لا شك أن هناك طبقة عريضة من اللاعبين تقدر بالملايين متعلقة لأقصى درجة بـ ألعاب التسلل والتخفي، تلك الألعاب التي ترغمك على التحرك ببطء وتأني وفحص الموقف جيدا قبل الإقدام على أي خطوة غير محسوبة بعكس ألعاب التصويب التي تركز بشكل كامل على تبادل إطلاق النار في العلن وإثارة الفوضى في أي منطقة تخطوها قدماك.
على الرغم من النجاحات المميزة التي حققتها عناوين التخفي في العقود الماضية مثل Splinter Cell و Metal Gear Solid و Hitman، إلا أن هذا النوع من ألعاب الفيديو لم يصل أبدا للقمة كما يحدث في ألعاب الحركة والتصويب، ودائما تخسر تلك العناوين الرهان لصالح ألعاب الجبهة الأخرى سواء Call of Duty أو Battlefield أو Gears of War.
تلك المعاناة المستمرة لسنين لم تؤثر بالسلب لحسن الحظ على مستقبل ألعاب التسلل والتخفي، وفي ظل وجود ألعاب يمتد تاريخها لعشرات السنين ومازالت تتواجد على الساحة بقوة، هناك أيضا سلاسل جديدة ظهرت في الفترة الأخيرة وحملت الشعلة بكل نشاط وهمة مثل Dishonored و Batman.
نعم لم تمت ألعاب التخفي ومازالت متواجدة على الساحة بكل قوة، ولكنها واجهت تحولات جذرية طوال السنوات الماضية نستعرضها سويا في مقالنا اليوم من سلسلة سوالفنا للتعرف على حقيقة ما حدث.
التحرك ببطء وثبات
عندما يتم ذكر ألعاب التخفي، يعتقد الكثير على الفور أن منتصف التسعينيات هي “بداية” هذا النوع من الألعاب، إلا أن الأصول تعود إلى أبعد من ذلك في الواقع، على سبيل المثال سلسلة Wolfenstein التي يعتبرها البعض الآن واحدة من أشهر عناوين الأكشن، ولكن في الحقيقة ركز أول إصدار في تاريخ السلسلة Castle Wolfenstein على التخفي بشكل كامل عندما صدر في عام 1981.
نعم Wolfenstein هي السبب الرئيسي في تمهيد الطريق لألعاب التسلل الشهيرة التي تلتها، سواء Saboteur الصادرة عام 1985 أو Metal Gear في 1987، وعلى الرغم من أن التقنية في ذلك الوقت كانت محدودة للغاية، إلا أن تلك الألعاب تم استقبالها بشكل مميز- على المستوى النقدي بالطبع وليس التجاري- لكونها غير مألوفة وتقدم أفكار مبتكرة.
نعم لم يحدث تغيير فوري وإقبال منقطع النظير على ألعاب التسلل والتخفي في تلك الفترة، ولكنها كانت بمثابة الشرارة التي أضاءت الطريق لهذا النوع وأكملته مشاريع أخرى سواء Metal Gear المستمرة حتى وقتنا هذا أو Wolfenstein التي غيرت جلدها وركزت على الأكشن بصورة أكبر.
في أوائل التسعينات بدت الأمور هادئة… لكن كل ذلك كان على وشك التغيير في عام 1998.
الخروج من الظلال
على الرغم من أن القول إن عام واحد كان كافيا لنوع ما لبلوغ القمة، إلا أن ما حدث في بداية التسعينات ساهم في تغيير نظرة اللاعبين لألعاب التسلل والتخفي، كيف لا وقد شهدت تلك الفترة إصدار عناوين Tenchu: Stealth Assassins و Metal Gear Solid.
في ذلك الوقت، بدأ PlayStation و Nintendo 64 في دخول عصر جديد من الألعاب ثلاثية الأبعاد، مما فتح المجال لما يمكن للمطورين وضعه في ألعابهم، وكانت ألعاب الحركة والأركيد جيدة وتحقق نجاحات مدوية، ولكن كان هناك حاجة للتغيير، وبدأ ذلك بالفعل مع ألعاب الرعب والبقاء التي غيرت من شكل ألعاب الأكشن، ثم كانت الخطوة التالية المنطقية هي ألعاب التخفي.
على الحاسب الشخصي، حصل اللاعبين على Thief: The Dark Project التي تعتبر نموذج لألعاب التسلل، ومثلت تحولًا كبيرًا في تغيير ألعاب المنظور الأول، فغالبية لاعبي المنصة في ذلك الوقت أنصب تركيزهم على ألعاب التصويب التي سيطرت على الساحة وقتها أمثال DOOM و Quake، ولكن تأثير Thief كان له مفعول السحر، كما لو أنها قضت على حتمية الركض وتبادل النار في العلن، واستبدلت الأمر بالاختباء في الظلام والتحرك بروية دون أن يلاحظ أي شخص وجودك.
تماما مثل تأثير Final Fantasy VII على الجمهور الغربي، لم يتطلب الأمر سوى عدد قليل من ألعاب التسلل لفتح الباب أمام المزيد من المشاريع لترى النوى، وهو ما حدث بالفعل في ذلك الوقت.
التسلل أسلوب حياة
البذرة المزروعة في الثمانينات بدأت تجني ثمارها في أوائل الألفية الجديدة، ونمت جذورها لتنتشر على نطاق واسع وتشمل عناوين جديدة تماما تظهر لأول مرة، ولست بحاجة لأخبرك بمدى النجاح الساحق الذي حققته أولى عناوين هيديو كوجيما على بلايستيشن، أو الاستقبال المميز لألعاب مثل Thief و Tenchu (التي يأمل مطورها إعادة تقديمها على PS5) ولكن دعنا من هذا الآن.
في مطلع القرن الجديد ظهرت Hitman من IO Interactive، وعلى الرغم من أن أول مغامرة للعميل 47 كانت قاسية نوعا ما ولم تحقق النجاح المتوقع، ولكن ما قدمته اللعبة في ذلك الوقت كان دليل على وجود مستقبل مشرق ينتظرها في الإصدارات التالية، وفي نفس الفترة، بدأت سلسلة Deus Ex أولى خطواتها بنجاح على الرغم من أنها لا تصنف كعنوان تسلل، ولكنها قدمت هذا الخيار لكل من يرغب في التطرق له ونالت إشادة واسعة بسبب هذا الأمر.
واصلت Metal Gear Solid نجاحها مع Sons of Liberty في عام 2001، ولكن كان يُنظر إليها بصفتها لعبة حركة مع عناصر تخفي، ولذلك أراد اللاعبون شيئًا ما في نفس عالم التجسس المعتمد على التقنيات المتقدمة، وكانت تلك هي فرصة يوبيسوفت التي قدمت بعد عام واحد Splinter Cell.
كانت النجاحات التي حققها سام فيشر هي ما يحتاجه اللاعبين على الأجهزة المنزلية والحاسب في ذلك الوقت لتعزيز إيمانهم بهذا النوع، حيث يمكنك فعل ما يحلو لك ولكن في الخفاء، وبمجرد التفكير فقط في الاشتباك المباشر ستجد نفسك تنهار في لمح البصر ولن تصمد لفترات طويلة.
أوائل عام 2000 شهدت نجاحًا مذهلاً بالنسبة لهذا النوع من الألعاب، وما حدث مع أمثال Manhunt و Chronicles of Riddick ومحاولات الرسوم المتحركة مثل Sly Cooper وألعاب المحاكاة الساخرة مثل No One Lives Forever خير دليل على نجاح ألعاب التخفي، ومع ظهور جيل جديد من منصات الألعاب في منتصف عام 2000، كان الجميع ينتظر الخطوة القادمة.
بالفعل حدث شيء ما… ولكن ليس ما توقعه اللاعبون.
اتبع العقيدة، وأعمل في الظلام لخدمة النور
بحلول منتصف العقد الأول من الألفية الجديدة، كان لدينا ثروة من ألعاب التسلل ترحب بكل من يرغب بالانضمام إليها، حصلت عناوين Splinter Cell و Hitman على إصدارات مذهلة في Chaos Theory و Blood Money، لعبة Metal Gear Solid 3: Snake Eater طورت قصة لا تصدق لألعاب التخفي، بينما كانت Thief: Deadly Shadows تحقق نجاحات لا تنسى على الحاسب و Xbox.
نعم تواصل ألعاب التسلل والتخفي تألقها وتنتشر كالنار في الهشيم، ولكن ترتب على هذا الأمر نتائج غير محسوبة، كان هذا النوع يتوسع، لكن اللاعبين كانوا معتادين على طبيعة ألعاب التسلل المنهجية، ولن يكون من العدل القول بأن الأمر كان سيئًا، ولكن انتظر الجميع خطوة مختلفة وشيء جديد، مما مهد الطريق لشركة يوبيسوفت مرة أخرى لتقدم واحدة من أشهر ألعاب هذا النوع في تاريخ الصناعة Assassin’s Creed.
بغض النظر عن اتجاهات السلسلة الزمنية، لاقى الإصدار الأول ترحاب واسع ونجاح مدوي لمحبي التسلل والتخفي، كان الأمر في الغالب يتعلق بالتخلص من خصومك في صمت دون أن يلاحظ أحد وجودك، في نفس الوقت تطرق العنوان لبعض العناصر المبتكرة لأولئك الذين يتوقون إليها، لقد جلبت مزيجًا جديدًا من العاب التخي، نوعًا من أسلوب اللعب الأسرع والأكثر نشاطًا، نفس الفكرة التي تعتمد عليها جميع ألعاب هذا النوع ولكن الفارق هنا كان في طريقة التنفيذ وعناصر أسلوب اللعب التي ظهرت لأول مرة ونقلت تلك الفئة من ألعاب الفيديو لمستوى جديد تماما.
ليس عليك البقاء في الظلام طوال الوقت، بل يمكنك الاندماج في البيئة والتنقل بسلاسة وسط الحشود كما لو أنك غير موجود، في نفس الوقت، كانت Metal Gear Solid تسير في المسار الأكثر تركيزًا على الأكشن مع Guns of the Patriot، حيث يتم تهميش التسلل لصالح الاشتباكات المميتة والمعارك المحتدمة.
بدون شك تعتبر Assassin’s Creed بمثابة التغيير الحتمي الذي طال انتظاره في ألعاب التسلل والتخفي لفترة طويلة، لقد جلبت الحياة إلى هذا النوع الذي لم يعرف اللاعبون أنهم بحاجة إليه، وسرعان ما شقت العناصر المختلفة التي قدمتها اللعبة طريقها لعشرات العناوين الأخرى لتصبح أحد أبرز السلاسل في تاريخ الصناعة على المستوى النقدي والتجاري.
التسلل عبر المقابر والأراضي المجهولة
الخطوة التالية في مسار ألعاب التخفي لم تكن مرتبطة بألعاب هذا النوع في الواقع، كانت ألعاب الحركة تتطور (ثم تتحول بسرعة) إلى ألعاب إطلاق نار تعتمد على الغطاء، ويمكنك شكر Gears of War على ذلك، إلا أنها أصبحت مكررة ومتشابهة بدرجة كبيرة، الأمر الذي أرغم المطورين على التنويع من خلال تقديم نوع جديد يجمع بين الحركة والتخفي في نفس الوقت.
شهد العقد التالي ظهور Uncharted وريبوت Tomb Raider، ودمجت كل لعبة تقريبًا العديد من عناصر التخفي بشكل أو بآخر مثل الاختباء في العشب الطويل أو مراقبة الأعداء ودراسة تحركاتهم قبل القضاء عليهم، حتى أن الأمر تطور بطريقة سيئة في بعض العناوين من خلال مهام يتم حشرها في الأحداث ترغم اللاعب على اتباع أسلوب التسلل والتخفي لبعض الوقت قبل أن تعود الأمور لنصابها الصحيح من جديد كما حدث في The Order 1886 و Marvel’s Spider-Man.
في نفس الوقت لم تستطع أشهر ألعاب هذا النوع المحافظة على نجاحاتها السابقة، سواء Splinter Cell: Conviction التي قررت فجأة جعل سام فيشر أكثر حماسة وقدرة على تبادل إطلاق النار والاشتباك مع أعدائه عوضا عن أسلوب التخفي المعتاد، وهو تحول لم يكن مرحب به على الإطلاق، أو حتى Hitman: Absolution التي لم ترقى للتوقعات، حيث أشارت كافة الدلائل لكون الأسلوب الكلاسيكي لم يعد يجدي نفعا، يبدو أن مدرسة التخفي البطيئة والمنهجية قد تم تهميشها، بينما أصبح التسلل أكثر من مجرد خط ثانوي في ألعاب الحركة، قطعة مصاحبة لأي مغامرة بدلاً من مبدأ اللعب الكامل طوال الوقت، هل كانت مدرسة التخفي الكلاسيكية على وشك السقوط حقا؟
فارس الظلام والفجر الجديد
لحسن الحظ لم يكن المستقبل مظلم كما ظن محبي ألعاب هذا النوع، في 2012 حصلنا على Dishonoured التي كانت بمثابة نسمة من الهواء المنعش لألعاب التخفي، أو Thief التي وفرت مزيج متزن بين الحركة والتخفي بحسب رغبة كل لاعب.
ألعاب الرعب والبقاء عادت للأضواء بشكل لا يمكن أن يغفل عنه أي شخص، سواء Alien: Isolation التي قدمت مفهوم البقاء بشكل حرفي مع ضرورة التخفي والانتقال من منطقة لأخرى في محطة سيفاستوبول وتجنب الاشتباكات قدر المستطاع، وهو نفس النهج الذي اتبعته ألعاب الرعب الأخرى مثل Amnesia و Outlast مما جعل ألعاب الرعب التي تترك اللاعب بدون أسلحة أقرب إلى عناوين التسلل المظلمة والمخيفة أكثر من أسلوب الحركة مثلما كان يحدث في Resident Evil و Silent Hill.
في ذلك الوقت أخذت عناوين مثل Batman و Horizon: Zero Dawn على عاتقها مهمة إعادة أحياء ألعاب التسلل والتخفي بشكل مختلف رغم كونها ألعاب حركة في الأساس، سواء فارس الظلام الذي يظهر من العدم للقضاء على أعدائه في سواد الليل، أو آلوي التي طورت تقنيات الصيد والتسلل للقضاء على الآلات الفتاكة.
تلك العناوين لم تقدم التسلل من أجل التخفي، وإنما لتذكيرنا أنه عند تطبيق الأمر بشكل صحيح، تحصل في المقابل على مغامرة ممتعة مهما أختلف التوجه، حيث لم تفرض على اللاعب إتباع التكتيكات والخطط المختلفة، ولكن وفرت هذا الخيار بشكل أسرع يلائم الطفرة التي تشهدها الصناعة في تلك الجزئية،
لحسن الحظ، كانت الأمور تتحسن مع دخولنا منتصف العقد، حيث كانت العناوين الجديدة تحمل المشاعل، بينما بدأت ألعاب الحركة في رؤية الإمكانات المثيرة في أسلوب التخفي التكتيكي، كل ما نحتاجه الآن هو عودة بعض الألعاب الكلاسيكية القديمة.
العودة للمدرسة القديمة
شهدت ألعاب هذا النوع صعود وانحدار ونجاح وفشل، واتباع الأساليب الكلاسيكية المعتادة ثم التطور إلى عناوين أسرع إيقاعًا، ولكن الأمر الوحيد المؤكد كونها تعود للأضواء كل فترة بطريقة أو بأخرى، وبحلول عام 2015، كانت الجميع يمني النفس بعودة تاريخية لسلسلة Metal Gear Solid مع The Phantom Pain، ولكن الخوف الأكبر هنا كان التطرق لبيئة العالم المفتوح، وبغض النظر عن التنوع البيئي المعدوم والمهام العشوائية، كانت عناصر التسلل والتخفي حاضرة بقوة وبشكل أفضل من أي جزء سابق.
في نفس الوقت عاد العميل 47 للأضواء من جديد مع وعود بالعودة إلى أيام المجد التي شهدتها إصدارات Silent Assassin و Blood Money، وفي الواقع تفوق استديو IO Interactive على نفسه وقدم أفضل مغامرة في تاريخ السلسلة من حيث تصميم المراحل والخيارات المتاحة للاعبين، والقدرة على القضاء على كل خصم رئيسي بعشرات الطرق المبتكرة والمختلفة، عاب اللعبة فقط التركيز على نظام الحلقات، وهي المشكلة التي تم حلها في الجزء الثاني الصادر عام 2018.
كلا المشروعين كانا متباينين بدرجة كبيرة، أحدهما يتخذ نهجًا جديدًا جريئًا في أسلوب اللعب المعتمد على التخفي، والآخر يعود إلى أفضل ما كان عليه في السابق، وعلى الرغم من العيوب التي شهدتها كل لعبة، إلا أنهما حققا نجاح مدوي على المستوى التجاري والنقدي.
كل ما كان ينقصنا في تلك الفترة هي العودة المرتقبة لعناوين Splinter Cell و Thief، ولكن يبدو أن الانتظار سيطول.
استراحة محارب!
على الرغم من أن الأوضاع كانت ممتازة في السنوات الأخيرة، إلا أن الفترة الحالية تعتبر بمثابة استراحة طويلة لأشهر ألعاب التخفي والتسلل، توقفت سلسلة Dishonored ولن تحصل على إصدارات جديدة في أي وقت قريب، ونفس الوضع مع Hitman التي حصلت على جزء ثالث مؤخرا وستتوقف لأجل غير مسمى بسبب تركيز الاستديو على مشاريع مختلفة.
مستقبل مظلم ينتظر سلسلة Metal Gear Solid بسبب تخبط كونامي وتقارير تتحدث عن إسناد اللعبة لاستديو تطوير خارجي، أما Assassin’s Creed فقد ضلت طريقها وتتنقل بحرية تامة بين الحقب الزمنية المختلفة وتارة تتخلى عن أسلوب التسلل والتخفي بشكل فج وتارة أخرى يتم تقديمه بشكل مميز وغير مألوف.
في نفس الوقت ضل سام فيشر طريقه ولا أحد يعلم موعد عودة سلسلة Splinter Cell من جديد بعد توقف استمر لأكثر من 7 سنوات، في حين تحافظ Deus Ex على هدوئها في الوقت الراهن بعد تقسيم الجنس البشري وينتظر عودتها بفارغ الصبر، وبالتالي دعونا نأمل أن لا تكون الفترة القادمة بمثابة كابوس لمحبي ألعاب هذا النوع مع غياب معظم السلاسل الرئيسية.
المستقبل في الظلام!
إذا فيما يتعلق بالمكان الذي نذهب إليه، والغرض من هذا المقال، ما الذي نريده من ألعاب التخفي في المستقبل؟ في حين أن العناوين الكلاسيكية مثل Chaos Theory و Blood Money و Deadly Shadows و Tenchu قضت وقتًا طويلاً للتألق، وفقًا للمعايير الحديثة، فإنهم أكثر كلاسيكية وبساطة ويصعب الإندماج معهم في الوقت الراهن مقارنة بما حدث قبل سنوات طويلة.
ومع ذلك، فإن رؤية أسلوب التخفي يتم إحالته إلى مهام إلزامية أحادية ليس بالأمر الرائع أيضًا، نحن بحاجة إلى تحقيق التوازن، جعله سهل الوصول إليه وسهل الاستخدام، ولكن في نفس الوقت لا ينحرف عن أصوله، مثال على ذلك، يوفر ريبوت Hitman أهداف في كل مهمة التي تقودك عبر السيناريوهات المختلفة للتعود على الوضع، بينما تقدم The Last of Us 2 حرب التخفي وحرب العصابات الوحشية، لكنك لست مجبرًا على استخدامها أو الاعتماد عليها.
الأمر كله يتعلق بتحقيق هذا التوازن، هناك طلب ورغبة في ألعاب التسلل، في نفس الوقت يعرف المعجبون أنه يجب أن تتطور ألعاب هذا النوع مقارنة بالأيام الأولى، لكنهم لا يريدون ذلك “التخفي” المبسط أو القائم على الأكشن والذي رأيناه في البداية.
ليس من المستغرب أن يكون هناك رغبة كبيرة في عودة سام فيشر في مغامرة جديدة بعد سنوات من الغياب، أو الحصول على ريميك لجزء Chaos Theory على سبيل المثال عوضا عن إرغام الشخصية على الظهور في ألعاب أخرى لا تمت لها بصلة.
ما نعلمه حقا أن هناك مجموعة من المعجبين الذين يريدون ذلك والمطورين الذين يحرصون على إعادة ألعاب التخفي إلى سابق مجدها، والآن كل ما نحتاجه هو المزيد من العناوين المخصصة التي تركز على التخفي أكثر من أي عنصر أخر.
قد يبدو المستقبل مظلم لمحبي ألعاب هذا النوع، ولكن كما اعتدنا، لا تسير الأمور على نفس المنوال لفترة طويلة، وبعد سنوات من ألعاب التسلل والتخفي المميزة، ربما حان الوقت لفترة راحة قبل العودة بشكل جديد ومختلف مع ألعاب تمتلك شعبية وجماهيرية كبيرة مثل Deus Ex أو Dishonored وتستفيد من مزايا PS5 و Xbox Series X بشكل مبهر لا يمكن توقعه.