وش سالفة اللعبة
مرت سنوات طويلة منذ آخر عنوان RPG جديد من Bethesda. ومنذ العام 2008 -تقريبًا- ركز الاستوديو المخضرم في ذلك المجال على لعبتين و هما The Elder Scrolls و Fallout. ولكن بعد انتظار منذ الإعلان الأول في 2018 تأتي Starfield اخيرًا، والتي بدورها تقدم تج ربة جديدة أساسها هو استكشاف الفضاء وحياة البشر على الكواكب بعد مئات السنين من الآن.
قمنا في الفترة الماضية بتقديم انطباع عن اللعبة بعد تجربة 40 ساعة منها وكانت فترة لعبة وصفناها بالمختلطة بين مزيج من عيوب ومزايا على جهات مختلفة، والآن بعد أن أنهينا جميع المهام الخاصة بالقصة والمهام الجانبية للجماعات ومهام الشخصيات المساعدة وجزء كبير من المهام الجانبية الصغيرة، مع الخوض في نشاطات كثيرة مثل بناء المستعمرات في أكثر من 120 ساعة لعب، جاء الوقت لكي نعطي رأينا النهائي عن التجربة.
معلومات اللعبة
الايجابيات
- بناء عالم اللعبة كان جيدًا، وكان هنالك دائمًا محاولات لاستعراض تاريخ الصراعات بين جميع الأطراف والجماعات خصوصًا في المهمات الجانبية.
- قدمت اللعبة جانب New Game Plus بأسلوب مختلف وفكرته على الورق بشكل أساسي ممتازة لكن يقابلها للأسف بعض الملاحظات على القصة التي سنذكرها في جانب العيوب.
- خطوط المهمات الجانبية للجماعات خصوصا الـ Crimson Fleet كان مستواها بين الجيد والممتاز واستطاعت اللعبة من خلالها أن تقدم أحداث وشخصيات وتصاميم مهام أفضل بكثير من القصة الرئيسية.
- التصويب في اللعبة كان ممتع جدًا ومصقول و اللعبة قدمت ترسانة كبيرة من الأسلحة بأفكار متنوعة.
- قيادة وتعديل السفينة الفضائية وإدارتها كان ممتعًا وكل إضافة للسفينة تقدم فارقًا ملحوظًا في أدائها خصوصًا في المواجهات، بالإضافة لكون التحكم جيدٌ جدًا.
- على رغم من ضريبة البداية المرتفعة إلا أن بناء المستعمرات كان له متعته الخاصة مع ربط المستعمرات ببعضها البعض من خلال سلاسل إمداد للموارد.
- الصوتيات بشكل عام في اللعبة ممتازة.
السلبيات
- قصة اللعبة الرئيسية كانت ضعيفة و خصوصًا من ناحية الشخصيات ولم تقدم هدفًا خاصًا ببطل اللعبة بنفس قوة ما قدم في ألعاب Bethesda الماضية.
- بعد اكثر من 120 ساعة لعب، كانت وما زالت تجربة اللعبة اللعبة تفتقر وبشدة لاستكشاف حقيقي! فهي معتمدة اعتمادًا كليًا على إنتاج المناطق عشوائيًا، وحتى على جانب المناطق المصممة باليد اللعبة لا تعطي اللاعب فرصة لاستكشاف المدن و المناطق مثل New Atlantis أو Cydoina أو Akila أو Neon. فبمجرد دخوله لتلك المناطق تغرقه بالمهمات والنشاطات الجانبية بدون أي تفاعل مع الأشخاص المحيطين بك و يتحول التجول في تلك المناطق لتنقل من نقطة لأخرى لإنهاء المهمات. حتى التنقل بين الكواكب أو الأقمار في المدارات القريبة منك لا يتم بشكل سلس فنجد أن Starfield تعتمد على التنقل السريع بينهم.
- طبيعة الأنتاج العشوائي للكواكب متواضعة جدًا على أقصى تقدير، وحتى تلك المناطق عانت بشكل واضح من التكرار سواءً لبعض المعسكرات أو المعامل أو الكهوف التي تكررت بين أكثر من كوكب في مجموعات شمسية مختلفة بنفس التصاميم الخارجية أو الداخلية وتوزيع الأعداء من حولها، ووجود مسافات شاسعة بين كل منطقة والأخرى بدون أدوات او مركبات للتنقل بشكل أسرع. فتلك المناطق غرضها الوحيد بناء مستعمرات للحصول على الموارد.
- نظام المهارات وآلية فتحه في Starfield كان مزعجًا لأنك لا تتمكن من فتح مهارات وقدرات جديدة تضيف شيئًا مختلفًا على أسلوب اللعب إلا بعد قضاء وقت طويل في فتح الأساسيات، ويؤثر هذا النظام على عملية تطوير السفن والأسلحة بشكل واضح.
- اللعبة بها حالة عالية جدًا من وهم الاختيار، سواء في القصة التي تسير بشكل خطي جدًا أو القرارات التي يتخذها اللاعب في المهمات الجانبية خصوصًا مهمات الجماعات والتي ليس لها أي تأثير واضح على عالم Starfield وبالعكس، قد تتنافر مع بعضها البعض فتجد نفسك عضو في جماعتين يوجد بينهما عداوة أو قمت بخيانة طرف أول على حساب طرف ثاني ولا زلت متعاونًا مع الطرف الأول! كما أن الخلفيات (Backgrounds) و السمات (Traits) الخاصة التي تقوم باختيارها عند تصميم الشخصية حضورها ضعيف، حتى بعض القدرات الحوارية التي توهم اللاعب بأنها تعطي أساليب مختلفة لإنهاء المهمات، هي في معظم الوقت تؤدي إلى نفس النتائج.
- الذكاء الاصطناعي في اللعبة سيء مع تركيز كبير على أعداء بشريين بتنوع ضئيل.
- أداء Starfield غير مقبول بالمرة على نسخة PC خصوصًا مع استخدام بطاقات Nvidia الرسومية، الأداء في غالبية الوقت دو الـ60 إطارًا مع وجود تقطيعات ملحوظة من حين لآخر.
جدير بالذكر
- قمنا بتجربة اللعبة على جهاز يحتوى على معالج Ryzen 7 5800X3D وبطاقة رسوميات RTX3080TI و ذاكرة 32GB DDR4 و وحدة تخزين NVME Sabrent Rocket 1TB Gen 4. و ذلك على دقة 2K وإعدادات تجمع بين High وUltra في محاولات عدة لضبط الأداء.
التقييم النهائي
-
ابو كلب
-
تمشي الحال
-
ممتعة
-
ممتازة
-
اسطورية
الزبدة
قد تختزل في النهاية تجربة Starfield في كونها لعبة مغامرات لديها أسلوب قتالي ممتع ومحتوى جيد من مهمات جانبية قادرة على غمس اللاعب في عالمها بمستوى ممتاز، فالمهمات الجانبية - وخصوصًا مهمات الجماعات- كانت فعلًا رائعة ومحتواها ليس ببسيط إطلاقا وله قيمة كبيرة. لكن كلعبة تقمص أدوار "RPG"، فللأسف تواجد بها الكثير من جوانب الضعف بسبب حالة وهم الاختيار ونظام التقدم في فتح القدرات وعدم وجود حضور قوي لعناصر الـRPG التي تبرزها التجربة من البداية. قد يرى البعض أن ذلك مجرد استمرار لمستوى عناصر الـ RPG الذي يتعرض للتضحية منذ 2008 في ألعاب Bethesda، لكننا على الاقل كنا نحصل دائمًا على جانب غني من الاستكشاف بل وكان يضع أحيانًا معايير جديدة في ألعاب العالم المفتوح، وتفتقر Starfield لهذا الجانب وبشدة، حتى في مدنها الرئيسية!