بعد سنوات من الانتظار والترقب والشائعات والتسريبات التي لا حصر لها، سيتم الكشف عن أول عرض للعبة GTA 6 خلال أسابيع قليل، وبالنظر للنجاح المذهل الذي حققته GTA 5، يحتاج الجزء القادم للاستفادة من Red Dead Redemption 2 بصفتها أنجح ألعاب Rockstar للارتقاء لمستوى التطلعات.
الاستثمار في الشخصيات في المقام الأول
سواء كان الأمر يتعلق بتصميم الشخصيات الافتراضية القابلة للعب أو أعضاء فريق التمثيل أو حتى الشخصيات غير القابلة للعب المنتشرة في العالم، فإن الشخصيات المصممة جيدًا والتي تعكس شعور اللاعب فيها هي واحدة من الأشياء التي ترفع الألعاب الجيدة إلى مستوى العظمة، وتتميز Red Dead 2 بأحد أفضل فرق العمل في تاريخ الصناعة، سواء سلوك سادي أدلر الفظ ورفضها اللعب وفقًا للقواعد؛ أو نظرة ليني سامرز التأملية حول التوسع الثقافي الموجود خارج الفقاعة التي تحاول العصابة العيش فيها؛ وغريزة سوزان جريمشو تجاه رعاية المعسكر وحمايته، كلها تتألف من بعض اللحظات التي لا تنسى في اللعبة.
قام الفريق الإبداعي بعمل رائع مما جعل كل شخصية تشعرك وكأنهم أشخاص مدركون تمامًا يعيشون في هذا العالم وليس مجرد دمى CG تنتظر إخبارك بقتل شخصًا ما للمرة المليون، كان أبطال GTA 5 ممتعين بما يكفي لقضاء الوقت معهم، لكن الشخص الوحيد الذي كان واقعي هو فرانكلين، بينما يشعرك الاثنان الآخران وكأنهما أعذار لطرح النكات حول هوليوود وانتقاد المجتمع الأمريكي.
على الجانب الآخر، آرثر هو بسهولة بطل الرواية الأفضل من حيث الكتابةً في تاريخ Rockstar، إلى جانب الأداء القوي للممثل الصوتي روجر كلارك، فهو قادر على تحقيق كل الإيقاعات العاطفية التي أرادها مصممو السرد بينما كان مرنًا أيضًا بشكل يمكن تصديقه عندما يتعلق الأمر بتصرفات اللاعب، لذا يمكن القول أن بطل لعبة GTA القادمة سيكون لديه الكثير ليحققه.
منح اللاعب القدرة على الاختيار وتحمل العواقب
شاهدنا القليل من ذلك في GTA 5، خاصة في نهاية طور القصة الفردي، لكن Red Dead 2 تقدم لنا قدرًا غير مسبوق من الاختيارات في عنوان من Rockstar. إنها ليست لعبة RPG واسعة النطاق، لكن رؤية خياراتنا، سواء كانت التصرف بطريقة معينة تجاه الشخصيات غير القابلة للعب أو قبول مهام معينة على غيرها، لها تأثيرات ملموسة على قصة آرثر وحالته الذهنية كانت إضافة رائعة لصيغة Rockstar. نأمل أن يكرروا ذلك عندما نترك خيولنا خلف ظهرنا ونقود سيارة رياضية (مسروقة على الأرجح).
نحتاج لزيارة مكان جديد تمامًا
كان هناك الكثير من التكهنات حول المكان الذي قد يستضيف أحداث لعبة GTA 6، سواء عدنا إلى Liberty City أو إلى Vice City، أو حتى إلى شمال San Andreas لاستكشاف منطقة خليج سان فييرو، لكن Red Dead 2 أخذتنا إلى مكان لم نره من قبل، وأظهر لنا تصويرها الرائع للجنوب الشرقي الأمريكي أن الأراضي غير المألوفة يمكن أن تكون أكثر إثارة للاهتمام من الأماكن التي زرناها من قبل وتم تحسينها في إصدارات جديدة.
ماذا عن زيارة بوسطن؟ أو يمكن أن تأخذ Rockstar إشارة أخرى من Red Dead 2 وتسمح لنا باستكشاف العالم الحديث لأمريكا الريفية، كذلك سبق وتطرقت السلسلة للندن، ورغم أن هذا الخيار مستبعد في الوقت الراهن، ولكن لماذا لا نلقي نظرة على قارة أخرى بعيدًا عن أمريكا الشمالية؟
دع القانون يأخذ مجراه
لطالما كانت ألعاب Rockstar ملعبًا مفتوحًا حيث لدينا الحرية في كسر أي قواعد نريدها طالما أن لدينا ما يكفي من الذخيرة لصد رجال الشرطة الذين يظهرون لمحاولة إفساد وقتنا الممتع، وفي حين أن هذا الأمر مازال صحيحًا إلى حد ما في Red Dead Redemption 2، فإن التهديد الدائم المتمثل في مواجهة The Law يحمل وزنًا أكبر بكثير مما كان عليه في Red Dead 1، أو في أي من ألعاب Grand Theft Autos الحديثة.
نقدر حقًا أن RDR2 جعلتنا نرغب بشدة في تجنب الصراع مع الشرطة ليس فقط للحفاظ على حريتنا، ولكن السمعة أيضًا، أعلم أن ذلك قد يقتل بعضًا من خيال القوة المتمثل في الحياة الخارجة عن القانون بالنسبة للبعض، لكن قصة الجريمة التي يجب أن تكون على دراية بتأثير أفعالك على العالم هي أكثر إثارة للاهتمام من مجرد إطلاق الصواريخ على كل شيء يتحرك إلى أن تلقى حتفك.
المزيد من التفاعل والواقعية
يمكن لـ GTA 6 الاستفادة بشكل مميز من مستوى الواقعية في Red Dead Redemption 2 وتفاعل اللاعب مع كل ما يحدث حوله، بدءًا من ضرورة تناول الطعام والحصول على قسط من الراحة وتنظيف الأسلحة وحلاقة شعر الرأس واللحية، وصولًا إلى المهام العشوائية التي تقابلها صدفة أثناء التجول، وربما تفاجئنا Rockstar بنظام اختيارات يساعد اللاعب على تكوين الشخصية التي تعبر عنه حتى وأن كانت تأثيراته محدودة على مجريات القصة الرئيسية، أو الاقتباس من الميزات التي قدمتها ألعاب السلسلة السابقة مثل تعلم مهارات قتالية جديدة بمرور الوقت وبناء كتلة عضلية من خلال الذهاب للصالة الرياضية بشكل مستمر.