لعبة Final Fantasy VII، والتي صدرت في عام 1997 حصريًا على البلايستيشن 1، كانت ولازالت أنجح لعبة من نوعها خاصة خارج اليابان، وهي البداية لكثير من اللاعبين بالسلسلة، ويعتقد المطور أن الفضل في ذلك يرجع إلى رسومها ثلاثية الأبعاد وطابعها السينمائي مقارنة بالرسوم ثنائية الأبعاد للأجزاء السابقة، فهي لعبة RPG ذات حجم ومحتوى ضخم، فهناك نظام القتال العميق والزعماء الأساسيين السريين، وعدد كبير من الشخصيات الأساسية والجانبية، والفعاليات العدة والأماكن الكثيرة لزيارتها.
ونظرًا لمحتوى اللعبة الكبير، سواء مناطق أو قصص أو فعاليات، فقد قرر المطور إعادة تطويرها تحت اسم Final Fantasy VII Remake على شكل أجزاء أو حلقات، تنتهي الأولى منها والتي ستصدر يوم 10 أبريل بهروب فريقك من مدينة Midgar، وذلك لأعطاء كل قصة في اللعبة حقها الكامل. من أكبر التحديات للمطور هو تحسين الرسوم لتكون عصرية مع محافظتها على طابعها الخاص، ومع أداء صوتي بعدة لغات – والأصوات الإنجليزية كانت جيدة – وكذلك تجسيد القصص بشكل أكبر، مع إضافة شخصيات وقصص جديدة وحتى إظهار شخصية Sephiroth مبكرًا في القصة وهو أحد مطالب عشاق اللعبة بقول المطور. فكرة الإصدار الأول ببساطة هو جعلك تعيش تجربة مدينة Midgar بشكل كامل وعصري.
في زيارتي إلى لندن لحضور حدث لتجربة اللعبة بدعوة من الناشر Square Enix، سنحت لي فرصة تجربة 3 فصول من اللعبة وهي الأول والثاني والسابع مع قتال في بداية العاشر، و تشكل بتقديري الشخصي 15٪ من اللعبة. الفصل الأول هو مهمة تفجير مفاعل شركة Shinra بينما الثاني عبارة عن هروبكم والسابع تفجير مفاعل آخر، وهي فصول خطية وسينمائية أكثر من باقي اللعبة، ولذا أعطتني فرصة تجربة رسوم وموسيقى وقتال اللعبة لكن لم تعطني فكرة عن المهام الجانبية وجانب الاستكشاف. الرسوم عمومًا رائعة في اللعبة، وتنجح في تقديم لعبة متفوقة تقنيًا وفنيًا بدون أن تفقد طابعها الأصلي.
القتال هو التغيير الكبير، فهناك طور كلاسيكي يحاكي نظام اللعبة الأصلي، لكن الطور الجديد الذي جربته كان ممتازًا، فلديك ضربتان بزري المربع والمثلث، وأحيانًا يكون المثلث لضربة تعتمد على عداد مثل Barret أو للتبديل بين طوري قتال مثل Cloud، وتستطيع الضرب متتاليًا (Combos)، ومع الضرب والوقت يمتلئ لديك عداد مقسم إلى أجزاء يتيح لك كل جزء منه استخدام السحر والأدوات والضربات الخاصة، وتستطيع التحرك بحرية وتفادي الضربات والصد، وكذلك إعطاء الأوامر لزميليك أو التبديل بين شخصيات فريقك الثلاث في القتال، وهدفك الأساسي هو ضرب العدو ضربات معينة حتى يضعف دفاعه (Staggered) ومن ثم ضربه بكل ما أوتيت من قوة. كذلك هناك إستدعاء الوحوش مثل Ifrit بعد إمتلاء عداد خاص بهم، ويقاتلون بنفسهم مع إمكانية إعطاء أوامر لهم.
الصعوبة كانت موزونة وزنًا جيدًا على المستوى العادي (وهناك مستوى سهل، أيضًا)، وقتالات الزعماء كانت ملحمية بتقديمها وموسيقاها، بينما قتال الأعداء العاديين كان سريعًا. التنوع بين فريقك جيد، فشخصية Barret تستطيع ضرب الأعداء البعيدين والذين على ارتفاع، بينما Cloud جيد عن قرب بسيفه، و Tifa تستخدم ضربات وركلات و Aerith تنوع بين الهجوم والدفاع. نظام القتال كان أكثر سلاسة ومتعة من ذاك في الجزء 15 بالمقارنة.
الأداء الصوتي والحوارات كانت أيضًا جيدة وإن لم تخلو من بعض اللحظات الغريبة وكثرة رد الشخصيات بـ”أوه” و “أم” و “أه”، مع تعابير وجه جيدة عمومًا.
الموسيقى أيضًا أصبحت أكثر ديناميكية في تغيرها مع تغير الأحداث، وهي نسخ معدلة (Remix) من موسيقى اللعبة العادية وأقل مايقال عنها أنها رائعة وستحرك مشاعر عشاق السلسلة وتعجب الجديدين عليها.
من تجربتي ونقاشي مع فريق التطوير تبدو اللعبة واعدة جدًا وتبقى علامات الاستفهام الوحيدة هي كيف سينتهي هذا الجزء بدون أن يبدو ناقصًا وماهي كمية وجودة محتوى المهام الجانبية لإعطائها حجم RPG كاملة، وسننتظر تقييم اللعبة لنحكم على ذلك.
لعبة Final Fantasy VII Remake الحلقة الأولى ستصدر في 10 أبريل 2020 حصريًا على بلايستيشن 4.