عندما كانت ألعاب الفيديو في مَهْدِها، كان الهدف الرئيسي أن تكون جزءًا لا يتجزأ من الترفيه المنزلي. كانت الشركات مركزة على تقديم أفضل الأجهزة الممكنة للاستمتاع بأحدث الألعاب، لم يكن لدينا فكرة عن اللعب عبر الإنترنت، خاصة مع كَوْن الإنترنت في مراحله الأولى. ولكن في الوقت الحالي، بات اللعب عبر الإنترنت شائعًا، وذلك بفضل إمكانية الاتصال بالإنترنت من خلال كَبْلَات الإيثرنت والواي فاي.
يتمتع لاعبو العصر الحديث بحرية الانضمام المُباشر إلى جلسات اللعب الجماعية (multiplayer sessions) مع الأصدقاء واللاعبين ذوي الاهتمام المماثل من جميع أنحاء العالم. تُتيح خدمات مثل Amazon Luna وَXbox Game Pass الوصول إلى مكتبات ضخمة من الألعاب التي يمكن للاعبين بَثّها مباشرة (livestream) دون الحاجة لتحميلها طالما أن اتصالهم بالإنترنت يستطيع ذلك.
ثمة ألعاب لا تبدأ حتى يكون هناك اتصال بالإنترنت، حتى لو كانت لعبة فردية (single-player)، مما يعني أن اللاعبين بحاجة إلى اتصال ثابت بالإنترنت إذا كانوا يريدون خَوْض غمار هذه الألعاب.
وبغض النظر عن قِلَّة الألعاب التي تحتاج اتصالًا بالإنترنت كي تبدأ، فإنه يجب على معظم اللاعبين الذين يريدون تجربة الألعاب التنافسية أن يكون لديهم القدرة على اللعب عبر الإنترنت.
لدى اللاعبين خيار اللعب عبر اتصال سلكي أو لا سلكي، لكن اختيار الطريقة المناسبة ليس واضحًا دائمًا. فيما يلي نظرة على مزايا وعيوب الاتصالات السلكية واللاسلكية، وأيهما أفضل على المدى الطويل.
مزايا الاتصال اللاسلكي
أكبر ميزة للعب عبر الاتصال اللاسلكي هو أنه “لا سلكي”، حيث تتمتع أجهزة الـConsole والـLaptops بإمكانية الوصول الفوري إلى الاتصالات اللاسلكية، مما يتيح للاعبين أخذ ألعابهم معهم والاستمتاع بها في مُختلف المواقع طالما كان لديهم إمكانية وصول إلى نقطة اتصال لاسلكية (wireless access point).
اللعب عبر الاتصال اللاسلكي مُريح لدرجة أن اللاعبين قادرون على تحويل أجهزة الكمبيوتر الخاصة بهم إلى أجهزة قادرة على الاتصال اللاسلكي عبر شراء موصلات الـUSB الرخيصة، كما تأتي العديد من لوحات الأم الحديثة (motherboards) بهوائيات لاسلكية مُدْمَجة (wireless antennas).
على الرغم من وجود مزايا أخرى للاتصال اللاسلكي، إلا أن الراحة التي توفرها هي الميزة الرئيسية التي سيُلاحظها اللاعبون.
في المنازل الكبيرة يكون الاتصال اللاسلكي أقل تكلفة، فكَبْلَات الإيثرنت ليست مجانية. ومع أن أجهزة التوجيه اللاسلكية (wireless routers) تكلف المال أيضًا، إلا أن اللاعبين الذين يفضلون الاتصال السلكي سيضطرون إلى دفع مبالغ أكبر للحصول على كَبْلَات طويلة إضافية.
تمثل الكَبْلَات -أيًّا كان طولها- خطرًا حقيقيًّا في المنازل التي بها حيوانات أليفة أو أطفال أو عجائز. علاوة على ذلك، وجود الأسلاك عامةً أمر قبيح، ولا يوجد حاجة حقيقية لوجودها، ما لم يكن اللاعب يريد تَجَنُّب السلبيات المرتبطة باللعب عبر الواي فاي.
عيوب الاتصال اللاسلكي
هناك عدة عيوب بارزة للعب عبر الاتصال اللاسلكي منها: أن يواجه اللاعبون خطر فقدان الإشارة (losing their connection) بسبب الانقطاعات والأعطال. ومع أن الأجهزة اللاسلكية الحديثة مستقرة إلى حد ما، إلا أنها لا تتمكن بنسبة 100% من تجنب فقدان الإشارة (signal loss)، مما يمكن أن يزعج اللاعبين الذين يشاركون في جلسة جماعية تنافسية مليئة بالإثارة (multiplayer session).
لحسن الحظ، ليس من الصعب توصيل معظم الأجهزة بنقطة وصول الواي فاي (Wi-Fi access point)، ومع ذلك، تظل العملية معقدة أكثر من استخدام كَبْل الإيثرنت.
لا بدَّ أن يتأكد اللاعبون أن لديهم كلمة المرور الصحيحة لأي شبكة يرغبون في الانضمام إليها -إذا كانت محمية بكلمة مرور-، كما يجب عليهم الدخول إلى إعدادات جهاز الـConsole الخاص بهم للتأكد من أن جهازهم يتعرف على شبكات الواي فاي.
ليس من النادر أن يضطر اللاعبون إلى إعادة ضَبْط أجهزة الـConsole الخاصة بهم أو مُوَجِّهَاتهم (routers) أثناء محاولة إعادة الاتصال، وهو أمر مزعج حقيقةً.
أكبر عيب للعب عبر الاتصال اللاسلكي هو بطء السرعة. على الرغم من أن هذا لا يحدث دائمًا -فهو يعتمد على الجهاز-، إلا أن معظم الاتصالات اللاسلكية تعمل بجزء صغير من سرعة الإنترنت المتاحة من خلال الاتصال عبر الإيثرنت.
يمكن لللاعبين زيادة سرعتهم بناءً على المقدار المسموح به من مزود خدمة الإنترنت لديهم (Internet Service Provider)، ولكن ذلك عادة ما يتطلب معدات أكثر تكلفة.
سيجد اللاعبون على أجهزة الـConsole صعوبة أكبر في الحصول على سرعة اتصال لاسلكي عالية بسبب قيود بعض الهوائيَّات اللاسلكية (wireless antennae) والمُوَصِّلات المُدْمَجة في كل Consloe.
مزايا الإيثرنت
يُعَدُّ الإيثرنت ملك اللعب عبر الإنترنت، فهو يضمن وصول السرعة القصوى الممكنة للاعبين، مما يقلل من الوقت المطلوب لتحميل التحديثات، والألعاب الجديدة، وأداء مهام أخرى.
بالنسبة للاعبين في المنازل الصغيرة أو الذين يلعبون بالقرب من جهاز التوجيه الخاص بهم (router)، فمن المُعتاد أن يكون استخدام كَبْل الإيثرنت أرخص من استخدام مُوَجِّه ألعاب لاسلكي قوي (wireless gaming router).
بالإضافة إلى توفير اتصال إنترنت سريع لا يمكن منافسته بسهولة، يتميز الإيثرنت بالتحصين ضد مجموعة متعددة من العوامل الخارجية مثل تشويشات الواي فاي (Wi-Fi interference)، وانقطاع الاتصال، وملاءمة الأجهزة.
يضمن اللاعبون الذين يُوَصِّلون الإيثرنت مباشرة بالـmodems أو نقطة الوصول إلى الإنترنت (Internet access point) الحصول على أفضل السرعات الممكنة لأجهزة الـConsole أو أجهزة الكمبيوتر الخاصة بهم، طالما كان لديهم كَبْل قادر على ذلك.
يُعَدُّ الإيثرنت سهل الاستخدام، مما يجعله مناسبًا للعديد من اللاعبين سواءً كانوا جددًا أو قدامى، حتى وإنْ استمرت تكنولوجيا المُوَجِّه (router) في التقدم.
عيوب الإيثرنت
يُعَدُّ الإيثرنت -في الوقت الحالي- الخيار الأفضل عندما يتعلق الأمر بالحصول على أفضل السرعات واتصال أكثر ثباتًا عند اللعب عبر الإنترنت، ولكن ما زال لديه بعض العيوب منها أنه لا بد للاعبين من الوصول إلى الـmodem أو المُوَجِّه (router) عند الاتصال مباشرة عبر الإيثرنت. على الرغم من أن هذا عادة ما يكون بسيطًا، فقد يكون غير مريح لبعض لاعبي أجهزة الـConsole. بالإضافة إلى ذلك، قد تكون مُوَجِّهَات (routers) أو Modems اللاعبين بعيدة عنهم، لذا قد يحتاجون إلى التنسيق مع مالك المنزل للاتصال بالإنترنت. كما أنه إذا تعرَّض كَبْل الإيثرنت الذي يستخدمه اللاعبون لأيّ عطل كان، فهذا يعني فقدان سرعة الإنترنت أو الاتصال أو الإشارة العامة (overall signal).
لا تخلو كَبْلات الإيثرنت من الأعطاب تقريبًا، حيث يمكن أن تتعرض بعض الكَبْلَات للضغط أو الانثناء بسهولة، مما يسبب ضررًا لمكوناتها الداخلية، وبالتالي انقطاع الاتصال.
أكبر مشكلة تواجه الاتصال عبر الإيثرنت هي التحكم بالكَبْلَات. يجب أن يكون كَبْل الإيثرنت الذي يستخدمه اللاعبون طويلًا بما يكفي لرَبْط أجهزتهم بالـModem أو المُوَجِّه (router)، وَسيحتاجون أيضًا إلى أكثر من كَبْل إذا كان لديهم أكثر من جهاز كمبيوتر أو Console يرغبون في الاتصال به عبر الإيثرنت. قد يكون ذلك مصدرًا للإزعاج لأولئك الذين يحبون التنظيم أو لأولئك الذين لديهم أجهزة بعيدة عن نقطة الوصول المُتاحة (given access point)، حيث يضطرون إلى القيام بجهود إضافية لتسليك كَبْلَاتهم عبر منازلهم.