مطور Elden Ring استوديو FromSoftware على مدار السنوات الماضية استطاع أن يبتكر جنرا جديدة بعالم الألعاب باتت تعرف باسم ألعاب الـ Souls وسرعان ما كونت لها شريحة جماهيرية واسعة للغاية وهذا بفضل مميزات تلك الألعاب من التحدي العالي الذي تقدمه للاعبين إلى أسلوب السرد المميز الذي لا يعتمد على تقديم القصة ضمن قالب سينمائي جاهز للاعبين كما لو أنهم يتابعون فيلماً ما، إنما يقوم بإقحام اللاعب ضمن العالم وجعله يستكشف قصته بنفسه من خلال اللعب والعناصر التي يتم جمعها، هذا جذب اللاعبين لتلك الألعاب بشدة.
لكن مع Elden Ring المطور والناشر يستهدفون جذب جمهور أكبر مقارنةً بما حققته ألعاب Dark Souls فلقد لاحظ الجميع التغييرات الضخمة التي طرأت على العنوان مقارنة بصيغة التطوير الأساسية المتبعة في ألعاب Souls السابقة، والهدف هو جذب جمهور أكبر وفقًا لتصريحات Bandai Namco التي قالت بأنها تريد تقديم شيئًا ممتعًا وفريدًا من نوعه يرضي ملايين الأشخاص حول العالم. محور مقالنا لهذا اليوم سيكون عن تلك التغييرات الضخمة التي نعتقد بأنها ستجذب لاعبين جدد خارج إطار محبي السولز للعبة إلدن رينج.
العالم المفتوح
عالم غير سوداوي نابض بالألوان الفرحة أكثر تمتلك اللعبة درجات ألوان فاتحة قليلًا وأكثر دفئًا من ألعاب Dark Souls، مما يعطيك انطباعاً وهميًا بأنها لعبة أسهل. ولأول مرة بتاريخ ألعاب السولز سنكون أمام مغامرة بالعالم المفتوح هو عالمٌ مليء بالنباتات والحيوانات وبالطقس المتقلب، وبالأسرار الاختيارية والفعاليات الجانبية مثل مناجم وأضرحة لها أعداؤها وزعماؤها وكنوز لتحصل عليها.
ستصادف أثناء مرورك بالعالم أعداء أقوياء يجولون في العالم المفتوح مثل فارس عملاق فضلًا عن تنين– كعادة ألعاب المطور. تضيف التجربة هنا عنصر المفاجأة بجانب الحث على الاستكشاف بشكل أكبر مقارنة بسلاسل المطور السابقة. مثلاً خلال مسيرك قد تلاحظ فجأة انقضاض تنين على مجموعة من الأعداء، وأنت لديك الخيار إما أن تقاتله أو تكتفي بالمشاهدة من بعيد.
إن عالم Elden Ring المفتوح يعتمد على اللعب على فضول اللاعبين للاستكشاف على طريقة Legend of Zelda Breath of The Wild أكثر من طريقة Assassin’s Creed مثلاً في التعامل مع العالم المفتوح عبر ملأه بالـ Icons المختلفة التي قد لا تجذبك إليها عادةً.
السفر السريع
على عكس ألعاب Souls، اللعبة تحوي سفر سريع حيث يمكنك السفر بسرعة إلى مواقع Lost Grace في أي وقت طالما أنك لا تشارك في أي معارك قتالية، يعني هذا أنك لن تحتاج للعودة إلى أقرب نقطة حفظ من أجل استخدام تلك الميزة.
وكغالبية ألعاب العالم المفتوح تتضمن اللعبة خاصية تعاقب الليل والنهار، ويمكنك تخطي الوقت مسبقًا من مواقع Lost Grace، وهناك بعض الأعداء الذين لا يظهرون إلا في فترة الليل أو يتصرفون بشكل مختلف في تلك الفترة، لذا لديك مطلق الحرية للتعامل معهم.
الخريطة
بخلاف ألعاب الـ Souls، فإن Elden Ring تمتلك خريطة يتعين عليك جمع أجزائها لاكتشاف العالم الافتراضي بالكامل. ستمكنك من معرفة أين أنت وأين يمكن أن تتجه. وتستطيع وضع علامات لتتذكر أماكن معينة أو حتى لترشدك إليها. كذلك، هناك بوصلة لمعرفة الاتجاهات وأين تجد Runes التي فقدتها. ومع ميزة Guidance of Grace يتم إظهار خيوط ذهبية متوهجة تقودك أحيانًا بعيدًا عن مواقع Lost Grace، وتوجهك نحو النقاط المثيرة للاهتمام إذا كنت من محبي الاستكشاف.
الحصان الروحي
من أجل تسهيل التنقل ضمن العالم المفتوح قدم لنا المطور حصاناً روحياً وهو ليس حصاناً عادياً، فلديه قدرات أكبر من الحصان العادي، فهو يستطيع القفز بين المرتفعات لمسافات عالية، وذلك سيجعلك تشعر بحرية أكبر أثناء ركوبه. وهو حصان تستطيع استدعائه للتنقل بسرعة، أو حتى القتال والقفز المزدوج. كما يتواجد في Elden Ring ينابيع، يمكنك أن تطير بخيلك لمسافات شاهقة عند القفز من فوقها. لكن لا يمكنك استدعاء الحصان داخل الدهاليز. ولا تستطيع استدعاءه أثناء اللعب التعاوني. الحصان ليس مفيداً فقط للتنقل بل كذلك عند القتال و أنت على متن صهوته، وهذا سيكون مفيداً عند مواجهة الأعداء العمالقة. وبحسب تأكيد From Software فإنهم عملوا على فكرة بناء رابطة بينك كلاعب وبين الحصان من خلال الاعتناء به وإطعامه لتزيد نقاط حياته.
نقاط الحفظ
إضافة جديدة قدمها فريق From Software ألا وهي فكرة نقاط إعادة المحاولة أو Retry Points، تلك النقاط ستكون بمثابة نقاط لحفظ التقدم وهو عنصر جديد على ألعاب الـ Souls بشكل عام. فرضاً أنك انتقلت عبر السفر السريع لنقطة ما ومن ثم ركبت حصانك لتصل لزعيم بعيد بعض الشيء عن نقطة السفر السريع تلك أو الـ Chekpoint ومن ثم عاركته ومت، فما الذي يحدث؟ في العادة تعيدك اللعبة لنقطة Checkpoint ولكن يمكنك في الواقع العودة لنقطة أقرب من الزعيم من خلال الـ Retry Point والتي تهدف لتقليل استفزاز اللاعبين وإجبارهم على خوض مسافات كبيرة فقط لأجل إعادة الكرة أمام زعيم معين.
وهناك مناطق تعود إليها عند الهزيمة تسمى Site of Grace وتُطور شخصيتك عن طريقها، كما يرجع الأعداء الذين هزمتهم -عند استراحتك- إليها. الراحة عند هذه النقاط ستقوم بإعادة شحن عناصر الشفاء الخاصة بك. وعلى عكس ألعاب Souls، يمكنك السفر بسرعة إلى مواقع Lost Grace في أي وقت طالما أنك لا تشارك في أية معارك قتالية، يعني هذا أنك لن تحتاج للعودة إلى أقرب نقطة حفظ من أجل استخدام تلك الميزة.
خاصية الـ Craftings
من الميزات الجديدة في اللعبة هي إمكانية تصنيع عناصر جديدة من خلال جمع الموارد من عالم اللعبة وهذا أمر لم يكن موجوداً في دارك سولز. كذلك يمكن للاعب صناعة تعاويذ سحرية مع مؤثرات وقدرات متنوعة.
القفز الحر وقوة تحمل غير محدودة عند الركض
اللعبة عكس ألعاب سولز السابقة ستمكنك من القفز بشكل حر، فلعبة إيلدن رينج تمتلك أيضاً زر قفز والذي يمكن اللاعب من الاستفادة من القفز من أجل تنفيذ هجمات ضد الخصوم. ويتيح لك محاولة الوصول لأماكن سرية أو اختصارات. وأيضاً تم تقليل الضرر الناجم عن السقوط حيث أن السقوط من أماكن مرتفعة لا يؤذيك غالبًا، والآن اللاعب يمتلك stamina أو قدرة تحمل غير نهائية عندما لا تشارك في أي معارك قتالية، يعني هذا أنه يمكنك الركض دون توقف ودون أن تلهث أنفاسك.
إمكانية التسلل
تستعير اللعبة من سيكيرو إمكانية التسلل والتخفي، حيث سيؤدي الانحناء إلى تقليل احتمالية ملاحظتك من قبل الأعداء وتجنب القتال في مواقف مختلفة. وبالتالي تستطيع قتل الأعداء خلسة ويوجد عدد من العناصر التي تساعد بالقتل بالخفاء مثل السهام المنومة، التي يمكنك استعمالها ضد أكبر وأضخم الخصوم. خواص التجسس الجديدة تلك ستجنبك المواجهة المباشرة الصعبة مع كمية كبيرة من الأعداء.
مشاركة جورج مارتن بالقصة
لعل أول ما أثار حماسنا للعبة ومنذ أول عرض لها حتى هو خبر مشاركة George R. R. Martin الكاتب خلف مسلسل Game of Thrones بالعمل عليها. مارتن كتب فقط القصة الخلفية للعالم والأساطير الخاصة به. فلا تتوقعوا أن يؤثر ذلك على طريقة طرح القصة في اللعبة حيث ما يزال يتعين عليك ربط كل شيء للتعرف على القصة، لكن هذه المرة القصة ستتمحور حول اللاعب والدراما المحيطة به أكثر من الألعاب الماضية.
هناك فكرة متداولة حول قصص ألعاب السولز تحديداً وهي أن هناك عدم اهتمام من قبل العديد من اللاعبين بحبكة ألعاب الـ Souls عموماً لأنها تميل لأن تكون غامضة ومشتتة وتهدف لأن ينسج اللاعب الحبكة بنفسه، لكن Yasahiro Kitao يؤكد بأننا مع طوق إلدن أمام قصة ستكون سهلة الاستساغة للاعبين بعكس ألعاب الـ Souls وأوضح وأسهل للفهم.
استدعاء الأرواح
ميزة جديدة أخرى ستمد يد العون للاعب وهي خيار استدعاء أنواع أخرى من الحلفاء على شكل أرواح والذين يتحكم فيهم الذكاء الاصطناعي دون وجود مناطق محددة مسبقًا لاستدعائهم، مثل الجنود المتخصصين في الدفاع أو الهجوم، أو حشد صغير من الوحوش الصديقة التي يمكن استدعاؤها بطرق لم يتم تحديدها بعد، حيث يبدو أن المخلوقات التي تقتلها في Elden Ring قد تعود من الموت لتقديم المساعدة لفترة محدودة قبل أن تتلاشى من جديد. لكنها تتفعل فقط في حال اللعب الفردي ولا تعمل أثناء اللعب تعاونياً. يتم التحكم في استدعاء الأرواح في Elden Ring من خلال عناصر تدعى Ashes، والتي تستهلك نقاط التركيز (FP) عند استخدامها، لذا عليك استخدام هذه الميزة بحكمة لأن هناك تضحية بخسارتك لنقاط تطوير شخصيتك.
إذاً هذه هي المقادير الجديدة التي تم وضعها في الخلاط لتحضير وصفة Elden Ring وتقديمها على طبق من ذهب للاعبين ليستسيغوا طعماً ولذةً جديدة مع هذه التجربة. بالختام وإذا كنت تبحث عن المزيد من المعلومات حول اللعبة أدعوكم للاطلاع على مقالنا السابق ” سؤال وجواب حول Elden Ring – يجب الاطلاع عليها قبل الشراء“.