من ثماني حلقات، ومذابح وحشية تنفجر في كل مكان وزمان، ومعارك بالأسلحة النارية في توقيت لا تتوقعه مع حركاتٍ مثيرة ونوعية في القتال، وكل ذلك ينسيك تقريبًا الوحشية التي تحدث طيلة الوقت.
إن المخرجين أمثال “جوناثان نولان” و”كلير كيلنر” و”واين ييب” هم الأفضل في إيقاعات الحركة هذه، ومن العجب أن تكون اللحظات الأكثر جدية في المسلسل قادرة على تقديمها بهذا الشكل الذي لا يُنسى، إذ أنَّ نهاية العالم لا ينبغي أن تكون بهذه المتعة.
أسلوب الفكاهة الشيطانية المُظلمة
لا تدور أحداث Fallout في عالم سعيد وينبض بالحياة كسائر العديد من الألعاب التي تدور في فترة ما بعد انهيار الحضارة البشرية، حيث تكون الشخصيات الرئيسية في المسلسل محصورةً في أرض قاحلة مليئة بالمتجولين المتوحشين ومُرتدي الألبسة العسكرية عديمي الرحمة من مُختلف الفصائل، والوحوش الشريرة، لكن هذا كله لا يعني أن اللعبة ستُحرم من طابع الفكاهة حتى لو كان مُظلمًا وشيطانيًا.
تعتبر النكات والتعليقات الفكاهية في اللعبة بمثابة نسمة من الهواء المنعش لتخفيف الرعب والوحشية الموجودة في المسلسل، مما يمنح الشخصيات به المزيد من الإنسانية، وتخفيف الطابع الكئيب له. وأبرز الشخصيات التي تعطي عنصر الفكاهة طابعه الخاص هو ماكسيموس، وهو عضو متفائل في الأخوية الفولاذية، والذي بسبب سوء حظه الأعمى، يتم تعيينه في مهمة لم يكن مستعدًا لها.
يقدم الممثلون الآخرون روح الدعابة الخاصة بهم، حيث تتميز لوسي التي تلعب دورها “إيلا بورنيل” بالصراحة الشديدة بشكلٍ فكاهيٍ ومسلٍ، ناهيكم عن بعض الحبكات الجانبية المضحكة لوحدها بما يكفي.
بناء العالم الحابس للأنفاس والمشاهد الخلابة
العالم الذي تجري به أحداث مسلسل Fallout هو ما يعطي الدراما متعتها وصفتها الفريدة، ونحن لا نتكلم عن المشاهد الخلابة والمذهلة فحسب، ولكن أيضًا الشعور الذي تمنحه للمتابعين، والاضطراب السياسي المشتعل به، والشعور التدريجي بالهلاك الذي يغمر المشاهدين باستمرار.
حيث يقدم مسلسل Fallout منذ المشهد الأول نسخة بديلة من تاريخ الأرض بمهارة جديرة بالثناء قلما نراها في هذه النوعية من الأعمال، حيث يوازن ما بين اهتمام سلسلة الألعاب المذهل بالتفاصيل والمشاهد الرائعة، والصراع السياسي الذي يعكس ماضي عالمنا وحاضر عالم المسلسل بشكلٍ فريد ومدهش.
حيث أن الواقع المرير الذي خلفه الدمار النووي، هو ما يمنح المسلسل سحره الخاص، إذ أنَّ المشاهد لبقايا لوس أنجلوس قاتمة ومقلقة، وعالم المستوطنات المختلفة تحت الأرض والناجين الذين تقابلهم الشخصيات الرئيسية تبدو وكأنها تعيش بها بشكلٍ واقعي ومُقنعٍ للغاية يجعلك تعيش التجربة الفعلية تماماً.
تنفيذ سرد القفزات الزمنية بأسلوب مثالي
كان من الصعب دائمًا تحديد ما ستفعله السلسلة التلفازية وكيف ستقوم بتنفيذ سرد القفزات الزمنية بين أجزاء الألعاب بأسلوب مثالي، لكن في الحقيقة ينتقل الموسم بين حقبة ما قبل نهاية العالم النووية عام 2077 وبعدها بأسلوب شيق، ويحكي قصة غير خطية بعناية واتزان لا يُصدقان، ويكشف عن الخلفية الدرامية التي أدت لنهاية العالم والمتسببين الرئيسيين في ذلك، اللذان ما يزال أتباعهم يسيرون بين الحطام حتى بعد 200 سنة من دمار الحضارة البشرية.
إن الطريقة التي تربط بها Fallout بين شخصياتها مذهلة، مما يخلق عالماً حميمياً وملحميًا، من ذكريات الماضي إلى حياة The Ghoul (الممثل الشهير Cooper Howard) وهو ما يجعل أفكارها عالية للغاية، وبناء الدراما بها مؤثر للغاية، ولقد كانت في الواقع عملية تلاعب دقيقة بالزمان والمكان، تم تنفيذها ببراعةٍ تامة حسب آراء الكثيرين.
في الختام … تكلمنا اليوم عن مراجعة خاصة للموسم الأول من مسلسل Fallout مع التركيز على 5 إيجابيات دون ذكر أيٍ من السلبيات، بما في ذلك الموسيقى التصويرية المليئة بذكريات الحنين إلى الماضي، وتسلسل الحركة والإثارة رفيع المستوى الذي يقدمه المسلسل، وبناء العالم الحابس للأنفاس والمشاهد الخلابة وغير ذلك. مازال هناك المزيد من النقاط سوف نذكرها لكم في المقال التالي قريبًا، وحتى ذلك الحين أترككم مع قراءة مقالنا السابق بعنوان “كل ماتحتاج إلى معرفته عن تحديث الجيل الجديد للعبة Fallout 4“.
شاركونا بآرائكم وتعليقاتكم، ما هي انطباعاتكم حول مسلسل Fallout وكيف يذكركم بسلسلة الألعاب؟