بعد النجاح الكبير الذي حققته Dying Light ترقب الجميع الجزء الثاني لها، والذي أخيراً حصلنا على استعراض لأسلوب اللعب خاص به. ذلك العرض سلط الضوء على الجديد في هذا الجزء وكيف قام Techland بتوسيع إطار عنوانه هذا ليكون أضخم هذه المرة عبر إقحام عناصر أربي جي أضافت للتجربة عمقاً أكبر.
وحتى نتعرف أكثر على هذا الجزء والتجربة التي يعدنا بها، سنقوم بهذا المقال بتسليط الضوء على اللعبة والجديد فيها والتفاصيل التي تحتاجون لمعرفتها عنها.
نظرة عامة على اللعبة
انتصر الفيروس وعادت الحضارة إلى العصور المظلمة. إن المدينة أو The City، واحدة من آخر المستوطنات البشرية، على وشك الانهيار. استعن بسرعة الحركة ومهاراتك القتالية للنجاة وإعادة تشكيل العالم. اختياراتك مهمة.
قبل أكثر من عشرين عامًا في Harran، حاربنا الفيروس وخسرنا. والآن، ها نحن نخسر مجددًا. تمزق الصراعات المدينة، واحدة من آخر المستوطنات البشرية الكبيرة. عادت الحضارة إلى عصور الظلام. ومع ذلك، ما زال يحدونا الأمل.
أنت رحالة وتتمتع بالقدرة على تغيير مصير المدينة. لكن قدراتك الاستثنائية لها ثمن. وبينما تلاحقك الذكريات الآسرة، تنطلق في مغامرة لاكتشاف الحقيقة. لتجد نفسك في منطقة قتال. اصقل مهاراتك، لكي تهزم أعداءك وتكسب حلفاء، حيث ستحتاج إلى كل ما هو غالٍ ونفيس. اكتشف الأسرار المظلمة وراء أصحاب القوة واختر جانبًا وحدد مصيرك. ولكن أينما تأخذك أفعالك، هناك شيء واحد لا يمكنك أن تنساه أبدًا — ابق إنسانًا.
كيف انتشر الفايروس خارج Harran؟
قبل أن نخبركم عن قصة الجزء الثاني وبطلها، هناك فجوة زمنية كبيرة ما بين أحداث الجزء الأول والثاني تركت ورائها الكثير من الأسئلة دون أجوبة.
مطور اللعبة شرح ماذا حدث في تلك الفترة الزمنية الفاصلة بين أحداث الجزأين، حيث قال بأن Harran لم تعد هي المدينة الموبوءة الوحيدة في العالم، حيث انتشر الفايروس وامتد لأنحاء العالم.
Thomas Gerbaud من فريق التطوير تيكلاند أوضح كيف سقط المجتمع وبات تحت رحمة الفايروس في السنوات العشرين الماضية. حيث قال بأنه على الرغم من المساعي لاحتواء الفايروس داخل Harran إلا أن مجموعة من العلماء كانوا يجرون أبحاثاً سرية على الفايروس سعياً للاستفادة منه بالمجالات العسكرية أو التجارية.
نتيجةً لتلك الأحداث تطور الفايروس ووصل لمستويات أعلى مما هو عليه، وفي عشية عيد الميلاد عام 2021 تسرب الفايروس لخارج المختبرات وبدأ في التسبب بالعدوى للبشر. وبسبب الطفرات التي طرأت عليه أثناء تلك الاختبارات السرية باتت سرعة انتشاره أكبر من القدرات على احتوائه.
ورغم مساعي الحكومات في احتواء الفايروس ولكن الأمر لم يستغرق إلا بضعة سنوات حتى انهارت كل المجتمعات والحضارات التي نعرفها، الجهود قادتهم لتأسيس مدينة Villedor لتكون المعقل الأخير للبشرية والحصن المنيع لهم، ولكن حتى بهذه المدينة الأمور لم تكن على خير ما يرام فهنالك صراعات بين فصائلها البشرية المختلفة وتهديدات ممن تعرضوا للعدوى.
ويبقى السؤال عن مصير Kyle Crane بطل الجزء الأول، ففي نهاية المحتوى الإضافي الأخير للعبة الأولى تحول Crane ولا ندري إن كان سيكون له علاقة بقصة الجزء الثاني وكيف تسرب الفايروس للخارج.
القصة وبطلنا الجديد – من هو وما دوافعه؟
أحداث قصتنا تدور في مدينة Villador وفي Dying Light 2، تلعب بدور شخصية Aiden Caldwell، شخص غريب يحاول كشف لغز معقد من ماضيه. وتقوده الدلائل إلى المدينة – التي ربما تكون آخر معقل للبشرية في العالم.
هذا الشخص كما قلت يبحث عن فتاة لا نعرف من تكون له يبدو بأنها تمثل له الذكرى الوحيدة من الماضي. وهو من المنبوذين الذين كانوا يقطنون خارج أسوار المدينة ولكنه بطريقةٍ ما يجد سبيله للدخول إليها.
في البداية، ستشعر أن هذا المكان القاسي الوحشي سيمزقك إربًا إربًا ولكن بعد ذلك، ستقابل عدّائي الليل، الناجين المخضرمين الذين ساعدوا الناس في الأيام الجيدة. وليس من الواضح تمامًا أنه يمكنك الوثوق بهم، فأنت تحتاج إلى حلفاء في الظلام.
نظام التحالفات والفصائل
مع سقوط الحضارة القديمة وبناء حضارة جديدة على أنقاضها. يقاتل الناس باستماتة من أجل الموارد الشحيحة مثل الكهرباء والمياه. وهنا تُخرق القواعد ويُعاقب الضعيف.
بطل اللعبة Aiden له كامل الحرية في اختيار أي الفصائل التي سينضم إليها ويكون صداقات أو عداوات معها مثلاً رأينا في E3 2019 كيف يمكن بقرار منك أن تحرم مجموعة ما من المياه.
تناضل ثلاث فصائل لنيل منصب في المدينة يفخر الناجون أو Survivors بقدرتهم على التكيف مع أي ظروف وتأمين مناطق آمنة في كل مكان تقريبًا. ويعتمدون على الحرف اليدوية كالزراعة لأجل البقاء بشكل أكبر.
جنود قوات حفظ السلام Peacekeepers، جنود مخلصون يريدون فرض نسختهم من القانون والنظام ويدهسون كل شيء في طريقهم.
المنشقون Renegades، سجناء سابقون في خدمة الكولونيل القاسي، ويسعون لأن يصبحوا الحكام الوحيدين للمدينة.
استخدم هذه الفصائل لتحقيق هدفك. ساعدهم أو تسبب لهم في الأذى لإعادة تشكيل المدينة حسب رغبتك. ولكن تذكر أن كل فصيل يحتوي على شخصيات معقدة لكي تكون القرارات أصعب عليك، فهل ستتبع حسابات العقل أم قلبك؟. طبعاً كلما ساعدت مجموعة على الوصول للرخاء ستتحصل منهم على أسلحة أو أدوات جديدة مثل الـ Trampoline أو الـ Ziplines وغيرها.
لا يقدم البعض في المدينة أي فرصة للتحالف. يعيش اللصوص وقطاع الطرق والخارجون عن القانون والمجرمون فقط للنهب والقتل، مما يغرق الشوارع في الفوضى.
يغير الظلام قواعد العالم
مهما تنوعت الفصائل باللعبة وكبر شأنها إلا أن حلول الظلام يخيفهم جميعًا على حد سواء.
عندما يخفت الضوء، تزحف الوحوش خارجة من مخبئها لتفترس الأرواح المسكينة التي تم الإمساك بها خارج النطاق الآمن للأشعة فوق البنفسجية. وتتدفق جحافل من المصابين إلى الشوارع كالحمم البركانية المتحللة. والتي تمثل النتاج القاتل من جراء 15 عامًا من الطفرات والتطور.
ولكن الليل يوفر فرصًا أيضًا. فالأعشاش الممتلئة بالمصابين أثناء النهار أصبحت الآن خاوية لاستكشافها، يجب أن تتحرك بحذر. ولكن الشجعان بما فيه الكفاية لمواجهة أهوال الليل يمكنهم الحصول على الجائزة الكبرى، لأن الموارد النادرة هنالك.
نظام الباركور سلاحك الفعال للنجاة
في مثل هذه الألعاب من المهم أن نتقن فن النجاة، ولحسن الحظ، لديك جميع الأدوات التي تحتاج إليها للنجاة. على رأسها مهارات الباركور الاستثنائية التي تمكنك من التنقل حتى في أكثر التضاريس خطورة. وعلى الأسطح يمكنك الاعتماد على حركات الباركور البهلوانية لإنقاذ حياتك.
والشيء الجنوني أن هنالك 3000 Animation مختلف للـ Parkour بحسب مصمم اللعبة. نظام الحركة في هذا الجزء يبدو بأنه تحسن كثيراً عن الأول وأصبح أكثر سلاسة وديناميكية وسريعة وتجعلك بالفعل مستمتع وأنت تقوم بها.
أسلوب القتال لا يقل متعة عن الباركور
رغم وجود نظام الحركة الممتع ذاك لكن غالبًا ما سيتعين عليك مواجهة أعدائك وجهًا لوجه. ومن ثم يتعين عليك أن تكون ذكيًا وواسع الحيلة وحازمًا. فاللعبة تعدك بقتالٍ إبداعيٍ ووحشي، حيث سيكون التفكير الذكي والفخاخ والأسلحة الإبداعية خير صديقٍ لك.
اللعبة تتيح لك تنوعاً في طرق القتال والأسلحة ما بين المنشار، قاذف اللهب أو الاعتماد على الحركات البهلوانية كركل العدو أثناء أداء حركة باكور. وهناك نظام صياغة لتصنع أسلحتك بنفسك. أيضاً لاحظنا بأنه تم إضافة مؤثرات بصرية دموية واقعية ليكون القتال أكثر وحشية عما كان سابقاً.
تصميم العالم
أول نظرة على اللعبة لفتنا بالفعل عالمها المصمم بشكلٍ رأسي حيث ذكر المطور بأن عليك أن تستغل ميزة التكوين الرأسي للمدينة وتهرب إلى الأسطح. فهو قام بتصميم اللعبة بحيث تحتوي على الكثير من الطبقات التي تتجمع فوق بعضها، مما أتاح لهم ابتكار ألغاز أثناء الـ Parkour.
الاختيارات والعواقب
شكّل مستقبل المدينة بأفعالك وشاهد كيفية تغيرها. حدد ميزان القوى عن طريق اتخاذ قرارات في غمار صراع متنامٍ وسطر تجربتك الخاصة.
أكدت Techland سابقًا أن هناك عواقب وخيمة تتجاوز ما هو واضح، سيتطلب البعض منهم أكثر من مرة لعب واحدة لرؤيتها تؤتي ثمارها بالكامل ، سيضطر اللاعبون إلى اتخاذ قرارات صعبة بشكل لا يصدق في العديد من المواقف ، والقرارات التي ستؤثر حتى على العالم نفسه ،و في بعض الأحيان ، ستظهر هذه العواقب الكبيرة في نهاية Dying Light 2 ، مما يجعل الوقت متأخرًا جدًا للاعبين للعودة بالزمن إلى الوراء.
هناك ٣ انواع من الخيارات في ديينج لايت ٢. الأولى خيارات للقصة حيث تحدد مسار الأحداث وتختلف معها النهاية.
الخيارات الثانية تخص المهام وطريقة تنفيذها مثلا قد تختار طريقة تجعل من إنهاء المهمة أصعب أو أطول وخيار يمكنك من إنهائها بسرعة ويسر.
النوع الثالث من الخيارات تخص العالم مثلا بحال قمت بفتح برج كهرباء ستظهر لك خيارات لأي جماعة تود أن تصل إليهم الكهرباء وهذا يحسن علاقتك معهم ويفتح مجالات أوسع للتجارة معهم أو التنقل بمنطقتهم والذي يؤثر بدوره على بيئة اللعب بتلك المنطقة مقارنة بمناطق أخرى.
العب بأسلوبك المفضل
لقد عمل المطور بجد على جوهر القتال، لضمان أن يكون تأرجح سلاح ضخم قوي ممتع ومرضٍ ومنفذ بشكل جيد. ولكن حتى أكثر المعارك وحشية يمكن أن تكون تكتيكية أيضًا.
أمامك طرق متعددة لصقل مهاراتك لتعزيز أسلوب اللعب الذي يناسبك. الأمر متروك لك إذا ركزت في الغالب على الحركة ومهارات الباركور. أو القتال العدواني القوي المباشر. أو الأسلوب الماكر، حيث تنجز الأدوات التي أنشأتها المهمة. يمكن أن تغير كل قدرة تتعلمها قواعد اللعبة وربما تمثل خطوة جديدة مفضلة.
قراراتك تشكل عالمك
إن وتيرة الأمور سريعة في Dying Light 2. كل لحظة مهمة وكل حركة قد تعني الانتصار أو الهزيمة. اختر تصرفاتك وأصدقاءك بعناية. إن كل شيء تفعله في المدينة يمكن أن يعيد تشكيل بيئة اللعب ويغير مسار القصة ويقرر مصير سكان المدينة. ولكن الأهم من ذلك، أنك تقرر مصيرك أيضًا. فاحرص على أن تظل إنسانًا.
بإمكانك اللعب بشكلٍ تعاوني
ذكر استوديو Techland بأن اللعبة في الوضع التعاوني تمكنك من اللعب مع ما يصل إلى أربعة لاعبين. اللعب التعاوني في هذا الجزء سيكون مختلفاً عن الجزء الأول لأن في الجزء الجديد سيكون واحداً من اللاعبين الأربعة هو المضيف هذه المرة. حيث يمكنك استضافة ألعابك الخاصة أو أن تنضم إلى الآخرين وتكتشف كيف كانت اختياراتهم مختلفة عن اختياراتك.
ماذا عن الاختيارات والتقدم عند اللعب مع الآخرين؟
طبعاً نحن نعلم بأن اختيارات اللاعبين ستؤثر على القصة لكن كيف سيتم ذلك مع اللعب الجماعي؟ في اللعب الجماعي بحسب المطور فإن فقط أفعال المضيف هي من سيكون له عواقب على القصة، أي أنك عندما تنضم للعبة مع أصدقائك سترى كيف أثرت اختياراتهم على القصة بشكلٍ مختلفٍ عن اختياراتك في لعبتك أنت.
كذلك أكد Malgorzata Mitrega أحد مطوري اللعبة بأن اللاعب الذي يدخل جلسة لعب مع أصدقائه ستبقى محتفظاً بتقدمك الذي أحرزته، لكن إذا ما اتخذ صديقك مساراً مختلفاً بالقصة عما اتخذته أنت فقد لا تتمكن من الولوج لكل الأسلحة خاصتك في اللعبة التي انضممت إليها.
إذاً نحن كما يبدو موعودين بلعبة ضخمة معقدة عالمها متعدد الطبقات، تروي لنا قصة انهيار البشرية في عالمٍ بائس وكيف تغلب الطبيعة البشرية أحياناً على أصحابها لتجردهم من الإنسانية فيصبحوا متشابهين مع الوحوش والزومبي في ذاك العالم. واللعبة تتعمق أكثر في الدور الذي تلعبه عواقب واختيار اللاعب فيها.
هذا ونذكر بأن لعبة Dying Light 2 سوف تصدر في شهر ديسمبر المقبل كما تم الإعلان بأنها ستدعم اللغة العربية في النصوص والقوائم.