التكنولوجيا والاختراعات شيء رائع حقًا عند استخدامها من قِبل الأيادي الصحيحة في المكان الصحيح على الأقل، حيث لديها القدرة على تحسين حياتنا نحو الأفضل والمساهمة في تقدم البشرية جمعاء، لكن عند وقوعها في الأيدي الخاطئة قد يسيء استخدامها ويتم تسخيرها لأغراضٍ شريرة، وقد نبَّهنا الإعلام المرتبط بالخيال العلمي لمراتٍ عديدة أنه علينا التعامل مع أي ابتكار كبير بحذرٍ شديد، حيث دفعتنا الأفلام والبرامج التلفازية والكتب وحتى ألعاب الفيديو إلى أن نشك جميعًا في ابتكارات التكنولوجيا الكبيرة، وبحقيقة أنها قد تنقلب علينا فجأة.
سنتكلم في مقال اليوم ضمن سلسلة مقالات توب 5 أو Top 5 عن 10 ألعابٍ وضعت اللاعبين في مواجهة ابتكارات تكنولوجيا مستقبلية قاتلة لهم، بدءًا من التحولات والتعزيزات الجسدية الشنيعة إلى عمليات الذكاء الاصطناعي التي أخذت منحًا خاطئًا، والبوابات التي تم فتحها إلى أبعادٍ شيطانية، وغير ذلك.
تنبيه: هذا المقال يحتوي ضمن فقراته على بعض الأحداث التي قد يعتبرها البعض حرقًا لذلك اقرأ على مسؤوليتك الشخصية.
Plasmids في سلسلة BioShock
أوضحت سلسلة BioShock كيف أن الزيادة الحيوية غير الخاضعة للتنظيم للكائنات البشرية هي شيءٌ يضمن الدمار والفوضى، حيث أدى اكتشاف اختراع المادة المعدلة للجينات ADAM التي تمنح المستخدمين قدرات خارقة إلى دمار مدينة Rapture، من خلال ابتكار أمصالٍ مركزة عُرفت باسم الـ Plasmids تمنح المستخدمين مجموعة متنوعة من القوى بدءًا من التحريك الذهني إلى إذهان الخصوم والتنويم المغناطيسي، وحتى إنتاج سرب من الدبابير المخيفة.
لذا فإن تناول مصلٍ يمكنه التلاعب بالحمض النووي بهذه السهولة سيترتب عليه عواقب وخيمة دون شك، حيث واجه اللاعبون خلال أحداث اللعبة أعداءً خطرين قد تحولوا إلى مختلين عقليين عنيفين بسبب إدمانهم على مادة الـ ADAM وإفراطهم في استخدام الـ Plasmids، وسيفعلون أي شيء للحصول على المزيد من هذه المادة، وبالتالي نرى أن الشيء الذي يمنحك قوىً لا تصدق هو أيضًا نفس الشيء الذي قد يهدد وجودك، وهو مثالٌ واضحٌ على سوء استخدام التكنولوجيا والتطور العلمي.
GLaDOS في لعبة Portal
نظرًا لتاريخ الثقافة الشعبية في أنظمة الذكاء الاصطناعي الخبيثة المرتدة لم يكن من الصعب أن نشك سريعًا في دوافع GLaDOS، حيث على الرغم من بدء لعبة Portal مع بطلة الرواية Chell التي يتم توجيهها من خلال سلسلة من غرف الاختبار بواسطة ذكاء صناعي يُعرف باسم GLaDOS، سرعان ما تصبح غرف الاختبار محفوفة بالمخاطر بشكل متزايد، مما لا يترك مجالًا للشك في أن GLaDOS تحاول بالفعل قتلها، وينتهي ذلك بمحاولة حرق Chell ولكن عندما تتمكن من الهرب من الاختبار يقوم GLaDOS بإزالة النيران وتخبر البطلة بأن كل ذلك جزءٌ مدروسٌ آخر من سيناريو الاختبار.
وسرعان ما نعرف بعد ذلك عن أن GLaDOS قد قتلت في الواقع جميع السكان السابقين لمركز الاختبار، ونظرًا لشخصية GLaDOS الملتوية الجامدة المتناقضة بشكل كبير منذ بداية اللعبة، تَولَّد لدينا الكثير من الشك حيال نواياها التي لم تكن نقية طيلة أحداث اللعبة، وأن علينا في النهاية مواجهة وجهها الحقيقي.
الدبابير المعدلة وراثيا في Dead Rising
غالبًا ما يكون التعديل الجيني لحيوان أو حشرةٍ ما أمرًا مرفوضًا، لأنه حتمًا سيخلق اختلافات غير متوقعة يمكنها التسبب في كارثة مؤكدة حتى لو بعدَ حين، وقد شاهدنا ذلك في Dead Rising، حيث تم تعديل الدبابير وراثيًا بواسطة العلماء في محاولةٍ لإيجاد حلٍ لمشكلة نقص اللحوم على الأرض، على أمل أن تحفِّز يرقاتها الحيوانات الثدية على تناول المزيد من الطعام، وبالتالي زيادة وزنها، مما ينتج المزيد من اللحوم للبشر.
ولكن انتهى الأمر بجعل الدبابير الوسيلة التي قامت بتحويل الماشية إلى كائنات زومبي، وسرعان ما هربت ملكة الدبابير من منشأة البحث، مما أدى إلى انتشار فيروس الزومبي المحوري بين البشر، عوضًا عن إيجاد حلٍ لأزمة الغذاء واللحوم العالمية، وانقلب الابتكار الذي كان من المفترض به إنقاذ العالم وأصبح مصدر دماره.
برج الطاقة الجهنمي “Argent” في Doom
استخراج طاقة الجحيم وتسخيرها لحل أزمة الطاقة العالمية في الأرض شيءٌ جنونيٌ تمامًا، حيث انشغل علماء الأرض في إيجاد طريقةٍ لتطبيق تلك الفكرة، ونسيوا التفكير بعواقب فعلِ ذلك!، حيث قام العالم البروفيسور Samuel Hayden في جزء Doom لعام 2016 بإنشاء بُرج الطاقة الجهنمي “Argent”، لاستخراج هذه الطاقة وتسخيرها بالإضافة إلى سماحه بالتنقل أو السفر بين منشأة أبحاث المريخ والجحيم.
وبالتأكيد بوجود تكنولوجيا غير مألوفة وخطيرة مثل هذه يمكنك توقع أسوء السيناريوهات، وهذا ما حدث بالفعل حيث قامت الشياطين بالسيطرة على إحدى باحثي Hayden التي تدعى Olivia Pierce، وسخرتها لخدمتهم وتسهيل عبورهم لغزو المريخ، مما أجبر Hayden على استدعاء بطل اللعبة الـ Doom Slayer لوضع حدٍ لذلك وإنهاء هذا الاختراع المدمر.
الواجهة العصبية الرقمية في Call Of Duty Black Ops 3
يتعرض اللاعب منذ بداية أحداث Call Of Duty Black Ops 3 إلى حادثٍ مروع حيث يتم تمزيقه وقطع أغلب أوصاله على يد أحد الروبوتات، لكن سرعان ما يتم إخضاعه لجراحةٍ خاصة لإنقاذ حياته وإضافةُ أطرافٍ بديلةٍ له، وتطبيق نظام الـ DNI أو الواجهة العصبية الرقمية عليه، التي تحوله حرفيًا لجندي خارق وتسمح له بالتزود رقميًا بالمعلومات أثناء القتال، والاختراق وغير ذلك من المزايا الجسدية القوية، ويتم تشارك ونقل هذه المعلومات أيضًا عبر جميع الجنود الآخرين المزودين بنظام الـ DNI، مما يجعلها عرضةً للتلاعب من الخارج للتلاعب بهم.
ويتضح لاحقًا بأن التجارب والاختراعات المعتمدة على نظام الـ DNI قد تسببت بثغرةٍ خُلق منها ذكاءٌ صناعي خطير يُعرف باسم الـ Corvus، الذي أصبح مهوسًا في التحكم بجميع مستخدمي الـ DNI بهدف إيجاد سبب وجوده، وكذلك خلق حياةٍ ثانية للبشر حسب ما يظنه، ونستنتج من ذلك بأنه يمكن للذكاء الاصطناعي أن يكون مفيدًا بشكل لا يُصدق في ظل معايير معينة، ولكن بمجرد أن تبدأ في دمجه بنشاطٍ مع الوعي البشري عليك أن تتوقع نتائج كارثية.
في الختام … تكلمنا في مقال اليوم عن 5 ابتكارات واختراعات تكنولوجية مستقبلية ظهرت في ألعاب الفيديو ستقتل أو تهدد البشرية، ومنها ذكاء صناعي خارجٌ عن السيطرة، وفتح بواباتٍ للجحيم، وإضافة أطرافٍ صناعية للبشر وغير ذلك، وسنستكمل البقية في الجزء القادم من المقال. وحتى ذلك الحين أترككم مع قراءة مقالنا السابق بعنوان “5 ألعاب قدمت قصصًا فرعية أفضل من القصة الرئيسية“.
شاركونا بآرائكم وتعليقاتكم، هل تعتقدون بأن التكنولوجيا قد تتسبب في دمار الحضارة البشرية أو فنائها؟