توفر منصات الالعاب بأنواعها في الاسواق هو من اهم الاشياء بالنسبة للاعبين، واللي اهم من توفر المنصات؛ هو توفر الدعم لها وتوفير خدمة مابعد البيع، واللي هي في الاساس تخليك تشتري الجهاز وانت متطمن وتستفيد من كل مميزاته. لكن بما إننا “سوق” وتحديداً السوق السعودي تتوفر فيه فرصة جيدة للإستثمار، ليش الاكس بوكس (XBOX) يتأخر كثير عشان يوصلنا، واذا وصلنا بعد وقت متأخر يوصل بدون دعم او دعم محدود، ليه؟
ليش ندخل محل العاب ونلقى كل شيء متوفر للبلايستيشن عكس الاكس بوكس؟ هل هو عشان وكيل ميكروسوفت مايبغى يتحرك ويدعم؟ وهل القرار بيد الوكيل؟ وليش خدمة إكس بوكس لايف (XBOX LIVE) ماوصلتنا من نوفمبر (2002) وقت صدورها لأول مرة على جهاز الاكس بوكس حتى اواخر عام (2012)؟ عشان أمهد للموضوع وقبل ما أجاوب على الأسئلة بتكلم بشكل سريع عن ميكروسوفت.
مثل ما كلنا عارفين ان ميكروسوفت شركة امريكية تعمل في مجال أنظمة التشغيل والبرمجيات، تأسست عام (1975) وكان اول منتجاتها نظام تشغيل (MS DOS)، وبعده انتجت نظام تشغيل ويندوز (Windows) وغيرها من البرامج الشهيرة اللي نستخدمها بشكل يومي. وفي عام (2001) انتجت ميكروسوفت اول جهاز اكس بوكس؛ وهنا صارت فيه نقطة تحول واللي هي تطوير في منتجات الشركة. وزي ما حنا عارفين وقلنا قبل ان الربح المادي اللي بدون مخاطرة هو الهدف الرئيسي للشركات، وعشان تبعد ميكروسوفت عن المخاطرة اعتمدت ميكروسوفت على نظرية شهيرة وسهلة جداً.
نظرية مصفوفة أنسوف (Ansoff Mattrix)
زي ما حنا شايفين في الصورة؛ المصفوفة عبارة عن 4 مربعات مكونة من 4 اشياء رئيسية اللي هي:
إختراق السوق، تطوير المنتج، تطوير السوق، وآخر شي اللي هو التنويع، وهي اخطر استراتيجية من استراتيجيات التسويق وتكون فيها مخاطرة كبيرة.
ناخذ الموضوع من البداية عشان يسهل علينا، ميكروسوفت اصدرت ويندوز في بدايات عهدها في الولايات المتحدة، وبكذا تكون اخترقت السوق الحالي (الامريكي) بالمنتج الحالي ويندوز، بعدها قررت تطور السوق مع المنتج الحالي اللي هو ويندوز وملحقاته، وتدعمه في دول مختلفة في العالم بلغات متعددة، وبشكل رسمي نلاحظ هنا ان تطوير السوق معناه بيع المنتج الحالي في سوق جديد، هنا صار عندها منتج حالي (ويندوز) في سوق جديد، وبكذا تكون ميكروسوفت ابعدت منتجها اللي هو الويندوز عن مربع الخطر اللي هو التنويع. بعد كذا قررت ميكروسوفت في عام (2001) إنها تطور في منتجاتها واصدرت منصة العاب وسمتها اكس بوكس، معنى الكلام هذا انه عندها الحين منتج جديد وراح تنتجه في السوق الحالي، اللي هو الامريكي فقط عشان تبعد عن مربع الخطر اللي هو خطر التنويع (منتج جديد في سوق جديد).
عشان توضح الصورة اكثر؛ بضرب مثال: لنفرض سعودي قيمر اخترق السوق السعودي بالبودكاست، بعد ماصار البودكاست شي مميز في السعودية قرروا ينتجون بودكاست باللغة الانجليزية لغرض تطوير السوق وجني ارباح اكثر، بعد كذا قرروا يطورون انتاجهم بفيديوهات يوتيوب، وصار عندهم الحين منتج جديد اللي هو انتاج يوتيوب، الخطوة الصحيحة الآن هي التركيز على فيديوهات باللغة العربية بس، والاكتفاء بالمتابعين السعوديين لغرض الابتعاد عن التنويع، لأن فيديو اليوتيوب يعتبر منتج جديد واطلاقه باللغة الانجليزية في سوق جديد يعتبر مخاطرة ويدخل في مربع التنويع.
الان نرجع لميكروسوفت، في نوفمبر (2012) اعلنت ميكروسوفت انها راح تطلق خدمة (XBOX LIVE) في عدد من الدول، ومن هذي الدول السعودية والامارات بعد مرور تقريباً 11 سنة من اطلاق الاكس بوكس.
اما من ناحية الوكيل؛ فالوكيل له دور في تنشيط عملية البيع والدعم، لكن لو كانت الشركة الأم ماترغب في السوق؛ الوكيل ماراح يقدر يسوي شيء، لكن في المقابل لو كانت الشركة ترغب في السوق؛ والوكيل ماعندك احد -رايح فيها- راح تلغي الشركة وكالته وراح تسلمها لوكيل غيره، زي ما صار مع جنرال موتورز وأحد وكلائهم (بالبيد).
ولا ننسى الشراكة الإستراتيجية اللي تمت بين شركة الاتصالات السعودية وبين ميكروسوفت في تسويق خدماتها واجهزتها في المنطقة، وهذا شيء شجع ميكروسوفت على الدعم وتطوير سوقها والدخول للسوق السعودي.
العلاقة بين الدعم والمبيعات علاقة طردية، اذا زادت المبيعات زاد الدعم والاهتمام بالسوق.
زبدة الموضوع
بيع منتج جديد في سوق جديد يعتبر مخاطرة من الدرجة الاولى للشركة، فميكروسوفت كانت ماشية على نظرية تبعدها عن أي مجازفة قد تسبب لها خسائر، لأن الاكس بوكس يعتبر منتج جديد على نشاط الشركة السابق وبيعه في سوق جديد تعتبرحركة فيها مجازفة.
وان شاء الله اذا توفر الاكس بوكس قريباً في السعودية مع الدعم وخدمة مابعد البيع؛ راح تنزرع الثقة في نفوس اللاعبين وراح تتغير نظرتهم للجهاز وراح يكون منافس للبلايستيشن بشكل قوي، وهذا اللي نتمناه في السنوات القادمة بمشيئة الله.