صحيح أن لعبة 1 The Last of Us صدرت منذ عدة سنوات لكن حتى الآن ما زالت بعض مشاهدها محفورة في ذاكرتنا بسبب اللحظات الخالدة والمفصلية التي كانت سبباً بجعلنا نتعلق بقصتها ونعيش معها أفضل الذكريات والمشاعر التي نفتقدها بكثير من العناوين. لذا في مقالنا هذا من سلسلة مقالات لحظات خالدة سنركز الضوء على أفضل خمسة لحظات عشناها في لعبة نوتي دوق الأسطورية للعام 2013.
تنبيه: مقالنا هذا سيحتوي حرق كبير لأحداث قصة اللعبة، لذا اقرأ على مسؤوليتك إن لم تكن قد ختمت اللعبة بعد.
انتشار الوباء وما حل بسارة
اللعبة الأسطورية تحتاج بداية تضع الأسس للقصة وتجعلك ترتبط تماماً بالشخصيات، وهذا ما أتقنه نوتي دوق بشكلٍ كبير مع الجزء الأول من ذا لاست أوف أس، فقد تم تعريفنا ببداية انتشار الوباء عبر لحظات درامية كنا نتحكم فيها بشخصية سارة ابنة جول التي أهدته قبل ساعات من حلول الكارثة ساعة يد.
بعدها انتشرت الفوضى بالمدينة وبدأنا نعيش لحظات هروب جول وابنته وأخيه سام إلى بر الأمان. وفي تلك اللحظة التي ظننا فيها بأنهم وصلوا لغايتهم عندما التقوا بعناصر الشرطة انصدمنا بمدى قساوة هذا العالم الذي نعيش فيه فالشرطة بدل من أن تكون مهمتها إجلاء السكان تلقوا أوامر بالقضاء على كل شخص حي، وهنا قام الشرطي بإطلاق النار على سارة وجول وبدا عرض ذلك المشهد القاسي الذي نرى فيه سارة بحضن أبيها والذي مهد ببراعة لطبيعة علاقة الأب المكسور بموت طفلته بإيلي التي عوضته عنها.
اللقاء الأول مع الزرافات
في عالمٍ سوداوي لما بعد الكارثة حيث يبدو فيه كل شيء بلا حياة وينعدم فيه الأمل، يقدم لنا نوتي دوق قبل نهاية اللعبة وعند وصول جول وايلي إلى Salt Lake City مشهداً مؤثراً يجعلنا نشعر بوجود الطفل داخل إيلي تلك الفتاة المتجهة إلى مصير محتوم، وكأنها كانت منذ البداية تعلم أنها ستموت بالنهاية لأنها هي أمل البشرية ومن يحمل العلاج لذا عليها أن تكون الضحية، وهي كانت طيلة احداث اللعبة تحاول أن تستمتع بالعالم من حولها فرأيناها تلهو وتلعب بين الحين والآخر لأنها تريد وداع هذا العالم والاستمتاع بأي لحظة متاحة قبل الموت.
لذا عندما شاهدنا تواجد الزرافات في تلك المنطقة جعلنا هذا نشعر بعودة الأمل من جديد لإمكانية أن تبث الحياة في هذا العالم فذلك المشهد ولد لدينا شعور بأنه لم يبقى هناك أي clickers حولنا وكأن كل شيء انتهى وعدنا للحياة الطبيعية. وكأننا عشنا لحظات سعادة مسروقة وسط كل تلك المآسي والكوارث.
إنقاذ إيلي والكذبة الكبرى
جول الذي فقد ابنته سارة ببداية اللعبة كان من الصعب عليه أن يحتمل أن يكرر التاريخ نفسه مرة أخرى عبر وضع إيلي كفأرة تجارب بأيدي الأطباء عند منظمة الفاير فلايز، فعندما علم بحقيقة ما ينوون القيام به من عمل جراحي سيودي بحياة ايلي سعياً لاستخراج علاج ما للوباء دون أن تكون النتائج مضمونة 100%. رأيناه يهرول مسرعاً ضمن طوابق المشفى لينقذها ولابد بأن دقات قلوبنا كانت تتسارع مع خطواته تلك، كيف لا ونحن عشنا ساعات وساعات عظيمة لقصة الحب تلك بين أب وابنته محبوكة بعناية لا مثيل لها.
عندها لم نتردد في قتل كل من يقف بطريقنا لنحمل إيلي ونسرع بها للخارج. وهنا اضطر الأب أن يكذب على ابنته بحقيقة ما حصل بعد صحوتها من غيبوبتها، فلما سألته عما حصل أجابها بأنهم فقدوا الأمل بإيجاد اللقاح ولكن ملامح وجه ايلي آنذاك كان يشكك بما قاله لها جول. وهذا مهد لتوتر علاقتها معه في الجزء الثاني فهي كانت طوال الوقت تريد إنقاذ البشرية، لكن من وقف بطريق هذا الطموح لديها ليس إلا جول نفسه، لأن عاطفة الأبوة طغت عليه بالنهاية فلم يكترث لإنقاذ العالم بل قرر إنقاذ عالمه هو والذي بات متمثل في هذه الفتاة الصغيرة.
تعرض إيلي للعض
في المحتوى الإضافي Left Behind عشنا مغامرة مع ايلي وصديقتها رايلي ضمن مول تجاري استرقنا فيها بعض اللحظات الطفولية المرحة التي كسرت جمود ذلك العالم الموحش بالخارج. وبدأنا نلهو معهم ونسرح ونمرح متناسين أن هناك وحوشاً تتربص بنا خارجاً.
وإذا تأتي اللحظة القاسية والتراجيدية تلك عندما يتمكن الكلكرز من الطفلتين فيتعرضان للعض لتترك ايلي أمام لحظة الحقيقة المؤلمة عندما تضطر لوداع صديقتها العزيزة التي كانت تلهو معها منذ بضعة لحظات قبل أن تتحول لكليكرز ومن ثم تكتشف بأن شيئاً ما مميز فيها جعلها منيعة ضد فايروس Cordyceps وليست كغيرها من البشر. طبعاً هذا ما فهمناه عند لعب اللعبة الأصلية، لكن نهاية الإضافة كانت بمشهد يظهر ايلي وصديقتها وهما ينتظران تحولهما إلى كليكرز مع تمسك رايلي بالقتال حتى الرمق الأخير من أجل كل ثانية تمكنهم من قضاء الوقت مع بعضهم البعض. مشهدٌ قاسي بحق ولكنه يعلمنا أهمية التمسك بالحياة دوماً وأبداً مهما كانت الظروف.
المشادة الكلامية بين جول وإيلي
بعد وصول الثنائي إلى المستعمرة التي يوجد فيها تومي شقيق جول يرى جول بأنه من الأفضل أن تبقى ايلي عند تومي ريثما يجد الـ Firefly. وهنا تواجه ايلي جول بحقيقة قراره بأن يتركها لينشئ جدالٌ مليءٌ بالعاطفة والمشاعر بين الطرفان، يتجلى بذلك المشهد روعة الأداء التمثيلي لكل من آشلي جونسون وتروي بيكر.
حيث نصل فيه إلى منعطف يتم فيه إيضاح مدى الارتباط الكبير الذي نشأ بينهما، والأروع عندما تخبر ايلي جول بأنها تعلم ما حدث مع ابنته سارة كفتاة خائفة أن تفقد شخص بمقام والدها ورجل بات يجد في تلك الفتاة ما يعوضه عما افتقده. عمق المشاعر التي فاضت نحونا كلاعبين في هذا المشهد كان قوي لينسينا أننا أمام لعبة فيديو. والأهم بأنه مشهد أسس أيضاً لنهاية القصة ومهد لها بشكلٍ ممتاز.
إذاً تلك كانت أبرز اللحظات التي لا يمكننا أن ننساها في اللعبة، ولكن طبعاً ما زال هناك الكثير من المشاهد مثل لحظة تحول سام لكليكرز وانتحار شقيقه هينري بعد أن اضطر لقتل أخيه الصغير، أيضاً كيف لنا أن ننسى تريس صديقة جول؟ أو عندما لعبنا بدور ايلي التي كانت تكافح رغم صغرها كي تنقذ جول. كما قلت المشاهد واللحظات كثيرة ولكننا نريد أن نترك المجال لكم أيضاً كي تشاركوا معنا بدوركم بمقال “لحظات خالدة” بأفضل اللحظات بالنسبة إليكم في هذه اللعبة وسبب اختياركم لها؟