بعد مشاهدة عرضًا مطولًا للعبة Armored Core VI الشهر الماضي، حصلت لي قبل بضعة أسابيع فرصة تجربة مطولة للعبة في مكتب الناشر Bandai Namco في مدينة فرانكفورت الألمانية. التجربة امتدت لأكثر من ست ساعات وعشر مهمات. التجربة كانت بيد الاكسبوكس على نسخة الحاسب الشخصي وعلى أعلى الإعدادات ودقة 1440pوأداء ثابت.
اللعبة مقسمة لفصول وكل فصل مقسم الى مهمات (الفصل الأول مثلًا مقسم الى ١١ مهمة)، تتوفر أحيانًا مهمتين دفعة واحدة فيصبح لديك الخيار لكن مما لعبته المهام الى حد كبير تأتيك بالترتيب. تستطيع إعادة المهام السابقة أيضًا للحصول على تقييم وكسب المال. أخيرًا هناك مهام تدريب تعلمك أساسيات اللعبة وتعطيك حتى مكافآت على إنهائها.
اللعبة في جوهرها لعبة لاعب فردي ولعبة تتحكم فيها بآلة Mech أو خليط بين عربة ورجل آلي، تركز على ٣ نقاط: أولها الحركة السريعة والتنقل في جميع الأبعاد الثلاثة وثانيها تفصيل آلتك لتناسب المهمة وطريقة لعبك وأخيرًا كونها لعبة فروم سوفتوير حديثة فالتحدي والتغلب على المصاعب أيضًا يمزيها.
تقسيم اللعب إلى مهام هو تقسبم موجود في ألعاب مشابهة وميزته أنه يحعل المهام متنوعة سواءً بيئة أو حجم أو طريقة لعب، فهناك صحارى ضخمة ومناطق ثلجية ومناطق صناعية وقواعد، واللعب متنوع بين غزو لقاعدة عدو مع عشرات الحلفاء والأعداء إلى جمع سجلات الصندوق الأسود لآلات أعداء مدمرة إلى طبعًا قتال زعماء مختلفين وتدمير آلة حفر ضخمة بحجم مبنى وذات أسلحة دفاع.
بعض المهام تحتوى على نقطة تكملة أو أكثر لكن بعضها تحتاج إعادتها عند الخسارة واللعبة تحاسبك على الرصاص الذي استخدمته وعدد مرات إصلاحك لآلتك خلال المهمة (والذي كان ٣ مرات لكن بعض المهمات تعطيك خيار تعبئة مؤناك خاصة قبل قتال زعيم) ويخصم ذلك من مكافأة إنهاء المهمة.
تفصيل آلتك كان ممتعًا فتستطيع تغيير لون القطع وحتى لمعانها وإضافة الشعارات لكن التعديل الذي يؤثر على اللعب هو مايفتح مجالًا كبيرًا وعكس ألعاب مثل السولز تستطيع بسهولة تعديل تركيبة أو build شخصيتك حتى خلال المهمة. مثلًا على اليدين تستطيع الاختيار بين سلاح ليزر أو شوزن أو مسدس أو سيف بينما على الكتفين هناك عدة خيارات مثل غطاء دفاعي مؤقت shield أو صواريخ وهذه مختلفة فبعضها أقوى لكن عددها أقوى، أو تصويبها أصعب لكنها قوية أو تنطلق للأعلى لتسقطع كالبَرَد على الأعداء. هناك أيضًا الرأس والنواة والمحرك والتي تستطيع التجريب لتؤثر على صلابة آلتك مقابل سرعتها أو استهلاكها للطاقة، الخ. التعديل أيضًا يشمل اليدين والرجلين والوسط واللذان يؤثران على سرعة الحركة وسهولة التحكم ودقة الاستجابة، الخ.
بالنسبة للعب نفسه فالحركة السريعة والتفادي باستمرار عن طريق استخدام boost (والذي يمكن تشبيهه بعداد stamina في ألعاب أخرى) مهم وهناك رادار بسيط بأسفل الشاشة لتعقب الأعداء لأن عكس ألعاب التصويب التقليدية فالمراحل ضخمة والأعداء عديدين وقد يكونوا بعيدين وبالبداية شعرت كذا مرة أنني أتعرض للهجوم من أعداء لا أراهم لكن تعودت مع الوقت.
قتال الزعماء كان الأمتع لكنه كان أيضًا مستفزًا أحيانًا خاصة عندما تعجز الكاميرا عن تعقب الأحداث، وستحتاج اتقان الطفو بالهواء والتفادي مع المحافظة على عداد boost لأن التوقف أمام الزعماء وحتى الأعداء الأقوياء لثواني كافٍ لهزيمتك.
عكس لعبة مثل Ace Combat لا توجد هناك خريطة قبل بدء المهمة تستطيع تفقدها وتمنيت وجود ذاك خاصة أن قبل كل مهمة هناك briefing أو شرح للمهمة وأهدافها الرئيسية والجانبية.
كون التجربة كانت محصورة على الفصل الأول فهناك أمور لم تكن متوفرة أو توفرت على أخر الفصل من أهمها تعديل نظام تشغيل آلتك أو بمعنى آخر شجرة مهام تعطيك حركات خاصة خلال القتال مثل إطلاق pulse يدمر صواريخ الأعداء خلال توجهها لك.
كون العالم ضخم وصناعي فجودة الرسوم كانت جيدة وعملية أكثرمن كونها فنية وجميلة وكونها نسخة الحاسب الشخصي فمن الصعب معرفة أدائها على الأجهزة المنزلية لكن شخصيًا أعتقد أن ماجربته كان مصممًا ليحاكي مظهر وأداء اللعبة على الأجهزة المنزلية. الموسيقى لم تبقى بذهني لكن الأداء الصوتي باللغتين كان جيدًا جدًا وإن لم أجد وضع الترجمة في أعلى الشاشة بدلًا من أسفلها مريحًا.
القصة فاجأتني كونها لعبة مهام تقود فيها آلة. شخصيتك ليس لديها ذاك التاريخ أو الشخصية، لكن كونك مرتزقًا فستنفذ مهامًا لشركات بعضها متناحرة، فستدمر قاعدة شركة ثم تساعدهم في مهمة أخرى وأتمنى وجود خيارات باللعبة لمن أعطي ولائي له ومن أمنعه.
هذا مجرد انطباع لعب فصل واحد وهناك أمور أخرى لمحتها بدون امكانية تجربتها مثل اللعب التنافسي بين اللاعبين ومهام الصيد ومهام جانبية أخرى، لكن ماجربته أعطاني تصور واضح عن سلسلة جهلتها لسنوات وجعلني أود تجربة المزيد. اللعبة ستصدر بعد شهر بالضبط من اليوم (٢٥ أغسطس) على الجيل الحالي والحاسب الشخصي.