عادة الألعاب المبنية على أفلام لا تحقق النجاح الكبير لذا تراجع اهتمام مطوري الألعاب بها ولم نعد نشهد الكثير من المشاريع المشابهة لكن مؤخراً تم الكشف عن ألعاب Indiana Jones و James Bond (مشروع 007) والتي أشعلت حماس الكثير من الجماهير الذين يتطلعون لنجاح هذه المشاريع وقد استبشرنا خيراً عندما عرفنا من هم مطوري هذه الألعاب ومجال خبراتهم وعراقتهم.
كما علمنا في نوفمبر الماضي فإنه من بعد العميل 47 فإن جيمس بوند هو بطل مشروع IO Interactive المقبل الذي يحمل حالياً اسم Project 007 وهذا الفريق معروف بتطويره سلسلة Hitman التي حصلت مؤخراً على الجزء الثالث من ثلاثية الريبوت ونال استحسان النقاد. أما فريق MachineGames فقد فاجأنا بالكشف عن لعبة إنديانا جونز مؤخراً والذي كان مسؤولاُ عن سلسلة Wolfenstein وطور ألعابها بدء من Wolfenstein: The New Order وسنناقش معكم بهذا المقال أسباب تجعلنا نعتقد بأن هذين الفريقين سيكونا مطوريين مثاليين لهذه الألعاب.
Project 007 من IO Interactive
استوديو IO Interactive أجاد تقديم ألعاب هيتمان بمهارة تامة مع التركيز على منح اللاعب عناصر لعب ممتعة. كذلك تفنن العميل 47 بأساليب مختلفة للقضاء على خصومه عبر تقديم المطور احتمالات واسعة للغاية لقتل الأعداء. كذلك يمتلك الفريق طريقة ببناء المراحل تجعلها مليئة بالحياة رغم أنها لا تعتمد على بنية العالم المفتوح الضخمة. فهذه اللعبة تعتمد أسلوب Sandbox الذي يمنح فيه اللاعب حرية بتنفيذ المهام دون قيود أو بدون خط سير معين رسمه المطور.
أسلوب وطريقة بناء هذا الفريق لعالم ألعابه وجعل اللاعب ينغمس معها مع منحه حرية بطرق تنفيذ المهام تجعله مؤهل جدا لبناء عالم للعبة بطلها العميل 007. حتى أن هناك الكثير من النقاط المشتركة بين أنظمة لعب Hitman وجيمس بوند مثلاً في سلسلة هيتمان كان هناك اعتماد كبير على التسلل خلف العدو بوسائل مختلفة وإفقاد العديد من الحراس لوعيهم وإخفاء الجثث بجانب اعتماد العميل 47 على البيئة المحيطة به لاستخدامه ضدهم وقيامه بالتنكر بأزياء مختلفة كي يتمكن من الدخول لأماكن معينة. هذه العناصر كلها نحتاجها في لعبة جيمس بوند مع ضرورة توفير أدوات ومعدات متطورة تساعده بمهمته كتلك التي رأيناها في أفلامه.
أمر واحد فقط نريد من الاستوديو أن يحرص عليه لنجاح لعبته وهو التركيز على القصة فسلسلة هيتمان كانت تعتمد بشكل أكبر على أسلوب اللعب والقصة لم يتم الاعتناء بها بشكل كبير. الأمر يختلف مع جيمس بوند فهنا يجب أن يتم الاهتمام بالسرد القصصي أكثر وليس فقط بعناصر اللعب لأن القصة طالما كانت ركيزة أساسية لنجاح أفلام بوند وخصوصاً بأن هذا العنوان بدأ وانتشر كسلسلة كتب لذا يمكن أن يغرف منها المطور ويقدم لنا قصة أصلية تثير حماسنا. إذاً على الاستوديو أن يزاوج بين مهارته في صناعة أسلوب لعب ممتع وقابل لإعادة اللعب وبين تأليفه لقصة محبوكة جيداً من أجل ضمان النجاح ولو فعل ذلك فنحن متأكدين من قدرة الاستوديو على تقديم لعبة رائعة. وكان الفريق قد أكد بأن اللعبة ستقدم قصة أصلية للعميل بوند وستجعلنا نتقمص دور هذه الشخصية الشهيرة بدء من انطلاقه في عالم الجاسوسية وصولاً إلى اكتسابه شهرته الواسعة بهذا المجال.
Indiana Jones من MachineGames
استطاع هذا الفريق مع نجاحاته بألعاب Wolfenstein أن يثبت براعته في تقديم تجربة الأكشن والمغامرات ممزوجة بعناصر التصويب من المنظور الأول بشكل ممتع ومرضي للاعبين. ولم يقدم أحد آخر تجربة قتال نازيين كما فعل هو.
ولطالما استمتعنا بألعاب الفريق بمزيج جيد بميكانيكيات القتال والأسلحة تمكننا دوماً بتبديل طرق اللعب مما يمنحنا تجدد دائم بالتجربة. من ناحية أخرى ألعاب الفريق دائماً تكون مليئة بالمراحل التي تحفزنا على الاستكشاف وتغرينا بالغوص في ثناياها.
كذلك يجيد الاستوديو إنشاء القصص التي تبقي اللاعب متعلق باللعبة لفترة طويلة بجانب بناء الشخصيات المثيرة للاهتمام مما جعل شخصيات ألعاب Wolfenstein غير قابلة للنسيان من البطل B.J. Blazkowicz إلى الأشرار Frau Engel و Strasse إلى الشخصيات الثانوية الأخرى.
عبر مزج كل هذه العناصر أعلاه يمكن أن نحصل على لعبة إنديانا جونز مثالية عبر تقديم شخصية مبنية بشكل قوي ومؤثرة مع قصة محبوكة جيداً بجانب تصميم مراحل تغرينا باستكشافها. وبما أننا سمعنا قبل أيام بأن هذه اللعبة قد تضم ألغاز بطابع دافنشي كود مع تلميحات لمواجهة إنديانا جونز للنازيين في روما فإن خبرة الفريق بهذه المجالات ستلعب دور كبير جداً لتقديم أفضل تجربة ممكنة. هناك أمر واحد فقط يشغل بالنا وهو مسألة منظور اللعب فعادة تكون الألعاب المقتبسة من أفلام من منظور الشخص الثالث واللاعبون يفضلون هذا المنظور بألعاب المغامرات أما خبرة الاستوديو بألعابه السابقة هي بمنظور الشخص الأول وأعتقد بأن عليه أخذ خطوة جريئة بهذه اللعبة وتغيير المنظور لأن اللاعبين بهكذا ألعاب يحبون دوماً رؤية الشخصية الرئيسية ليتذكروا دوماً بأنهم يتقمصون دور هذا البطل من أفلامهم المفضلة.
إذاً هذه كانت الأسباب التي أعتقد بأنها تؤهل MachineGames و IO Interactive مع ملاحظات على الفريقين الاعتناء بها لتطوير تجارب مثالية من عناوين جيمس بوند و إنديانا جونز. والآن حان دوركم هل تتفقون معي بهذا الرأي أم تعتقدون بأن هناك استوديوهات أخرى كان يمكن أن تطور هذه المشاريع بشكل أفضل من هذين الفريقين؟