الألعاب المصغرة (Indie games)، هي نوعية من الألعاب بدات تغزو صناعتنا بشكل واسع، يتم تطوير الألعاب هذي من قبل فرق صغيرة أو من شخص واحد فقط واعتمادها المالي للتطوير يكون قليل أو شبه معدوم، لذلك يتم توزيعها غالبا رقميا
هي أحد الأمراض المنتشرة مؤخرا بالصناعة. هي أشباه ألعاب لا ألعاب وإثبات هذا إن جمهورها سواء بمنصات الأجهزة أو الحاسب الشخصي أو حتى الجوالات أكثرهم ما نطلق عليهم اسم “لاعبين”. هذي الألعاب اللي تفتك بالصناعة بمجرد فكرة بسيطة تبيع ملايين، بينما ألعاب يصرف عليها ملايين من الدولارات وتنهيها بعشرات الساعات ما تبيع إلا بضع آلاف بسبب إن الناس اتجهوا للألعاب المصغرة وبكذا هم تركوا المطورين الحقيقين يفلسون ويقفلون استديواتهم الضخمة.
حتى الشركات الكبرى ما سلمت منهم، مايكروسوفت في 2013 كانت تسوق Xbox 360 فقط للعبة حقيقية الباقي ألعاب مصغرة! وين أيام ما كان يسوق للإكس بوكس بعدة عناوين ضخمة؟ مب فقط على كذا، مايكروسوفت استثمرت باللعبة المصغرة “ماينكرافت” مليارين ونصف المليار دولار، أنت متصور الرقم؟ رقم يوازي ميزانية خمس ألعاب مثل ديستني! رقم فلكي ضخم لو استثمرته مايكروسوفت ببناء استديوات أو تحسينها ورفع مستوى الألعاب الحقيقية كان بالإمكان إن منصتها XBOX ONE تحمل أقوى العناوين الحصرية.
أما سوني؟ سوني بدل أن تعطيك ألعاب بحجم Battlefield 3 و Red Dead Redemption و BioShock Infinite بخدمتها بلايستيشن بلس صارت تعطيك ألعاب مصغرة ما عمرك سمعت عنها ولا ودك تجربها حتى لو كانت مجانية!
الأمر يتعدى مشتركين بلايستيشن بلس ليصل لكل اللاعبين، بدون شك أنت يا عزيزي القارئ رأيت مثلي تركيز ممل في مؤتمرات SONY الأخيرة على فقرة الألعاب المصغرة الأمر اللي أدى إلى قلة عرض الألعاب الحقيقية واستعراضها في المؤتمرات.
مرض الألعاب المصغرة تفشى في الحواسيب الشخصية ومايكروسوفت وسوني بشكل فظيع بقي فقط أحد أعمدة الصناعة نينتندو اللي أخاف عليه من هذا المرض أن يفتك فيه.
اللي كتبته في السطور السابقة يعتبر وجهة نظر لا أكثر والحقيقية إني ما أتبناها مجملا
لكني دائما أشوف من حولي تذمر وسخط شديد على الألعاب المصغرة بدرجة مبالغة، بعضهم يشوف غيره “شبه لاعب” عشانه يلعب الألعاب المصغرة ويرى نفسه “اللاعب الهاردكوري” لأنه يستحقرها ولا يلعبها.
من السخف تصنيف الألعاب حقيقية وألعاب غير حقيقية، بالنهاية كلها ألعاب سواء بهذا التصنيف التعسفي أو بدونه، ما نقدر ننفي إنها جميعها ألعاب نعم نصنفها سيئة وجيدة أو مثل تصنيفنا في سعودي قيمر “أسطورية” أو “أبو كلب” لكن محد يقدر ينفي إنها ألعاب
شخصيا أشوف إن الألعاب المصغرة دفعة كبيرة بصناعة الألعاب بل هي أساسها!
- سلاسل لها ثقلها ووزنها حاليا في الصناعة بدايتها لعبة مصغرة ولو شفت بدايتها بتلقى مطورينها ما يتعدون 9 أشخاص مثل Final Fantasy و METAL GEAR، لولا إنها ما كانت في يوم من الأيام “لعبة مصغرة” كان أساسا ما تلقى لها وجود الآن فهل تستطيع يا عزيزي الهاردكوري أن تستوعب إن سلاسلك المفضلة أساسها “شبه لعبة”؟
- حاليا الألعاب المصغرة مع التقدم التقني ونضوج صناعة الألعاب أفضل من بداية كثير من السلاسل القوية في عنصر الجيم بلاي (أسلوب اللعب)، MG1 شخصيا أفضل عليها الكثير والكثير من الألعاب المصغرة في عنصر التحكم مع أنها بداية سلسلتي المفضلة، هذا الأمر يخلق فرصة لتكوين سلاسل ضخمة بمستوى عالي إذا تم اتقان بداياتها ودائما مشوار الألف ميل يبدأ بخطوة بسيطة.
- الألعاب المصغرة تركز بشكل كبير على الأفكار، لأنها مب مكلفة بالتطوير فيقدر المطور البسيط تجربة أفكاره أما لعبة ضخمة بفريق تطوير كامل من الصعوبة يعملون مثله، ودائما ماتلقى عبقرية في هذه الألعاب المصغرة وهذا مطلب لكثير من اللاعبين، “الأفكار” هي عامل التميز في الألعاب المصغرة.
- الألعاب المصغرة تخليك تعيش تجربة منسية لسنوات، إن كنت أحد المحظوظين مثلي اللي جربوا لعبة ICO فإنك غالبا ما تبغى لعبة بنفس التجربة لكن اللي يمنع هو عدم وجود مطورين يعيشونك مرة أخرى بأجواء اللعبة وابداع تجربتها، لكن شكرا للألعاب المصغرة اللي انتجت لنا لعبة قدرت تعيشني جو ICO من جديد ولو بشكل بسيط، نعم أتكلم عن حصرية PS3 لعبة rain، هذي التجربة ولو إنها ما تطول معك لكنها مطلوبة أخيرا رجعنا لأجواء ICO الجميلة!
أيضا أحد أكثر الألعاب اللي حازت على اهتمامي ومتحمس لها أكثر من حماسي لكبار ألعاب 2015، لعبة مصغرة من تطوير أشخاص طلعوا من استديو Team Ico وبدأوا بمشروعهم.
- الألعاب المصغرة تخليك تعيش تجربة ما تلقاها بالألعاب الضخمة، سنة 2012 بالنسبة للاعبين سنة ممتازة بوجود ألعاب مثل FarCry 3 و HALO4 و Mass Effect 3 و Borderlands 2 و Dishonored ..إلخ من ألعاب السنة الجميلة، لكن جميعها ما قدمت لي تجربة فريدة جدا من نوعها، نعم كانت ألعاب كثيرة ممتازة لكن ليست “فريدة”، كانت اللعبة اللي قدمت تجربة فريدة جدا في هذي السنة لعبة مصغرة كانت Journey، اللعبة قدمت أجمل ساعتين متواصلتين في سنة 2012.
- الألعاب المصغرة هي المستوى اللي نستطيع ننافس فيه، بواقعية تامة صناعة الألعاب في منطقتنا شبه معدومة، ومن قلة الحكمة إننا نبدأ بألعاب ضخمة، المستوى اللي المفترض ننافس عليه هي الألعاب المصغرة، اطلعت بقسم المطورين في يوم اللاعبين 2014 على ألعاب واعدة فعلا وتجارب مميزة، اقدر أقول لك بكل فخر إننا راح نقدر ننافس وندخل جديا بالصناعة.
أنا مقتنع إن الألعاب المصغرة لها ضرر على الصناعة، لكن هذا لا يعني بالضرورة إنها وجودها الكلي سيء، مثل ما أضرت ألعاب التصويب بالصناعة ما نقدر ننكر إنه نوع ألعاب مهم وله ثقله بالصناعة ومطلوب من كثير من الجماهير، المرض مب الألعاب المصغرة بذاتها إنما منعها والحصر على ألعاب معنية وتقليل الأفكار وتكرارها هذا المرض الحقيقي اللي الصناعة المفترض تتخلص منه.
بالنهاية الألعاب وجدت عشان تستمتع فيها لا تحرم نفسك تجارب ممكن تستمع فيها لحواجز وهمية غبية حطيتها في نفسك.
أنا حاولت أتبنى وجهة النظر الأولى لكن ما استطعت اقتنع فيها لأسباب طرحتها في وجهة النظر الثانية….أنت وش وجهة نظرك؟.