شهدت الفترة الماضية الإعلان عن لعبة Battlefield الجديدة والتي تنطلق في موسم الأعياد، وبالنظر للاستقبال النقدي المتوسط للعبة Battlefield 5، عانى العنوان من مشاكل متفرقة في جزئه الخامس عشر نأمل أن يتم تجنبها في اللعبة القادمة لضمان العودة للمسار الصحيح وتوفير تجربة مثيرة وواقعية قدر المستطاع.
إذا وضعنا جانبًا الإصدارات الفرعية مثل Battlefield Hardline، فإن السلسلة تميل إلى إطلاق جزء رئيسي كل عامين، رغم ذلك، لم يتم الكشف عن جزء جديد في العام الماضي، ولكن لحسن الحظ سنحصل على أضخم إصدار في مسار السلسلة هذا العام مع تسريبات تتحدث عن خرائط شاسعة ودعم 128 لاعب وكوارث طبيعية مثل الزلازل والأعاصير، والآن دعونا نتعرف على أهم العناصر التي قد تضمن نجاح السلسلة في حال توافرها، والعناصر الأخرى التي نأمل التخلي عنها بعد أن أثبتت فشلها في الإصدارات السابقة.
الاستغناء عن الدعاية الترويجية المضللة مقابل التركيز على أسلوب اللعب
ركز عرض الكشف عن BF5 على التمثيل عوضًا عن الدقة التاريخية، الأمر الذي ترتب عليه استقبال فاتر من اللاعبين (بسبب التركيز على الإناث في الحرب العالمية الثانية أكثر مما ينبغي)، وتصاعد الموقف بعد تصريحات Patrick Soderlund من استوديو DICE الذي طالب اللاعبين بقبول اللعبة كما هي أو عدم شرائها، والنتيجة؟ أداء تجاري أقل من المتوقع وقاعدة جماهيرية محدودة.
تحول الوضع إلى ما يشبه محاولة فرض الاستوديو سياسته الخاصة على مجتمع اللاعبين، وهو ما أتى بنتائج عكسية، ولذا، نأمل أن تركز عروض اللعبة على أسلوب اللعب والآليات الجديدة، عوضًا عن الدخول في صراعات لا فائدة منها تؤثر بالسلب على المشروع نفسه وتحد من نجاحه.
التركيز على طور اللعب الفردي
في الآونة الأخيرة، اتجهت سلسلة Battlefield للتركيز على قصص فردية بعنوان War Stories استنادًا إلى المعارك التاريخية، حيث تقدم “قصص الحرب” مقتطفات قصيرة بدلاً من تجارب كاملة، مع لقطات مثيرة للمواجهات التي كانت حاسمة في تحديد نتيجة الحرب العالمية الأولى والثانية.
تم إطلاق Battlefield V بثلاث “قصص حرب”، تتطلب كل منها أقل من ساعتين لإكمال أحداثها، وهو وقت محدود جدًا لتقديم الشخصيات بشكل مثير ودفع اللاعبين للتعلق بهم، لذلك، لا تترك تلك المهام ببساطة انطباعًا طويل الأمد، وسواء كان الحل يمكن في توسيع نطاق تلك المعارك أو تقديم قصة تقليدية على غرار ألعاب التصويب الأخرى، نأمل أن يركز الجزء القادم بشكل كافٍ على تقديم قصة فريدة وشخصيات لا تنسى يتعلق بها اللاعبين كما يحدث في عناوين Call of Duty.
الاستغناء عن الحروب التاريخية
بعد أن شهدت السنوات الماضية عددًا ضخمًا من ألعاب التصويب التي تركز على الحروب الحديثة، نادى اللاعبين بالعودة إلى الأيام الخوالي للحرب العالمية، وجاءت Battlefield 1 بمثابة نسمة من الهواء المنعش وتغيير منتظر منذ فترة، وهو ما يفسر نجاحها التجاري والنقدي المميز، في المقابل، قدمت Battlefield 5 المزيد من نفس المحتوى تقريبًا.
بالنظر لتلك العناوين السابق ذكرها، جنبًا إلى جنب مع Call of Duty WWII، أصبح لدينا عدد ضخم من ألعاب التصويب الخاصة بفترة الحرب العالمية الأولى والثانية، وبالتالي، بات اللاعبون يبحثون عن قصص حربية حديثة مجددًا، لذا دعونا نأمل أن تصدق الشائعات الأخيرة وأن يتم التركيز على الحروب المعاصرة أو تلك الخاصة بالمستقبل القريب للعودة لذكريات BF3 و BF4.
التركيز على المعارك الضخمة
قدمت BF1 طور Operations حيث يتنافس 64 لاعبًا للسيطرة على منطقة واحدة، وقد كانت إضافة مرحب بها بالفعل وتغيير طال انتظاره في ألعاب التصويب الجماعية، بل يمكن وصفها بواحدة من أفضل المنافسات في تاريخ ألعاب هذا النوع عامة، وتطور الأمر مع BF 5 التي قدمت منافسات Grand Operations، طور اللعب الذي يكلف اللاعبين بإكمال سلسلة من المهام على مدار أربعة أيام.
في ظل وجود شائعات تتحدث عن خرائط أضخم من أي وقت مضى وأعداد تصل إلى 128 لاعبًا في المباراة الواحدة، نأمل أن يركز الجزء القادم على طور Grand Operations وأن يتفوق استوديو DICE على نفسه ويقدم معارك أضخم وأكثر تفصيلًا بأدوار محددة لكل فئة، لتشعر أنك في ساحة معركة حقيقية كما لم يحدث في أي جزء سابق.
الاستغناء عن منافسات المعارك الملكية (Battle Royale)
حتى نكون منصفين، لا شك أن طور الباتل رويال Firestorm حقق نجاح مدوٍ في BF5، ولكن مثل هذه المنافسات تحتاج إلى أعداد ضخمة من اللاعبين يصعب الحفاظ عليها لفترة طويلة في لعبة تركيزها ينصب على المنافسات الجماعية الأخرى، وفي حال لم يتم التخطيط للعبة معارك ملكية منفصلة ومجانية بالكامل، لا نرغب في رؤية تلك المنافسات كجزء من العنوان القادم.
لا شك أن نجاح Fortnite المذهل وحتى Apex Legends من EA يدفع جميع المطورين لتقديم منافسات مشابهة لتحقيق نجاح تجاري قوي على المدى البعيد، ولكن الأمر أصبح سخيفًا ومكررًا بشكل لا يحتمل، لذا نأمل أن تكون الشائعات الأخيرة بخصوص إطلاق طور الباتل رويال بشكل منفصل صحيحة، وأن يتم الانتظار لحين إطلاق اللعبة الرئيسية ودعمها بشكل كافٍ قبل التفكير في التطرق لتلك الإضافة.
التركيز على قتال المركبات
في حين أن الغالبية العظمى تتفق على أن BF5 كانت خطوة بسيطة للخلف مقارنة بـBF1، إلا أن لعبة التصويب الصادرة في 2018 لا تزال لعبة مصقولة مع لحظات لا تنسى بين الحين والآخر خاصة عندما يتعلق الأمر بقتال المركبات، حيث قدمت مجموعة منوعة من الدبابات وحتى الطائرات التي يمكن التحكم فيها بسهولة ويسر وخوض معارك محتدمة مع المنافسين بكل أريحية.
نأمل أن يركز الجزء القادم على تلك الميزة تحديدًا، ليس فقط من خلال زيادة أعداد المركبات، وإنما التطرق لفئات مختلفة، وأطوار لعب جديدة كليًا تركز على قتال المركبات فقط.
الاستغناء عن مهام التخفي والتسلل
قد يكون التخلص من مهام التخفي بشكل كامل صعبًا بعض الشيء، خاصة إنها توفر تغييرًا مرحبًا به في وتيرة الحرب خلال خوض أحداث القصة، وفي حال تم تنفيذها بشكل صحيح تظل عالقة في أذهان اللاعبين لفترات زمنية طويلة، وسبق وقدمت BF1 عدد مقبول من مهام “التسلل خلف خطوط العدو” لم تصل لحد التكرار والملل ووفرت أجواء مختلفة ومطلوبة من حين لآخر.
ولكن لسوء الحظ، لم تحظى تلك المهام بنفس الترحاب في BF5، وأصبحت مملة بشكل مستفز مثل مهمة Under No Flag على سبيل المثال، وبالتالي، سنكون سعداء تمامًا في حال تم الاستغناء عن تلك المهام في الجزء القادم، أو تقديمها بشكل محدود للغاية مع تنوع ملحوظ ومفاجآت غير متوقعة.
التركيز على خيارات التخصيص
ليس سرًا أن التطرق لحقبة الحرب العالمية الأولى والثانية في BF1 و BF5 حد بشكل كبير من خيارات التخصيص للشخصيات والمركبات والأسلحة مقارنة بعناوين التصويب الأخرى التي تركز على الحروب المعاصرة، ولطالما افتقدت ألعاب السلسلة العناصر التجميلية المميزة التي تستحق الاقتناء، مما ترتب عليه تطابق المعدات بين معظم اللاعبين في المنافسات الجماعية عبر الشبكة.
وبافتراض أن الجزء القادم يركز على الوقت الراهن أو المستقبل القريب، سيكون لدى DICE القدرة على تقديم خيارات تخصيص متشعبة لأقصى درجة، تجعل كل لاعب يمتلك عتاد ومظهر وأسلحة مختلفة، وبالنظر لأداء Apex Legends الممتاز فيما يخص تلك الجزئية، لا يوجد أي مبرر لتجاهل تقديم شيء مماثل في لعبة التصويب المرتقبة.
الاستغناء عن التركيز على خريطة الدعم
في العصر الذي تركز فيه ألعاب الفيديو على مفهوم الخدمات الحية، تم استغلال الوضع أسوأ استغلال من خلال إطلاق ألعاب غير مكتملة تعاني من مشاكل متفرقة مع وعود بوجود خريطة دعم ضخمة تقدم إصلاحات ومحتوى جديد على طول الطريق، عوضًا عن الانتظار لفترة أطول وتقديم لعبة مكتملة الأركان.
نعم تضمن خريطة الدعم المحافظة على أعداد اللاعبين كل فترة من خلال العودة لتجربة الإضافات الجديدة ولكن في المقابل عانت العديد من الألعاب من مشاكل كارثية وقت الإطلاق مثل Anthem من EA، لذلك، دعونا نأمل أن يتم التركيز على اللعبة نفسها ومحتواها منذ توافرها بالأسواق، عوضًا عن وعود وهمية تضر العنوان وتؤثر على شعبيته، وفي نفس الوقت لا تضمن استمرار دعم المستخدمين بعد فترة من الإطلاق، خاصة إذا صاحب هذا الإطلاق مشكلات رئيسية تؤثر بالسلب على التجربة.
التركيز على المحتوى وحالة اللعبة في يوم الإطلاق
سواء كان ذلك بسبب الأخطاء التقنية أو مشاكل الاتصال، اكتسبت ألعاب Battlefield سمعة سيئة عندما يتعلق الأمر بحالة اللعبة وقت الإطلاق، نتذكر جميعًا مشاكل BF4 وقت توافرها، وكيف صدرت BF5 مع محتوى مقصوص، وعلى الرغم من نجاح اللعبة الأولى في العودة للطريق الصحيح بعد فترة، إلا أن الأخيرة لم تتعافى حقًا من الاستقبال المتواضع حتى الآن.
في ظل تأخير إصدار اللعبة لعام إضافي، ومشاركة أكثر من استوديو في عملية التطوير، نأمل أن تصدر BF6 مع قصة قوية ومنافسات جماعية ضخمة ومنوعة ومشاكل اتصال شبه معدومة، وإلا سينتظرها مستقبل مظلم وفشل على الأصعدة كافة قد لا تستطيع السلسلة التعافي منه مجددًا.
تلك هي أبرز المزايا والعيوب التي نأمل أن يركز استوديو DICE عليها لضمان عودة Battlefield للطريق الصحيح وتقديم واحدة من أضخم وأكثر الألعاب الحربية إثارة وتنوع، وبالطبع، ننتظر آرائكم في قسم التعليقات بخصوص ما تتمنون مشاهدته في اللعبة عندما يحين موعد إطلاقها بالأسواق.